شفق نيوز/ رأى الباحث العسكري والإستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد إلياس فرحات، أن إسرائيل لا يمكنها الانخراط الآن بحرب على جبهتين في الجنوب مع غزة، وفي الشمال مع لبنان، لكنه حدد في الوقت نفسه "نقطة الصفر" التي قد تدفع تل أبيب إلى تصعيد هجماتها على لبنان.

وأعلنت "المقاومة الاسلامية" في لبنان اليوم مثلاً عن ثلاث هجمات حتى الآن، استهدفت قوات إسرائيلية في محيط قاعدة شوميرا وثكنة دوفيف وموقع بياض بليدا، بعدما أعلنت أمس الثلاثاء أنه كرد على استهداف إسرائيل إحدى نقاط  المقاومة في إقليم ‏التفاح، البعيد عن نسبياً عن مواقع الاشتباك التقليدية بمحاذاة الشريط الحدودي، فإن المقاومة قامت "باستهداف مرابض مدفعية العدو في فلسطين ‏المحتلة"، وهو هجوم طالت صواريخه على ما يبدو قواعد إسرائيلية في هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.

"الضربة الكبرى"

وفي تصريحات لوكالة شفق نيوز، قال العميد فرحات، وهو باحث بارز في الشؤون الأمنية والعسكرية وله العديد من المؤلفات والكتب، رداً على سؤال حول تهديدات إسرائيل تجاه لبنان بعدم شن هجمات أو استغلال الحرب في غزة، إنه "لا شك أن إسرائيل تلقت ضربة كبرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أربكت القيادات السياسية والعسكرية والأمنية وهذا ما دفع قادة الغرب إلى التوافد على إسرائيل والولايات المتحدة وأن يحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن (إلى إسرائيل) ووزير الخارجية انطوني بلينكن الذي حضر مجلس وزراء أمني لمدة سبع ساعات ووزير الدفاع الذي اصطحب معه جنرالات أشرفوا على عمل القوات الإسرائيلية".

العميد المتقاعد إلياس فرحات

ولفت العميد فرحات إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية كانت "جاهزة ونفذت غارات انتقامية على أهالي غزة من دون هدف تكتيكي ضد حماس، كما أن إسرائيلي استدعت قوات الاحتياط وباشرت بالعملية البرية وما تزال متعثرة".

وبعدما ذكرّ العميد فرحات بأن الولايات المتحدة ذكرت لبنان وحزب الله ثم حذرت ثم هددت من أجل عدم فتح جبهة الشمال لكي تتفرغ إسرائيل لقتال حركة حماس، أوضح أنه برغم ذلك فإن "حزب الله أعلن في 7 تشرين الأول/ أكتوبر أنه لا يقف على الحياد وأنه منحاز للمقاومة في غزة وباشر في 8 تشرين الأول/ أكتوبر حرب مواقع وهاجم المواقع الإسرائيلية على طول الجبهة الممتدة من رأس الناقورة على الساحل غرباً إلى مزارع شبعا على جبل الشيخ شرقاً بمسافة نحو 110 كيلومترات وعمق يتراوح بين 2 و5 كيلومترات".

وفي إشارة إلى تجنب إسرائيل حتى الآن الذهاب إلى مواجهة مفتوحة مع الحزب، قال العميد فرحات إنه "لا يتوافر لدى القيادة الإسرائيلية العديد الكافي من الوحدات العسكرية لمواجهة الوضع في الشمال، لذلك لم ترد بانتظار إنجاز ما قد تحققه في غزة".

الخط الأحمر الإسرائيلي

لكن العميد اللبناني حذر من أن "إقدام إسرائيل على الهجوم على لبنان سيفتح جبهة قوية ما يجعل من الصعب عليها العمل على جبهتين في الوقت نفسه".

وحول "نقطة الصفر" أو "الخط الأحمر" بالنسبة لإسرائيل فيما يتعلق بالتطورات على الجبهة اللبنانية، قال العميد فرحات إن "الخط الأحمر الذي من الممكن أن تفرضه إسرائيل هو مهاجمة أهداف حيوية وإستراتيجية مثل القواعد الجوية والمدن الكبرى ومنشآت النفط والغاز".

وتابع قائلاً إنه "في حال حصول هجمات على مثل هذه الأهداف، فعندها تدخل إسرائيل في حرب شاملة".

وتأتي تصريحات العميد فرحات في ظل استمرار الهجمات على المستوى الإقليمي، حيث نفذت عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على قواعد عسكرية أمريكية في العراق وإقليم كوردستان وسوريا، من جانب فصائل تحت لواء "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهو ما ينذر بحسب المراقبين، باحتمال اشتعال الموقف إقليميا، خصوصاً وأن حكومة "أنصار الله" اليمنية في صنعاء أعلنت حتى الآن عن خمس موجات من الهجمات الصاروخية والمسيرات عبر البحر الأحمر باتجاه إسرائيل.

الجبهة الحوثية

وفي مؤشر إضافي على خطورة المشهد المتوتر في المنطقة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية في صنعاء أنها أسقطت اليوم طائرة أمريكية من طراز "ام كيو9" التجسسية أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء المياه الإقليمية اليمنية وضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي.

وأضافت أن القوات المسلحة اليمنية "تؤكد حقها المشروع في الدفاع عن البلاد والتصدي لكل التهديدات المعادية"، محذرة من أن "التحركات المعادية لن تثني القوات المسلحة اليمنية عن الاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي دعما ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني".

الرد الأمريكي والحرب العالمية

كما تأتي هذه التطورات فيما كثفت الولايات المتحدة من حضورها العسكري في المنطقة محذرة من تدخل "طرف ثالث"، حيث أرسلت حاملتيّ طائرات وغواصة تعمل بالطاقة النووية، بالإضافة إلى عدة آلاف من الجنود.

وقد أعلن رسمياً أن الأمريكيين طلبوا من الحكومة العراقية العمل من أجل احترام اتفاقية التعاون الأمني بين بغداد وواشنطن بما يلزم الحكومة العراقية بحماية القواعد العسكرية الأمريكية على الأراضي العراقية.

ورداً على سؤال عما إذا كانت التعزيزات العسكرية الأمريكية نفسها قد تؤدي إلى توسيع نطاق الحرب الجارية في غزة، قال العميد فرحات إن "تعرض القواعد الأمريكية في العراق وسوريا لهجمات قوية سيؤدي إلى رد من الولايات المتحدة أما من القواعد نفسها أو من قواعد أخرى في تركيا والخليج أو من الأساطيل الأمريكية".

وأوضح العميد فرحات قائلاً إن هذا الرد العسكري الأمريكي "قد يتطور إلى حرب شاملة تشارك فيها إيران والقواعد الأمريكية  وتتسبب بإغلاق مضيقيّ هرمز وباب المندب، وإحداث أزمة في التجارة العالمية وزيادة أسعار النفط والغاز وربما اشتعال حرب عالمية".

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اسرائيل حزب الله حرب غزة الجبهة اللبنانية الحرب الشاملة فی غزة

إقرأ أيضاً:

محللون: إسرائيل تفرض واقعا جديدا في لبنان وحزب الله ليس جاهزا لمواجهة عسكرية

تحاول إسرائيل -برأي محللين- فرض واقع جديد من خلال مواصلة احتلال أجزاء مهمة في جنوب لبنان، وذلك ضمن مساعيها لإحداث تغييرات جديدة بالمنطقة بدعم من الولايات المتحدة الأميركية.

وكان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من كامل الأراضي التي دخلتها خلال الحرب الأخيرة بحلول أمس الثلاثاء، تنفيذا لاتفاق إطلاق النار الذي رعته واشنطن وباريس، لكنها رفضت الانسحاب من 5 نقاط، وقالت إنها تخطط للبقاء فيها طويلا.

وفي حين أعلنت الدولة اللبنانية عزمها التوجه إلى مجلس الأمن لإنهاء هذا الوجود الإسرائيلي الذي قالت إنها تعتبره احتلالا بدءا من الموعد المقرر للانسحاب، لا يبدو حزب الله قادرا على العودة للقتال في الوقت الراهن، حسبما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.

ووفقا لما قاله حنا لبرنامج "مسار الأحداث"، فإن هذه النقاط الخمس تمنح الجانب الإسرائيلي تفوقا عسكريا، لأنه سيكون قادرا على جمع المعلومات الاستخبارية وأيضا على القيام بعمليات في العمق اللبناني وقتما شاء.

تنازل واستسلام لبناني

لذلك، فإن القرار الأممي 1701 يجري تطبيقه بما يخدم المصالح الإسرائيلية فقط، وهو أمر يعكس -برأي حنا- أن اتفاق وقف إطلاق النار حمل تنازلات كبيرة من الجانب اللبناني.

إعلان

الرأي نفسه ذهب إليه أستاذ العلوم السياسية بجامعة جون هوبكنز الدكتور خليل العناني بقوله إن ما تقوم به إسرائيل هو تكريس لواقع جديد بدعم أميركي، مؤكدا أن الموقف اللبناني الرسمي "ينم عن ضعف واستسلام، لأن الضعفاء هم من يذهبون لمجلس الأمن".

كما أن هذا الموقف يبين -برأي العناني- أن اتفاق وقف إطلاق النار "كان مهينا للجانب اللبناني وكان أيضا ينم عن الاستسلام، لأنه لم ينص على الانسحاب الفوري للقوات الإسرائيلية".

وخلاصة ما يجري حاليا هو تكريس هزيمة لبنان وحزب الله، لأن إسرائيل تبدي استخفافا كبيرا بالجدول الزمني للانسحاب وتضع مطالب جديدة بسبب ضعف الموقف اللبناني، كما يقول العناني، مؤكدا أننا إزاء احتلال دائم وليس مؤقتا، لأن الإسرائيليين لم ينسحبوا يوما من أرض دخلوها إلا بالقوة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الاحتلال الجديد يمثل جزءا من الرؤية الإسرائيلية الأميركية الجديدة التي تقوم على إنهاء خطر إيران، وربما ضرب مفاعلاتها النووية بحلول منتصف العام الجاري، حسب العناني.

أما الهدف الثاني الأساسي لهذه الرؤية -كما يقول المتحدث- فهو تصفية قضية فلسطين تماما، اعتمادا على مسؤولين أميركيين أكثر صهيونية ويتخذون مواقف غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة بتبنيهم تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

إجبار لبنان على التطبيع

ولم يختلف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس الدكتور زياد ماجد عن الرأي السابق، مؤكدا أن لبنان حاليا يحصد نتائج الحرب الأخيرة، وأنه لن يحقق أي مكاسب ما دامت أميركا متواطئة مع إسرائيل.

وفي حين يعتقد ماجد بضرورة التحرك الدبلوماسي، فإنه في الوقت نفسه لا يعتقد أن إسرائيل يمكنها الخضوع لأي ضغط خارجي أو قانون دولي ما دامت محمية بالفيتو الأميركي.

في الوقت نفسه، يعتقد ماجد أن ما تقوم به إسرائيل "هو محاولة لخلق خلاف داخل لبنان لإجباره على التطبيع معها من أجل استعادة أراضيه، خاصة في ظل عدم قدرة حزب الله على العودة للحرب".

إعلان

ويلخص ماجد الوضع الحالي في أنه فرض من الجانب الإسرائيلي لواقع جديد بقوة النار لا يمكن تغييره بالبيانات، ويقول إن موازين القوى باتت واضحة للجميع، وإن لبنان وحزب الله لا يملكان تغيير هذا الواقع عسكريا.

حكومة لبنان الجديدة هي نتاج توافقات عديدة وهي ليست موالية لحزب الله، وهناك انقسام داخلي بشأن حزب الله، وما يحدث حاليا هو نتاج للحرب التي خاضها حزب الله، وموازين القوى الحالية واضحة ولا يمكن تغييرها بأي بيانات.

ويتفق المتحدثون على تراجع احتمالات قيام حزب الله بأي عمل عسكري في الوقت الحالي لأسباب كثيرة، من بينها سقوط نظام بشار الأسد الذي قطع عنه الإمداد، وخلو المناطق التي بقيت فيها إسرائيل من السكان، مما يعني أن المواجهة تتطلب عملا مباشرا وليس مقاومة شعبية، كما يقول ماجد.

وبالمثل، يقول العميد إلياس حنا إن لبنان حاليا يعيش تداعيات ما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي خلقت واقعا جديدا مختلفا، وجعلت إسرائيل تفرض قواعد اشتباك جديدة من خلال تكوين منطقة عازلة بالقوة في الداخل اللبناني.

ومع إقراره بأن حزب الله ليس مستعدا للعودة للقتال حاليا، وأنه ألقى بالكرة في ملعب الجيش اللبناني عندما أكد التزامه باتفاق الطائف، فإن حنا يعتقد أن الحزب قد يعود لتنفيذ عمليات في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • كشف السر.. لماذا بقيت إسرائيل داخل 5 نقاط لبنانية؟
  • العميد خالد حمادة: النقاط التي تحتفظ بها إسرائيل في جنوب لبنان ذات أهمية إستراتيجية
  • برلمانية لبنانية: الضغط الدبلوماسي هو السبيل لمواجهة انتهاكات إسرائيل
  • محللون: إسرائيل تفرض واقعا جديدا في لبنان وحزب الله ليس جاهزا لمواجهة عسكرية
  • من القوات المسلحة اليمنية إلى “إسرائيل”!!
  • خبير عسكري يطالب لبنان باللجوء لمجلس الأمن ضد إسرائيل
  • لماذا تبقي إسرائيل على قوات عسكرية في 5 مواقع جنوب لبنان؟
  • خبير عسكري: إسرائيل تُبقي على خمس نقاط حدودية تحت الاحتلال في جنوب لبنان
  • إسرائيل تنسحب من قرى لبنانية.. وتبقي 5 مواقع تحت سيطرتها
  • إسرائيل تتمسك بالبقاء في خمس نقاط استراتيجية لبنانية