عدّ الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري استمرار إطلاق مقاتلي كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- الصواريخ من غزة "سرا لا يمكن اكتشافه"، وأشار إلى أن عملية "طوفان الأقصى" كاشفة بالبعدين السياسي والعسكري.

وبيّن الدويري -في فقرة تحليله العسكري على قناة الجزيرة- أن "استمرار إطلاق الصواريخ من غزة بعد 33 يوما من الحرب ورغم كثافة القصف والنيران، "سر كتائب القسام الذي لا يمكن اكتشافه"، مؤكدا أن الكتائب لا تزال تجيد وتتحكم بإدارة المعركة "بالوقت والهدف الذي تشاء".

وبشأن عملية "طوفان الأقصى"، فقال الخبير العسكري إنها تعد نقطة فارقة في هذه الحرب بعدما بانت بوضوح مواقف الدول العربية والغربية، "ولا يمكن لمساحيق التجميل أن تغير الواقع".

أما بشأن البعد العسكري، فيوضح الخبير الإستراتيجي أنها كاشفة، لأنها أظهرت نقاط ضعف ووهن بالجانب الإسرائيلي، بعدما سادت قناعة طوال 70 عاما أنه الجيش الذي لا يقهر ولا يهزم، وتبين للعالم أن عقيدة هذا الجيش العسكرية ترتكز على الإبادة الجماعية والإجرام والتهجير القسري ليصبح "الجيش الأسوأ أخلاقيا".

وتابع موضحا أنه لا يمكن معالجة الوهن الذي أصاب إسرائيل "لذلك هب العالم الغربي لمساعدتها بإرسال حاملات طائرات وغواصات ومسيرات"، مشددا على أن نقطة الضعف الأساسية التي أصابت تل أبيب هي "فوبيا حماس"، حيث فشلوا بإدارة المعركة الدفاعية.

وبشأن التطورات الميدانية، وضح الدويري أن المعركة في شمالي قطاع غزة تحولت إلى استنزاف لإيقاع الخسائر بجيش الاحتلال الذي ركز بدوره الجهد الرئيسي نحو حي الشيخ عجلين في الجنوب الغربي من مدينة غزة من أجل تعويض الفشل بالجبهة الشمالية.

ووصف المشهد الذي بثته سرايا القدس -الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- ويظهر فيها أحد مقاتليها متقدما لمسافة أقل من 100 متر، ومن ثم يضرب دبابة "ميركافا 4" "بالخارق" بأنه "وفقا للعرف العسكري، يصعب أن تجد مثيله في القوات الخاصة والمحترفة بدول العالم".

مدرعات جديدة

وتطرق الخبير العسكري إلى المدرعة الإسرائيلية الجديدة "إيتان"، وقال إنها "مدولبة بـ8 عجلات، ووزنها 35 طنا، ومدرعة بصفائح وتقاوم الطلقات، وتصل سرعتها إلى 90 كيلومترا/ساعة، ومزودة بمدفع وتستطيع كشف 360 درجة حولها".

ويوضح أنها تعتبر من الجيل الجديد، وتعد أكثر تصفيحا وأكثر أمانا وتكنولوجية، وقادرة على تدمير الصواريخ القادمة، ولكنه استدرك بالقول إنها لم تختبر بعد في الحرب على غزة.

أما بشأن طلب إسرائيل شراء 200 مسيرة انتحارية أميركية من طراز "سويتش بليد 600″، بين الخبير العسكري أنها تعمل ضد الأفراد والدبابات لكونها تحمل ذخيرة متفجرة أو خارقة، مشيرا إلى أنها تطلق من القاذف الأرضي.

وبشأن الاستعانة بها في الحرب على غزة، قال الدويري إن جيش الاحتلال يريدها للتعامل مع الأنفاق، أو إذا اكتشف نقاط تجمع للأفراد المقاتلين، مشيرا إلى أن دورها القتالي بالأساس ضد الجيوش التقليدية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الخبیر العسکری لا یمکن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تصعّد في غزة.. خطة جديدة تضرب المساعدات وتعيد إشعال الحرب

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن استعدادات إسرائيل لتنفيذ خطة جديدة للتصعيد في قطاع غزة، وذلك في إطار الضغط على حركة حماس.

ويأتي هذا التطور في ظل استمرار التوترات بين الطرفين، وسط انتقادات دولية واسعة لاستمرار العمليات العسكرية وتأثيرها على المدنيين الفلسطينيين.

وتندرج الخطة الإسرائيلية الجديدة ضمن سياسة نقض العهود التي تنتهجها تل أبيب، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.


تفاصيل الخطة الإسرائيلية

أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن إسرائيل، بعد تنصلها من تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وضعت مخططًا جديدًا يتألف من ثلاث مراحل، يهدف إلى الضغط على المدنيين الفلسطينيين وإعادة استئناف الحرب على غزة.

المرحلة الأولى: تعتمد هذه المرحلة على إغلاق المعابر الحدودية ووقف تدفق المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية إلى قطاع غزة، مما يعمق الأزمة الإنسانية في المنطقة. 

ووفقًا للتقرير، فإن هذا الإجراء يعد دليلًا واضحًا على المنهجية التي تتبعها إسرائيل والتي قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين.

المرحلة الثانية: تتضمن هذه المرحلة تصعيدًا أكثر حدة، حيث تشمل قطع إمدادات الكهرباء والمياه وجميع المقومات الأساسية للحياة في قطاع غزة. 

ويهدف هذا الضغط إلى إجبار المدنيين الفلسطينيين على المغادرة ودفع حركة حماس إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين دون الالتزام بأي اتفاق سابق لوقف إطلاق النار.

المرحلة الثالثة: وفقًا للتقرير، فإن المرحلة الأخيرة من الخطة تتمثل في استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية داخل القطاع، بما في ذلك تنفيذ عمليات تكتيكية قد تؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين مرة أخرى، خاصة بعد أن عادوا إلى منازلهم عقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

ردود الفعل والمخاوف الدولية

ذكر التقرير أن هيئة البث الإسرائيلي أكدت وجود تعليمات سياسية بالاستعداد لاستئناف الحرب في غزة، إلا أنها حذرت من أن هذا التصعيد قد يشكل خطرًا كبيرًا على حياة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة.

ويأتي ذلك بعد أن أرسل 56 من المحتجزين الذين تم إطلاق سراحهم رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يطالبونه فيها بتنفيذ جميع مراحل الصفقة وإعادة بقية المحتجزين.

إن التطورات الأخيرة تشير إلى تصعيد خطير في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوقف الأعمال العسكرية وحماية المدنيين.

ومع استمرار إسرائيل في اتباع استراتيجيات تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين واستئناف العمليات العسكرية، يبقى الوضع في غزة مرشحًا لمزيد من التوتر والتدهور، مما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لاحتواء الأزمة ومنع وقوع كارثة إنسانية جديدة.

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأمريكي لشئون المحتجزين: حماس تدرك أنها لن تحكم غزة بعد الحرب
  • خبير عسكري يرجح وجود ارتباطات خارجية لفلول النظام المخلوع بسوريا
  • إسرائيل تصعّد في غزة.. خطة جديدة تضرب المساعدات وتعيد إشعال الحرب
  • مسؤول عسكري سابق: إذا تجددت الحرب لن تُهزم حماس و”إسرائيل” ستفقد شرعيتها الدولية 
  • البيت الأبيض: إيران يمكن التعامل معها عسكريًا أو من خلال إبرام اتفاق
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • خبير سياسي: مصر وقطر بذلتا جهدًا ثمينًا في وقف إطلاق النار بغزة
  • هل ستندلع الحرب من جديد بين حماس وإسرائيل؟.. أستاذ علوم سياسية يكشف لـ «الأسبوع» مصير مفاوضات
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة