بوابة الوفد:
2025-02-23@00:37:20 GMT

ازدواجية معايير المنظمات الحقوقية الدولية!

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

الأصل أن تتسم المنظمات الحقوقية الدولية بالموضوعية، تنحاز إلى حقوق الإنسان وتدافع عنها دون النظر إلى جنسية أو ديانة، تدافع عن حق الحياة وتواجه كل ما يرتكب من جرائم ضد الإنسان، وتكافح الانتهاكات فى كل مكان على وجه الأرض هذا هو المفترض، وما صدعتنا به الكثير من المنظمات التى تصف نفسها بأنها حقوقية على مستوى العالم، بل كثيرًا ما وجدنا تلك المنظمات تنتفض وتصدر تقارير ضد الحكومات وتدين بشدة بسبب ما تعتبره تجاوزًا ضد حقوق الإنسان لأن شخصًا تعرض لمحاكمة، وكثيرًا تتجاهل تلك المنظمات قوانين الدول وتنحاز للأشخاص، وهذا حدث كثيرًا مع مصر، لدرجة أنها تغاضت عن جرائم جنائية ارتكبها أشخاص وهاجمت الدولة بدعوى أنها تخالف مبادئ ومواثيق حقوق الإنسان.

 

‏لكن الغريب أن نفس هذه المنظمات لم نسمع لها صوتًا ولم نر لها تقريرًا ولا رأيًا فيما يحدث من مجازر يومية، بل لحظية فى غزة، المنظمات التى يشتعل غضبها لمواطن تعرض للسجن لم يحركها مقتل عشرة آلاف من الأبرياء على الهواء مباشرة نصفهم تقريبًا من الأطفال، وبعضها ذرًا للرماد فى العيون أصدرت تقارير «مائعة» لمجرد تسجيل موقف باهت لا قيمة له ولا تأثير.

‏ýلتكشف بذلك أن الحقوقية التى تدعيها تمارسها ضد دول بعينها خدمة لمصالح الدول الممولة، والموضوعية لا تطبقها إلا ضد من تستهدفهم، ‏ýووضح تمامًا أن إسرائيل دولة تتمتع بحماية هذه المنظمات، تقتل كما تشاء وتدمر ما تريد وتسيل الدماء وتهجر ولا أحد يهاجمها أو يدينها. 

‏ýلقد أكدت جرائم الحرب الإسرائيلية ضد أبرياء غزة أن قصة حقوق الإنسان أكذوبة كبرى نعيشها وأن تلك المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ليس سوى أدوات مسيسة تديرها وتوجهها القوى الكبرى والدول الممولة بمعايير تضعها حسبما يحقق أهدافها، أما مع إسرائيل فهى تكتفى بموقف المتفرج دون أن تتخذ خطوة واحدة لرفع الظلم وإيقاف العدوان على المدنيين فى غزة.

بل حتى موظفو المؤسسات الإغاثية الأممية الذين تم قتلهم وهم يؤدون واجبهم فى مساعدة اهل غزة لم تكلف تلك المنظمات نفسها بمجرد ادانة الاحتلال الإسرائيلى عن استهدافهم، ورغم أنه ليس هناك أى صعوبة قد تواجه هذه المنظمات فى الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حول ما يحدث فى قطاع غزة من جرائم هزت الضمير العالمى وخرجت المظاهرات تندد به فى الكثير من عواصم العالم، وليست هناك قيود وحواجز تحول دون وصولها إلى المنطقة وجمع البيانات الموثوقة؟، وبالتالى ليس هناك ما يعرقل قدرتها على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية ونقل الحقائق بشكل موضوعى ودقيق! لكنها المصالح والتوجيهات التى تصدر لها من القوى المسيطرة واللوبى المتحكم فى دورها. 

‏ýتاريخيًا، لعبت المنظمات الحقوقية الدولية دورًا حيويًا فى رصد الانتهاكات وتوثيقها وتقديم الشهادات والتقارير، والضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية للتحقيق فى تلك الانتهاكات ومحاسبة المسئولين، لكن يبدو أن هناك تراجعًا ملحوظًا فى دور هذه المنظمات وغض البصر عن ما يحدث فى قطاع غزة، لأن الغرب يقف مع إسرائيل وأمريكا تحصنها ضد أى محاسبة وكما حمتها فى مجلس الأمن حتى لا يصدر قرار ضدها تحميها ضد تلك المنظمات وتؤمنها من تقاريرهم التى تخضع للسيطرة. 

بالتأكيد هذا الموقف من تلك المنظمات ليس مفاجئًا لى أو لكل من يتابعها بشكل دائم فكلنا نعرف حقيقتها المسيسة والموجهة، لكننا نحاول فقط أن يرى المخدوعون فى هذه المؤسسات حقيقتها، وأن يدركوا أنها ليست سوى وسائل اخترعتها الدول الغربية للضغط على الدول، وحتى بعض تلك المنظمات التى بدأت وعملت بشكل موضوعى سرعان ما خضعت مجبرة للضغوط التى مارستها دول كبرى تسعى لحماية مصالحها الاقتصادية أو السياسية فى المنطقة، مما يعرض هذه المنظمات لتأثيرات سياسية تعيق قدرتها على التصرف بحرية والمطالبة بالعدالة والمحاسبة. 

إن الجرائم الإسرائيلية فضحت حقيقة هذه المنظمات، التى أصبحت مطالبة بإثبات جديتها وموضوعيتها واستعادة مصداقيتها، وإذا لم تفعل ذلك الآن فقد تكون كتبت نهايتها. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وجه الأرض مصر الغريب تلک المنظمات حقوق الإنسان هذه المنظمات

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية تطالب الجهات القانونية الدولية تحمل مسؤولياتها تجاه جرائم الاحتلال

أفادت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم أنها تنظر بخطورة بالغة لمصادقة (الكنيست) الإسرائيلية على مشاريع قوانين تجرم الأفراد والمؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية التي توثق جرائم الاحتلال وتفرض عقوبات قاسية عليها.

وتابعت الخارجية الفلسطينية في بيان منشور على صفحتها الرسمية «فيسبوك»: «نحن نعتبر محاولات الاحتلال الإسرائيلية رسمية لإخفاء تلك الجرائم التي ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإمعان في إخفاء الأدلة والحقائق المتعلقة بما يتعرض له شعبنا من نكبات ومآسي وإبادة وتهجير وضم على يد الاحتلال وأذرعه المختلفة السياسية والعسكرية».

وأوضحت الوزارة: أن «مصادقة (الكنيست) الإسرائيلية على هذه المشاريع يستدعي أن تتحمل الجهات القانونية الدولية مسؤولياتها تجاه معاناة شعبنا، والتحرك لمنع إقرارها ومحاسبة الاحتلال على جرائمه».

اقرأ أيضاًالخارجية الفلسطينية تطالب بإجراءات دولية رادعة لحماية «الأونروا»

الخارجية الفلسطينية عن تسمية «يهودا والسامرة» بدلاً من الضفة: تصعيد خطير

الخارجية الفلسطينية تحذر من مخاطر تهجير شعبها

مقالات مشابهة

  • منظمات حقوقية تطالب بإجراء تحقيق شامل في وفاة مختطفين لدى الحوثيين  
  • ازدواجية معايير (كاريكاتير)
  • لماذا يتجاهل السيسي دعوات إخلاء سبيل المعتقلين؟.. تصاعد الانتهاكات في السجون
  • شاهد | الصليب الأحمر في غزة .. ازدواجية معايير
  • 232 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد “إسرائيل” بالسلاح
  • أكثر من 200 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد “إسرائيل” بالسلاح
  • 232 منظمة حقوقية تطالب بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح
  • محافظ إدلب يبحث مع المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين واقع النازحين في المخيمات
  • الخارجية الفلسطينية تطالب الجهات القانونية الدولية تحمل مسؤولياتها تجاه جرائم الاحتلال
  • القضاء التونسي يفرج عن الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين