لم تستبعد حرباً شاملة.. رؤية عسكرية لبنانية تحدد نقطة التصعيد من جانب إسرائيل
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
شفق نيوز/ رأى الباحث العسكري والإستراتيجي اللبناني العميد المتقاعد إلياس فرحات، أن إسرائيل لا يمكنها الانخراط الآن بحرب على جبهتين في الجنوب مع غزة، وفي الشمال مع لبنان، لكنه حدد في الوقت نفسه "نقطة الصفر" التي قد تدفع تل أبيب إلى تصعيد هجماتها على لبنان.
وأعلنت "المقاومة الاسلامية" في لبنان اليوم مثلاً عن ثلاث هجمات حتى الآن، استهدفت قوات إسرائيلية في محيط قاعدة شوميرا وثكنة دوفيف وموقع بياض بليدا، بعدما أعلنت أمس الثلاثاء أنه كرد على استهداف إسرائيل إحدى نقاط المقاومة في إقليم التفاح، البعيد عن نسبياً عن مواقع الاشتباك التقليدية بمحاذاة الشريط الحدودي، فإن المقاومة قامت "باستهداف مرابض مدفعية العدو في فلسطين المحتلة"، وهو هجوم طالت صواريخه على ما يبدو قواعد إسرائيلية في هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
"الضربة الكبرى"
وفي تصريحات لوكالة شفق نيوز، قال العميد فرحات، وهو باحث بارز في الشؤون الأمنية والعسكرية وله العديد من المؤلفات والكتب، رداً على سؤال حول تهديدات إسرائيل تجاه لبنان بعدم شن هجمات أو استغلال الحرب في غزة، إنه "لا شك أن إسرائيل تلقت ضربة كبرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أربكت القيادات السياسية والعسكرية والأمنية وهذا ما دفع قادة الغرب إلى التوافد على إسرائيل والولايات المتحدة وأن يحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن (إلى إسرائيل) ووزير الخارجية انطوني بلينكن الذي حضر مجلس وزراء أمني لمدة سبع ساعات ووزير الدفاع الذي اصطحب معه جنرالات أشرفوا على عمل القوات الإسرائيلية".
العميد المتقاعد إلياس فرحات
ولفت العميد فرحات إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية كانت "جاهزة ونفذت غارات انتقامية على أهالي غزة من دون هدف تكتيكي ضد حماس، كما أن إسرائيلي استدعت قوات الاحتياط وباشرت بالعملية البرية وما تزال متعثرة".
وبعدما ذكرّ العميد فرحات بأن الولايات المتحدة ذكرت لبنان وحزب الله ثم حذرت ثم هددت من أجل عدم فتح جبهة الشمال لكي تتفرغ إسرائيل لقتال حركة حماس، أوضح أنه برغم ذلك فإن "حزب الله أعلن في 7 تشرين الأول/ أكتوبر أنه لا يقف على الحياد وأنه منحاز للمقاومة في غزة وباشر في 8 تشرين الأول/ أكتوبر حرب مواقع وهاجم المواقع الإسرائيلية على طول الجبهة الممتدة من رأس الناقورة على الساحل غرباً إلى مزارع شبعا على جبل الشيخ شرقاً بمسافة نحو 110 كيلومترات وعمق يتراوح بين 2 و5 كيلومترات".
وفي إشارة إلى تجنب إسرائيل حتى الآن الذهاب إلى مواجهة مفتوحة مع الحزب، قال العميد فرحات إنه "لا يتوافر لدى القيادة الإسرائيلية العديد الكافي من الوحدات العسكرية لمواجهة الوضع في الشمال، لذلك لم ترد بانتظار إنجاز ما قد تحققه في غزة".
الخط الأحمر الإسرائيلي
لكن العميد اللبناني حذر من أن "إقدام إسرائيل على الهجوم على لبنان سيفتح جبهة قوية ما يجعل من الصعب عليها العمل على جبهتين في الوقت نفسه".
وحول "نقطة الصفر" أو "الخط الأحمر" بالنسبة لإسرائيل فيما يتعلق بالتطورات على الجبهة اللبنانية، قال العميد فرحات إن "الخط الأحمر الذي من الممكن أن تفرضه إسرائيل هو مهاجمة أهداف حيوية وإستراتيجية مثل القواعد الجوية والمدن الكبرى ومنشآت النفط والغاز".
وتابع قائلاً إنه "في حال حصول هجمات على مثل هذه الأهداف، فعندها تدخل إسرائيل في حرب شاملة".
وتأتي تصريحات العميد فرحات في ظل استمرار الهجمات على المستوى الإقليمي، حيث نفذت عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على قواعد عسكرية أمريكية في العراق وإقليم كوردستان وسوريا، من جانب فصائل تحت لواء "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهو ما ينذر بحسب المراقبين، باحتمال اشتعال الموقف إقليميا، خصوصاً وأن حكومة "أنصار الله" اليمنية في صنعاء أعلنت حتى الآن عن خمس موجات من الهجمات الصاروخية والمسيرات عبر البحر الأحمر باتجاه إسرائيل.
الجبهة الحوثية
وفي مؤشر إضافي على خطورة المشهد المتوتر في المنطقة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية في صنعاء أنها أسقطت اليوم طائرة أمريكية من طراز "ام كيو9" التجسسية أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء المياه الإقليمية اليمنية وضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي.
وأضافت أن القوات المسلحة اليمنية "تؤكد حقها المشروع في الدفاع عن البلاد والتصدي لكل التهديدات المعادية"، محذرة من أن "التحركات المعادية لن تثني القوات المسلحة اليمنية عن الاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي دعما ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني".
الرد الأمريكي والحرب العالمية
كما تأتي هذه التطورات فيما كثفت الولايات المتحدة من حضورها العسكري في المنطقة محذرة من تدخل "طرف ثالث"، حيث أرسلت حاملتيّ طائرات وغواصة تعمل بالطاقة النووية، بالإضافة إلى عدة آلاف من الجنود.
وقد أعلن رسمياً أن الأمريكيين طلبوا من الحكومة العراقية العمل من أجل احترام اتفاقية التعاون الأمني بين بغداد وواشنطن بما يلزم الحكومة العراقية بحماية القواعد العسكرية الأمريكية على الأراضي العراقية.
ورداً على سؤال عما إذا كانت التعزيزات العسكرية الأمريكية نفسها قد تؤدي إلى توسيع نطاق الحرب الجارية في غزة، قال العميد فرحات إن "تعرض القواعد الأمريكية في العراق وسوريا لهجمات قوية سيؤدي إلى رد من الولايات المتحدة أما من القواعد نفسها أو من قواعد أخرى في تركيا والخليج أو من الأساطيل الأمريكية".
وأوضح العميد فرحات قائلاً إن هذا الرد العسكري الأمريكي "قد يتطور إلى حرب شاملة تشارك فيها إيران والقواعد الأمريكية وتتسبب بإغلاق مضيقيّ هرمز وباب المندب، وإحداث أزمة في التجارة العالمية وزيادة أسعار النفط والغاز وربما اشتعال حرب عالمية".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اسرائيل حزب الله حرب غزة الجبهة اللبنانية الحرب الشاملة فی غزة
إقرأ أيضاً:
صراخ العدوّ الصهيوني يتعالى مع تصاعد وتيرة عمليات الإسناد اليمنية
يمانيون../
تواصلت الاعترافاتُ الصهيونيةُ بتعاظم دور جبهة الإسناد اليمنية لغزة وتصاعد وتيرة عملياتها واتساع تأثيراتها على العدوّ الذي لا يجد وسيلة مضمونة وفعالة لوقف نشاط هذه الجبهة الرئيسية، بعد أن جرّب العدوانَ المباشر وحشد الحلفاء الغربيين، وكانت النتائج عكسية.
وفي جديد هذه الاعترافات، نشر موقع “تايمز أوف إسرائيل” مساء السبت، تقريرًا تحت عنوان (الحوثيون تهديد مُستمرّ لإسرائيل) أكّـد فيه أن القوات المسلحة اليمنية “أصبحت أحد أعداء “إسرائيل” الأكثر قسوة وقدرة على الصمود” حسب وصف التقرير الذي أشار أَيْـضًا إلى أن اليمنيين “أظهروا تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة بوضوح خلال العام الماضي من خلال مهاجمة “إسرائيل” بشكل منتظم بالصواريخ والطائرات بدون طيار”.
وقال التقرير: إن “اليمن كانت معادية لإسرائيل منذ إنشائها في عام 1948. ومع ذلك، لم تصطدم بشكل مباشر مع “إسرائيل”، ولكن الحوثيين كسروا هذا القالب”.
وأضاف: “إن الحوثيين، الذين يرفعون شعار (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، يعارضون وجود “إسرائيل” على أسس أيديولوجية، وهم معادون لها بلا خجل، ويرفضون إخفاء عدائهم لليهود في شعارات معادية للصهيونية”.
وتابع: “نظرًا لكراهيتهم العميقة لإسرائيل واليهود؛ فقد وضع الحوثيون أنفسهم على الخطوط الأمامية للنضال العربي الرافض للدولة اليهودية، ووفقًا لإحصاءاتهم، فقد هاجموا 193 سفينة وأطلقوا أكثر من ألف صاروخ وطائرة بدون طيار على أعدائهم في الأشهر الأربعة عشر الماضية”.
واعتبر التقرير أن “إسرائيل وملاحتها في البحر الأحمر سوف تظلان في مرمى نيران الحوثيين لبعض الوقت في المستقبل، والسبب واضح؛ فإسرائيل لا تزال في خضم حملتها العسكرية في غزة، ومن المرجح أن تبقى هناك إلى أجل غير مسمى لضمان عدم استعادة حماس لمكانتها السياسية والعسكرية” حسب تعبيره.
وأكّـد أن العمليات البحرية اليمنية “ساهمت في التضخم وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية”؛ لأَنَّها أجبرت السفن على تحويل مساراتها “إلى الطريق الأطول والأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح في طرف إفريقيا”.
واستعرض التقرير بعض العمليات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدوّ الصهيوني ومنها العملية التي استهدفت منطقة (يفنه) مؤخّرًا، والعملية التي استهدفت مبنى وسط يافا المحتلّة (تل أبيب) في يوليو الماضي وأسفرت عن مقتل صهيوني، والعملية التي استهدفت مطار (بن غوريون) لاحقًا بالتزامن مع هبوط طائرة بنيامين نتنياهو.
وأكّـد التقرير أن القوات المسلحة اليمنية “نجحت في شل العمليات في إيلات؛ بسَببِ ندرة السفن التي تدخل البحر الأحمر”.
ونقل التقرير عن مركز (بيغن – السادات) الإسرائيلي للدراسات قوله: إن القوات المسلحة اليمنية “ألحقت أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الإسرائيلي من خلال شل ميناء إيلات بشكل شبه كامل، وهو المحطة الرئيسية لإسرائيل في حركة البضائع من وإلى الشرق الأقصى”.
وأوضح أن الضربات التي شنتها “إسرائيل” والولايات المتحدة على اليمن “لم تثن الحوثيين عن عزمهم، بل عززت من عضويتهم في محور المقاومة” حسب تعبيره.
ونقل التقرير عن مركز دراسات الحرب الأمريكي قوله: “إن الحوثيين يشكلون الآن تهديدًا استراتيجيًّا له تداعيات عالمية على الولايات المتحدة وحلفائها”.
كما نقل عن مايكل نايتس، المحلل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله: إن اليمن “حقّق نجاحًا كَبيرًا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس” مُضيفًا أن من وصفهم بالحوثيين “أصبحوا أقوى وأكثر كفاءة من الناحية الفنية، وأكثر بروزًا كعضو في محور المقاومة مقارنة بما كانوا عليه في بداية الحرب”.
وَأَضَـافَ نايتس: “يمكن القول إن الحوثيين نجحوا في الصمود طوال عام الحرب دون التعرض لانتكاسات كبيرة.. وقد قدموا أفضل أداء عسكري بين جميع لاعبي محور المقاومة” حسب ما نقل التقرير.
بالإضافة إلى ذلك قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية: إن القوات المسلحة اليمنية “زادت من محاولاتها لتحدي إسرائيل في الأيّام الأخيرة” حسب وصفها، في إشارة إلى تصاعد العمليات العسكرية اليمنية باتّجاه عمق الأراضي المحتلّة.
وفي هذا السياق أَيْـضًا قال موقع “ماكو” التابع للقناة العبرية الثانية عشرة: إن القوات المسلحة اليمنية “باتت تسمح لنفسها بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار بشكل شبه يومي باتّجاه إسرائيل” معتبرًا أنها أصبحت “الجزء النشط من محور المقاومة في الوقت الحالي كما يبدو”.
ونقل الموقع عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قولهم: إن “الأمر خطير”.
وتأتي هذه الاعترافات في الوقت الذي يطلق فيه العدوّ تهديدات متكرّرة بشن عمليات عدوانية واسعة جديدة ضد اليمن، لكن هذه الاعترافات المُستمرّة تؤكّـد مسبقًا حتمية فشل أي عدوان جديد في تحقيق الهدف المتمثل في “ردع اليمن” بعد عام كامل من المحاولات التي لم تفشل فحسب في وقف عمليات الإسناد اليمنية أَو الحد منها بل أسهمت في تصاعد وتيرتها واتساع نطاقها على مختلف المسارات.
المسيرة