جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-15@03:35:03 GMT

لماذا يصم العرب آذانهم؟

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

لماذا يصم العرب آذانهم؟

علي بن حمد بن عبدالله المسلمي

aha.1970@hotmail.com

يتساءل المرء بعد أن أضحت القضية الفلسطينية قضية عالمية لا لبس فيها ولاجدال ولا مراء، يعرفها القاصي قبل الداني والصغير قبل الكبير بفضل الشبكة العنكبوتية ووسائطها ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية التي جعلت من العالم قرية صغيرة بعد أن انكشف الغطاء عن بني صهيون ومن شايعهم في غزة رمز العزة والكرامة العربية.

إن ما يحدث في مدينة غزة من قتل وتدمير وإلقاء قنابل وزنها آلاف أرطال وقنابل فسفورية محرمة دوليا، وهدم المباني على رؤوس ساكنيها، وقتل الصحفيين واعتداء على المستشفيات وسيارات الإسعاف وتدمير الطرق وقطع الماء والكهرباء عن المدنيين يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وجرائم حرب تدين مرتكبيها في المحاكم الدولية المختصة في هذا الشأن.

إن الناظر للمشهد العربي ومؤسساته تجاه ما يفعله الصهاينة ومن شايعهم في غزة يندى له الجبين وتشمئز له النفوس لم يصل إلى ردة فعل حازمة وقوية بل توقف على الشجب والندب والإدانة والخطب الرنانة والمؤتمرات واللقاءات الخاوية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

ومن خلال المقارنة بيننا نحن العرب وبين الجهات الداعمة لبني صهيون يجد البون شاسعا، فهم منذ اليوم الأول تحرك قادتهم وبوارجهم وأساطيلهم وقدموا الغالي والرخيص؛ من أجل ربيبتهم إسرائيل؛ بل اشتركوا بأقوالهم وأفعالهم في تدمير غزة وتشريد أهلها وقتل نسائها وأطفالها وشيوخها.

أما بنو جلدتنا فمنهم من شايعهم في تشديد الحصار اللاإنساني على أهل غزة ومنهم من تواطأ بتشديد القبضة الأمنية على المرابطين في الضفة الغربية والقدس والمدن الفلسطينية الأخرى لصالح دولة إسرائيل ومنهم من يتخابر مع دولة الاحتلال ضد بني جنسه ومنهم من سارع إلى خطب ودها بالتطبيع معها وباع قضية فلسطين ومنهم من يريد محو ما يسمى بالإسلام السياسي واستبداله بالدول المعتدلة المطبلة والمزمرة والمطبطبة للكيان الغاصب ومنهم من يطبق المثل العماني القائل إذا سلمت "ناقتي ما عليّ من رفاقتي".

إن من يمعن النظر في الوضع العربي الراهن ومؤسساته كالجامعة العربية والبرلمانات العربية ومجلس التعاون الخليجي والرأي العام العربي والمثقفين والعلماء يصاب بالدهشة والحيرة والقشعريرة حيث أصابها الوهن ولم تتحرك قيد أنملة ما عدا نعيق هنا وهناك. وامعتصماه وواصلتاه هل عجزت نساء العرب أن تلد أمثال أبي سليمان والفاروق وصلاح الدين والظاهر بيبرس.

إن نجدة أهل غزة أضحت فريضة بعد أن تكالبت عليها قوى الشر ولم يعد يجدي الفرجة والانتظار لأننا سنسأل أمام الله بسبب خذلاننا لهم وعدم نصرتنا لهم .

سيكتب التاريخ وتروي الأجيال ما فعله أخوانهم العرب تجاههم وتجاهلهم لهم خلال هذه الفترة من التاريخ والرضوخ المشين للصهاينة رغم الفعل المستهجن والقبيح الذي تجرد من الإنسانية وهم يمتلكون أدوات الفعل والعمل فأينك في هذه اللحظة يا فيصل بن عبد العزيز لتقطع دابر الشر بكلمة واحدة توقف مصادر الطاقة عنهم حتى تتلبد حياتهم وتظهر سوءاتهم ويعيدوا النظر فيما هم سائرون إليه.

إن أهل غزة أباة حماة أبطالهم صناديد لا يخافون في الله لومة لائم هل نتركهم للذئاب تنهشهم وحيدين وهم يصدون عنَّا كيد المجرمين إن قادتنا يمتلكون أدوات الضغط على الصهاينة ومن شايعهم ففي الاتحاد قوة والضعف خور فهؤلاء لا يتورعون من الفعل فهذا أحد وزرائهم كشف عن أنيابه ويريد إلقاء قنبلة على غزة لإبادتها وهو يعبر عن صهيونيته الحاقدة دون مراعاة أو اكتراث وإنما لإشباع نزواته ورغباته.

فيا أمة العرب استفيقي وأفيقي فالدائرة تدور فهؤلاء خططهم ظاهرة للعيان يريدون أمجادا ليست لهم ويحلمون بدولة من النهر إلى البحر عقيدتهم دموية لا يراعون إلًّا ولا ذمّة. فالبدار البدار قبل فوات الأوان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: ومنهم من

إقرأ أيضاً:

كيف وصل العرب لأفغانستان وكيف يعيشون بها؟

 

كابل- تجمع أفغانستان، التي تعتبر قلب آسيا، عشرات من القوميات المختلفة يصل تعدادها إلى 14 قومية أهمها البشتون والطاجيك والهزارة والتركمان وغيرها، والاعتراف رسميا بمجموعة من القوميات، منها القومية العربية، التي ذكرت في النشيد الوطني الأفغاني إلى جانب أخريات.

سألنا حاجي غلام محمد عرب وهو واحد من كبار القومية العربية التي تعيش في أفغانستان، عن تاريخ وصول العرب إليها، فقال إنه كانت عدة موجات من الهجرة العربية إلى أفغانستان، بدأت في القرنين السابع والثامن الميلادي بالتزامن مع الفتوحات الإسلامية، حين هاجر الكثير من العرب إلى مناطق مختلفة في آسيا الوسطى وبالأخص بلاد ما وراء النهر مثل بخارى في أوزبكستان، ومَرْو من تركمانستان إضافة لمدن خراسان مثل جرجان في إيران ، وبلخ وكابول في أفغانستان.

ويطلق اسم بلاد ما وراء النهر على الدول التي تقع شمال نهر جيحون (آمو داريا) وهو المصطلح الذي أطلقه العرب المسلمون على هذه المناطق بعد الفتح الإسلامي وتشمل مدنا مهمة مثل سمرقند وبخارى وفرغانة وطشقند وترمذ وغيرها.

 

رحلة الاضطهاد

ويضيف حاجي غلام  أنه بسبب اضطهاد السوفييت للمسلمين في وسط آسيا، في القرن التاسع عشر الميلادي، هاجر الكثير منهم إلى شمال أفغانستان لا سيما إلى مدينة بلخ، فمنحهم الملك الأفغاني أراضي في مناطق في شمال أفغانستان في بلخ وقندز وغيرها وتم بناء قرية خاصة بهم تسمى (إمام صاحب).

إعلان

واعتمدت معظم القبائل العربية المهاجرة من وسط آسيا إلى شمال أفغانستان على النظام الرعوي كأسلوب حياة، وهم يعيشون حتى اليوم في جبال هندكوش بالأخص في بدخشان وقندز وبامير، ويتنقلون بحسب الفصول:

في فصل الشتاء يبقون في بيوتهم في قراهم والتي تسمى (قشلاق) وفي فصل الربيع والصيف يرحلون مع قطعانهم عبر الوديان إلى مناطق الرعي لا سيما جبال بدخشان وبالأخص بادية درواز وبحيرة شيوة وتسمى مناطق الرعي هذه (إيلاق) حيث ينصبون الخيام ويبقون حتى بداية فصل الخريف. وفي الخريف يعودون بقطعانهم إلى قراهم وتستغرق هذه الرحلة قرابة 3 أسابيع.

وهؤلاء البدو ذوو الأصول العربية يكادون لا يتكلمون العربية، فقد اختلطت لغتهم باللغات المحلية ولم يبق من اللغة الأصلية إلا القليل.

 

عودة أفغان إلى بلادهم من معابر وحدود مختلفة (الجزيرة) رحلة الجهاد

أما الموجة الثالثة من هجرة العرب إلى أفغانستان، فيضيف كبير القومية العربية أنه حدثت الموجة الأخيرة من هجرة العرب إلى أفغانستان إبان الغزو السوفياتي في العصر الحديث، وانتقل بعض العرب إلى أفغانستان للجهاد ضد الاحتلال السوفياتي، وهؤلاء معظمهم عادوا إلى بلادهم وبقي القليل منهم في القرى والمناطق الأفغانية.

يعد الشهيد عبد الله عزام أهم هؤلاء والذي أسس مكتب خدمات المجاهدين في بيشاور- باكستان، وكان يقوم بتنظيم دخول العرب للجهاد في أفغانستان، ومنهم أسامة بن لادن والظواهري وغيرهم.

أما عن العرب الموجودين في الولايات الأخرى فيوضح المتحدث ذاته وجود قبائل عربية تحظى بمكانة مهمة في المجتمع الأفغاني، ولهم ألقاب خاصة تشير إلى نسبهم فـ"السادة" ينتسبون إلى أهل البيت، و"الخواجات" ينتسبون إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما يطلق لقب "المير" على من ينتسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. إضافة لذلك توجد قبائل عربية مشهورة مثل الكيلاني والقريشي والخزاعي والشيباني وغيرها، حسب المصدر ذاته.

متحف الإثنوغرافيا في كابل.. نافذة على التنوع الثقافي في أفغانستان (الجزيرة) قومية رسمية

أما الشاب رحمة الله عرب، و هو أحد أبناء القومية العربية التي تعيش في إحدى القرى التابعة لمدينة مزار شريف، فيقول للجزيرة نت، عن القرى العربية في هذه المنطقة، "لدينا أربع قرى يسكنها العرب وهي حسن أباد، وسلطان آريغ، ويخدان، وخوشحال أباد، وهم يتكلمون العربية مع بعض التحريفات التي دخلت عليها عبر التاريخ".

إعلان

وأضاف أنهم يفتخرون بقوميتهم العربية. ويرى أنه حين كانت أفغانستان تخضع للحكم العربي لمدة 8 قرون كان للعرب مكانة مهمة في المجتمع الأفغاني، ولكن حين استولى السلجوقيون على الحكم أخفى بعض العرب هويتهم الحقيقية خوفا من البطش واندمجوا بالأقوام الأخرى.

واختلطت اللغة العربية باللغات المحلية الأخرى وأصبحت مزيجا من هذه اللغات، ولكنهم ما زلوا يستخدمون الكثير من الكلمات العربية في حديثهم.

ويشكل عرب أفغانستان بحسب الإحصائيات 20% من مجموع السكان وبواقع 4 إلى 5 ملايين نسمة من سكان أفغانستان، وقد تم الاعتراف رسميا بالقومية العربية في عهد الرئيس السابق كرزاي، وقامت الحكومة آنذاك بإنشاء أكثر من 200 مدرسة في المناطق التي يقطنها العرب في أفغانستان، وتمت إضافة القومية العربية في الهويات الرسمية الأفغانية في خانة القومية، وهؤلاء يمثلهم مجلس شورى العرب في أفغانستان برئاسة الملا عزة الله عاطف.

 

باعة أفغان يبيعون الخبز على جانب الطريق في كابل (الإسبانية ) كرم و شجاعة وحسن ضيافة

أما عن عاداتهم وتقاليدهم فيخبرنا رسول محمد عرب، وهو أحد أفراد القومية العربية الموجدين في ولاية هرات، أنه رغم اندماجهم  بالقوميات الأفغانية الأخرى وتشابه عاداتهم وتقاليدهم، إلا أنهم ما زالوا يفتخرون بالقيم والمبادئ العربية الأصيلة ولا سيما الشجاعة والكرم وحسن الضيافة.

ويضيف أن هذه المبادئ تحظى لديهم بأهمية بالغة "فنحن نعرف أن العرب، ومنذ الجاهلية تغنوا بالكرم وحسن الضيافة، ونحن نولي أهمية كبيرة لهذه القيم".

ويتابع رسول أن من عاداتهم  في قراهم إن وصل ضيف إلى باب أحد البيوت فإنهم ملزمون بإكرامه، وضيافته لمدة 3 أيام دون سؤاله عن اسمه أو عن سبب قدومه، وفي اليوم الثالث يسأله صاحب البيت عن حاجته، وهو ملزم بتلبية حاجة هذا الضيف مهما كانت.

ومن العادات الخاصة بهم عاداتهم في الزفاف، يوضح رسول أنه حين يقرر شخص ما خطبة فتاة فعليه أن يذهب رفقة عائلته وقرابة الـ50 شخصا من أقاربه مصطحبين ثلاثة من الخراف وبقرة واحدة وكمية كبيرة من الحلوى.

إعلان

يذهب وفد العريس إلى بيت والد العروس وتتم دعوة ملالي وكبار القرية ويتم عقد الاتفاق وبعدها يتم توزيع الحلوى على الحاضرين، ويتم الاتفاق على المهر الذي يتراوح بين الـ4 آلاف و5 آلاف دولار، وإذا تم الإيجاب والقبول يتم تحديد موعد يوم الزفاف. ويوم العرس يتم ذبح الخراف وطبخ أكثر من 400 كيلوغرام من الأرز، ويتم إطعام الضيوف، وتوزيع الطعام على الجيران والفقراء من أهل القرية.

ومن عاداتهم كذلك، عادات خاصة بيوم المولد النبوي في مدينة هرات، عبر تنظيم اتحادية عرب المدينة فعاليات واحتفالات خاصة، يقومون فيها بدعوة كبار القومية العربية للاحتفال، ويقدمون الطعام لأكثر من 5 آلاف شخص بهذه المناسبة.

طوال التاريخ برز الكثير من أفراد القومية العربية في أفغانستان من العلماء والشعراء والأدباء، ومن أبرز هؤلاء المفكر جمال الدين الأفغاني، ومنهم الخواجة عبد الله الأنصاري العالم والمفسر والصوفي، والذي لا يزال ضريحه يشكل معلما تاريخيا مهما في ولاية هرات، والشاعرة رابعة البلخية وهي أول شاعرة في تاريخ الشعر الفارسي والتي كتبت الشعر باللغتين والعربية والفارسية، وغيرهم الكثير.

مقالات مشابهة

  • لماذا كان استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية ضرورة؟
  • مهرجان هوليوود للفيلم العربي يكرّم أحمد حلمي
  • هات “الجِفت” يا خليل
  • أسدٌ وصقرٌ ورتبة
  • أسماء واشتقاقات الشهور العربيَّة القمريَّة عند العرب
  • لماذا تعد مدينة سماء الخليج العربي بأبين الخيار الأمثل للراغبين بمنزل العمر؟
  • ذنب العرب وخطيئتهم الكبرى
  • نجوم الثريا
  • لماذا أنا هنا؟
  • كيف وصل العرب لأفغانستان وكيف يعيشون بها؟