سيطلق منتدى باريس للسلام ، الذي سيعقد هذا الأسبوع ، "دعوة للعمل" فيما يتعلق بذوبان القمم الجليدية وسيتعمق في تنظيم الذكاء الاصطناعي. 

ويتضمن البرنامج أيضا مؤتمرا إنسانيا حول غزة، على الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل هذا "المؤتمر الإنساني" المقرر عقده صباح الخميس، ومن المتوقع أن يحظى باهتمام إعلامي كبير.

وسيقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب رئيسة وزراء باربادوس ميا موتلي والعديد من القادة الأفارقة، بتقييم التقدم المحرز في "ميثاق باريس للناس والكوكب" الذي تم إطلاقه في يونيو.

 تهدف هذه الاتفاقية إلى توفير تمويل كبير لمكافحة الفقر وتغير المناخ وهي في إطار التحضير لمؤتمر COP28 المقرر عقده في أوائل ديسمبر في دبي.

ووفقا لأحد المستشارين، سيكون تركيز المنتدى على إظهار أنه على الرغم من التوترات الجيوسياسية، فإن التعاون في القضايا الرئيسية لا يزال ممكنا.

 وبغض النظر عن الأزمات التي تحدث، أكد المستشار أن «الجليد يستمر في الذوبان».

ستكون "كوكب واحد - القمة القطبية" من أبرز أحداث هذه النسخة ، وتختتم يوم الجمعة مع الرئيس ماكرون ورئيس الوزراء النرويجي جوناس غار ستور. 

سيتم إطلاق "نداء باريس بشأن القطبين والأنهار الجليدية" لمعالجة "انهيار" "جميع الأسطح الجليدية على نطاق عالمي". 

هذه الظاهرة تتسارع وسيكون لها "آثار كبيرة للغاية" من حيث غمر المدن الساحلية والوصول إلى المياه النظيفة ، كما لاحظ الإليزيه. 

وستشارك الدول المتضررة من فقدان الأنهار الجليدية، مثل نيبال وقيرغيزستان، وكذلك الصين والهند.

 ومع ذلك، لن تشارك روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا، على الرغم من أنها لاعب رئيسي في القطب الشمالي ويؤكد الإليزيه أن هذا لن يكون عقبة أمام التعاون بين البلدان الأخرى.

أولوية قصوى أخرى لإيمانويل ماكرون هي "النظام العام الرقمي" لتنظيم المنصات والذكاء الاصطناعي بشكل أفضل. وسيرأس قمة كرايستشيرش الخامسة للنداء ، التي تم إطلاقها مع نيوزيلندا بعد الهجوم الإرهابي في كرايستشيرش في مارس 2019 ، بهدف تعزيز الجهود الرامية إلى "مكافحة المحتوى الإرهابي والمتطرف العنيف عبر الإنترنت".

 ومن المتوقع أن يناقش قادة وممثلو هذه المنصات الصراع في الشرق الأوسط، حيث تنتشر العديد من الصور المزعجة على وسائل التواصل الاجتماعي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مؤتمر COP28 باريس

إقرأ أيضاً:

منتدى الأمن العالمي بالدوحة يبحث مستقبل سوريا والعدالة الانتقالية

الدوحة- أكد عدد من الخبراء والنشطاء الدوليين أنه مع اشتداد الجدل حول مستقبل سوريا بعد سنوات من الصراع، تبرز قضية العدالة الانتقالية كأحد المفاتيح الحاسمة في مسار إعادة بناء الدولة، إلى جانب تساؤلات متنامية حول شكل الحياة السياسية المقبلة، مؤكدين أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لمساعدة سوريا لأنها لن تستطيع الخروج من الوضع الحالي دون عون وسند.

وِشددوا، خلال جلسة بعنوان "مستقبل سوريا بعد سنوات من الصراع" بمنتدى الأمن العالمي الذي اختتم أعماله اليوم الأربعاء في الدوحة، على أنه مع التغيرات السياسية في سوريا، يبقى التحدي الأكبر هو إعادة بناء الثقة، وتحقيق عدالة حقيقية للضحايا، وتمهيد الطريق لحياة سياسية جديدة.

وضمت الجلسة عددا من الخبراء في الشأن السوري، من ضمنهم الصحفي والباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وسيم ناصر، والباحثة السورية سيلين قاسم، والدبلوماسية الأممية جينيفر فون، وأكاديميون بارزون، أكدوا أن العدالة الانتقالية ليست فقط محاسبة، بل أيضا مصالحة واعتراف وضمانات بعدم تكرار الانتهاكات والجرائم، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون توافق وطني وإرادة دولية جادة.

المناقشات ركزت على إنشاء آلية مستقلة بإشراف محلي ودولي لتحقيق عدالة حقيقية لضحايا الانتهاكات (الجزيرة) آلية مستقلة

وأكدت الناشطة سيلين قاسم أن العدالة الانتقالية في الحالة السورية لا يمكن أن تُدار كما في حالات أخرى نظرا لتفرّد الوضع السوري وتعقيداته، مشيرة إلى أنه لا يمكن محاكمة الجميع، وأن الحل يكمن في إنشاء آلية مستقلة تُمنح صلاحيات حقيقية بإشراف خبراء محليين ودوليين لتحديد ما يُعد عدالة حقيقية لضحايا الانتهاكات.

وأضافت أن هذه الآلية يجب أن تراعي تطلعات المجتمعات المحلية، خصوصا فئات النازحين والمعتقلين وذوي المختفين قسرا، لافتة إلى أن هذا الملف يجب أن يكون له التركيز الأكبر خلال الفترة المقبلة وتوقعت أن يستغرق حله وقتا طويلا.

ورغم إقرار الحكومة السورية الجديدة بوجود جهود نحو هذا الاتجاه، فإن العديد من النشطاء يعتبرون أن العدالة لم تأخذ موقعها الحقيقي بعدُ ضمن أولويات إعادة الإعمار، وفق قاسم.

إعلان

من جهته، أشار الصحفي وسيم ناصر إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع يقدم مقاربة غير تقليدية يمكن وصفها بـالطريق الثالث، تتجاوز ثنائية النظام والجماعات الجهادية.

وقال إن الشرع لم يغيّر خطابه ولا إستراتيجيته منذ لقائه الأول به في 2023 وحتى بعد توليه السلطة في 2024، مما يعكس التزاما بخطة سياسية طويلة الأمد، تقوم على دمج الخصوم السابقين، وحتى عناصر من النظام السابق، ضمن رؤية وطنية شاملة.

بنية تشاركية

أما أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، بن كونابل، فشدد على أن استقرار سوريا لا يمكن أن يتم دون بنية سياسية جديدة تشاركية وشفافة، ودعا إلى إنشاء "هيئة دولية وسيطة" تجمع بين الحكومة السورية والدول المانحة لتكون آلية بناءِ ثقة تُعزز من فرص الاستقرار، وتدير القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية بشكل منسق، موضحا أن دمشق في حاجة إلى عون وسند دوليين للخروج من وضعها الحالي.

ووفقا له، لا تزال التهديدات الأمنية قائمة خاصة من تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأجانب المنتشرين في الشمال والشرق السوريين، محذرا من أن عدم وجود آلية فعالة للتعامل مع هذه الجماعات، ولا سيما في ظل العقوبات الدولية، قد يعيد المنطقة إلى دوامة العنف.

من ناحيتها، تطرقت كارولين روز، مديرة العلاقة بين الجريمة والصراع والانسحابات العسكرية في معهد نيولاينز، إلى صعوبة إزالة بعض الجماعات من قوائم الإرهاب، حتى بعد تغير سلوكها أو تحوّلها، وأن العقوبات تبقى أداة سياسية شائكة ما لم يتم التفكير في سبل قانونية مرنة ومبنية على وقائع جديدة.

كما أشارت إلى بعض الممارسات الاقتصادية غير الشرعية التي كانت تتم خلال حكم النظام السوري السابق ومنها إنتاج وتهريب مخدر الكبتاغون، موضحة أنه بعد سقوط النظام هناك مؤشر إيجابي على انخفاض إنتاج وتهريب هذا المخدر إلى الدول المجاورة.

إعلان

وقالت روز "كان النظام السابق وأجهزته الأمنية وأعوانه وأقارب الرئيس المخلوع بشار الأسد متورطين بشكل كبير في رعاية الإنتاج الصناعي للكبتاغون، بالإضافة إلى أنشطة اقتصادية غير مشروعة أخرى كالأسلحة الصغيرة والتبغ والسجائر والعملات المزيفة".

ووفقا لها، اختفى العديد من المسؤولين عن هذه التجارة وغادروا إلى العراق، وتوجه بعضهم إلى لبنان والبعض الآخر إلى تركيا وأوروبا.

احتياجات كثيرة

وحول دور الأمم المتحدة والتزاماتها السياسية تجاه دمشق، قالت جينيفر فون، المستشارة الإعلامية والمتحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا "مرت بضعة أشهر قليلة على سقوط النظام في سوريا وهناك إرث واضح لسوء الحكم والانتهاكات والفقر الذي تحاول دمشق الخروج منه في الوقت الحالي وهو الأصعب في التاريخ الحديث".

وفسرت ذلك بأن هناك احتياجات كثيرة للشعب السوري، حيث يوجد 16 مليونا، أي نحو 3 أرباع إجمالي السكان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، فضلا عن النازحين والمختفين قسرا وغيرها من القضايا المعقدة. موضحة أن الأمم المتحدة تأثرت ببعض مشاكل التمويل؛ ففي عام 2024، تم توفير 35% فقط من 4 مليارات دولار مطلوبة لتنفيذ خطة إغاثية عاجلة.

وتابعت فون أن هناك مخاوف متعلقة بحماية العائدين والنازحين السابقين الذين يحاولون الرجوع إلى ديارهم، و"هم من الواضح مجموعات ضعيفة، بالإضافة إلى خطر الإقصاء والاحتجاز والأشخاص المفقودين، كلها قضايا لا تزال تحتاج للعمل ووضع الحلول الناجعة لها".

مقالات مشابهة

  • أكثر من 14 ألف زائر و33 مذكرة تفاهم .. “أبوظبي العالمي للصحة” يعزز الابتكار والتعاون الدولي
  • تشقق الأرض تحت طهران بسبب تغير المناخ يقلق الإيرانيين
  • التضامن الاجتماعي تعرض أول منظومة إعلامية حكومية مدعومة بالذكاء الاصطناعي في منتدى صحافة الذكاء الاصطناعي
  • منتدى الأمن العالمي بالدوحة يبحث مستقبل سوريا والعدالة الانتقالية
  • منتدى باريس يعيد تسليط الأضواء على الاستثمار الدولي في قطاع الطاقة الليبي
  • معلومات الوزراء: تغير المناخ يؤثر عالميا على الأمن الغذائي ويدفع بالملايين إلى النزوح
  • معلومات الوزراء: تغير المناخ يؤثر عالمياً على الأمن الغذائي ويدفع بالملايين للنزوح
  • جبريل إبراهيم: شرُفت بتمثيل السودان في منتدى الأمن العالمي في الدوحة
  • تغير المناخ يفاقم المخاطر على الأنظمة الغذائية
  • الطاقة الزرقاء.. حل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخ