بوابة الوفد:
2025-03-06@16:07:27 GMT

رسالة لقمة الرياض

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

منتهى التواضع والبعد عن الحقيقة أن يتصور الرؤساء والملوك العرب الذين ستجمعهم قمة الرياض بعد غد، أنهم سيجتمعون للخروج بحلول لمأزق «حرب غزة» التى انطلق طوفانها يوم السابع من أكتوبر الفائت.. الأزمة الحقيقية التى تقترب من الحدود الكارثية، ليست فى دمار غزة بشرًا وحجرًا، وإنما فى التحرش الغربى المنظم والممنهج بالوجود العربى كله.

. ما يحدث منذ السابع من أكتوبر عدوان ثلاثى (أمريكى – أوروبى – إسرائيلى)، ظاهرة القضاء على حماس، وهو العنوان المضلل للحملة الغربية على محيط جغرافى تبدو فيه غزة نقطة فى بحر..

القادة العرب المتجهون للعاصمة السعودية الرياض بعد غد، عليهم أن يدركوا جيدًا أن ليس بمقدورهم مساعدة «غزاوي» واحد، ولا بمقدورهم حلحلة القضية الفلسطينية التى سلمناها تسليم مفتاح للصديق الأمريكى منذ نصف قرن.. فقط نستطيع أن نفعل الكثير إذا تعلمنا درسًا واحدًا يقول: أنت أقوى أمام خصومك بشعبك، لا بشخصك.. إشكالية معظم الأنظمة العربية أنها كيانات فوقية تدافع عن عروش وليس شعوبًا.. والإشكالية الثانية أنها تمارس السياسة سرًا خلف الأبواب المغلقة، ويتبقى المعلن منها مجرد فائض أوهام، وليس رصيد قوة. أما الإشكالية الثالثة، فهى أن الأنظمة العربية تعمل بنظام القطعة أو عامل اليومية، وتحسب نجاحاتها بمقدار كل يوم يمر حمل معه فيضًا من الإمتاع، وقليلًا من القيمة.. أما أخطر الإشكاليات المزمنة، فهى أن الأنظمة العربية فى المجمل تبيع مواقف الولاء والاختباء للدول الكبرى دون مقابل.

أمام هذا الواقع الممتد من خمسينيات القرن الماضى، فمن المستحيل تصور أن غزة بانتظار نجدة العرب لها. الصحيح والصواب أن «غزة» بشهدائها وبطولاتها، وبما تبقى من أهلها تمثل أكبر إنقاذ للنظام العربى المتداعى والمتهالك.. غزة تمنحكم أيها السادة فرصة تاريخية أن تدافعوا عن شعوبكم ووجودكم وجغرافيتكم وتاريخكم، بوقفة جديدة بوجه العدوان الثلاثى (الأمريكى – الأوروبى – الإسرائيلى ).. هذا العدوان الذى تتجاوز أهدافه وغاياته غزة، لما هو أبعد.

غايات تريدها أمريكا تعزيزًا امبراطوريًا لها بالسيادة المطلقة على مصادر الطاقة الأكبر عالميًا.. غايات تسعى لمواجهة كبرى مع الصين وروسيا فى منطقة متقدمة تستخدم «كزريبة حرب» وهى منطقتنا ودولنا.. وأيضاً غايات متربصة بالجمهورية الإيرانية لاقتناص فرصة الاصطياد.

أيها السادة المؤتمرون بعد غد بالرياض، أمريكا وتوابعها الأوروبيون يبيعون لكم وهم الحماية والبقاء، مقابل الانصياع التام والمطلق لإسرائيل، وفى لحظة قريبة – وليست بعيدة – ستطير رؤوس، وتستبدل وجوه بوجوه.

ومع كل الاحترام والتقدير لكافة الرؤساء والملوك والأمراء العرب، افعلوها ولو مرة واحدة وارفعوا صوتًا واحدًا بوجه العالم يقول: عالمنا العربى ليس للبيع أو الإيجار – لا تقارب ولا تطبيع مع إسرائيل قبل أن توضع فلسطين على الطاولة وبقوة.. فلسطين غطاء لكم وليست خنجرًا بظهوركم، فلسطين قضية وجود عربى، وليست «خناقة» بين حماس ونتانياهو. لا تدينوا ولا تشجبوا ولا تستنكروا، فكل ذلك لا يحتاج لقمة وكثير منه بالقاع يزكم الأنوف ويفضح الوجوه. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح التواضع الحقيقة حرب غزة الوجود العربي

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: قمة فلسطين رسالة دعم من مصر .. والعدوان على غزة وصمة عار

رحب الرئيس عبدالفتاح السيسي بضيوف القمة العربية الطارئة، مؤكدًا أن مصر، أرض الكنانة، ستظل دائمًا منحازة للحق والعدل مهما اشتدت الأزمات، مشيرًا إلى أن انعقاد القمة يأتى استجابة لنداء فلسطين يجسد التزام العرب الثابت تجاه قضايا الأمة المشروعة.

أشرف أبو النصر: كلمة السيسي في القمة العربية جسدت التزام مصر الثابت بالقضية الفلسطينيةبرلماني: كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية عكست عمق الإحساس المصري بالقضيةأهم رسائل الرئيس السيسي في كلمته أمام القمة العربية الطارئةأخبار التوك شو | الرئيس السيسي: مصر تتصدى لمخطط التهجير تتصدى إيمانًا بموقفها التاريخي.. تفاصيل طقس اليوم

وأضاف السيسي، خلال كلمته بالقمة المنعقدة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وعرضتها قناة "القاهرة الإخبارية"، أن المنطقة تواجه تحديات جسيمة تهدد الأمن والاستقرار وتنال من وحدة الدول العربية، لافتًا إلى أن ذاكرة الإنسانية لن تنسى ما وقع في غزة، وما خلفه العدوان من وصمة عار تجسد غياب العدالة وانتشار الكراهية.

وشدد الرئيس السيسي على الرفض القاطع للاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مؤكدًا إدانة مصر الشديدة لأي مساس بالمسجد الأقصى.

أوضح أن القدس ليست مجرد مدينة، بل رمز لهوية الأمة، مطالبًا بوقف جميع الممارسات العدوانية ضد المقدسات وحقوق الفلسطينيين المشروعة، مشددًا على استمرار الجهود المصرية لحماية الحقوق الفلسطينية والتوصل إلى حل عادل وشامل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • جناحان لطائر واحد.. هذا ما قاله أحمد الشرع عن العلاقة بين سوريا ومصر
  • البيت بيت أبونا وعايزين يهجرونا؟!
  • نقيب المعلمين: قرارات القمة العربية رسالة قوية للعالم بدعم الفلسطينيين دون تنازلات عن الثوابت العربية
  • الرئيس السيسي يشكر القادة العرب على مشاركتهم الفاعلة في القمة العربية بشأن فلسطين
  • الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل ترأس السيسي قمة فلسطين
  • نص كلمة السيسي التاريخية في القمة العربية الطارئة لنصرة فلسطين
  • الرئيس السيسي: قمة فلسطين رسالة دعم من مصر .. والعدوان على غزة وصمة عار
  • قمة فلسطين.. رسالة الرئيس السيسي لـ دونالد ترامب
  • أشرف سنجر: رسالة القمة العربية أن للعرب صوتًا واحدًا تجاه القضية الفلسطينية
  • رسالة إلى القمة العربية في القاهرة: التاريخ لا يرحم!