بوابة الوفد:
2025-01-30@14:12:52 GMT

فيلسوف الشعراء

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

فوز الشاعر الدكتور حسن طلب بجائزة سلطان العويس؛ جاء فى موعده-  ربما- ليعيد هيبة القصيدة بعد سنوات من الكساد والخمول الذى أحاط بالشعراء وأبعد الجمهور عنهم.

حسن طلب  (١٩٤٤. سوهاج) درس الفلسفة فى كلية الآداب جامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه وعمل بالسلك الجامعى. وخلال رحلة أدبية طويلة صارت قصائده لها بصمتها الخاصة ورؤية فلسفية مكنته من أن يكون أميز أبناء جيله.

ومن بين اهتماماته تكوين جماعة (إضاءة) مع رفاقه عام١٩٧٧؛ حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام ١٩٩٠، ثم حصل على جائزة كافافيس اليونانية عام ١٩٩٥ وجائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافى فى ٢٠٠٦ وجاءت مناصفة مع الشاعر العمانى سيف الرحبى.

من أهم دواوين طلب: متتالية مصر وسيرة البنفسج ولا نيل إلا النيل بستان السنابل. ومن بين كتبه: أصل الفلسفة اليونان أم مصر القديمة.

من بين قصائده: يا مرسلة غزلانك فى قمحى / فى كرمى.. تاركة خيلك / ما كان أضل خروجك لى / تحت الدوح.. وكان أضلك / كنت مصوبة نبلك / لكأنك كنت حساما / والعشق استلك / بل لكأنك أنت المنذورة لى / منذ زمانين / فأى دليل دلك / هل شجر الليلك / مهلك / عن عينى ردى خيلك / إنى سوف بأكثرك أرد أقلك.

حسن طلب أراد للقصيدة أن تكون فاعلة فى وقت الغياب الشعرى، فكان أمامه خمس طرق لتحقيق ذلك: أولا: أن تجتذب القصيدة القارئ الذى هجر الشعر وحتى إذا اكتفى- هذا القارئ- بكلام الأغانى فإن المتاح أمامه هو هذا الغثاء السائد على ألسنة المطربين الشباب- فيما ندر - كلمات تجتذب قطاعًا كبيرًا منهم  وتلتهم اذواقهم؛ حتى لقد صار هذا هو الشعر  عندهم .

ثانيًا: حاول طلب أن يلتهم من تراثنا الاسلامى والمسيحى بإخلاص شديد وإن كان هذا يتطلب جهدًا كبيرًا جدًا وقد تحققت طفرة ملحوظة فى دواوينه الثلاثة الأخيرة، بحيث صارت قاموسا أمامنا نتعلم من مفرداته وخفايا سحره المكنون.

ثالثا: أراد حسن طلب- ونجح سريعا - أن يكون البعد الفلسفى هو الشريان التاجى لقصيدته، وقد صار هو المنظم لضربات قلب المحتوى الشعرى و تضاريسه.

رابعًا: كان لا بد للقصيدة فى بدايات أو منتصف سنوات السبعينيات من القرن الماضى أن تخرج من قيود وسجن صلاح عبدالصبور وحجازى وعبدالرحمن الشرقاوى والبيانى وخليل حاوى وادونيس وغيرهم، هؤلاء صبغوا شعرنا العربى ببصمات قوية جدا أضرت الشعراء بعدهم، وقد أرادوا التميز والإفلات من قبضتهم الواعية. حسن طلب ورفاقه نجحوا فى تطوير وتثوير القصيدة شكلا ومضمونا.

خامسًا وأخيرا: كان للأحداث السياسية القاسية التى أطاحت- ولاتزال- بكل القيم والمنطق والمعقول، بل لقد تخطت مرحلة اللا معقول، كل هذا رسم  وأجبر الشعراء المجددين على طرح رؤى أو لنقل خرائط بديلة لكل ما كان موجودًا؛ وهذه الجزئية وحدها عرقلت الوقت نحو وصول القصيدة للمتلقى؛ وكان ذكاء حسن طلب ورؤيته المستقبلية حاضرين فى إعداد مشروع القصيدة الجديدة وظهر هذا واضحًا في  أعداد مجلة إضاءة ومطبوعاتها .

حسن طلب رحلة نجاح واعية صارت قدوة أمام المجددين. فى كل قصيدة جديدة له كان حاضرًا بهذا القاموس والمنهج. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاريزما الشاعر الدكتور حسن طلب جائزة سلطان العويس حسن طلب

إقرأ أيضاً:

أمسية شعرية تجمع مبدعي العرب في ختام فعاليات رابع أيام معرض الكتاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت قاعة "ديوان الشعر" الأمسية الشعرية الأخيرة لليوم الرابع من فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، وجمعت نخبة من أبرز الشعراء العرب. 
وقدمت الأمسية وجبة شعرية دسمة عكست تنوع الإبداع العربي وثراءه، حيث توافد الحضور للاستمتاع بإلقاء الشعراء المشاركين وقصائدهم المميزة.  
أدار الأمسية الشاعر والإعلامي أسامة جاد، الذي افتتحها بالترحيب بالحضور والثناء على مستوى الشعراء وقصائدهم التي أظهرت جماليات اللغة العربية وتنوع تأويلاتها. 
أشار جاد إلى أن الأمسية تمثل استمرارا لاستكشاف قدرات الشعر العربي في التعبير عن المشاعر والقضايا الإنسانية بلغة ثرية وساحرة.  
شارك في الأمسية الشاعر السعودي محمد الدميني، الذي ألقى قصيدته "نزوات إلى صديق قديم"، تبعه مواطنه الشاعر علي الحازمي، الذي تحدث عن تجربته الشعرية وإصداراته التي تجاوزت ستة دواوين ترجمت إلى عدة لغات، قبل أن يلقي قصيدته المؤثرة "أنا كثير في غياب أحبتي".

ومن مصر، قدم الشاعر ماجد يوسف قصيدتيه "عتبات" و"مجرى العيون"، فيما أثار الشاعر السوري المقيم في ألمانيا، فواز القادري، إعجاب الحضور بقصيدته "من على برج القاهرة: قصائد حب"، حيث استعرض في كلمته مسيرته الشعرية التي أثمرت عن أكثر من 40 ديوانًا.  
كما أبهرت الشاعرة المغربية فدوى الزياني الحضور بإلقائها قصيدتيها "خريف أزرق" و"خدعة النور في آخر الممر". وعبرت عن فخرها بترؤس جمعية زاكورة للشعراء، التي تسهم في تعزيز الحراك الشعري بالمغرب.  
كما شهدت الأمسية أيضا مشاركة الشاعر المصري وليد علاء الدين، الذي قدم قصيدتيه "عندما تتحدث عن السماء" و"عشرين صورة للحب". وتبعه الشاعر بشير رفعت بقصيدته "لا تمطر ملحًا"، والشاعر التونسي شمس الدين العوني بقصيدته "يكفي أن تقول الشجرة".
وكان من بين المشاركين الشاعر والإعلامي محمود شرف، الذي أشار إلى أعماله الشعرية المترجمة إلى عدة لغات، لكنه اضطر لاختصار مشاركته بسبب ضيق الوقت. بينما ألقى الشاعر المصري سعيد شحاتة قصيدة بالعامية بعنوان "يابنت يا جنينة".

اختتمت الأمسية بقصائد للشاعرين المصريين جمال فتحي، الذي قرأ من ديوانه "تحت القمر"، وعمر شهريار، الذي قدم قصيدته "عالم قديم".

مقالات مشابهة

  • مي العيدان: اللي يشوف جمال زوجة فائق الأولى يستغرب كيف يتزوج أصالة.. فيديو
  • بين الفصحى والعامية.. معرض الكتاب يصدح بقصائد الشعراء
  • أمسية شعرية تجمع أصواتًا مصرية وعربية في معرض القاهرة الكتاب
  • نقاد يحتفون بأمير الشعراء وشاعر النيل بمعرض الكتاب
  • وهب رومية: الأعمال الإبداعية موازاة رمزية للواقع الاجتماعي
  • معرض الكتاب 2025.. «اتحاد كتاب مصر» ينظم أصبوحة ‏شعرية متميزة ‏
  • وهب رومية.. رحيل ناقد أثرى الأدب العربي
  • أمسية شعرية تحتفي بتنوع الإبداع في القاهرة الدولي للكتاب
  • أمسية شعرية تجمع مبدعي العرب في ختام فعاليات رابع أيام معرض الكتاب
  • الأمسيات الشعرية تُثري فعاليات "ليالي مسقط" بتسليط الضوء على الإرث الأدبي العماني