الجزيرة:
2025-03-10@21:15:29 GMT

الرئيس السنغالي يعلن عدم الترشح لولاية ثالثة

تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT

الرئيس السنغالي يعلن عدم الترشح لولاية ثالثة

أعلن الرئيس السنغالي ماكي سال أنه لن يترشح لولاية ثالثة في انتخابات العام المقبل، منهيا سنوات من عدم اليقين بشأن مستقبله السياسي الذي ساعد في تأجيج احتجاجات المعارضة الدامية الشهر الماضي.

وفي خطاب للأمة بثّه التلفزيون السنغالي العام مساء أمس الاثنين، اعتبر سال أن دستور السنغال كان سيسمح بترشيحه على الرغم من انتخابه بالفعل لولاية ثانية في عام 2019.

واستدرك قائلا "حتى لو كان لي الحق، شعرت بأن واجبي ليس الإسهام في تدمير ما بنيته لهذا البلد.. لقد قلت إن ولاية 2019 كانت آخر ولاية لي، وأعلم أن هذا القرار سيكون مفاجأة لكل من تربطهم صداقة معي.. السنغال أكثر من مجرد أنا، إنها مملوءة بالأشخاص القادرين على نقلها إلى المرحلة التالية".

وتابع "كان هناك الكثير من التكهنات بشأن ترشحي لهذه الانتخابات… ركزت أولوياتي قبل كل شيء على إدارة بلد وفريق حكومي متماسكين، والتزمت بالعمل من أجل النهوض، لا سيما في سياق اجتماعي اقتصادي صعب. وضميري وذاكرتي مرتاحان لما قلته، وكتبته وكررته، هنا وفي الخارج، أن ولاية 2019 كانت ولايتي الثانية والأخيرة".

وطلب سال من الحكومة بذل كل ما في وسعها لتنظيم انتخابات شفافة في فبراير/شباط المقبل، لكن لم يتضح على الفور من الذي قد يترشح على بطاقة حزب سال السياسي.

مخاوف واحتجاجات

وكانت هناك مخاوف واسعة النطاق من أن إعلان سال بشأن مستقبله السياسي قد يثير موجات جديدة من الاضطرابات في جميع أنحاء الدولة الواقعة في غرب أفريقيا والتي يُنظر إليها منذ مدة طويلة على أنها معقل للاستقرار في منطقة مضطربة سياسيا.

وأثارت شائعات عن اعتزام سال تمديد فترة حكمه نوبات من الاضطرابات منذ 2021 راح ضحيتها العشرات، وأثرت على النظرة إلى السنغال باعتبارها نموذج الديمقراطية المستقرة في غرب أفريقيا.

وكان زعيم المعارضة عثمان سونكو قد دعا بالفعل إلى مزيد من المظاهرات في جميع أنحاء البلاد لو أعلن سال بدلا من ذلك عن نيته الترشح مرة أخرى في فبراير/شباط 2024. وطالما دعا سونكو الرئيس إلى الانسحاب علنا من الانتخابات، واتهم حكومة سال برفع دعاوى قضائية ضد زعيم المعارضة في محاولة لتهميش المنافسة قبل الانتخابات.

واندلعت موجة من الاحتجاجات الدامية الشهر الماضي على قضية حكم فيها على سونكو بالسجن لمدة عامين بعد إدانته بإفساد الشباب. وتقول الحكومة إن 16 شخصا على الأقل قتلوا في الاضطرابات بينما قالت المعارضة إن الرقم أعلى وهو 19.

رؤساء ودساتير

أصبح سال رئيسا للسنغال في عام 2012 بعد فوزه على الرئيس عبد الله واد الذي أدى قراره بالترشح لولاية ثالثة مثيرة للجدل إلى مظاهرات عنيفة في الشوارع، ليعترف واد في النهاية بالهزيمة بعد جولة الإعادة بينه وبين سال.

وفي عام 2016 عدّل سال دستور السنغال ليضع حدًّا للرئاسة بفترتين، وقد أكد أنصاره أن ولايته الأولى بموجب الدستور السابق لا ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار، وفي نهاية الأسبوع الماضي سُمع سال يقول إن المجلس الدستوري للبلاد سيسمح بترشيحه، مما أثار تكهنات بأنه سيعلن ترشحه لولاية ثالثة.

وينص الدستور السنغالي على أنه "لا يمكن لأحد أن يخدم أكثر من فترتين متتاليتين"، لكنه اعتبر أن هذا الفصل لا ينطبق عليه لأنه خدم ولايته الأولى قبل التعديل الدستوري.

يذكر أن عددا من الرؤساء الأفارقة حاولوا بالفعل البقاء في السلطة في السنوات الأخيرة من خلال تعديل دساتيرهم أولًا، ومنهم الحسن واتارا من ساحل العاج الذي فاز بولاية ثالثة في عام 2020.

وفاز آخر، هو ألفا كوندي من غينيا، بولاية ثالثة في العام نفسه أيضًا ولكن لم يبق طويلا إذ أطاح به انقلاب عسكري بعد أقل من عام من وجوده في السلطة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی عام

إقرأ أيضاً:

بعد رحيل القواعد الفرنسية من السنغال..كيف ستكون علاقة البلدين؟

بعد إعلان سفارة باريس في دكار يوم الجمعة الماضي أن العناصر الفرنسية في السنغال "إي إف أس" سلمت ثكنتين عسكريتين إلى الحكومة السنغالية في أول خطة لإنهاء وجودها العسكري الذي امتد بشكل رسمي إلى 5 عقود، تكون العلاقات بين البلدين قد دخلت في مرحلة جديدة عنوانها السيادة وسلامة الأراضي.

وذكرت السفارة في بيان لها، أن الثكنتين اللتين تم تسليمهما تقعان في حي "مارشال" و"سانت إكزوبيري" في ضواحي العاصمة دكار.

السفارة الفرنسية في السنغال (موقع السفارة على الإنترنت)

وأعلنت السفارة أن المساكن والمرافق التابعة للثكنتين أصبحت تحت سلطة حكومة السنغال.

ومن المنتظر أن تسلم العناصر الفرنسية المشتركة 3 ثكنات أخرى للجيش السنغالي في وقت لاحق، على أن يكون ذلك قبل نهاية العام الجاري.

وفي 12 فبراير/شباط الماضي أعلنت باريس عن تشكيل لجنة مشتركة مع السلطات السنغالية لترتيب الإجراءات المتعلقة بمغادرة العناصر الفرنسيين وتسليم المنشآت التي كانت تتبع لها.

واجتمعت اللجنة المشتركة يوم 28 فبراير/شباط الماضي بحضور الجنرال عبد اللطيف كامرا مدير معهد الدفاع في السنغال، وقائد العناصر الفرنسية في السنغال الجنرال إيف أوني.

وكان قائد القوات الخاصة الفرنسية في السنغال قد أصدر إشعارا للموظفين السنغاليين بأن خدماتهم ستنتهي بحلول يوليو/تموز 2025.

إعلان

وتوظف المنشآت العسكرية في دكار 162 شخصا بشكل رسمي ومباشر، وتتعاون مع 500 آخرين عبر شركات متعاقدة.

مراسم إنزال العلم وجلاء القوات الفرنسية من بوركينا فاسو (الجزيرة)

وكان الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي قد قال في نهاية 2024 إن وجود قواعد أجنبية في السنغال يتعارض مع منطق السيادة والاستقلال، مؤكدا أن القوات الفرنسية سترحل من البلاد.

ويتزامن رحيل القوات الفرنسية من السنغال مع تراجع نفوذ باريس في أفريقيا، إذ تم طردها من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

كما بدأت فرنسا مؤخرا في إخلاء قواعدها العسكرية من تشاد وساحل العاج بعد قرار الدولتين فك الارتباط العسكري وتعزيز السيادة الوطنية.

مسار التعاون العسكري

يعود الوجود العسكري الفرنسي في السنغال إلى مرحلة ما قبل الاستقلال، حيث كانت دكار نقطة لتجسيد النفوذ الفرنسي في منطقة غرب أفريقيا، ومن خلالها احتلت مالي وموريتانيا والعديد من الدول.

وبعد مرحلة الاستقلال وإعادة تأسيس الدولة الوطنية عام 1960، دخلت السنغال في اتفاقية حماية ودفاع مع الحكومة الفرنسية تسمح لها بالاستمرار في إدارة القواعد العسكرية وفقا لمصالحها.

وبعد مرور 14 عاما على اتفاقية الحماية، قرر البلدان إعادة النظر حولها ومناقشة مسار جديد من التعاون العسكري.

وفي 1 يوليو/تموز 1974 وقع البلدان على اتفاقية جديدة للتعاون العسكري، وتم بموجبها السماح لباريس بإنشاء قواعد قتالية على أرض السنغال، تعزز من خلالها التموقع العسكري في منطقة غرب أفريقيا.

ومع وصول الرئيس السابق عبد الله واد للحكم (2000-2012) قادما من أقصى المعارضة، طلب من باريس رحيل قواتها من أرض السنغال.

حاول الإليزيه ثني الرئيس واد عن قراره عبر الكثير من الضغوط من قبل الشركاء والحلفاء، لكنه كان مشبعا بقيم التحرر والأفكار النضالية واعتبر السيادة العسكرية والأمنية من أوليات الاستقلال.

خريطة السنغال (الجزيرة)

وبعد سنوات من النقاش، تم الاتفاق في سنة 2010 على تفكيك بعض القواعد الفرنسية وتقليص عدد الجنود من 1200 إلى 500 جندي فقط.

إعلان

وفي 1 أغسطس/آب 2011 أي في نهاية ولاية الرئيس السابق عبد الله واد وقع الجانبان على اتفاق عسكري جديد يقضي بتعديلات على معاهدة 1974.

وبموجب اتفاقية 2011 تم تعديل اسم القوات الفرنسية في السنغال لتصبح "العناصر الفرنسية في السنغال".

وبعد الاحتجاجات الدامية التي عرفتها دكار سنة 2023 ورفعت فيها شعارات مناهضة للوجود العسكري الفرنسي، قررت باريس تقليص عدد قواتها إلى 360 جنديا فقط.

ومع نهاية عام 2024 قرر الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي الذي فاز في الانتخابات الأخيرة خروج القوات الفرنسية من بلاده.

مستقبل العلاقة

ورغم أن حزب باستيف الحاكم يجعل من عقيدته مناهضة المستعمر ومحاربة القيم الإمبريالية، فإن السنغال بلد عريق في الديمقراطية ولديه تراكمات في إدارة العلاقات وتسيير الملفات الدبلوماسية ولن يسير في طريق التصعيد مع المستعمر السابق حسب ما يقول محللون.

ومن خلال تصريحات الرئيس فاي ورئيس الوزراء عثمان سونكو فإن النظام يعمل على إستراتيجية جديدة تقوم على الشراكة بدل القطيعة، والندية مكان التبعية.

ويتوافق هذا النهج مع تصريحات سابقة لسونكو عام 2019 حيث أكد أنه لا يتبنى موقفا عدائيا ضد فرنسا، لكنه يطالب بعلاقات تحترم الخصوصية الأفريقية.

العاصمة السنغالية دكار (غيتي إيميجز)

وترتبط السنغال بعلاقات اقتصادية قوية مع باريس، إذ تمتلك الشركات الفرنسية نسبة 17.5% من مجموع واردات السوق السنغالية.

ووفقا لأرقام منشورة على موقع وزارة الخارجية الفرنسية، فإن باريس هي الشريك التجاري الأول لدولة السنغال.

وتوجد في السنغال 250 شركة فرنسية مسجلة لدى المصالح المختصة وتوفر 30 ألف فرصة عمل، ولها 40% من مخزون الاستثمار الأجنبي.

وبالإضافة لما تمتلكه باريس من نفوذ اقتصادي، فإنها لديها علاقات قوية مع الطرق الصوفية ذات التأثير الكبير في المشهد السياسي السنغالي.

إعلان

وترعى فرنسا عديد المشاريع الثقافية والتعليمية في السنغال، وتقدم مئات المنح الدراسية للطلاب الجامعيين في مختلف التخصصات العلمية.

قوات فرنسية تدرب بعض الجنود السنغاليين على كشف وإزالة الألغام (الفرنسية)

ورغم أن الرئيس السنغالي قال إن بلاده ستبقى شريكا يوثق به لكل من يحترم مصالح بلاده ويريد شراكة مربحة للجانبين، فإن بعض المراقبين يتوقع تراجعا في مستوى جودة العلاقات بحكم المصالح المتضاربة.

فبينما تهدف فرنسا إلى زيادة حضورها التجاري، أو الإبقاء على ما حققته سابقا من سيطرة على مفاصل الاقتصاد، تسعى الحكومة السنغالية الجديدة إلى مراجعة جميع العقود التجارية الأجنبية، وخاصة تلك المتعلقة بالغاز والنفط.

وقد تشهد العلاقات تراجعا أكثر إذا استمرت الحكومة الحالية في سعيها إلى فك ارتباط عملة الفرنك الغرب أفريقي مع البنك المركزي الفرنسي.

وتشير دراسة أعدها مركز الصحراء للدراسات والاستشارات إلى أن الرئيس فاي، سيغيّر زاوية المقاربة في السياسة الخارجية، لكنه لن يكون جزءا من الحلف الموالي لروسيا والمعادي لفرنسا.

مقالات مشابهة

  • تشكيل لجنة لإختيار رئيس هيئة استثمار البصرة ونائبه (وثائق)
  • شراكة ثالثة بين ليفربول وأديداس بقيمة 77 مليون دولار
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الحدث الذي حصل من يومين سيؤثر على المسيرة، وسنعيد ترميم الأوضاع إن شاء الله بقدر ما نستطيع، وتم تشكيل لجنة للمحافظة على السلم الأهلي والمصالحة بين الناس لأن الدم يأتي بدم إضافي
  • إمام أوغلو يدشن حملته.. هل تتجه تركيا لانتخابات مبكرة؟
  • سونلغاز تبحث التعاون مع السنغال والدول المجاورة لها
  • منع مرشح اليمين المتطرف كالين جورجيسكو من الترشح في الانتخابات الرئاسية الرومانية بسبب مزاعم تدخل روسي
  • بعد رحيل القواعد الفرنسية من السنغال..كيف ستكون علاقة البلدين؟
  • اليابان تدرس الترشح لاستضافة كأس العالم للسيدات 2039
  • إنتاج الغاز لم يتوقف في الحقل المشترك بين السنغال وموريتانيا
  • تفاصيل جديدة حول خطة التهجير الطوعي .. استعدادات لنقل الآلاف يوميا