حماس تعلن قتل "كولونيل" في جيش الاحتلال والقسام تؤكد تدميرها 18 دبابة وآلية إسرائيلية منذ الصباح
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، عن قتل كولونيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال المعارك الدائرة في غزة، مشيرة إلى أن معنويات المقاومة "عالية"، وأن المقاومين "يتحكّمون ويسيطرون على الميدان"، فيما أعلنت كتائب القسام تدمير 18 دبابة وآلية إسرائيلية في غزة منذ الصباح
وقالت حركة حماس -في مؤتمر صحافي عُقد اليوم في بيروت "لمواكبة تطورات العدوان الصهيوني الإرهابي المتواصل ضد قطاع غزة منذ 33 يوماً"- "إن أبطال المقاومة ثابتون، يخرجون للعدو من فوق الأرض ومن تحتها، يدمرون دباباته وآلياته، وهو ما شاهده كل العالم، وما سمح العدو بنشره فقط عن مقتل 32 جندياً وضابطاً في المعركة البرية - والعدد أضعاف ذلك بكثير -، وآخرهم كان اليوم ضابطاً برتبة كولونيل من وحدة شلداغ المتخصصة في حروب الشوارع".
وأضافت أن "المقاومين معنوياتهم عالية، ويتحكّمون ويسيطرون على الميدان، وواثقون من أدائهم وواثقون من هزيمة المحتل، وتدفيعه ثمن عدوانه على غزة، وقادم الأيام ستكشف لكم المزيد".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل جندي جديد له خلال المعارك المتواصلة في قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلى الجيش إلى 350 جندياً منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، منهم 33 جندياً منذ بدء التوغل البري إلى القطاع.
وقال الجيش في بيانه إنّ الجندي الذي قُتل يحمل رتبة ملازم أول، وهو من وحدة النخبة "شلداغ"، التي يُعرف عنها أنها متخصصة في القتال في حرب الشوارع.
وبالإضافة إلى القتيل، أكد جيش الاحتلال أن 3 جنود أُصيبوا، الليلة الماضية، خلال المعارك المستمرة على جبهات عدة.
من جانب آخر أعلنت كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها قنصت جنديا إسرائيليا، ودمرت 18 آلية إسرائيلية بقذائف "الياسين 105" بقطاع غزة، منذ صباح اليوم الأربعاء الذي يوافق اليوم الـ33 للحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر.
وأضافت الكتائب أنها استهدفت جنودا إسرائيليين، قرب تجمع للآليات المتوغلة جنوب مدينة غزة، بصاروخ موجه من طراز كونكورس.
وذكر بيان لكتائب القسام أنها دمرت 3 دبابات وناقلة جند إسرائيلية وآلية عسكرية أخرى، شمال دوار التوام التابع لمدينة بيت لاهيا شمال مدينة غزة، بـ3 قذائف من طراز "الياسين 105".
وأضافت الكتائب -في بيان لاحق- أن مقاتليها دمروا دبابتين إسرائيليتين جنوب غرب مدينة غزة بقذيفتي "الياسين 105" دون تحديد اسم المكان.
وفي بيان ثالث، أفادت كتائب القسام بتدميرها دبابة إسرائيلية في منطقة السلاطين شمال غرب بيت لاهيا بقذيفة "الياسين 105" مما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
ولاحقا أضافت الكتائب -في عدة بيانات- أنها دمرت 7 دبابات إضافية شمال دوار التوام بقذائف "الياسين 105".
كما دمرت قذائف القسام دبابة وناقلة جند شمال مخيم الشاطئ. ودمرت كتائب القسام دبابة إسرائيلية شمال بيت حانون بقذيفة "الياسين 105".
ومنذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتسعت رقعة المعارك البرية والمواجهات المباشرة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي كتائب القسام في قطاع غزة.
ويشن الجيش الإسرائيلي لليوم الـ33 حربا مدمرة على غزة، استشهد فيها أكثر من 10 آلاف و328 فلسطينيا، بينهم 4237 طفلا و2719 سيدة، وأصيب نحو 26 ألفا، كما استشهد 163 فلسطينيا، واعتقل 2215 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال الاسرائيلي حماس جرائم حرب جیش الاحتلال کتائب القسام الیاسین 105
إقرأ أيضاً:
عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
عبدالله علي صبري
لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله. وقاد بنفسه مجموعات قتالية اشتبكت مع قوات الاحتلال البريطاني والعصابات اليهودية في ريف جنين، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من اغتياله عام 1935، وكان لاستشهاده الأثر الكبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30