لماذا يصم العرب آذانهم؟
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
علي بن حمد بن عبدالله المسلمي
aha.1970@hotmail.com
يتساءل المرء بعد أن أضحت القضية الفلسطينية قضية عالمية لا لبس فيها ولاجدال ولا مراء، يعرفها القاصي قبل الداني والصغير قبل الكبير بفضل الشبكة العنكبوتية ووسائطها ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية التي جعلت من العالم قرية صغيرة بعد أن انكشف الغطاء عن بني صهيون ومن شايعهم في غزة رمز العزة والكرامة العربية.
إن ما يحدث في مدينة غزة من قتل وتدمير وإلقاء قنابل وزنها آلاف أرطال وقنابل فسفورية محرمة دوليا، وهدم المباني على رؤوس ساكنيها، وقتل الصحفيين واعتداء على المستشفيات وسيارات الإسعاف وتدمير الطرق وقطع الماء والكهرباء عن المدنيين يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وجرائم حرب تدين مرتكبيها في المحاكم الدولية المختصة في هذا الشأن.
إن الناظر للمشهد العربي ومؤسساته تجاه ما يفعله الصهاينة ومن شايعهم في غزة يندى له الجبين وتشمئز له النفوس لم يصل إلى ردة فعل حازمة وقوية بل توقف على الشجب والندب والإدانة والخطب الرنانة والمؤتمرات واللقاءات الخاوية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
ومن خلال المقارنة بيننا نحن العرب وبين الجهات الداعمة لبني صهيون يجد البون شاسعا، فهم منذ اليوم الأول تحرك قادتهم وبوارجهم وأساطيلهم وقدموا الغالي والرخيص؛ من أجل ربيبتهم إسرائيل؛ بل اشتركوا بأقوالهم وأفعالهم في تدمير غزة وتشريد أهلها وقتل نسائها وأطفالها وشيوخها.
أما بنو جلدتنا فمنهم من شايعهم في تشديد الحصار اللاإنساني على أهل غزة ومنهم من تواطأ بتشديد القبضة الأمنية على المرابطين في الضفة الغربية والقدس والمدن الفلسطينية الأخرى لصالح دولة إسرائيل ومنهم من يتخابر مع دولة الاحتلال ضد بني جنسه ومنهم من سارع إلى خطب ودها بالتطبيع معها وباع قضية فلسطين ومنهم من يريد محو ما يسمى بالإسلام السياسي واستبداله بالدول المعتدلة المطبلة والمزمرة والمطبطبة للكيان الغاصب ومنهم من يطبق المثل العماني القائل إذا سلمت "ناقتي ما عليّ من رفاقتي".
إن من يمعن النظر في الوضع العربي الراهن ومؤسساته كالجامعة العربية والبرلمانات العربية ومجلس التعاون الخليجي والرأي العام العربي والمثقفين والعلماء يصاب بالدهشة والحيرة والقشعريرة حيث أصابها الوهن ولم تتحرك قيد أنملة ما عدا نعيق هنا وهناك. وامعتصماه وواصلتاه هل عجزت نساء العرب أن تلد أمثال أبي سليمان والفاروق وصلاح الدين والظاهر بيبرس.
إن نجدة أهل غزة أضحت فريضة بعد أن تكالبت عليها قوى الشر ولم يعد يجدي الفرجة والانتظار لأننا سنسأل أمام الله بسبب خذلاننا لهم وعدم نصرتنا لهم .
سيكتب التاريخ وتروي الأجيال ما فعله أخوانهم العرب تجاههم وتجاهلهم لهم خلال هذه الفترة من التاريخ والرضوخ المشين للصهاينة رغم الفعل المستهجن والقبيح الذي تجرد من الإنسانية وهم يمتلكون أدوات الفعل والعمل فأينك في هذه اللحظة يا فيصل بن عبد العزيز لتقطع دابر الشر بكلمة واحدة توقف مصادر الطاقة عنهم حتى تتلبد حياتهم وتظهر سوءاتهم ويعيدوا النظر فيما هم سائرون إليه.
إن أهل غزة أباة حماة أبطالهم صناديد لا يخافون في الله لومة لائم هل نتركهم للذئاب تنهشهم وحيدين وهم يصدون عنَّا كيد المجرمين إن قادتنا يمتلكون أدوات الضغط على الصهاينة ومن شايعهم ففي الاتحاد قوة والضعف خور فهؤلاء لا يتورعون من الفعل فهذا أحد وزرائهم كشف عن أنيابه ويريد إلقاء قنبلة على غزة لإبادتها وهو يعبر عن صهيونيته الحاقدة دون مراعاة أو اكتراث وإنما لإشباع نزواته ورغباته.
فيا أمة العرب استفيقي وأفيقي فالدائرة تدور فهؤلاء خططهم ظاهرة للعيان يريدون أمجادا ليست لهم ويحلمون بدولة من النهر إلى البحر عقيدتهم دموية لا يراعون إلًّا ولا ذمّة. فالبدار البدار قبل فوات الأوان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: ومنهم من
إقرأ أيضاً:
سرّ جديد عن قصف الضاحية.. لماذا توقفت الغارات؟
ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة، اليوم الأربعاء، أنّ إسرائيل امتنعت عن تنفيذ غارات جويّة على الضاحية الجنوبية لبيروت وذلك خلال الزيارة التي قام بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت.وقالت الصحيفة إن خطوة وقف الغارات على الضاحية جاءت بتوجيهٍ من المستوى السياسيّ في إسرائيل، موضحة أن هذا القرار تم اتخاذه كي لا يتمَّ إحراج هوكشتاين والإدارة الأميركية خلال المفاوضات التي يتم إجراؤها في لبنان لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.
في الوقت نفسه، قالت الصحيفة إنه على خلفية هوكشتاين إلى إسرائيل لاستكمال المفاوضات، يقول مسؤولون سياسيون في تل أبيب إنَّ هناك مؤشرات على أن التسوية مع لبنان أصبحت قريبة جداً، وقد تم بالفعل الاتفاق على مبادئها والمناقشات جارية والآن يتم التعامل مع اللمسات الأخيرة.
وبحسب تقديرات المسؤولين السياسيين، فإنّ هناك رغبة قوية لدى المسؤولين اللبنانيين، بما في ذلك "حزب الله"، في إنهاء الحرب.
كذلك، تقول "معاريف" إنه "إذا سارت الأمور كما هو متوقع وتم التوصل إلى التسوية قريباً، سيتمكن سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم، فيما من الواضح أنه على المدى القصير إلى المتوسط سيحل السلام على الحدود الشمالية".
وأضافت: "الاختبار الحقيقي سيكون على المدى المتوسط والبعيد، عندما يكون السؤال هو ما إذا كانت قوات اليونيفيل بصلاحياتها الواسعة، ومعها الجيش اللبناني، قادرة على الالتزام بالاتفاق".
وتابعت: "إذا كانت إسرائيل في حالة تأهب، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يرد على أي انتهاك للإتفاق، وسيكون لإسرائيل القدرة على تجدد التهديد العسكري ضد المستوطنات الشمالية". من ناحيتها، ذكرت القناة الـ"13" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن الإتصالات من أجل التسوية بين لبنان وإسرائيل "تأخذ خطوة إلى الأمام". وقالت القناة إنّ هوكشتاين يلتقي هذه الليلة وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر فيما من المُتوقع أن يجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس. وأشارت القناة إلى أنهُ بموجب الإتفاق، سيكون أمام إسرائيل 60 يوماً للانسحاب من لبنان، فيما سيكونُ مصحوباً برسالة ضمان أميركية تضمن حرية العمل الإسرائيلي في لبنان. وذكرت القناة أن إسرائيل ولبنان سيدعوان لبنان والمجتمع الدوليّ للعمل على التوصل إلى مفاوضات غير مباشرة بين البلدين بشأن حدودهما البرية تؤدي إلى تسوية دائمة ومتفق عليها، فيما سيكون الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل أساسياً في هذه المفاوضات. كذلك، قالت القناة الإسرائيلية إنه مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، سينتشر الجيش اللبناني على كل المعابر في البلاد، البرية والبحرية. وأوضحت أن نقاط الخلاف الرئيسية هي حريّة العمل الإسرائيلية والمشاركة الأميركية في التنفيذ، مشيرة إلى أن مسؤولين في إسرائيل يقولون إنه "في حال الوصول إلى نتائج بشأن البنود المُتنازع عليها، فمن المُمكن التوقيع على الإتفاق خلال أيام". في المقابل، تحدثت القناة عن أنَّ "حزب الله" على استعداد للتوقيع على الإتفاق، في حين أنه ينوي تصعيد عمليات إطلاق النار والصواريخ في الأيام المُقبلة. من ناحيتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه "من المتوقع التوصل إلى اتفاق مع لبنان خلال أسبوع"، مشيرة إلى أنَّ "إسرائيل تطالب بتعهد أميركي منفصل عن الاتفاق بشأن حرية العمل العسكري في لبنان". المصدر: ترجمة "لبنان 24"