كان وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا فى زمن الحرب العالمية الثانية، هو الذى وصف الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تجرب كل الطرق الخطأ قبل أن تصل إلى الطريق الصواب.
ورغم أن اختبارات كثيرة مرت بها الولايات المتحدة من زمن تلك الحرب إلى اليوم، ورغم أنها كلها تقريبًا كانت تقول إن ما قاله تشرشل أقرب ما يكون إلى الصحيح، إلا أن اختبار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر، إنما يزيد ما قاله رئيس الوزراء البريطانى دقة وصوابًا.
فالرئيس الفلسطينى محمود عباس أدان استهداف المدنيين على الجانبين، ومع ذلك تستهدف القوات الإسرائيلية المدنيين فى قطاع غزة على مدى ما يزيد على الشهر، ولكن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لا ترى ذلك ولا تحاول أن توقفه.
وتبحث الإدارة نفسها عن بدائل لحكم القطاع فى مرحلة ما بعد الحرب، وتجعل البدائل كلها غير فلسطينية، وكأنها لا تعرف أن أرض غزة أرض فلسطينية، وأنها أرض لن يحكمها فى النهاية إلا أهلها من أبناء فلسطين.. ولا تتوقف واشنطون عن الكلام عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، فإذا قيل لها أن الفلسطينيين أولى بهذا الحق لأنهم أصحاب أرض جرى احتلالها، أغمضت عينيها وأغلقت أذنيها، فكأنها لا ترى ذلك ولا تسمعه، فإذا رأته وسمعته لم تُقره ولم تقبله.
وتشارك الولايات المتحدة إسرائيل تسريب أخبار عن رغبة فى تهجير أبناء غزة إلى مصر، وأبناء الضفة إلى الأردن، بغير أن تدرك أن هذا مستحيل، وأن مصر إذا كانت ترفضه مرة بالنسبة لها، وكذلك الأردن فيما يخصها، فالفلسطينيون أنفسهم يرفضون الموضوع ألف مرة.. ومع ذلك لا يتوقف الأمريكيون والإسرائيليون عن ترديد هذه الأسطوانة المشروخة، وهُم يعرفون أنهم يبددون الوقت والجهد معًا فيما لا يفيد.
وكلما سألوا بايدن أن يضغط على تل أبيب لوقف الحرب لم يستجب، بما يعنى أنه يوافق إسرائيل على ما تمارسه من عربدة فى أنحاء القطاع، ولا بد أن الرئيس الأمريكى أكثر العارفين بأن هذا ليس حلًا ولن يكون، وأنه لا حل سوى دولة للفلسطينيين يمارسون عليها حقوق السيادة كاملة غير منقوصة.
تجرب الولايات المتحدة فى قضية فلسطين كل الطرق الخطأ، وتتنقل فيها وفى غيرها من طريق خطأ إلى آخر أشد خطأً منه، ولا تحاول ولو لمرة واحدة الذهاب إلى الطريق الصواب دون تبديد الوقت والجهد والمال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط احمر رئيس وزراء بريطانيا الولايات المتحدة الأمريكية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
الولايات المتحدة – أكد ممثل القيادة الاستراتيجية في البنتاغون الأدميرال توماس بيوكانن إن بلاده تقر بإمكانية تبادل الضربات النووية إذا ما ظل لديها احتياطي في ترسانتها النووية يسمح لها بالهيمنة.
جاء ذلك خلال حديث بيوكانن، أحد كبار أعضاء القيادة الاستراتيجية الأمريكية، بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن CSIS، حيث تابع الأدميرال، تعليقا على احتمال استخدام الأسلحة النووية: “عندما نتحدث عن القدرات النووية وغير النووية، فمن الطبيعي أننا لا نرغب في خوض تبادل للضربات النووية، أليس كذلك؟ لكنني أعتقد أن الجميع يتفقون على أنه إذا اضطررنا لذلك، نريد أن يحدث وفقا لشروط تضمن مصلحة الولايات المتحدة”.
وأشار بيوكانن إلى أن الولايات المتحدة تفضل تجنب التبعات التي ستنجم عن تبادل الضربات النووية، وقال إن الظروف المثلى من وجهة النظر الأمريكية هي تلك التي تضمن “استمرار قيادة الولايات المتحدة للعالم”، ما يتطلب الحفاظ على احتياطي استراتيجي من الأسلحة.
وشدد بيوكانن على ضرورة أن تجري الولايات المتحدة حوارا مع روسيا والصين وكوريا الشمالية، حيث أنه “لا أحد يرغب في اندلاع حرب نووية”.
وتابع: “يجب أن نكون دائما مستعدين لإجراء محادثات، لأن المحادثات، في أغلب الأحيان، تجلب الأطراف إلى طاولة الحوار لمناقشة القيم المشتركة. ولا أحد يريد حربا نووية، أليس كذلك؟”، مضيفا أن وزارة الخارجية الأمريكية وعدد من الوكالات الحكومية الأخرى “يجب أن تستمر في حوار حقيقي وجوهري مع منافسينا”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر، الثلاثاء الماضي، مرسوما بالمصادقة على العقيدة النووية الروسية المحدثة، والتي تؤكد على احتفاظ روسيا بحق استخدام الأسلحة النووية ردا على أي استخدام لأسلحة دمار شمال ضدها أو ضد حلفائها. كما تنص الوثيقة كذلك على أن أي عدوان على روسيا أو حلفائها من قبل دولة غير نووية، بدعم من دولة نووية، سيعد هجوما مشتركا.
وكان الرئيس بوتين قد صرح في وقت سابق بأن دول “الناتو”، بمناقشتها السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى، تناقش مشاركتها الفعلية بشكل مباشر في الصراع بأوكرانيا.
وأضاف الرئيس أن النظام الأوكراني يشن بالفعل هجمات على الأراضي الروسية باستخدام المسيرات وغيرها من الأسلحة، أما في حالة استخدام أسلحة غربية دقيقة وبعيدة المدى، فيجب إدراك أن تنفيذ مثل هذه العمليات يتم بمشاركة مباشرة من خبراء عسكريين غربيين، لأنهم الوحيدون القادرون على برمجة هذه الأنظمة.
واختتم بوتين حديثه بالإشارة إلى أن المشاركة المباشرة للغرب في الصراع الأوكراني تغير من جوهره بالكامل، وتعني أن دول “الناتو” بقيادة الولايات المتحدة تشارك في حرب مباشرة ضد روسيا، مؤكدا أن موسكو ستتخذ قراراتها بناء على التهديدات التي تواجهها.
المصدر: نوفوستي