بوابة الوفد:
2024-07-02@01:06:53 GMT

التصريحات المستفزة لن تورط مصر

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

ماذا بعد حرب غزة، وكل هذه الحشود الأمريكية والأوروبية؟ وما الذى تريده إسرائيل من وراء لغة التهديد المتصاعدة ضد مصر من بعض الدوائر الكبرى السياسية والعسكرية فى تل أبيب؟ كل الشواهد تؤكد أن الهدف ليس حماس، وإنما  سيناء، مصر، باستغلال الأزمة الاقتصادية الخانقة التى تمر بها، لتمرير صفقة القرن؛ بتهجير الفلسطينيين قسرًا إلى ومن ثم التخلص من صداع حماس فى القطاع، وزرعها داخل سيناء؛ لتحقيق حلمها المزعوم فى إقامة الولاية الاسلامية بها، وينعم أبناء صهيون بما احتلوه من  أرض عربية معتصبة، خاضت من أجلها مصر أربع حروب دفع ثمنها شعبنا غاليًا.

كل ما يحدث على أرض غزة الآن، من هدم لجميع المستشفيات والملاجئ والمساجد والكنائس وقتل لآلاف الفلسطينيين رجالًا ونساء وأطفالًا، وعزل شمال ووسط غزة عن جنوبها فى حرب إبادة جماعية مغلفة بوصمة عار دولية، وإجبار أهل غزة على النزوح صوب الحدود المصرية، ما هو إلا خطوات استباقية، ومحاولات مكشوفة  لجر مصر وتوريطها فى الحرب؛ بسبب وقوفها فى وجه أمريكا وحلف النيتو وأوروبا، ومن يريدون تصفية القضية الفلسطينية، وتنفيذ صفقة القرن على حساب مصر وشعبها؟ 

وتناسى هؤلاء أن مصر لن تفرط، كما أكد رئيسها ولو فى شبر واحد من تراب سيناء الغالية، وإنها  لن تركع أبدًا أمام كل محاولات الابتزاز والمزايدات، و فى الوقت نفسه لن تتخلى عن الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة.. 

ويبدو أن نتنياهو ورفاقه فى أمريكا وأوروبا لم يستوعبوا الدرس بعد، ويعتقدون خطأ أن لعبتهم لم تعد مكشوفة، ومن الواضح أنهم لم يدركوا بعد أن تحقيق حلم إسرائيل الكبرى لن يمر أبدًا من هنا، وإذا كانت حماس التى صنعتها أمريكا شوكة فى خاصرة السلطة الفلسطينية، منحتهم بعدم تقديرها للظروف الدولية والإقليمية، وسيرها خلف إيران وحزب الله، فرصة شن هذه الحرب التى جاءت لإسرائيل وحلفائها على طبق من ذهب، فإن القيادة المصرية تدرك جيدًا كل خيوط اللعبة واوراقها، ولن تسمح لأى جهة توريطها فى حرب بالوكالة، فكفانا حروبًا خضناها، لم يستثمرها جيدًا أصحاب القضية وانشغلوا بصراعاتهم الداخلية.

وتخطئ أمريكا وحلفاؤها، ويخطئ قادة حماس أيضا، إذا كانوا يظنون أن الحزام النارى الذى نصبته أمريكا  بالغواصات وقوات المارينز والصاعقة قبالة الحدود المصرية، وفى قواعدها بدول الخليج، يرهب مصر أو يهزها أو يمثل ضغطًا عليها لفتح الحدود، وقبول كل النازحين وليس الجرحى والمصابين فقط، بل على العكس فهى تزيد المصريين قوة والتفافًا حول قائدهم وجيشهم، الذى يقف دائمًا فى ظهرهم، وقادر دائمًا وأبدًا على حماية أرضهم، وصون كرامتهم، والحفاظ على سيادة دولتهم، وإغاثة الشعب الفلسطينى.

فرغم كل الضغوط والاستفزازات على الحدود  نجحت مصر فى إدخال نحو عشرة آلاف طن من المساعدات الطبية  والغذائية، وتبذل كل ما فى وسعها لوقف إطلاق النار وإعادة قضية العرب التاريخية إلى طاولة المفاوضات لتحقيق حل الدولتين بعيدًا عن صراع الفصائل الفلسطينية، وهو ما ستركز عليه القاهرة، وتطالب به مجددًا خلال الدولية الاقليمية المرتقبة.

وهنا أرفع القبعة للدبلوماسية المصرية التى تتمسك بعقلانيتها، أمام التصريحات المتناقضة للرئيس الأمريكى ووزير خارجيته ومحور الشر الأوروبى، ففى الوقت الذى ينادون فيه بعدم اتساع رقعة الحرب، والعمل لإقرار هدنة إنسانية، نجدهم يحركون المزيد من الطائرات والبوارج والغواصات وكاسحات الألغام ويكثفون أعداد الجنود والضباط  قرب الحدود والشواطئ المصرية.

عموما كلنا أمل فى  القمة الدولية الإقليمية العربية المرتقبة، وياليت الجميع ينتبه جيدًا لألاعيب إسرائيل وأهدافها وتهديداتها التى تجاوزت السرية إلى العلانيية، ويدرك العرب من المحيط إلى الخليج أن مصر وحدها ليست المطالبة دائمًا بدفع فاتورة أى حرب تندلع فى فلسطين، وأن  الفارق بينهم وبين إسرائيل، أن الأخيرة تنفذ ما تقول وتعلن وتترجم أصواتها إلى أفعال، فيما يكتفى العرب بعقد القمم والمؤتمرات وأصدار التوصيات التى لا تغنى ولا تسمن من جوع.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حرب غزة غزة مصر العسكرية تل أبيب

إقرأ أيضاً:

القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم

فى حياة كل شعب أيامٌ مضيئة لا تنساها الأجيال المتعاقبة. تتعلم الشعوب من خلال هذه الأيام أن تثق بقدرتها على التغيير، وقدرة الجماهير على إحداث الفارق فى تاريخ الأمة ومستقبلها.

وفى مصر، كان يوم 30 يونيو 2013 أحد هذه الأيام المضيئة؛ إذ أثبت أن مصر العظيمة لا تنهزم، وأنه فى أحلك الظروف وأعتى التحديات يستطيع الشعب المصرى دائماً أن يجد مخرجاً.

وأن العقلية المصرية والمخزون الحضارى لهذا الشعب لا ينضب ولا يجف.

إن خروج ملايين المصريين فى يوم 30 يونيو 2013 حمل الكثير من الدلالات والرسائل التى تستحق أن نتأملها بعمق، ونوفيها حقها فى الدراسة والتفكير، ونتعلم منها كيف يستطيع المصريون إحداث الفارق ومواجهة التحديات والصعاب، إن 30 يونيو هى درس عظيم فى الأمل.

واحدة من أهم الدلائل التى حملتها 30 يونيو انحياز المصريين لدولة المواطنة؛ فقد كان الخطاب السياسى فيما قبل 30 يونيو؛ محمَّلاً بالكراهية والعداوة تجاه أى مختلف، ومتخذاً منطلقاً مبنياً على ادعاءات تتنافى مع قِيَم التسامح، وتهدِّد التماسك والسلم المجتمعيَّيْن.

وقد ظهر الوجه الآخر لهذا الخطاب بأعنف صوره فى الأحداث التى تلت ثورة 30 يونيو، من الاعتداءات التى طالت المجتمع المصرى كله، والشهداء الذين سقطوا جراء هذا العنف، والتخريب والهجوم الذى طال كافة أنحاء البلاد.

لكن صمود شعبنا العظيم وتماسكه حال دون نجاح هذه المخططات العنيفة.

وكذلك اتخذت الدولة ما بعد 30 يونيو خطوات جادة فى قضية المواطنة، فجاءت قرارات ترميم الكنائس المتضررة، وإعادتها أفضل مما كانت عليه، ثم صدور قانون دور العبادة، وتقنين أوضاع الكنائس، وغيرها من الخطوات والأحداث التى أكدت حرص الدولة المصرية على تفعيل المواطنة، ومعالجة قضايا عانت منها مصر على مدار عقود متصلة؛ وهذا الحرص استُلْهِم وتأسس على روح ثورة 30 يونيو العظيمة.

إن هدف تحقيق دولة المواطنة فى مصر قد صار الآن أقرب بكثير مما كان عليه سابقاً، والعمل على تعزيز المواطنة هو عمل مجتمعى يشترك فيه الجميع لأجل الجميع لبناء الجمهورية الجديدة.

إن المواطنة تظل مجرد فكرة وشعار سياسى ما لم تنتقل إلى الممارسات العملية ويستوعبها العقل الجمعى ويعمل فى إطارها، وكان يوم 30 يونيو هو إحدى الدلائل العظيمة على استيعاب العقل الجمعى المصرى لأهمية المواطنة.

واليوم، نعلم جميعاً حجم التحديات التى تواجهها الدولة المصرية؛ فالظروف العالمية والإقليمية فى غاية التعقيد والصعوبة، والتحديات الاقتصادية ليست سهلة وتحتاج لحلول غير تقليدية، لكننا نثق بالله أولاً ونؤمن بقدرته العظيمة على تغيير الواقع، ثم نثق بقدرة الشعب المصرى على تجاوز التحديات، ثم قدرة الدولة المصرية على قيادة الأمر بحكمة.

إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حدث سياسى، بل كانت تجسيداً لقوة وإرادة الشعب المصرى، واستناداً إلى مخزون حضارى عريق يمتد عبر آلاف السنين.

أثرت الثورة بشكل عميق على مفهوم دولة المواطنة فى مصر، وأكدت عظمة مصر كدولة ذات حضارة عظيمة.

ورغم التحديات، يظل الأمل مستمراً فى قدرة المصريين على تجاوز الصعاب وبناء مستقبل مشرق. إن مصر اليوم تحتاج للعمل أكثر من أى شىء آخر، والإخلاص والجهد فى تحقيق التنمية بكافة المجالات.

وواحدة من أهم ثمار المواطنة تعلم العمل معاً والتكاتف لتحقيق الأهداف والمصلحة العامة.

حين أتذكر ثورة 30 يونيو، أشعر بالفخر الكبير لانتمائى للشعب المصرى، وأتطلع وأصلى دائماً لأجل غدٍ أفضل، واثقاً أن تحقيق هذا الغد الأفضل ممكنٌ، بل أكيد، طالما أن هذا الشعب متماسك وواعٍ وحريص على استقرار الدولة والمجتمع.

لتكن ثقتنا دائماً فى قدرة مصر وعظمتها وأن «مصر لا تنهزم»

مقالات مشابهة

  • مسلسلات وثقت ثورة 30 يونيو للأجيال الجديدة
  • الخارجية الأمريكية: تعزيز التعاون مع مصر وقطر لتحقيق الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية
  • اسرائيل في مشروع “الهنود الحمر”
  • حزب الله تلقى تحذيراً جديداً.. تقريرٌ يكشف مضمونه!
  • تعديل وحدة المزايدة لتحديد سعر الإقفال للأوراق المالية
  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • تساؤلات مشروعة عن الجامعة الأفريقية
  • رمضان صبحي يخضع لجلسة استماع ثانية من أجل حسم مصيره في أزمة المنشطات
  • علامة تجارية تورط رونالدو.. والاتحاد الآسيوي يعاقب النصر والهلال بغرامات كبيرة
  • أمريكا تقدم صياغة جديدة لإقرار هدنة في غزة