أمين المجلس الإسلامي العربي: أزمة المناخ لن تحل إلا بتفعيل دور القيادات الدينية
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
شارك الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي، د. محمد علي الحسيني، في القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ الذي انعقد في أبوظبي في الـ 6 من نوفمبر 2023 من تنظيم COP28 ومشاركة مجلس حكماء المسلمين.
وقدم د. الحسيني، ورقة عمل علمية بعنوان، القيادات الدينية ومسؤوليتها في معالجة أزمة المناخ ودورها في إحياء كوكب الأرض، ، أكد فيها "أن الله تعالى أمر عباده جميعا بعمارة الأرض وإصلاحها وإحيائها لأن لهم فيها معاشهم ومستقرهم، ودعاهم إلى العمل في هذا السبيل، إلا أن الإنسان حاد عن أمر الله وألهمه فجوره فسادا وتخريبا في الكوكب الذي صار قاب قوسين أو أدنى من الدمار".
وأضاف: "هذا الخطر جعل مشكلة المناخ من أهم المواضيع المطروحة، ومن أكبر التحديات الراهنة التي تشغل اهتمام العالم للحفاظ على الكوكب وإنقاذه، وإذ تقع المسؤولية الكبيرة على عاتق المسؤولين وصناع القرار، إلا أن العبء الأكبر يقع على القيادة الدينية بما لها من تأثير ومكانة في الأوساط الاجتماعية".
جانب من القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ- اليوم
علاج أزمة المناخشدد الدكتور الحسيني، في ورقته على أن أزمة المناخ لا يمكن معالجتها إلا من خلال تفعيل دور القيادات الدينية المؤثرة بخطوات فعالة وجادة، عارضًا التوصيات المطلوبة، وأهمها: إصدار الفتاوي التي تؤكد على تحريم تلويث البيئة، وعقوبة ذلك في الدنيا والآخرة، استنادًا إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وكذلك التأكيد على أحكام الشرائع الدينية الداعية إلى تحقيق تنمية بيئية رشيدة، والإضاءة على أحكام الفقه الإسلامي من تلويث البيئة، والدعوة إلى عمارة الأرض.
ولفت الى أهمية اعتبار الطبيعة نعمة الله على عباده، والاعتداء على مواردها وإهدارها وتلويثها تجاوز واعتداء على حق الأجيال القادمة، داعيًا إلى تسليط الضوء على استراتيجية الإسلام في حماية البيئة من خلال المشروع الأخضر والتشجيع على الغرس.
وعلى المستوى السياسي شدد السيد الحسيني على أهمية تحقيق العدالة في توزيع الثروات، وتقديم مساعدات مالية لدعم الدول الفقيرة للتأقلم مع تغير المناخ.
أما على المستوى التربوي فأكد أنه يجب تفعيل دور المؤسسات التعليمية والثقافية لرفع منسوب الوعي في التعليم البيئي المتكامل وجعله أولوية في البرامج التعليمية والمنظومة التربوية.
وختم الحسيني، ورقته بالتأكيد على التكليف الواجب على القادة الدينيين نحو المناخ والبيئة وإنقاذ الأرض، من خلال الحث النظري مع التنبيهات من مخاطر إهمال البيئة والاعتداء عليها وحرمة ذلك شرعًا، وتقديم الأنموذج الإسلامي العملي الأمثل وإيجاد السبل والآليات لتفعيله وتطبيقه على أرض الواقع لتحقيق الأهداف المرجوة، وإنقاذ الكوكب.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الدمام المناخ التغير المناخي تغير المناخ قمة قادة الأديان أزمة المناخ
إقرأ أيضاً:
المفتي يُلقي محاضرةً حول "الإنسان في المنظور الحضاري الإسلامي" بمعهد أذربيجان
ألقى الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- محاضرةً بعنوان "الإنسان في المنظور الحضاري الإسلامي" بمعهد أذربيجان للعلوم الدينية، وذلك ضمن فعاليات زيارته الرسمية لأذربيجان. وحضر المحاضرة الدكتور عاقل شرينوف، رئيس المعهد، والدكتور إلكين عليمرادوف، مدير قسم اللغات والعلوم الاجتماعية، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد.
المفتي يستقبل وفدًا إندونيسيًّا لبحث تعزيز التعاون في مجال تدريب المفتين المفتي يشهد تخريج دفعة جديدة من طلبة تايلاندتناول المفتي في المحاضرة جوانبَ متعددةً حول مكانة الإنسان في الإسلام ودَوره في التشييد والبناء وعمارة الأرض. في بداية المحاضرة، أوضح أهمية هذا الموضوع في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الإنسانية، مؤكدًا أن "الإسلام يمنح الإنسان مكانةً رفيعة، ويحرص على إعلاء قيمته ودَوره في هذا الكون كخليفة لله في الأرض."
وأضاف مفتي الجمهورية أن "الإنسان اختُصَّ في الإسلام بمزايا تميِّزه عن سائر المخلوقات، حيث وهبه الله العقلَ والقدرة على الاختيار، مما يلقي على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه نفسه وتجاه الكون بأسره."
وأكَّد أن الإسلام يُشجع على التشييد والبناء وعمارة الأرض كأحد أشكال العبادة، قائلًا: "الإسلام يحثُّ الإنسانَ على العمل والإنتاج، ويعتبر التشييد والتطوير واجبًا لتحقيق الازدهار والاستقرار."
كما تطرَّق إلى مقاصد الشريعة الإسلامية وأهميتها في تنظيم حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن "الشريعة الإسلامية تهدُف إلى تحقيق مصالح الناس من خلال أنواع المقاصد الضرورية، والحاجية، والإحسانية، والتي تسعى لحماية الدين والنفس والعقل والمال والعرض.
واختتم مفتي الجمهورية محاضرته بتناول تنظيم العلاقات التي رسمها الإسلام بين الإنسان وأطراف متعددة، سواء في علاقته بالله، أو بنفسه، أو بالبشر، أو حتى بالكائنات الأخرى، مبينًا أن "الإسلام يؤسِّس لتنظيم شامل يحقق التوازن بين متطلبات الفرد وحقوق المجتمع والكون، بما يعزز التعايش والتعاون."