بوابة الوفد:
2025-04-30@01:07:32 GMT

ازدواجية معايير المنظمات الحقوقية الدولية!

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

الأصل أن تتسم المنظمات الحقوقية الدولية بالموضوعية، تنحاز إلى حقوق الإنسان وتدافع عنها دون النظر إلى جنسية أو ديانة، تدافع عن حق الحياة وتواجه كل ما يرتكب من جرائم ضد الإنسان، وتكافح الانتهاكات فى كل مكان على وجه الأرض هذا هو المفترض، وما صدعتنا به الكثير من المنظمات التى تصف نفسها بأنها حقوقية على مستوى العالم، بل كثيرًا ما وجدنا تلك المنظمات تنتفض وتصدر تقارير ضد الحكومات وتدين بشدة بسبب ما تعتبره تجاوزًا ضد حقوق الإنسان لأن شخصًا تعرض لمحاكمة، وكثيرًا تتجاهل تلك المنظمات قوانين الدول وتنحاز للأشخاص، وهذا حدث كثيرًا مع مصر، لدرجة أنها تغاضت عن جرائم جنائية ارتكبها أشخاص وهاجمت الدولة بدعوى أنها تخالف مبادئ ومواثيق حقوق الإنسان.

 

‏لكن الغريب أن نفس هذه المنظمات لم نسمع لها صوتًا ولم نر لها تقريرًا ولا رأيًا فيما يحدث من مجازر يومية، بل لحظية فى غزة، المنظمات التى يشتعل غضبها لمواطن تعرض للسجن لم يحركها مقتل عشرة آلاف من الأبرياء على الهواء مباشرة نصفهم تقريبًا من الأطفال، وبعضها ذرًا للرماد فى العيون أصدرت تقارير «مائعة» لمجرد تسجيل موقف باهت لا قيمة له ولا تأثير.

‏ýلتكشف بذلك أن الحقوقية التى تدعيها تمارسها ضد دول بعينها خدمة لمصالح الدول الممولة، والموضوعية لا تطبقها إلا ضد من تستهدفهم، ‏ýووضح تمامًا أن إسرائيل دولة تتمتع بحماية هذه المنظمات، تقتل كما تشاء وتدمر ما تريد وتسيل الدماء وتهجر ولا أحد يهاجمها أو يدينها. 

‏ýلقد أكدت جرائم الحرب الإسرائيلية ضد أبرياء غزة أن قصة حقوق الإنسان أكذوبة كبرى نعيشها وأن تلك المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ليس سوى أدوات مسيسة تديرها وتوجهها القوى الكبرى والدول الممولة بمعايير تضعها حسبما يحقق أهدافها، أما مع إسرائيل فهى تكتفى بموقف المتفرج دون أن تتخذ خطوة واحدة لرفع الظلم وإيقاف العدوان على المدنيين فى غزة.

بل حتى موظفو المؤسسات الإغاثية الأممية الذين تم قتلهم وهم يؤدون واجبهم فى مساعدة اهل غزة لم تكلف تلك المنظمات نفسها بمجرد ادانة الاحتلال الإسرائيلى عن استهدافهم، ورغم أنه ليس هناك أى صعوبة قد تواجه هذه المنظمات فى الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حول ما يحدث فى قطاع غزة من جرائم هزت الضمير العالمى وخرجت المظاهرات تندد به فى الكثير من عواصم العالم، وليست هناك قيود وحواجز تحول دون وصولها إلى المنطقة وجمع البيانات الموثوقة؟، وبالتالى ليس هناك ما يعرقل قدرتها على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية ونقل الحقائق بشكل موضوعى ودقيق! لكنها المصالح والتوجيهات التى تصدر لها من القوى المسيطرة واللوبى المتحكم فى دورها. 

‏ýتاريخيًا، لعبت المنظمات الحقوقية الدولية دورًا حيويًا فى رصد الانتهاكات وتوثيقها وتقديم الشهادات والتقارير، والضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية للتحقيق فى تلك الانتهاكات ومحاسبة المسئولين، لكن يبدو أن هناك تراجعًا ملحوظًا فى دور هذه المنظمات وغض البصر عن ما يحدث فى قطاع غزة، لأن الغرب يقف مع إسرائيل وأمريكا تحصنها ضد أى محاسبة وكما حمتها فى مجلس الأمن حتى لا يصدر قرار ضدها تحميها ضد تلك المنظمات وتؤمنها من تقاريرهم التى تخضع للسيطرة. 

بالتأكيد هذا الموقف من تلك المنظمات ليس مفاجئًا لى أو لكل من يتابعها بشكل دائم فكلنا نعرف حقيقتها المسيسة والموجهة، لكننا نحاول فقط أن يرى المخدوعون فى هذه المؤسسات حقيقتها، وأن يدركوا أنها ليست سوى وسائل اخترعتها الدول الغربية للضغط على الدول، وحتى بعض تلك المنظمات التى بدأت وعملت بشكل موضوعى سرعان ما خضعت مجبرة للضغوط التى مارستها دول كبرى تسعى لحماية مصالحها الاقتصادية أو السياسية فى المنطقة، مما يعرض هذه المنظمات لتأثيرات سياسية تعيق قدرتها على التصرف بحرية والمطالبة بالعدالة والمحاسبة. 

إن الجرائم الإسرائيلية فضحت حقيقة هذه المنظمات، التى أصبحت مطالبة بإثبات جديتها وموضوعيتها واستعادة مصداقيتها، وإذا لم تفعل ذلك الآن فقد تكون كتبت نهايتها. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وجه الأرض مصر الغريب تلک المنظمات حقوق الإنسان هذه المنظمات

إقرأ أيضاً:

وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين جريمة العدوان الأمريكي في ثقبان بأمانة العاصمة

الثورة نت/سبأ أدانت وزارة العدل وحقوق الإنسان، استمرار الجرائم التي يرتكبها العدوان الأمريكي بحق المدنيين والمنشآت والأعيان المدنية، وآخرها قصف منزل في منطقة ثقبان بمديرية بني الحارث في أمانة العاصمة ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات معظمهم نساء وأطفال. وأشارت الوزارة في بيان ، إلى أن هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق أن ارتكب العدوان الأمريكي جرائم مماثلة في العاصمة صنعاء ومحافظتي الحديدة وصعدة أسفرت عن أكثر من ألف و 313 قتيل وجريح من المدنيين، ودمار واسع في البُنى التحتية، في سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي تُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدوليَّة. وأكد البيان أن هذه الجريمة وسابقاتها جرائم حرب وضد الإنسانية تُوجب مساءلة دولية عاجلة لمُرتكبيها. ودعت الوزارة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لمغادرة حالة الصمت، والتحرك الفعّال لوقف الانتهاكات الأمريكية المتكررة، وفرض ضغوط سياسية وقانونية على الإدارة الأمريكية وحلفائها؛ لضمان احترام القانون الدولي. وذكّرت المجتمع الدولي بـالحق المشروع لليمن في الدفاع عن أرضه وسيادته ومُواطنيه، وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والمواد الدولية التي تكفل لكل دولة الحقّ في حماية أمنها الوطني، وردع العدوان، وبأن استهداف المدنيين والأعيان المدنية جريمة لا تسقط بالتقادم.

مقالات مشابهة

  • «حشد» تدين رفع الحصانة عن «الأونروا» وتدعو لحماية المدنيين وعمل المنظمات الدولية
  • رايتس ووتش: إدارة ترامب تستهدف المنظمات الحقوقية في حملة صارمة
  • لليوم الثاني : “العدل الدولية” تواصل جلساتها لمساءلة “إسرائيل” بشأن التزاماتها تجاه المنظمات الأممية في فلسطين
  • الخارجية الإيرانية: الهجمات الأمريكية على الأهداف المدنية باليمن تمثل جرائم حرب
  • عبدالجليل يناقش مع البعثة الإنسانية للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الوضع الصحي في الكفرة
  • مندوب مصر أمام العدل الدولية: عمل وكالة الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه في الأراضي الفلسطينية
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان: استهداف العدوان لمركز إيواء المهاجرين جريمة حرب
  • انطلاق جلسات العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل تجاه المنظمات الأممية في فلسطين
  • وزارة العدل وحقوق الإنسان تدين جريمة العدوان الأمريكي في ثقبان بأمانة العاصمة
  • “العدل الدولية” تبدأ اليوم الاستماع لمرافعات الدول بشأن المنظمات العاملة بفلسطين