لقاء حواري في جامعة دمشق… “طوفان الأقصى وتداعياته”
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
دمشق-سانا
أكد المشاركون في اللقاء الحواري الذي نظمه المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية على مدرج جامعة دمشق تحت عنوان “طوفان الأقصى وتداعياته” دعمهم للقضية الفلسطينية حتى تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، معربين عن ثقتهم بأن الشعب الفلسطيني منتصر على العدو الصهيوني بصبره وصمود مقاومته.
واستنكر المشاركون في اللقاء المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة وفي فلسطين كافة، مشددين على ضرورة استمرار المقاومة حتى تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة من الجولان السوري إلى فلسطين.
ولفت المهندس عمر الجباعي عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الوطني لطلبة سورية رئيس مكتب الثقافة والفنون إلى أن الجميع يقف صفاً واحداً للتضامن مع القضية الفلسطينية وطوفان الأقصى، مؤكداً أن المقاومة هي الخيار الوحيد للنصر وعودة الحقوق إلى أصحابها، وأن طلبة الجامعات في سورية سيبقون على العهد في الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.
وشدد الجباعي على أهمية حوار الشباب اليوم مع مثقفين وإعلاميين ومحللين سياسيين لإطلاعهم على ما يجري في فلسطين خلال هذه الفترة الحساسة من عمر الوطن.
وأوضح الدكتور خالد المطرود رئيس مجموعة الحوار الوطني أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بكل جهد على توظيف التصعيد الأخير لبناء مشروعه السياسي الاستيطاني والحصول على الدعم الدولي لتصفية القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن الحروب والاعتداءات التي تعرضت لها سورية تأتي من تدبير منظومة الصهيونية كونها الداعم الدائم للقضية الفلسطينية.
ونوه المطرود بوعي الشباب السوري أمام كل ما يحدث، وأهمية الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات الصهيونية طمس القضية الفلسطينية.
من جهته، اعتبر الخبير والمحلل السياسي اللواء حسن حسن أن الحرب اليوم هي كسر إرادات ولا بد من التركيز على طرائق التفكير، ومن هنا فإن اللقاء اليوم مع الشباب الجامعي له خصوصية من حيث إيماننا بأنه جيل قادر على تحمل المسؤولية، معتبراً أن الإعلام هو اللاعب الرئيسي في السياسة الدولية وهو الأكثر تأثيراً عند كل طرف، وأن ما يجري في غزة سوف ينعكس على القضية الفلسطينية والشرق الأوسط ككل.
بدوره بين الباحث والمحلل السياسي الدكتور سمير أبو صالح أن أهم واجبات الإعلام في الوقت الراهن كشف زيف الإعلام الصهيوني، وفضح جرائم الاحتلال وممارساته الوحشية بحق الشعب الفلسطيني.
وفي تصريحات للإعلاميين، أكد رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور أن المواقف الوطنية والسياسية كانت تنطلق من الطلبة وأبناء جامعة دمشق أولاً، لافتاً إلى أهمية الحوار مع الطلبة والشباب في هذه المرحلة لمواجهة وفضح الإجرام الهمجي الصهيوني الذي يخالف كل الشرائع والقوانين الدولية الخاصة بحماية المدنيين، ومعتبراً أن الاحتلال الصهيوني يستهدف الصحفيين وعائلاتهم من أجل طمس الحقيقة.
الدكتور محمد أسامة الجبان رئيس جامعة دمشق قال: إن جامعة دمشق بكل طلابها وأساتذتها وعامليها متضامنون بشكل كامل مع أهلنا في غزة، وإن الجامعة ستبقى دائماً إلى جانب كل القضايا العربية بطلابها وكوادرها التدريسية والإدارية.
هيلانه الهندي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة جامعة دمشق
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … عيون “الرنّة”
عيون “الرنّة”
من أرشيف الكاتب# أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 30 / 12 / 2017
يقول الباحثون إنه ومن أجل التكيف مع الظروف القاسية، فإن غزلان الرنّة تغيّر لون عيونها من البني الذهبي في الصيف الى الأزرق الغامق في الشتاء.. ففي الصيف تمتاز المناطق القطبية بنهارات لا تنتهي، فيكون الضوء شديد السطوع بسبب بياض الثلج وانعكاس أشعة الشمس، لذا تغير لون عينيها الى اللون الذهبي لتستوعب هذا الوضوح وتبحث عن العشب المختبئ تحت كثبان الثلج المتراكم. وفي فصل الشتاء القارس، حيث تصل درجة الحرارة إلى 40 تحت الصفر، يعم الليل أيام الشتاء الطويلة ويشتد الظلام وتزداد حلكته وتجول المفترسات، من ذئاب ودببة وضباع،الأرض المقمرة، تدوس جمر الثلج بحثا عن فريسة تائهة او مريضة لتفترسها، لذا لا بد ان تغيّر “الرنّة” لون عيونها الى الأزرق الداكن حتى تحمي نفسها من أعدائها المتربصين..
مقالات ذات صلة الاحتلال يسعى لبناء جدار على الحدود مع الأردن.. ما طوله وتكلفته؟ 2024/12/21في السياسة أيضا لا بد من تغيير لون العيون حسب فصول التحالفات، فلا عزاء لـ”العيون السود” في القطب المتجمد ولا في الشرق الأوسط الملتهب، فاللون الثابت والنظرة الواحدة لا يضمنان البقاء على قيد الحياة ولا يحميان من الأعداء الذين يبحثون عن فريسة في صراع البقاء. لا بد من اتباع نهج “الرّنة” في التكيّف مع الظروف القاسية التي لا تحمي أحداً ولا تنظر إليه بعين العطف، حتى القطعان المتشابهة إذا ما ضعف فرد من أفرادها أو كسرت ساقه ولم يستطع المضي معها تتركه لمفترسيه، فالهروب والانقضاض لا يرحمان الضعفاء، الضعف في صراع البقاء يعني الموت غير المعلن.. فما الذي جعل أمّة “الرنّة” إذن تغيّر بحر عيونها حسب الفصل وشدة الضوء والليل والنهار؟.. إنه البقاء والدفاع عن النفس وحفظ سيادة الذات..
في العروبة، تشبه بعض الدول “الرنّة” الى حدّ بعيد، تحمل “شجرة المبادئ” فوق رأسها تاجاً وقوة وأداة حادة لمعركة لا تقبل المساومة عليها ولا تقبل ان تكسر او تقطع؛ تهاجم بها عند الضرورة وتهرب بها عند الضرورة أيضاَ، لكنها لا تسقطها عن رأسها أبدا، فالغزال إن تخلّى عن “قرونه” صار نعجة؛ والنعاج مهما قاومت غلبتها السكين الصغيرة.. بالمناسبة، أمة الرنّة تبقى مخلصة لأبناء جنسها ما استطاعت، تحاول أن تذود عن القطيع حتى لو نزفت كل دمها على الثلج الأبيض كي لا تترك ثغرة في القبيلة. لا يميتها سهم الصيّاد أو عضة الذئب، فهي تهرب بالسهم عند الضرورة وتلعق الجرح فتشفى، لكنها تموت كمداً إِن “نُطحت” بقرن شقيق..
undefined
أجمل ما في هذه الكائنات الأنفةُ والكرامة والبرّية التي تجري في عروقها، فهي لا تقبل التدجين أبداً، ولا تقبل الانبطاح، تقاوم، تقاتل بتاج العظم الذي يكسو رأسها، وقد تموت، لكنها لا تركض وراء صائدها من أجل حفنة علف أو غصن من عوسج.. هي برية، مثابرة، ثائرة على الظروف والفصول والثلج العنيد، تحفر في الجليد القاسي إن احتاجت لتلتقم ما تسدّ به جوعها ويقويها على المواجهة..
في التاريخ لم يدجّن غزال رنّة واحد إلا في الأساطير وأفلام الكرتون، إذ صوّر في قصص الأطفال وهو يجرّ عربة بابا نويل والسوط يلذع جنبيه ليصل في الموعد أثناء توزيع الهدايا على حلفاء “سانتا كلوز” في عيد الميلاد.. كل غزلان الرنّة سخرت من الغزال الكرتوني لأنه ارتضى لنفسه أن يترك القطيع ويدخل قصص التسلية بعربة السيد “بابا نويل “، ورغم كل هذا لا أحد يذكره في الأغاني ولا في الحكايات ولا في الأمنيات، لا يذكره سوى السوط الذي يطلب منه المسير أو التوقف أو تغيير مسار العربة.. “الرنةّ الكرتوني” عندما فقد بريّته فقد مبادئه وصار مطية للسيد “بابا نويل” الأشقر..
أجمل ما في غزلان “الرنّة” الحقيقية أنها قد تغيّر نظرتها وحدّة إبصارها لكنها لا تغير مبادئها.. يقول الباحثون حتى في الموت -الذي هو النهاية الحتمية لكل الكائنات- يفضل الرنّة ان يموت فوق المرتفعات، يثني ساقيه على الأرض أولا، ثم يرخي رأسه على الصخر أو الثلج ليترك “تاج رأسه العاجي” مرتفعاً…”فالرنّة” لا تموت مطأطئة أبداً..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#173يوما
#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي