عام 1991، كان عاماً مؤلما للصحف الورقية، وإن كانت أوجاعه لم تسر في مطابع الصحف إلا بعد ذلك بسنوات عندما أصبحت القنوات الفضائية هى مصدر الأخبار والأسبق من الصحف وكل وكالات الأنباء..!
ولماذا 1991؟.. لأن قناة CNN الإخبارية الأمريكية التي ظهرت قبل 10 سنوات تقريبا، حصلت من الحكومة الأمريكية على حق امتياز غير مكتوب بتغطية أحداث حرب الخليج على الهواء مباشرة، وكانت الصحف ووكالات الأنباء تنقل أخبارها عن الحرب من تغطياتها ولا تنتظر البيانات أو التصريحات الرسمية لتنقلها إلى القارئ.
الآن.. وبعد مرور نحو 32 عاماً قلبت منصات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر والتيك توك أصحابها أفراد عاديون، الإعلام التليفزيوني على رؤوس أصحابه، وتتولى هذه المنصات نقل مباشر لأحداث الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين وكشف حقيقة المجازر التي ارتكبتها الدولة الصهيونية للأطفال والنساء والشيوخ.. وفشلت محاولات القنوات الفضائية المنحازة إلى إسرائيل في إقناع الرأي العام العالمي بأن إسرائيل هي الضحية والفلسطينيين هم الإرهابيون كما صدرت وروجت هذه الأفكار طوال 30 سنة ماضية!
هذا الإعلام الجديد هو إعلام الناس العادية، هو صوتهم الصادق والطازج الطالع من القلوب والعقول الى كل انسان في أعظم دولة أو أكبر مدينة أو أصغر قرية في العالم.. والذي أصبح مسيطراً وبديلاً عن إعلام الحكومات وإعلام اليهود وجماعات رجال الأعمال الموالين للدول والمنظمات والأحزاب الشرعية وغير الشرعية.. والعجيب أن كل هؤلاء يحاولون إعادة السيطرة على إعلام الناس عبر اللجان الإلكترونية.. وفشلوا!
مئات الصحف والمجلات والقنوات الفضائية والإذاعات التي يسيطر عليها اليهود، في أمريكا وأوروبا ارتكبت مجازر للحقيقة على مدى عشرات السنوات وكانت موجهة وما زالت كصواريخ حارقة تجاه الدول التي تحاول أن تنهض فسرعان ما تقوم بتشويه سياساتها واقتصادها وتقدم صورة مشوهة عنها بدعوى حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية.. بينما لا تستطيع أن تقترب من إسرائيل والمجازر التي ترتكبها في حق الفلسطينيين لمدة 75 عاما، ولا حتى من أمريكا عندما أقامت معتقل جوانتانامو ومارست فيه أحقر أنواع التعذيب على المعتقلين بدون محاكمة واحدة لمتهم واحد!
إعلام التيك توك والفيس بوك يأخذ بثأر الصحف الورقية.. وينتقم للناس العاديين الآن من كل من لعبوا بأفكارهم لسنوات.. نحن في عصر حرية إعلامية جديد لا سيطرة فيه للحكومات والجماعات والمنظمات والأحزاب.. أدواته يمتلكها كل الأفراد.. أطفال، شباب، نساء، شيوخ.. وفي كل منزل حتى ولو كان عشة على الترعة.. نحن في عصر الديمقراطية الحقيقية بمعناها الحقيقي وهو حكم الشعب بالشعب.. حتى ولو كان هذا الشعب مجرد أصوات عبر الموبايلات الآن.. سيكون غداً قادة على مقاعد الحكم في كل العالم.. انتظروا وتذكروا!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القنوات الفضائية الصحف
إقرأ أيضاً:
هذه سياسة حزب الله الآن.. هل ستعود الحرب؟
لا يُحبّذ "حزب الله" الإنجرار إلى معركة جديدة مع إسرائيل حتى وإن انتهت مهلة الـ60 يوماً التي من المفترض أن تشهد انسحاباً إسرائيلياً من جنوب لبنان بعد سريان وقف إطلاق النار يوم 27 تشرين الثاني.يوم أمس، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي قد يبقى في جنوب لبنان حتى بعد فترة الـ60 يوماً، ما يطرح علامات تساؤل عما يمكن أن يُقدم عليه إثر ذلك.. فما الذي بإمكانه فعله؟
ترى مصادر معنية بالشأن العسكري إنَّ "حزب الله" قد لا ينجرّ إلى اشتباك جديد مع إسرائيل حتى وإن بقيت الأخيرة داخل الأراضي اللبنانية، وتضيف: "على الصعيد الميداني، ينشط الحزب على أكثر من صعيد. في الجانب المالي، فإن الحزب يقوم بتسديد مستحقات تأهيل المنازل وبدلات الإيواء للمتضررين، وهو ما يجعله مُقيداً بمبالغ معينة، وبالتالي قد يكون من الصعب عليه ترتيب أعباء مالية جديدة على نفسه مع التزامات شعبية إن حاولَ فتح بوابة المعركة للرد على عدم حصول انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان".
تعتبر المصادر أيضاً أن "الحزب لن يُجازف مرة جديدة، أقله في الوقت الحالي، في تهجير سكان جنوب لبنان"، مشيرة إلى أنَّ التفاوض هذه المرة سيكون استناداً للقرارات الدولية التي سيمنحها "حزب الله" المسار الواسع لإبراز قدرتها على ردع إسرائيل، وتضيف: "إن لم تنجح الأساليب الدبلوماسية مع إسرائيل، عندها من الممكن أن تتكرر سيناريوهات الرد العسكري المحدود من قبل حزب الله، لكن الخوف هو في أن تستغل إسرائيل ذلك لتُعيد توسيع عدوانها على لبنان. وعليه، فإن حزب الله قد لا يجنح كثيراً نحو تلك الفكرة".
من ناحية أخرى، تبرز الأولويّات العسكرية على طاولة البحث، وما يتبين، من خلال المراقبة، هو أنَّ الحزب لا يميل الآن إلى تجديد إرهاق مقاتليه وقادته، ذلك أن عملية ترميم قواعده تحتاج إلى وقتٍ متاح أمامه، فيما المشكلة الأكبر تكمنُ في أنَّ الحزب يسعى الآن إلى إراحة عناصره من جهة وإلا تجديد مجموعاته بالقدر المطلوب. لهذا السبب، فإن "انشغالات الحزب الداخلية" في تنظيم صفوفه، لا تدفعه إلى إحداث انتكاسة جديدة، ما يمنع أو يؤجل إمكانية انخراطه مجدداً على الجبهة القتالية.
ضمنياً، فإن المصادر ترى أن إسرائيل بدأت تسعى لـ"حشر حزب الله" في الزاوية، فالترويج لسيناريوهات عدم الإنسحاب قد تجعل الأخير يندفع نحو العمل لتشكيل استنفار داخلي والتحضير لهجمات جديدة وهذا ما قد تعتبره إسرائيل فرصة لها. لكن في المقابل، فإنّ ما يظهر في العلن يُوحي بأن الحزب مُنكفئ عن التجيهز لحرب جديدة، ما قد يعطي انطباعاً لدى الإسرائيليين مفاده أن الحزب تراجع في الوقت الراهن.
وإلى الآن، فإن "حزب الله" يتريث كثيراً في الكشف عن الحسابات العسكرية كاملة، وما يظهر هو أنَّ "حزب الله" يريد الحفاظ على خطوط ترسانته العسكرية ومحتواها بعيداً عن الاستهدافات، ذلك أن أي مقومات للصمود قد تتعرض لأي قصفٍ بشكل أعنف من السابق.
لهذا السبب، فإن ما يجري قد يقود الأمور نحو التوتر والتأزم، لكن الانخراط الأميركي في لعبة التفاوض مُجدداً ستعطي الضمانات المطلوبة، وما سيحصل هو أن حزب الله سيقبل بكل ذلك حفاظاً على بيئته أولاً ومناطقه ثانياً. المصدر: خاص لبنان24