بوابة الوفد:
2025-04-23@14:49:35 GMT

لغزة رب يحميها!

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

«للبيت رب يحميه».. كنت كلما سمعت تلك المقولة انتابتنى حالة من الدهشة والاستنكار على ذات النحو الذى بدا على أبرهة الحبشى مع اختلاف الأسباب طبعا. من الصحيح بل والواجب استلهام الأمل من مساندة الله لكل ما هو حق، إلا أن فكرة إلقاء التبعة عن الذات وترحيلها إلى الغير، أيا كان هذا الغير، بدت لى تحمل نوعا من التواكل.

كانت الفكرة تعيدنى، مع بعض الفوارق، إلى التراث اليهودى فى التعامل مع النبى موسى، وإن بشكل مختلف «اذهب وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون».

استعدت تلك الخواطر على وقع الحرب الإسرائيلية على غزة، والتى أوحت لى بصدق المقولة التى قال بها عبدالمطلب جد النبى (ص)، وأنها عبرت عن إيمان فطرى ربما تجاوزه من يحاولون عقلنة الأمور من أمثالى. لا أريد الدخول فى مزيد من فلسفة الموقف، ولكنه فى تصورى، يعبر عن أهمية فكرة الإيمان بقوة غيبية – الله فى الأديان السماوية–تدير الكون وهى الفكرة التى لازمت الإنسان منذ بدء وجوده على الارض. نظرية «للبيت رب يحميه» اذا صح تصورها كذلك هى تعبير عن حالة ضعف إنسانى قاهرة عبر عنها القرآن بقوله: «أمن يجيب المضطر اذا دعاه»، وقد زادها الكتاب الكريم توضيحا حينما راح يكشف جانبا من الطبيعة البشرية الهشة التى تلوذ بالله فى الملمات فى قوله :»حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت...».

كل التطورات والمؤشرات فى الحرب على غزة تفرض علينا، من منظور مقارن، فكرة التعاطى معها بمنطق عبدالمطلب والإيمان بأن الله سيحميها. صحيح أنه قد يبدو لك منطق متواكل، بالشكل الذى بدا به منطق عبدالمطلب لشخص مثلى، ولكنه مع التفكير سيبدو لك أنه المنطق الواجب إزاء تباين القوة بين العجز الشديد لطرف فى المواجهة والقوة القاهرة لدى الطرف الآخر، كلنا عبدالمطلب – أنا وأنت– وإسرائيل أبرهة!!

إذا بدا كلامى غريبا أرجو منك أن ترسم لى خارطة طريق لما يمكن أن تفعله كمواطن عربى – وليس نظامًا فتلك قصة أخرى؟. تقاطع المنتجات الغربية.. قاطع! تتظاهر وتشجب! صعب لكن افعل ليس من بأس! كل ذلك ليس سوى قطرة فى محيط وليس بحرًا!  ليس مبالغة أن أقول لك إن غزة تواجه حربا عالمية من نوع جديد يشارك فيها الصديق قبل العدو، فإذا كانت الحرب العالمية عبارة عن أطراف فى مواجهة أطراف أخرى على شاكلة الحربين الأولى والثانية، فإن حرب غزة تضيف تصورا جديدا لمفهوم الحرب العالمية وهو أنها حرب طرف واحد ليس دولة فى مواجهة أطراف بالغة الفعالية فى النظام الدولى، والتراجيديا إنه طرف بالغ الضعف، بالغ الهزال فى مواجهة أطراف تملك كل أنواع القوى التى يمكن لك تخيلها!

المفارقة أن هذا الطرف الضعيف يقدم ملحمة أسطورية فى المواجهة أتصور أنه يجب أن يتم نسج خيوط حكايتها لتضاف إلى سلسلة الملاحم الإنسانية الخالدة مثل حرب وحصار طروادة!

على أمل أن تسامحنى على تلك الحالة من الشطط فى التفكير والخيال، أتساءل: هل يجوز لنا أن نتصور أن ذلك الشعب الأعزل المقاوم فى غزة هو جند الله؟. صحيح أن القرآن ذكر أنه «وما يعلم جنود ربك إلا هو».. لكن التخمين والاجتهاد فى تحديدهم وارد. بهذا المنطق ربما يجب أن نكون على يقين بانتصارهم مصداقا لقوله تعالى» وإن جندنا لهم الغالبون».. بعيدا عن التصور القاصر لديك أو لدىّ بشكل تلك الغلبة أو ذاك النصر.. فذلك أمر آخر.

اللهم انصر إخواننا فى فلسطين.

Mostafa1962@yahoocom

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات المقولة

إقرأ أيضاً:

العثور على أطراف بشرية في دورات مياه مسجد في مدينة بن أحمد

فتحت الفرقة المحلية للشرطة القضائية بمدينة بن أحمد، مدعومة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة سطات، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، مساء أمس الأحد، لتحديد ظروف وملابسات اكتشاف بقايا أطراف بشرية بدورات المياه الملحقة بالمسجد الأعظم بمدينة بن أحمد.

وكانت عناصر الشرطة القضائية، بحسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، معززة بالشرطة العلمية والتقنية قد باشرت، زوال أمس الأحد، إجراءات معاينة بقايا عظام وأطراف بشرية، ثم العثور عليها ملفوفة داخل أكياس بلاستيكية بدورات المياه الملحقة بالمسجد الأعظم بمدينة بن أحمد، فضلا عن حجز مجموعة من الأسلحة البيضاء بعين المكان.

وتشتبه مصالح الشرطة، في هذه المرحلة من البحث، في شخص تظهر عليه أعراض اندفاع قوية وسلوك غير طبيعي، والذي تم ضبطه بمسرح الجريمة قبل وقت وجيز من اكتشاف أجزاء الجثة، وهو يرتدي ملابس داخلية تحمل أثار دماء.

كما أسفرت عمليات التفتيش المنجزة بمنزل المشتبه فيه، عن حجز منقولات وممتلكات شخصية مشكوك في مصدرها، يجري حاليا البحث حول ظروف وملابسات حيازتها من طرف المعني بالأمر، وعلاقتها المفترضة بالضحية.

ويجري حاليا إخضاع الأجزاء البشرية المعثور عليها للخبرات الجينية الضرورية، لتشخيص هوية صاحبها قيد حياته، كما يجري كذلك فحص عينات الحمض النووي المرفوعة من مسرح الجريمة ومن ملابس المشتبه فيه، لتحديد مدى تورطه في ارتكاب هذه الجريمة، وكذا الكشف عن جميع الظروف والملابسات والخلفيات المرتبطة بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.

كلمات دلالية بقايا بشرية، بن أحمد، الشرطة،

مقالات مشابهة

  • من الفوضى الاقتصادية إلى الحرب المقدسة.. كيف يُعيد داعش صياغة الصراع العالمي؟
  • عمر خيرت يعزف ألحان من ذهب فى احتفالية كاملة العدد بالأوبرا
  • الموسيقار عمر خيرت يشارك جمهور الأوبرا الاحتفالات بأعياد الربيع على المسرح الكبير
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
  • كلام بالبلدي. يا حليلنا.
  • ميرسك تعترف بنقل قطع إف 35 إلى إسرائيل عبر سفنها
  • أحكام مشددة بتونس في قضية التآمر على أمن الدولة
  • استمرار التظاهرات الداعمة لغزة حول العالم.. وحشد كبير في باكستان (شاهد)
  • العثور على أطراف بشرية في دورات مياه مسجد في مدينة بن أحمد
  • زراعة 50 شتلة في مدرسة حمزة بن عبدالمطلب بالقنفذة