منتهى التواضع والبعد عن الحقيقة أن يتصور الرؤساء والملوك العرب الذين ستجمعهم قمة الرياض بعد غد، أنهم سيجتمعون للخروج بحلول لمأزق «حرب غزة» التى انطلق طوفانها يوم السابع من أكتوبر الفائت.. الأزمة الحقيقية التى تقترب من الحدود الكارثية، ليست فى دمار غزة بشرًا وحجرًا، وإنما فى التحرش الغربى المنظم والممنهج بالوجود العربى كله.
القادة العرب المتجهون للعاصمة السعودية الرياض بعد غد، عليهم أن يدركوا جيدًا أن ليس بمقدورهم مساعدة «غزاوي» واحد، ولا بمقدورهم حلحلة القضية الفلسطينية التى سلمناها تسليم مفتاح للصديق الأمريكى منذ نصف قرن.. فقط نستطيع أن نفعل الكثير إذا تعلمنا درسًا واحدًا يقول: أنت أقوى أمام خصومك بشعبك، لا بشخصك.. إشكالية معظم الأنظمة العربية أنها كيانات فوقية تدافع عن عروش وليس شعوبًا.. والإشكالية الثانية أنها تمارس السياسة سرًا خلف الأبواب المغلقة، ويتبقى المعلن منها مجرد فائض أوهام، وليس رصيد قوة. أما الإشكالية الثالثة، فهى أن الأنظمة العربية تعمل بنظام القطعة أو عامل اليومية، وتحسب نجاحاتها بمقدار كل يوم يمر حمل معه فيضًا من الإمتاع، وقليلًا من القيمة.. أما أخطر الإشكاليات المزمنة، فهى أن الأنظمة العربية فى المجمل تبيع مواقف الولاء والاختباء للدول الكبرى دون مقابل.
أمام هذا الواقع الممتد من خمسينيات القرن الماضى، فمن المستحيل تصور أن غزة بانتظار نجدة العرب لها. الصحيح والصواب أن «غزة» بشهدائها وبطولاتها، وبما تبقى من أهلها تمثل أكبر إنقاذ للنظام العربى المتداعى والمتهالك.. غزة تمنحكم أيها السادة فرصة تاريخية أن تدافعوا عن شعوبكم ووجودكم وجغرافيتكم وتاريخكم، بوقفة جديدة بوجه العدوان الثلاثى (الأمريكى – الأوروبى – الإسرائيلى ).. هذا العدوان الذى تتجاوز أهدافه وغاياته غزة، لما هو أبعد.
غايات تريدها أمريكا تعزيزًا امبراطوريًا لها بالسيادة المطلقة على مصادر الطاقة الأكبر عالميًا.. غايات تسعى لمواجهة كبرى مع الصين وروسيا فى منطقة متقدمة تستخدم «كزريبة حرب» وهى منطقتنا ودولنا.. وأيضاً غايات متربصة بالجمهورية الإيرانية لاقتناص فرصة الاصطياد.
أيها السادة المؤتمرون بعد غد بالرياض، أمريكا وتوابعها الأوروبيون يبيعون لكم وهم الحماية والبقاء، مقابل الانصياع التام والمطلق لإسرائيل، وفى لحظة قريبة – وليست بعيدة – ستطير رؤوس، وتستبدل وجوه بوجوه.
ومع كل الاحترام والتقدير لكافة الرؤساء والملوك والأمراء العرب، افعلوها ولو مرة واحدة وارفعوا صوتًا واحدًا بوجه العالم يقول: عالمنا العربى ليس للبيع أو الإيجار – لا تقارب ولا تطبيع مع إسرائيل قبل أن توضع فلسطين على الطاولة وبقوة.. فلسطين غطاء لكم وليست خنجرًا بظهوركم، فلسطين قضية وجود عربى، وليست «خناقة» بين حماس ونتانياهو. لا تدينوا ولا تشجبوا ولا تستنكروا، فكل ذلك لا يحتاج لقمة وكثير منه بالقاع يزكم الأنوف ويفضح الوجوه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح التواضع الحقيقة حرب غزة الوجود العربي
إقرأ أيضاً:
أهالي شبرا هارس يشيعون جثمان شهيد لقمة العيش بأسوان
شيع أهالي قرية شبرا هارس التابعة لمركز ومدينة طوخ في محافظة القليوبية جثمان شهيد لقمة العيش والذي لقي مصرعه في أسوان أمس ، بعد إصابته بقطع في الرقبة بواسطة صاروخ أثناء عمله بتركيب ماكينة صرف آلي بمكتب بريد نجع ابوابنى في مركز إدفو بأسوان.
وخرج الجثمان من مسجد البو النصر فى قرية شبرا هارس وسط حالة من الحزن سادت جميع الحاضرين الشاب المتوفى ووصفه الأهالى فى القرية بأنه شاب مكافح وبيجرى على لقمة عيشه من وقت أن كان يدرس بالدبلوم الصنايع.
وقال جيران الشاب المتوفى إنه كان يعمل لمساعدة أسرته ووالده حيث إنه من أسرة بسيطة مؤكدين ان خبر وفاته كان صدمة لجميع اهالي القرية، حيث كان يتمتع بحب الجميع ويشهد له الجميع بالأخلاق الطيبة ويحتسبونه شهيدًا، داعين الله له بالرحمة والمغفرة ولذويه بالصبر والسلوان.
كان مرفق إسعاف أسوان تلقي إخطارًا بإصابة شخص أثناء عمله بمكتب بريد نجع ابو ابني بالرمادي مركز ادفو وانتقلت اجهزة إلى موقع البلاغ وتم العثور علي جثة شاب مصابا بقطع في الرقبة وتبين أنه أثناء عمله مستخدما صاروخ لاجراء فتحة في الحائط لتركيب ماكينة صراف آلي انفصلت الاسطوانة عن الصاروخ لتخترق رقبة العامل ما ادي إلى إصابته بقطع غائر في الرقبة أدى إلى حدوث نزيف شديد تسبب في وفاته علي الفور وتبين أن الجثة لعامل يدعي أحمد فتحي فرحات 20 سنة من محافظة القليوبية.
تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى إدفو تحت تصرف النيابة العامة والتي صرحت بتسليم الجثمان إلى ذويه وتم إنهاء الإجراءات و نقل الجثمان إلي مسقط راسة بقرية شبرا هارس دائرة مركز شرطة طوخ فى محافظة القليوبية ودفنه.