روسيا تعلن إحباط هجوم أوكراني بالمسيرات على موسكو وزيلينسكي يشيد بقواته بعد أسبوع صعب من القتال
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت -اليوم الثلاثاء- "هجوما إرهابيا" أوكرانيًا بطائرات مسيرة على موسكو، في المقابل أكدت أوكرانيا أنها استعادت أراضي في شرق وجنوب البلاد بعد أسبوع صعب من القتال منذ بدء هجومها المضاد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أحبطت اليوم الثلاثاء "هجوما إرهابيا" بـ5 مسيرات في موسكو، وأكدت أنه تم إسقاط جميعها من دون إصابات.
بدورها، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أوكرانيا بإرسال مسيرات صباح هذا اليوم إلى موسكو.
وقالت زاخاروفا إن محاولة نظام كييف مهاجمة المنطقة التي تحتوي على منشآت البنية التحتية المدنية -بما في ذلك المطار الذي يستقبل رحلات جوية أجنبية- هو "عمل إرهابي" إضافي.
ونقلت وكالة تاس عن أجهزة الطوارئ الروسية أنه تم اعتراض 3 طائرات مسيرة على الأقل في سماء موسكو في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء وواحدة فوق بلدة كوبينكا على بعد 63 كيلومترا غرب موسكو.
وأشارت رويترز إلى أن هناك قاعدة جوية روسية بالقرب من البلدة.
تقدم أوكرانيوفي الجهة المقابلة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده تتقدم خطوة بخطوة، وشكر كل من يدافعون عن أوكرانيا، وكل من يقودون هذه الحرب من أجل انتصارها، على حد تعبيره.
من جهتها، قالت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الأوكرانية تمكنت من استعادة نحو 159 كيلومترا مربعا منذ بدء الهجمات المضادة على القوات الروسية.
وأكدت ماليار -في بيان- أن عمليات كر وفر تجري على خطوط الجبهة شرقا وجنوبا، مؤكدة محاولة القوات الروسية التقدم في اتجاهات ليمان وأفدييفكا ومارينكا، في حين تقدمت القوات الأوكرانية في 7 بلدات باتجاه منطقتي برديانسك وميليتوبل الخاضعتين لسيطرة القوات الروسية جنوبي زاباروجيا.
في المقابل، أعلن الجيش الروسي إحباط محاولة من القوات الأوكرانية لإعادة الانتشار في محور كوبيانسك بمقاطعة خاركيف.
وقال المتحدث باسم مجموعة قوات الغرب في الجيش الروسي سيرغي زابينسكي إن قواته استهدفت تجمعات للقوات الأوكرانية في المقاطعة بـ8 ضربات صاروخية.
قصف متبادلوفي سياق متصل، أعلنت الإدارة العسكرية في مقاطعة سومي شمال شرقي أوكرانيا مقتل شخص وإصابة 16 آخرين في قصف روسي بطائرات مسيرة.
وقالت الإدارة العسكرية إن 4 مسيرات روسية انتحارية من طراز شاهد الإيرانية هاجمت مبنى إداريا وآخرين سكنيين إضافة إلى تضرر عدد من المباني المجاورة. وأشارت الإدارة العسكرية إلى تواصل أعمال الإنقاذ ورفع الأنقاض.
بدورها، أفادت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا بمقتل مدني في قصف صاروخي أوكراني على بلدة يلينوفكا الواقعة على الطريق بين دونيتسك ومدينة ماريوبول.
وأضافت سلطات دونيتسك أن القصف الأوكراني أصاب حافلة ركاب ومنازل سكنية في البلدة الواقعة جنوب غرب دونيتسك.
من جانبه، قال حاكم مقاطعة بريانسك الروسية ألكسندر بوغوماز إن المقاطعة الحدودية تعرضت لقصف مدفعي أوكراني.
وأضاف بوغوماز أن القصف استهدف عددا من القرى والبلدات في المقاطعة، موضحا أن أضرار هذا القصف اقتصرت على منزلين سكنيين حيث اشتعلت النيران بهما.
"فشل" أوكرانيوفي موسكو، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن القوات الأوكرانية لم تحقق أي هدف من أهداف هجومها المضاد على أي محور من المحاور منذ بداية هجومها المضاد.
وأضاف شويغو -أمس الاثنين- أن القوات المسلحة الروسية دمرت خلال يونيو/حزيران الماضي 920 وحدة من المركبات المدرعة، بما فيها 16 دبابة "ليوبارد" الألمانية، بالإضافة إلى 15 طائرة و3 مروحيات، في مقاطعتي دونباس وزاباروجيا.
وشدد الوزير الروسي على أن التمرد، الذي قاده مؤسس شركة "فاغنر" يفغيني بريغوجين يوم 24 يونيو/حزيران الماضي، كان محاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد، لكنه فشل بسبب ولاء الجيش.
وأكد شويغو أن التمرد القصير الذي شنه مقاتلو فاغنر لم يؤثر على "العملية العسكرية الخاصة" التي تنفذها بلاده في أوكرانيا، في إشارة إلى الحرب التي تشنها موسكو على كييف.
وكانت إقالة شويغو من أهم مطالب مؤسس ورئيس شركة فاغنر من أجل التراجع عن التمرد المسلح الذي قاده، والذي سيطر خلاله مقاتلو الشركة على مدينة روستوف (جنوب غربي روسيا) التي تحتضن مقر إدارة الجيش الروسي للحرب على أوكرانيا، وتعد من كبرى المدن الروسية.
وفي شبه جزيرة القرم، أعلن جهاز أمن الدولة الروسي -أمس الاثنين- إحباط محاولة أوكرانية لاغتيال الحاكم الروسي للمنطقة سيرغي أكسيونوف، لكن أوكرانيا لم تعلق بعد على تلك المحاولة.
وقال جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي) -في بيان نشرته وكالة أنباء إنترفاكس الروسية- إنه أحبط محاولة لاغتيال حاكم القرم دبّرتها أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، مشيرا إلى توقيف شخص في إطار التحقيقات.
وأوضح أنه أوقف مواطنا روسيا من مواليد عام 1988 بشبهة تجنيده من "جانب عناصر في جهاز الاستخبارات الأوكرانية (إس بي يو)"، مؤكدا أن الرجل "تابع تدريبا على استخبارات التخريب في أوكرانيا بما يشمل المتفجرات". وأضاف "لم يتسن الوقت لواضع القنبلة لتنفيذ نيته الإجرامية، لأنه أوقف عندما كان يتسلم العبوة الناسفة من مخبأ".
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، ويتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في هذه المنطقة، ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 نفذت في شبه الجزيرة عدة هجمات قُتل فيها أو جُرح مسؤولون موالون لروسيا.
اتفاق الحبوبدوليا، قال دبلوماسيون لوكالة الأنباء الألمانية -الاثنين- إنه في محاولة لحمل روسيا على تمديد اتفاق الحبوب الرئيسي مع أوكرانيا، يفكر الاتحاد الأوروبي في تقديم تنازلات، من بينها السماح لبنك روسي بالتحايل على العقوبات.
وأضافوا أن الفكرة هي السماح للبنك الزراعي الروسي بإنشاء شركة تابعة ليتمكن من استخدام شبكة الاتصالات المالية الدولية "سويفت" (SWIFT) مرة أخرى لإجراء مدفوعات معينة.
وقال الدبلوماسيون إن الاتحاد الأوروبي ليس بصدد رفع العقوبات المفروضة على البنك الزراعي، لأنه ربما لن يكون هناك الاتفاق في الآراء اللازم بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لفعل ذلك.
ولكن من خلال السماح لشركة فرعية جديدة باستخدام نظام الدفع السريع "سويفت"، ربما لن يتمكن المعارضون من منع مثل هذه الخطوة. ويشير مؤيدو الإجراء إلى أن صادرات الحبوب مهمة للغاية ليس فقط لأوكرانيا، ولكن أيضا للدول المتلقية في أفريقيا وآسيا.
ومنعت روسيا تصدير الحبوب من أوكرانيا لعدة أشهر بعد بداية حربها عليها في فبراير/شباط العام الماضي، قبل أن يتم التوصل منتصف عام 2022 إلى اتفاق بين الطرفين بوساطة الأمم المتحدة وتركيا لاستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية مرة أخرى.
وفي الآونة الأخيرة، تم تمديد الاتفاق لمدة شهرين آخرين منتصف مايو/أيار الماضي، لكن روسيا هددت بعدم تجديد الاتفاق في حال عدم السماح لها بتصدير منتجاتها الزراعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة
إقرأ أيضاً:
ما وضع القوات الأوكرانية في كورسك وهل تملك تنفيذ هجوم مضاد؟
تواجه القوات الأوكرانية في كورسك وضعا عسكريا بالغ الصعوبة، إذ لم تعد تسيطر إلا على جزء محدود من الأراضي التي كانت بحوزتها سابقا، بعد أن فقدت معظم مواقعها لصالح الجيش الروسي.
وتخوض هذه القوات قتالا عنيفا على أطراف الإقليم، وسط تفوق ناري روسي يمنعها من إعادة التمركز بسهولة أو الاحتفاظ بمعداتها الثقيلة.
ووفقا للخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، فإن الوضع الميداني يعكس تضييق الخناق على القوات الأوكرانية، حيث تفرض روسيا حصارا تدريجيا على وحداتها بالمنطقة، مع تكثيف الضربات الجوية لمنع أي انسحاب منظم.
وأوضح الخبير العسكري أن القادة الروس يصرحون بأن الانسحاب بالمعدات الثقيلة غير ممكن، مما يضع القوات الأوكرانية أمام خيارات محدودة.
وتأتي هذه التطورات في سياق استمرار المعارك المحتدمة على عدة جبهات، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية، كما أكدت تحرير بلدتي روبانشينا وزاوليشينكا في مقاطعة كورسك.
وفي المقابل، أقر الجيش الأوكراني بالانسحاب من بعض المواقع لإعادة التموضع، بينما تستمر المعارك في خاركيف وسط ضغط روسي متزايد.
تخفيف الضغطويرى الفلاحي أن كييف كانت تراهن على معركة كورسك كوسيلة لتخفيف الضغط على خاركيف التي تتعرض لهجمات روسية مكثفة.
إعلانويشير إلى أن أوكرانيا دفعت قواتها باتجاه كورسك لإشغال الجيش الروسي الذي لم ينجر إلى المعركة، بل واصل ضغطه على الجبهات الأخرى مما أدى إلى تراجع الأوكرانيين.
وبحسب الفلاحي، فإن خسائر أوكرانيا في هذه المواجهات مرتفعة، إذ تشير تقديرات روسية إلى سقوط أكثر من 37 ألف قتيل وتدمير مئات الدبابات والآليات المدرعة الأوكرانية، كما أن نقص الإمدادات الغربية وعدم قدرة كييف على تعويض خسائرها يزيدان من صعوبة موقفها.
وفيما يتعلق بإمكانية شن هجوم مضاد، يؤكد الفلاحي أن الأوكرانيين يعتمدون على إستراتيجية الضربات الخلفية، مثل استهداف الجسور والمطارات وسكك الحديد، إلى جانب عمليات التوغل البري.
غير أن هذه التكتيكات لم تحقق نجاحا ملموسا بسبب القدرات الدفاعية الروسية المتفوقة، لا سيما في مجال الحرب الإلكترونية والتشويش على المسيرات والصواريخ.
وفي ظل توقف الدعم الأميركي، يروج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لفكرة تطوير صواريخ محلية لكنه يواجه عقبات تقنية ولوجستية تجعل تنفيذ هذه الخطط في المدى القريب صعبا.
وفي هذا السياق، يرى الفلاحي أن أي هجوم مضاد واسع النطاق يحتاج إلى دعم عسكري كبير، وهو ما تفتقر إليه كييف حاليا.