آلافًا من المرضى في قطاع غزة يواجهون الموت ببطء في غياب حد أدنى من الرعاية الطبية
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
غزة "د. ب. أ": حذر توثيق حقوقي، اليوم الأربعاء، من أن آلافًا من المرضى في قطاع غزة يواجهون الموت ببطء في غياب حد أدنى من الرعاية الطبية مع مواصلة إسرائيل حربها على القطاع للشهر الثاني على التوالي.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، خطر تسجيل وفيات بين المئات من مرضى السرطان والأمراض المزمنة والنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، فيما يعد نتيجة غير مباشرة لهجمات الاحتلال الإسرائيلي واستهدافها المستشفيات وقطع الإمدادات الإنسانية.
وأشار المرصد إلى المخاطر الجسيمة على الافتقاد المتزايد لخدمات الرعاية الصحية في غزة التي تعاني من نقص شديد في الموارد أصلًا قبل الحرب، بما في ذلك على مرضى السرطان رغم أوضاعهم الصحية الحساسة وانعدام ضمان حصولهم على الرعاية التي يحتاجونها.
ووثق فريق الأورمتوسطي وفاة ما لا يقل عن 12 مريضًا بالسرطان في قطاع غزة في ظل إغلاق مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني الوحيد المتخصص لعلاج مرضى السرطان منذ نحو 10 أيام، وعدم توفر الرعاية اللازمة لهم في بقية المستشفيات.
وجرى إغلاق مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني إثر تكرار استهدافه في غارات إسرائيلية ومنع وصول الوقود والمستلزمات الطبية إليه، ما دفع إدارته إلى إخلاء المستشفى من المرضى، ونقلهم إلى منازلهم أو إلى مراكز الإيواء بلا خدمات طبية.
ونبه إلى أن الآلاف من المرضى بحاجة ماسة إلى الحصول على الخدمات الصحية العاجلة والأساسية، في ظل نقص الأدوية والإمدادات الصحية، ونقص الوقود والمياه والغذاء، مع وجود أكثر من ألفي مريض بالسرطان وأكثر من ألف مريض بحاجة لغسل الكلى للبقاء على قيد الحياة، ونحو 50 ألفًا من مرضى القلب والأوعية الدموية، وأكثر من 60 ألف مريض بالسكري.
كما أن آلافًا من المسنين والمرضى طريحو الفراش يفتقدون أي رعاية صحية وإمكانية الوصول إلى أدويتهم، حالهم في ذلك حال النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة الذين يهددهم الموت بالجفاف وسوء التغذية ودون رعاية.
وبينما يقدر وجود أكثر من 55 ألف امرأة حامل منهن 5500 على وشك الولادة، فإن الكثير من النساء يضطررن إلى الولادة في منازل أو مراكز الإيواء ومرافق الرعاية الصحية المكتظة، ما يزيد من مخاطر الإصابة بالعدوى والمضاعفات الطبية، فضلًا عن أن نسبة الإجهاض لدى النساء الحوامل ارتفعت بأكثر من أربعة أضعاف.
ولفت الأورومتوسطي إلى أن تفاقم تدهور الأوضاع الصحية للمرضى يأتي في وقت تتجاوز نسبة إشغال المستشفيات في قطاع غزة أكثر من 200%، إذ إن مجمع الشفاء الطبي الأكبر في القطاع وصل عدد المرضى فيه إلى خمسة آلاف مريض، رغم أنه مخصص لاستقبال 700 مريض فقط.
ويتم ذلك في وقت تستمر الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات وفي محيطها بينما تؤوي مئات الآلاف من النازحين داخلياً والذين لا يحصلون إلا على الخدمات الأساسية فقط ويزيدون الضغط على عمل الكوادر الصحية.
وتفتقد المستشفيات بشكل متزايد توفر وجبات الطعام والمياه الصالحة للشرب، ويضطر النازحون إلى تناول طعام ذي قيمة غذائية محدودة أو غير صالح للاستهلاك البشري، ما يزيد من سوء أوضاع الجرحى والمرضى والكوادر الصحية العاملة تحت ضغط شديد من دون توقف.
وتم الإعلان عن توقف عمل 18 مستشفى من أصل 35 في قطاع غزة حتى الآن، وبالإجمالي تم استهداف 120 مؤسسة صحية وخرج عن الخدمة أكثر من 48 مركزا للرعاية الأولية (ما نسبته 70%) بسبب الاستهداف في غارات إسرائيلية ونفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تجري مستشفيات في مدينة غزة وشمالها عمليات جراحية معقدة، بما في ذلك عمليات بتر الأطراف دون تخدير بسبب نقص الإمدادات الطبية.
وأكد الأورومتوسطي أن إسرائيل تمارس حملة عقاب جماعية هي الأشد دموية في التاريخ الحديث على أكثر من 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة بما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وخرق جسيم لقواعد الحروب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی قطاع غزة من المرضى أکثر من
إقرأ أيضاً:
«الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق مبادرة لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي بـ«الرعاية الصحية»
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أخبار ذات صلةأطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، مبادرة «مسار الذكاء»، ضمن الجهود المستمرة لاستكمال تمكين وتعزيز قدرات الموظفين والعاملين لتوظيف ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن قطاع الرعاية الصحية، وذلك انسجاماً مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وبما يدعم مستهدفات مئوية الإمارات 2071 لتحقيق تحول نوعي في جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
وقالت مباركة إبراهيم، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، في تصريح لـ«الاتحاد»: «تركّز مبادرة (مسار الذكاء) على ثلاثة محاور رئيسية تشمل تطوير الكوادر البشرية، ودمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، وضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات». وأضافت: «تعد مبادرة (مسار الذكاء) جزءاً من خطة تطوير ممنهجة تستند إلى أفضل الممارسات وأحدث الاتجاهات العالمية في هذا المجال».
وأشارت إلى أن المؤسسة تتعاون بخصوص هذه المبادرة مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين العالميين، لدعم جهود تطوير برامج تدريبية متخصصة تدعم الكوادر، وتسهم في تزويدهم بالمعرفة والخبرة اللازمة، وتضمنت هذه الجهود مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية مثل الدورات الذاتية عبر منصة التعلم الخاصة بالمؤسسة، وورش العمل التفاعلية، والتدريب العملي، والندوات الإلكترونية، ولقاءات التدريب الرقمية، والنشرات التوعوية. وأكدّت، أن هذه المبادرة تجسد حرص والتزام المؤسسة بتوظيف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية على جميع المستويات، وإيمانها العميق بدوره المحوري في إحداث نقلة نوعية في جودة الخدمات الطبية من خلال إعادة تعريف أساليب التشخيص والعلاج وتعزيز قدرات التنبؤ الاستباقي بالأمراض لضمان رعاية أكثر كفاءة وفعالية.
وأشارت إلى أن الاستثمار في التعليم والتدريب المتخصص يشكل ركيزة أساسية لإعداد كوادر قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية وتسخيرها للارتقاء بتجربة المرضى وتحسين مخرجات الرعاية الصحية.
وأفادت أن مبادرة «مسار الذكاء» تمثل خطوة متقدمة نحو ترسيخ مكانة المؤسسة بين رواد الابتكار في مجال الرعاية الصحية عالمياً، منوهة بالتقدم الذي تم تحقيقه وثقتها بقدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز كفاءة الكوادر البشرية والارتقاء بجودة رعاية المرضى وإحداث تحول جذري في طريقة أساليب الخدمات الصحية على مستوى المنطقة.
وأشارت إلى استكمال المؤسسة جهودها في التدريب والتطوير المستمر، وبناء قدرات كوادرها الوظيفية، وتنمية مهاراتهم الرقمية، عبر تعزيز جاهزيتهم وتمكينهم من التعامل بفعالية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي. وذكرت أنه ضمن جهود تعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، قامت المؤسسة بتطبيق مجموعة من النماذج الذكية التي تغطي مجالات التنبؤ والتحليل الاستشرافي وتحسين سير العمل وإدارة الموارد وتعزيز الاستدامة ورفع مستوى تفاعل المرضى. ولفتت إلى تبني المؤسسة حلولاً متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي في مجالات الروبوتات والجينوم والتوثيق الطبي الصوتي والتصوير التشخيصي، بهدف تحسين العمليات التشغيلية وتقليل الضغوط النفسية على الكوادر الطبية، مما يسهم في تعزيز نتائج المرضى ورفع مستوى سعادتهم ورضاهم. وتطرقت إلى اعتماد المؤسسة «سياسة الذكاء الاصطناعي الآمن»، استكمالاً لمسيرتها في تعزيز الحوكمة الرقمية وتبني أفضل الممارسات في هذا المجال، انسجاماً مع جهود دولة الإمارات في تعزيز الاستخدام المسؤول والأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وبينت أن سياسة الذكاء الاصطناعي للمؤسسة وضعت إطاراً متكاملاً يضمن الحوكمة الفعالة لهذه التقنيات، مع التركيز على أربعة أهداف رئيسية تشمل ضمان التوافق مع المعايير الأخلاقية المعتمدة وطنياً في استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحقيق التكامل مع الإطار الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، إلى جانب تعزيز القيم الإنسانية لضمان معاملة عادلة وآمنة لجميع أفراد المجتمع، والموازنة بين دعم الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي والحفاظ على أعلى معايير الأمان.
تعدّ مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية من أوّل الجهات الحكومية التي تعتمد سياسة داخلية شاملة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز التزامها بالعدالة والشفافية والمساءلة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويسهم في توفير نهج منظّم لتقييم المخاطر والحدّ منها، مما يضمن تحقيق التوازن بين الابتكار والأمان والموثوقية في التقنيات المطبقة.