بشفافية :مواقف عمان المشرفة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
المواقف الإنسانية لسلطنة عمان، تجاه القضايا العادلة، لكل الشعوب، تنبع من سياسة ثابتة انتهجتها عمان منذ عقود طويلة، وأكسبتها ثقة المجتمع الدولي وهي سياسة تقوم على الحوار وضمان حقوق الشعوب وكرامة الإنسان في العيش.
وكانت سلطنة عمان ولا تزال تقف إلى جانب القضايا العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، موقف العضيد المؤتمن، من منطلق اعتبارات عدة، تأتي في مقدمتها قدسية حياة الإنسان وكرامته، وحقه في العيش بسلام وأمان، وما موقفها الحالي مع الأشقاء في فلسطين المحتلة، ضد المجازر المرتكبة من الاحتلال الغاشم في قطاع غزة، إلا تأكيد على المواقف التي وقفتها وتقفها دائما، بجانب الحق وضد القتل وسفك دماء الأبرياء وتهجيرهم وترحيلهم والتنكيل بهم، وحرمانهم من أبسط حقوق العيش في أوطانهم بكرامة.
وتضيف سلطنة عمان بهذا الموقف المشرف، الذي يدخل في إطار الواجب الإنساني، رصيدا آخر في سجلها الحافل الذي بني على ثوابت متينة، فقد عرفت عمان بمسارها الواضح الرافض للصراعات والحروب، والداعي دائما إلى الحوار واحترام مواثيق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وحرية تقرير المصير وفق المبادئ والقوانين الدولية.
وفي هذه الجريمة البشعة التي تعتبر سابقة في العصر الحديث، ويواصل جيش الاحتلال ارتكابها ضد أبناء قطاع غزة من رجال ونساء وأطفال عزل، سعت سلطنة عمان عبر قنواتها الدبلوماسية إلى تأكيد موقفها الثابت المتضامن بكل حزم مع القضية الفلسطينية، ودعت إلى ضرورة وقف الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الكيان الغاصب يوميا وعلى مرأى العالم.
وبينما تواصل سلطنة عمان دبلوماسيا على قنوات عدة، جهود وقف العدوان على قطاع غزة، وإيجاد هدنة إنسانية تسمح بتدفق المساعدات الغذائية والدوائية والطبية اللازمة للقطاع، تواصل في مسار مواز التأكيد مع بقية الأطراف الداعية للسلام على حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أن سلطنة عمان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وأثناء مناقشة الجمعية البند (73) لتقرير محكمة العدل الدولية قدّمت مرافعتها الخطية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، عملًا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 247 /77 القاضي بالطلب إلى محكمة العدل الدولية أن تصدر فتوى بشأن الآثار المترتبة على انتهاكات إسرائيل المستمرة لحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير، حيث يأتي ذلك تأكيدا لموقف سلطنة عُمان الثابت، الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، في تواصل صريح للدبلوماسية العمانية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق التي تتواصل منذ احتلال أراضيه.
وإضافة إلى مواقفها وحراكها الدبلوماسي الحثيث، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني سيقتصر الاحتفال بالعيد الوطني الـ53 على العرض العسكري ورفع أعلام سلطنة عمان، حيث ألغت السلطنة كافة مظاهر الاحتفالات تعبيرا عن المشاعر تجاه الأشقاء في فلسطين.
إن هذه المواقف تلخص الموقف العام لسلطنة عمان على المستويين الرسمي والشعبي، وتجدد للعالم كله رفض كافة أشكال العنف والتهجير والتهديد، وتؤكد للإنسانية أن هناك مواقف ثابتة لا تغيرها مجريات الزمن، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالإنسان وكرامته.
وما توافق الموقف الرسمي والشعبي مع القضية الفلسطينية إلا تعبير عن اللحمة العمانية المتماسكة وفق نهج واحد ومسار إنساني صادق لا يقبل الجدال ولا الاختلاف.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
تجليات ندوة "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان" بمعرض الكتاب
شهدت "القاعة الدولية" في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56؛ ندوة تحت عنوان "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان"، بمشاركة كل من: الشاعر الدكتور ناصر البدري؛ مؤسس دار "عرب"، والصحفية والباحثة سمية اليعقوبي؛ مؤسس دار "الفلق"، والقاص مازن حبيب؛ صاحب دار "نثر"، وأدار الندوة الأديب خليفة سليمان الزيدي.
وأكد الزيدي؛ أن صناعة النشر في "سلطنة عمان" تمر بتحولات جذرية تعكس تقدم المشهد الثقافي والمعرفي في السلطنة؛ وأشار إلى أن دور النشر العمانية أصبحت محورية في نشر المعرفة وتعزيز الاقتصاد المعرفي، في ظل التحديات التي يواجهها القطاع؛ والتي تتطلب مواكبة المعايير العالمية، خاصة في ظل التحولات الرقمية المتسارعة؛ والتوجه نحو التخصص في مجالات معينة.
من جهته، تناول الدكتور ناصر البدري؛ تاريخ النشر في عمان، مشيرًا إلى دور المطبعة السلطانية في زنجبار كأول محطة مهمة في مجال النشر بالمنطقة؛ وأضاف أن النهضة الحديثة في سلطنة عمان؛ بقيادة السلطان "قابوس"؛ ساهمت بشكل كبير في تطوير دور النشر العمانية، مما جعلها قادرة على المنافسة في الساحة العربية؛ والمساهمة في نشر الأدب العماني عالميًا عبر الترجمة.
كما دعا الدكتور البدري؛ إلى ضرورة تطوير معارض الكتب في العالم العربي، مؤكدًا على أهمية تحويل هذه المعارض من مجرد أسواق لبيع الكتب إلى منصات حقيقية لتبادل العلاقات الثقافية؛ وبناء الشبكات المعرفية بين الكتاب والناشرين.
أما الصحفية والباحثة سمية اليعقوبي؛ فقد أكدت على أن النشر الإلكتروني أصبح جزءًا أساسيًا في المشهد الثقافي المعاصر، وقالت: "التقنيات الحديثة غيّرت تجربة النشر وجعلت الكتب الإلكترونية والرقمية جزءًا لا يتجزأ من عالم المعرفة"؛ وأشارت إلى أن دمج الأبحاث الأكاديمية مع الأدب الحديث؛ وتوجه النشر نحو رقمنة الكتب؛ فتح آفاقًا جديدة أمام الكتاب والناشرين على حد سواء.
من ناحيته، تحدث القاص مازن حبيب؛ عن تأثير التحولات المجتمعية على نوعية الأعمال الأدبية؛ وأوضح أن الأدب أصبح أكثر تنوعًا وديمقراطية، حيث أصبح يعكس اهتمامات الشباب في مجالات متعددة؛ وأن الأدب لم يعد حكراً على النخبة فقط، بل أصبح يتحدث بلغة الشعب ويعكس اهتماماتهم ومشاكلهم.
وفي الختام، دعا المشاركون في الندوة؛ إلى ضرورة استثمار التقنيات الحديثة في صناعة النشر، كما شددوا على أهمية تطوير مفاهيم معارض الكتب؛ لتعزيز صناعة النشر العمانية على الصعيدين الإقليمي والدولي؛ وأكدوا على ضرورة دعم الأصوات الجديدة في الأدب والبحث العلمي لضمان استدامة هذه الصناعة الحيوية.