الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: أعلن الكيان صباح اليوم الثلاثاء أنّ الآلاف من الفلسطينيين، سُكّان مُخيَّم اللاجئين جنين في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، قد نزحوا بسبب العملية العسكريّة الإسرائيليّة، فيما أعلنت وزارة الصحّة الفلسطينيّة أنّ عدد الشهداء الذين ارتقوا جرّاء العدوان المُستمِّر وصل إلى 10.

 ونقلاً عن محافل أمنيّةٍ رفيعةٍ في جيش الاحتلال الإسرائيليّ كشفت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ النقاب عن أنّ الأجهزة الأمنيّة التابِعة للسلطة الفلسطينيّة في رام الله، أقدمت على اعتقال مقاومين فلسطينيين كانوا في طريقهم من نابلس إلى جنين بهدف مساعدة المخيّم الذي يتعرَّض لعدوانٍ عسكريٍّ وحشيٍّ من جيش الاحتلال، فيما أكّدت المصادر عينها، كما قال محلل الشؤون الفلسطينيّة في القناة المذكورة، أوهاد بن حيمو، أنّ العملية العسكريّة في مخيم جنين ليست ضدّ السلطة الفلسطينيّة، إنّما ضدّ من أسماهم بالمُخربين في المخيّم.  وبينما يتواصل العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، وسط تقديرات بعدم نجاحه في وقف تمدد المقاومة، تكشِف شهادات إسرائيلية حالةً من الإحباط واليأس من القدرة على القضاء على المقاومة.  وفي السياق، قال مدير مركز أبحاث الأمن الإسرائيليّ، اللواء في الاحتياط تامير هايمان، الذي شغل منصب قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، قال في بيانٍ رسميٍّ إنّ العملية العسكريّة الحالية تختلِف جوهريًا عن عملية (السور الواقي)، والتي نفذّها الاحتلال في العام 2002 وأعاد احتلال الضفّة الغربيّة، كما أكّد أنّه لا يُمكِن بأيّ حالٍ من الأحوال الحديث عن أنّ هدف العملية إعادة الردع الإسرائيليّ الذي تآكل. وأوصى اللواء هايمان بإعادة الأمور إلى نصابها وعدم الدخول في مزايداتٍ لا تُسمِن ولا تُغني عن جوع، مُشدّدًا على أنّ الأهداف الصحيحة للعملية تكمن في استنزاف المقاومة، وضرب مختبرات صناعة الصواريخ والمقذوفات، كما قال إنّ جنين ليست عاصمة الإرهاب، لأنّ للإرهاب لا توجد عاصمة، وأنّ الإرهاب موجود في القلوب والجاهزية والحافزيّة، أيْ أنّ القضاء على بؤرةٍ ما لا تعني بتاتًا التخلّص من الإرهاب، لأنّ الواقع أكثر تعقيدًا ممّا نعتقد، على حدّ تعبيره.  اللواء هايمان أوضح أيضًا أنّ العملية العسكريّة الجارية الآن هي ليست ضدّ السلطة الفلسطينيّة، إذْ أنّ المصلحة الإستراتيجيّة الإسرائيليّة تقضي بالحفاظ عليها، وذلك على الرغم من تصريحات عددٍ من المسؤولين الإسرائيليين، وخلُص إلى القول إنّ السلطة الفلسطينيّة، على كلّ مساوئها، هي جزءٌ من الحلّ، وليست جزءًا من المشكلة، طبقًا لأقواله. يوحاي عوفر الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة (مكور ريشون) زعم أنّ “جنين ما زالت عاصمة الهجمات المسلحة، لأنّ العمليات الأخيرة ذكّرت أجهزة الأمن كَمْ أنّ هذه المدينة والمخيم قابلة للانفجار وخطرة، وجعلها تتحوّل إلى أحد الأهداف الأكثر سخونة للمؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، ورغم كلّ التعزيزات الأمنية فقد نجحت المقاومة في كلّ مرّةٍ من الإفلات من قبضة الجيش الإسرائيليّ”، زاعمًا “أنّنا ما زلنا في بداية الطريق، ولم ننتهِ بعد من مهمة القضاء على هذه الخلايا المسلحة”. وأوضح أنّه “فيما تواصل القوات الإسرائيلية عمليات الملاحقة، فإنّ الهجوم الحالي يثبت مجددًا أنّ جنين من أخطر البؤر المعادية للجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، وهي مصنع الإنتاج على الدوام للخلايا العسكريّة منذ الانتفاضة الثانيّة”.  يوآف زيتون الخبير العسكريّ في موقع (YNET)، كشف أنّ “أوساطًا إسرائيليّةً أبدت خشيتها من عودة مشاهد الانتفاضة الثانية في جنين لأول مرة منذ 20 عامًا، لأنّ ما حصل في جنين في الآونة الأخيرة يطرح تساؤلات أمام المركبات المضادة للرصاص المتنقلة في شوارع الضفة الغربية، خاصة مع زيادة خطر المتفجرات”. أمير بوحبوط المراسل العسكري لموقع (WALLA)، أقّر أنّه “رغم ما تبذله قوات الاحتلال من عمليات ملاحقة مكثفة على مدار الساعة للخلايا المسلحة في الضفة، لكنّها لم تنجح حتى الآن في كبح جماح هجماتها، لكن التركيز الإسرائيلي بدا لافتًا على مخيم جنين، الذي شهد نشوء العديد من الخلايا التي تتمتع بدعم الشارع الفلسطيني، وأصبحت مؤخرًا أكثر تنظيمًا ومؤسسية، وتجمع حولها عددًا من المسلحين الذين ينفذون هجمات عسكرية ضد المستوطنين والجنود، وتسعى لإحباط أي نية للجيش لاقتحامه”. وكشف عن “وجود تخوف حقيقي دائم لدى جيش الاحتلال من تنفيذ عملية واسعة النطاق في قلب مخيم اللاجئين، قبل تنفيذها فجر أمس الاثنين، واكتفائه بعمليات سريعة، بزعم أنّ أيّ عملية من هذا القبيل تنتهي بقتل وجرح عدد كبير من المسلحين قد يؤدي لدخول أوسع نطاقًا من عدد كبير آخر من المسلحين الذين سيضرمون النار مباشرة في كل أنحاء الضفة، وقد يمتد الأمر لغزة، وقد يهز السلطة الفلسطينية بشكل يتعارض مع المصلحة الأمنية الإسرائيلية”. يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، كشف أن “الوصف الأكثر رواجًا بين المحافل الأمنية الإسرائيلية لمدينة جنين ومخيمها أنها (عش الدبابير)، وتثير قلقًا كبيرًا لدى المسؤولين الأمنيين، لأنّها أصبحت (عاصمة المقاومة) في الأراضي الفلسطينية، وباتت تمثل القصة الساخنة في المناطق الفلسطينية اليوم، ولا تخفي الفصائل الفلسطينية نواياها لنقل نموذج جنين إلى مختلف مدن الضفة الغربية في ظل ما تملكه من بنية تحتية”. في السياق ذكر يوسي يهوشواع الخبير العسكري في صحيفة (يديعوت أحرونوت(، أنّ “الأوساط العسكرية الإسرائيلية تعتقد أنّ مخيم جنين أصبح نموذجًا للمعاقل المحصنة، مما يفرض على جيش الاحتلال تحديًا جديدًا، ولا يتوانى ضباطه بإطلاق الأوصاف على المخيم، وآخرها أنه تحول إلى (حصن للمقاومة)، بعد أن توّجت جنين كعاصمة للمقاومة منذ انتفاضة الأقصى، لكنه بات يكتسب بالفعل لقب (قلعة الرعب)، ففي كل ليلة تقريبا تقوم قوات الاحتلال باعتقال فلسطينيين، حيث تواجه بإطلاق النار من قبل المقاومين، وهو طقس أصبح شبه منتظم، وانتشر لمدن وقرى أخرى بالضفة الغربية”. واختتم أنّ “مخيم جنين سجّل علامة فارقة أخرى في التصعيد الزاحف، ويتمثل لأوّل مرة باستخدام عبوات ناسفة ضد قوات الجيش، فقد بات محصّنًا ومحاطًا بحواجز أمنية، ومحملاً بكاميرات أمنية نصبها الفلسطينيون، ومليئًا بالمراقبة التي يضعونها للتحذير من دخول الجنود”.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: ة الإسرائیلی ة ة الفلسطینی ة مخیم جنین م جنین

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 44211 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 أعلنت مصادر طبية فلسطينية اليوم /الأحد/ ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44 ألفا و211 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.


وأوضحت المصادر ذاتها - وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" - أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 104 آلاف و567 جريحا، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر؛ أسفرت عن استشهاد 35 فلسطينيا، وإصابة 94 آخرين. 

مقالات مشابهة

  • شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في جباليا بغزة
  • شهداء بقصف إسرائيلي على غزة والأمطار تعصف بخيام النازحين
  • الإمارات تعلن القبض على مشتبه بهم في تصفية حاخام إسرائيلي
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف بصواريخ “107 ” مرابض مدفعية الاحتلال الإسرائيلي في موقع “فجة” العسكري شرق مدينة غزة
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 44211 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • إصابة شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة شرق نابلس
  • إصابة شاب خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة
  • سقوط 6 شهداء جراء قصف الاحتلال مخيم النصيرات مساء اليوم
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: الحصار الإسرائيلي يعرض حياة المرضى للخطر
  • وسائل إعلام فلسطينية: 3 شهــداء وعدد من الجرحى جراء قصف طيران العدو الإسرائيلي منزلاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة