الثقافة : 15 مثقفا ومبدعا استشهدوا وتدمير مواقع أثرية وثقافية في غزة _ بالاسماء
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
قالت وزارة الثقافة الفلسطينية اليوم الاربعاء 8 نوفمبر 2023، إن المشهد الثقافي في قطاع غزّة تعرّض إلى اعتداءات متعدّدة، منذ السابع من تشرين أول/اكتوبر الماضي، منها فقدان العديد من المبدعين في مختلف المجالات -أطفالًا وكبارًا- عُرف منهم خمسة عشر استشهدوا بينهم طفلتان، فضلًا عن تدمير العديد من المراكز الثقافية عُرف منها خمس دور نشر ومكتبات لبيع الكتب في القطاع وستة مراكز ثقافية، بالإضافة إلى تصدع وتأثر العديد من المؤسسات الثقافية والفنية، كما تعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة وفيها 146 بيتًا قديمًا، إضافة إلى مساجد وكنائس وأسواق ومدارس قديمة وتاريخية وميناء غزة القديم للتدمير، والمدرج على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي ولائحة التراث الإسلامي.
وبينت الوزارة في تقرير أصدرته اليوم الأربعاء، أن الشهداء من المثقفين والمبدعين هم:
-الفنانة التشكيلية ومعلمة الفنون الجميلة هبة غازي إبراهيم زقوت (39 عامًا) ومعها ولدها في 13 أكتوبر. وكانت قبل استشهادها بأيام سجلت فيديو يضم لوحاتها وتحدثت فيه عن أعمالها وحلمها بتنظيم معرض فني لتعرض إبداعها. تطرَّقَتْ في أعمالها إلى المرأة والوطن والطبيعة والتصاق الأم بأطفالها.
- الكاتبة والشاعرة هبة كمال صالح أبو ندى (24 عامًا) في 20 أكتوبر، وهي لاجئة من بيت جرجا المهجّرة والمدمرة عام 1948، كتبت القصة والرواية والشعر. وكان آخر ما كتبته على منصات التواصل الاجتماعي "نحن في الأعلى نبني مدينة ثانية، أطباء بلا مرضى ولا دماء، أساتذة بلا ازدحام.. عائلات جديدة بلا ألم ولا حزن، وصحفيون يصورون الجنة، وشعراء يكتبون الحب الأبدي، كلهم من غزة كلهم. في الجنة توجد غزة جديدة بلا حصار تتشكل الآن".
- الفنان والإعلامي والمؤثر علي عبد الله حسن النسمان (38 عامًا) في 13 أكتوبر، وظل حتى اللحظات الأخيرة يظهر بمقاطع فيديو يتحدث عما يحدث في قطاع غزة. كان الشهيد ممثلًا قام بعدة أدوار ومسلسلات فلسطينية.
- الشاعر عمر فارس أبو شاويش (36 عامًا) في 7 أكتوبر في القصف على مخيم النصيرات للاجئين في غزة. هو ناشط مجتمعي بارز وله إسهامات مختلفة على الصعيد المجتمعي والشبابي والثقافي والفكري، وشارك في تأسيس العديد من الجمعيات والهيئات الشبابية، وحصل على جائزة الشباب العربي المتميز على مستوى الوطن العربي من مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة التابع لجامعة الدول العربية.
- الفنانة حليمة عبد الكريم الكحلوت (29 عامًا) وذلك في 30 أكتوبر، أطلق عليها أصدقاؤها لقب "فاكهة الورشات" حيث عرفت بمرحها وعفويتها الدائمة. وكان آخر معرض شاركت به الصيف الماضي بعنوان "شظايا المدينة" مع فنانين آخرين، لتصبح جزءًا من هذه الشظايا والأشلاء وترحل.
- إيناس محمد السقا (53 عامًا) في 31 أكتوبر هي وبناتها سارة ولين وابنها إبراهيم، وهي فنانة متخصصة في الفنون البصرية والمسرح وعملت كثيرًا في مسرح الأطفال ومن أوائل الفنانين في المسرح في غزة. كان آخر ما كتبته عبر منصات التواصل الاجتماعي "تلتفت أحيانًا لتلقي نظرة على ماضيك.. فتكتشف أنك خرجت حيًا من مذبحة".
- الفنان محمد سامي قريقع (24 عامًا) في 18 أكتوبر، هو فنان ورسام حاول دمج التكنولوجيا بالفن والرسوم المصورة التي تضيء الحياة اليومية. وكان آخر ما نشره على منصات التواصل الاجتماعي الفيديو الشهير لأطفال يلعبون في حديقة المشفى الأهلي المعمداني في غزة قبل يوم واحد من قصفه من قبل الاحتلال الإسرائيلي وراح ضحيته في مجزرة بشعة 500 شهيد وعشرات الجرحى.. وحتى اللحظات الأخيرة حاول بفنه وحيويته وطاقته أن يبدد القلق والضغط النفسي الذي عاشه الأطفال والمرضى في المشفى.
- الفنان والكاتب الشاب يوسف دواس وهو عازف غيتار وكاتب نشط في مبادرة "لسنا أرقامًا"، والتي توثق معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وكتب باللغتين العربية والإنجليزية وله العديد من الفيديوهات التي تحدث فيها عن مواضيع عديدة منها حلمه بالسفر واكتشاف العالم، وهو حلم يراود معظم الشباب في غزة لا سيما مع الحصار المفروض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من ستة عشر عامًا.
- الفنانة التشكيلية نسمة أبو شعيرة (36 عامًا) في 28 أكتوبر، وهي محاضِرة ورئيس قسم الفنون التشكيلية في جامعة الأقصى، من أشهر لوحاتها شجرة زيتون تمتدّ جذورها في كل الكرة الأرضية.
- إيمان خالد أبو سعيد هي وأطفالها جودي وزياد وزوجها إياد و22 فردًا من عائلتها في مخيم النصيرات للاجئين، بعد أن أجبرت على النزوح من بيتها في تل الهوا. وتعتبر إيمان عنوانًا للعمل الثقافي والتمكين للأطفال، كان آخر مشاريعها جمع صدف البحر وتنظيفه وصناعة أدوات لتزيين البيوت إضافة إلى توثيق أيام الحصار في القطاع عبر التاريخ الشفوي وذلك في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي.
- الطفلتان شام أبو عبيد (8 سنوات)، وليلى عبد الفتاح الأطرش (8 سنوات)، من فرقة تشامبيونز للدبكة الفلسطينية في قطاع غزة.
- الفنان طارق أحمد ضبان في 4 أكتوبر، وزوجته وأبنائه في 4 نوفمبر، وكان آخر ما كتبه على حسابه على منصات التواصل الاجتماعي: "استشهد الوالد وماتت فرحةُ البيتِ، أين صوتك الشجي يا والدي؟ وأين ابتسامة أمي التي فارقت البيت مع روحك التي فارقتنا... اللهم ارحمهم".
- الفنان مهند أمين الآغا (30 عامًا) في 12 أكتوبر هو وعائلته ووالداه، وهو خطاط ومن أهم الخطوط التي احترفها خط الرقعة والديواني.
- الشاعر الفلسطيني والباحث التربوي، شحده البهبهاني 73 عاماً مع حفيدته في غزة في السادس من نوفمبر.
أما المؤسسات العاملة في القطاع الثقافي والتي تعرضت للقصف:
متحف القرارة الثقافي (تأسس 1958) ومقتنياته بـقطاع غزة، وتسبب القصف في تحطيم معظم أجزاء المتحف من الداخل، وتصدع الأسقف، وتهشم الزجاج الخارجي للمبنى التراثي، وتحطم فاترينات عرض المقتنيات الأثرية.
العديد من دور نشر والمكتبات من بينها (الشروق وسمير منصور ولُبَّد)
مكتبة الشروق، ومكتبة سمير منصور في غزة، ومكتبة انعيم ومكتبة النهضة ومكتبة لُبّد مما تسبب في تدمير وانهيار ثلاثة مباني وتلف محتوياتها بالكامل وتدمير كبير في المكتبات الأخرى وتصدعها، علمًا أن مكتبة سمير منصور على سبيل المثال تم قصفها سابقًا خلال العدوان الإسرائيلي عام 2021.
المركز الثقافي الأرثوذوكسي الواقع في منطقة تل الهوا والمكون من طابقين مما أدى إلى تهدمه بالكامل، علمًا أنه كان يحتوي قاعات وأدوات رياضية وقاعات عرض لتنظيم النشاطات الثقافية والفنية.
تدمير مركز جمعية أبناؤنا للتنمية وجمعية مركز غزة لثقافة والفنون الواقعتين في حي الرمال، برج الغفري.
تدمير جمعية ميلاد في مخيم جباليا للاجئين.
تدمير المركز الثقافي الاجتماعي العربي الكائن في حي تل الهوا في مدينة غزة.
تدمير جمعية حكاوي للمسرح.
واعتبر وزير الثقافة عاطف أبو سيف أن الاستهداف "انعكاس لطبيعة هذا الاحتلال والحكومة الإسرائيلية الإرهابية وما تدعو إليه من إبادة للشعب الفلسطيني وتهجيره بالكامل كما تفعل حاليًا في قطاع غزة، إضافة إلى الحرب التي يشنها جيش الاحتلال والمستعمرون في الضفة الغربية وضد الفلسطينيين أينما كانوا".
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: منصات التواصل الاجتماعی کان آخر ما العدید من وکان آخر قطاع غزة فی قطاع فی غزة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: نواجه تحديات فكرية وثقافية تسعى لهدم القيم وتفكيك الأسرة
قال الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الحديث عن الأسرة لم يعد من نافلة القول، بل أصبح من أوجب الواجبات، نظرًا لما تواجهه من تحديات فكرية وثقافية ممنهجة تسعى لهدم القيم وتفكيك كيان الأسرة، وهو ما يُعد تهديدًا مباشرًا لاستقرار المجتمع بأسره.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في ورشة العمل التي نظَّمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تحت عنوان: «قضايا الأسرة المصرية: التحديات وسبل المواجهة»، وذلك بحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء والمتخصصين في مجالات الاجتماع والدين والإعلام.
وقد استهل المفتي كلمته بتوجيه الشكر إلى إدارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وعلى رأسها الأستاذة الدكتورة هالة رمضان، مديرة المركز، مشيدًا بالجهود العلمية التي يبذلها في معالجة القضايا المجتمعية ذات الأولوية، وفي مقدمتها قضايا الأسرة، التي وصفها بأنها ليست قضية عادية أو ثانوية، بل تمثل عمق الأمن المجتمعي، وجوهر الاستقرار الوطني.
وأضاف فضيلته قائلًا: إن الحديث عن الأسرة وقضاياها لم يعد من الأمور الثانوية أو التكميلية كما كان يُنظر إليه في السابق، بل أصبح من أوجب الواجبات في ظل ما نشهده من تحديات معاصرة متسارعة. فبِنْيَة الأسرة لم تعد بمعزل عمَّا يدور حولها من تحولات فكرية وثقافية وسلوكية، جعلت من الضروري أن تتكامل الجهود الدينية والعلمية والمجتمعية للحفاظ على هذا الكيان الأساسي الذي يُعد نواة المجتمع وركيزته الأولى.
وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية تتابع هذه التحولات باهتمام بالغ، وتسعى إلى مواكبة ما يطرأ من إشكاليات تمسُّ استقرار الأسرة وتماسكها، موضحًا أن من أخطر التحديات التي تواجه الأسرة اليوم هو التأثير المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي، وما تحمله من مفاهيم مغلوطة تختلط فيها الحقائق بالأوهام، ويتم من خلالها الترويج لأفكار دخيلة تسعى لتفكيك القيم وطمس الهوية.
وحذَّر المفتي من الغزو الفكري والثقافي الممنهج الذي يستهدف ضرب استقرار الأسرة وتشويه معالمها، عبر نشر أفكار تتنافى مع منظومتنا الدينية والأخلاقية، مثل: الشذوذ الجنسي، والحرية المنفلتة، والانسلاخ عن المبادئ التي تحفظ التوازن داخل الأسرة. لذلك، فإن الحديث عن قضايا الأسرة هو حديث عن أمن مجتمعي واستقرار وطني، لا يقل أهمية عن غيره من القضايا الكبرى.
وأكد فضيلته أن حماية الأسرة لا تنفصل عن حماية الهوية الوطنية، قائلًا: هويتنا الوطنية مكوَّنة من: الدين، واللغة، والتاريخ، والقيم، وهناك محاولات ممنهجة لطمس هذه الهوية، مما يستدعي وقفةً واعيةً وتكاتفًا لحماية الإنسان المصري من الذوبان الثقافي.
وختم فضيلة المفتي كلمته مؤكدًا أهمية تبنِّي خطاب ديني رشيد يواكب التحديات، قائلًا: نحن بحاجة إلى خطاب ديني واعٍ ومتكامل، وإلى دعم علمي ومجتمعي يسانده، حتى نتمكن من استعادة التوازن داخل الأسرة، وتعزيز قيم المودة والرحمة، والتصدي للتحديات الأخلاقية والفكرية التي تهدد تماسك المجتمع. ولا شك أن اللقاءات العلمية والورش التفاعلية مثل هذه تُعد خطوة في الطريق الصحيح نحو بناء مجتمع قوي متماسك، يُعلي من شأن الأسرة ويحميها من التفكك والضياع.
وقد شهدت الورشة مشاركة عدد من المتخصصين والخبراء، حيث أعربت الدكتورة هالة رمضان، مديرة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، عن ترحيبها بفضيلة المفتي والسادة الحضور، مُشيدةً بالدور الفاعل الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية في الإرشاد الزواجي ومواجهة التفكك الأسري، مؤكدة على أن الدولة المصرية أَوْلت اهتمامًا بالغًا ببناء الإنسان والحفاظ على كيان الأسرة، ونحن نُثمِّن الدور الرائد لدار الإفتاء في هذا المجال.
من جانبه أكد الدكتور مجدي حجازي، أستاذ علم الاجتماع وعضو المجلس الأعلى للثقافة، أن هذه الورشة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل ما وصفه بتراجع القيم الإنسانية، وهيمنة اللون الرمادي"، مشيرًا إلى أن مواجهة هذا التراجع القيمي تتطلب "العودة إلى الهوية والثوابت، مع ضرورة التفاعل الواعي مع التطورات التكنولوجية.
من جهته، أشار الدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلى أن كثيرًا من الأسر التي تشكَّلت عبر وسائل التواصل تواجه تحديات كبيرة بسبب النزعة المادية في اختيار شريك الحياة، لافتًا إلى أن "ظواهر مثل: عزوف الشباب عن الزواج، وارتفاع معدلات الطلاق، والمشكلات الداخلية الناتجة عن التدخل السلبي من الأهل، أو الخيانة الزوجية، أو الانفصال العاطفي، كلها مظاهر تتطلب معالجة علمية ومجتمعية شاملة.
وفي سياق متصل شهدت الورشة أيضًا تقديم ورقة عمل للدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بعنوان: نحو سُبل مباشِرة لمواجهة التحديات المعاصرة للأسرة المصرية - رؤية تحليلية من واقع قضايا دار الإفتاء المصرية، والتي أكد خلالها أن الأزمة الأسرية الراهنة متعددة الأبعاد: ثقافية، ونفسية، واتصالية، داعيًا إلى تعزيز المرافقة القلبية والعاطفية بين أفراد الأسرة، وبناء العلاقات على المودة والرحمة لا على العدل فقط.
وأشار الدكتور الورداني، إلى أن أبرز مهددات التماسك الأسري والاجتماعي تشمل السيولة القِيَمية، والضغط الاقتصادي، وسوء التواصل، وانتشار المفاهيم الدينية المغلوطة، مؤكدًا أهمية دمج الدين بالحياة اليومية، وتشبيك العلوم الشرعية والاجتماعية، وتفعيل الفتوى كأداة تربوية وأخلاقية.
كما دعا إلى تدريب المقبلين على الزواج، وإعادة تأهيل الأزواج، وتبنِّي خطاب ديني إفتائي مبكر داخل المناهج الدراسية، إلى جانب محاكاة السلوك النبوي داخل الأسرة.
جدير بالذكر أن هذه الورشة تأتي في إطار تعزيز التعاون المشترك بين المؤسسات الدينية والبحثية لمواجهة التحديات المتزايدة التي تهدد الأسرة المصرية، والسعي نحو بلورة رؤية متكاملة علمية وروحية تحفظ تماسك المجتمع، وتدعم استقرار الأسرة باعتبارها نواة البناء الاجتماعي وأساس نهضة الوطن.