كريات شمونة "أ.ف.ب": غروب هادىء عند سفوح مرتفعات الجولان يقطعه فجأة صوت اعتراض أربعة صواريخ أطلقت من جنوب لبنان، في مشهد بات مألوفا في الجانب الإسرائيلي على وقع الحرب المستمرة بين الدولة العبرية وحركة حماس.

بعد إطلاق الصواريخ، تم على الفور إغلاق كيبوتس دان الواقع بالقرب من منطقة الحادث، لكن هذا القرار لا يسري على سكان القرى المجاورة.

وقال يوآف حرموني متحدثا باسم الكيبوتس الذي أخلي من سكانه بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: "حزب الله يضايقنا".

واضاف حرموني الذي كان يعمل دليلا سياحيا وبات مسؤولا الآن عن أمن الكيبوتس "من أصل نحو 850 نسمة تم نقل نحو 600 شخص"، بمن فيهم زوجته وأطفاله الثلاثة، إلى فندق في مدينة حيفا الساحلية شمال إسرائيل.

وبذلك، لم يبق في الكيبوتس سوى ثلاثين شخصا من ذوي المهن الأساسية وعناصر الشرطة والاطفاء والمزارعين.

ومنذ الهجوم الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر وما تلاه من حملة قصف إسرائيلي مركّز على قطاع غزة، تكثف تبادل القصف عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

وطلبت وزارة الدفاع الاسرائيلية في 16 اكتوبر إجلاء سكان 28 قرية وكيبوتس تقع على مسافة أقل من كيلومترين من الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل.

وقال حرموني "صرنا لاجئين في بلادنا"، فيما تقدر السلطات أن 224 ألف إسرائيلي تركوا منازلهم بسبب الحرب.

شنّت حماس قبل شهر هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل اسفر عن مقتل 1400 شخص، غالبيتهم من المدنيين قضوا بمعظمهم في اليوم الأول للهجوم، واحتجزت حماس أكثر من 240 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية.

في المقابل، بلغت حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ ذلك الحين "10569 شهيداً، معظمهم من المدنيين بينهم 4324 طفلا"، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

ويقصف حزب الله يومياً مواقع إسرائيلية حدودية. كما نفذت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان عمليات تسلل وإطلاق صواريخ عدّة من لبنان. وترد اسرائيل بقصف على طول الشريط الحدودي.

والاثنين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "تم تحديد نحو 30 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل"، مشيراً إلى أن قواته ترد بقصف مدفعي "على مصادر" إطلاق النيران.

وأسفر التصعيد عن مقتل 83 شخصاً في الجانب اللبناني، بينهم 11 مدنياً على الأقل، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس. وأعلن حزب الله مقتل اثنين من عناصره الاثنين، ليرتفع عدد القتلى في صفوف مقاتليه إلى 61.

وأحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدني.

وفي أول كلمة له منذ اندلاع الحرب في غزة، حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة من حرب إقليمية واسعة ما لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي.

وأوضح أن تطوّر جبهة لبنان مرتبط "بمسار وتطور الأحداث في غزة"، مضيفاً "كل الاحتمالات مفتوحة" على الجبهة اللبنانية.

رغم دوي المدفعية الخافت ومشهد الطائرات الذي يذكره على الدوام بالخطر الوشيك، قال يعكوف ليفي (26 عاما) إنه "ليس خائفا".

والدليل على ذلك انه أحضر عائلته إلى جبل أدير (عداثر بالعربية ضمن سلسلة جبل الجرمق)، وهو موقع خلاب على الحدود، من أجل "التقاط صورة والاسترخاء".

يعكوف الآن بدون وظيفة بعد اغلاق الفندق الذي كان يعمل فيه في مدينة صفد التاريخية القريبة. والسبب طبعا التطورات العسكرية.

وقال الموسيقي ناؤور شمعوني (38عاما) الذي حضر بدوره على دراجته النارية للاستمتاع بالطبيعة الجميلة أن"المنطقة متفجرة".

واضاف هذا الأب لخمسة أطفال "إذا تدهور الوضع، قد آخذ زوجتي وأطفالي إلى مكان أكثر أماناً، لكنني سأبقى هنا لحماية قريتي" صفسوفة.

صديقه يتسحاق لالوش (40 عاماً) لن يغادر المنطقة أيضا حتى لو اندلعت حرب شاملة لانه "لن يكون هناك مكان آمن في إسرائيل".

واضاف الاختصاصي الاجتماعي "إذا وصل حزب الله وحلفاؤه إلى هذا الحد، فسوف يصلون إلى تل أبيب. عندها علينا أن نقف بحزم ونقاتل".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل تخفف الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله من حدة الحرب في غزة؟

في ظل تطورات الأحداث العسكرية بين الجيش الإسرائيلي وتنظيم حزب الله على الجبهة الجنوبية في لبنان، هل أدت تلك الاشتباكات لتخفيف حدة الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في قطاع غزة؟.

ذكرت مصادر إسرائيلية أن هدف التوغل الإسرائيلي في لبنان هو تدمير للأنفاق والأسلحة التي وضعها حزب الله بالقرب من الحدود بين البلدين، وهو ما يتشابه مع تصريحاتها منذ بدأ الهجوم على حركة حماس بعد تنفيذ الأخيرة هجوماً دامياً على بلدات إسرائيلية محاذية لغلاف قطاع غزة، أسفر عن مقتل 1200 إسرائيل وأسر قرابة 150 أخرين نجحت تل أبيب في تحرير بعضم بينما قضى أخرين جراء القصف الإسرائيلي العنيف.

With two of its most powerful proxies—Hezbollah and Hamas—fighting to survive, Iran has lost a central pillar of its deterrence strategy, giving Israel an opening to strike https://t.co/LTpFTnUPOL https://t.co/LTpFTnUPOL

— The Wall Street Journal (@WSJ) October 3, 2024 جميع الجبهات

الآن ومع توسع إسرائيل في هجماتها على حزب الله في جنوب لبنان واستهداف مقار ومواقع مختلفة مع نيتها التوغل البري غير معلن التفاصيل؛ لم تهدأ آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة بل سعت تل أبيب لإظهار وجودها العسكري على جميع الجبهات، في رسالة مفادها أن قواتها تستطيع العمل على أكثر من جبهة حربية في آن واحد.

ومن المرجح أن تشبه حرب إسرائيل الأخيرة في لبنان حملتها ضد حركة حماس في غزة، كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن سنام فاكيل، رئيسة برنامج الشرق الأوسط في مركز شاتام هاوس للأبحاث ومقره لندن.

وأضافت: "في غزة، استخدم الجيش الإسرائيلي الغارات والغارات الجوية لتدمير أكبر قدر ممكن من قوة حماس القتالية وأسلحتها ونظام الأنفاق، في حين احتفظ بممرين عبر القطاع"، وأردفت فاكيل "كما حدث في غزة: "أتوقع أنهم سوف يستخدمون التهديد بالتواجد الطويل الأمد كأداة مساومة في المفاوضات".

الجيش الاسرائيلي يقتل "الذراع اليمنى" للسنوار - موقع 24أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، اليوم الخميس، مقتل 3 من أبرز قيادات حركة حماس في غزة، خلال عملية استخباراتية قبل 3 أشهر تقريباً.

ورغم أن إسرائيل قتلت معظم كبار قادة حزب الله ودمرت جزءً كبيراً من مخزونه من الصواريخ، فإن الميليشيا لا تزال تمتلك ترسانة كبيرة وعشرات الآلاف من المقاتلين المدربين.  وتواصل إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل وترفض التفكير في وقف إطلاق النار حتى تنهي إسرائيل حربها في غزة.

ولم تخف تل أبيب أن أمامها أيام معقدة ومليئة بالتحديات، في إشارة لقوات الجيش التي تخوض قتلاً على 7 جبهات مختلفة بحيب تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال اجتماع عسكري مغلق.

في المقابل يستمر حزب الله إعلانه عن استهدافات متكررة للداخل الإسرائيلي بشكل يومي وإسقاطه جنوداً من الجيش الإسرائيلي بين قتيل وجريح يومياً ودعماً وإسناد لغزة، بالإشارة ضمنياً لحركة حماس.

الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع استخباراتية لحزب الله في بيروت - موقع 24أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن استهداف قواته لمواقع يستخدمها حزب الله لعمليات استخباراتية في العاصمة اللبنانية بيروت. بحسب الأرقام

وبحسب أرقام رسمية تتداولها منظمات عالمية بالإضافة لوزارة صحة حماس في القطاع تواصلت وتيرة الاستهداف الإسرائيلي لمواقع مختلفة في قطاع من بينها مدارس وملاجىء، تقول إسرائيل إنها تضم مقاتلين من حماس يختبئون بين المدنيين.

وذكرت بيانات رسمية للجيش الإسرائيلي مواصلة الجنود القيام بمهام قتالية مختلفة بالإضافة للقصف المباشر من سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع مرصودة استخباراتياً، مؤكداً الجيش الإسرائيلي أن جبهة الشمال ضد حزب الله لا تثني الجيش عن الوصول إلى الرهائن في غزة وتحريرهم من أيدي خاطفيهم.

وعلى الحدود مع لبنان وسّعت إسرائيل من قائمة أهدافها وبدأت بفرض عمق أمني وعسكري داخل الأراضي اللبنانية، وفي سيناريو مشابه لغزة طلبت نل أبيب من سكان قرى في لبنان إخلائها تمهيدأ لاستهدافها كونها تشكل مواقع استخباراتية وعسكرية لحزب الله.

Hamas has refused to take part in negotiations for a hostage release-ceasefire deal for the past several weeks, US State Department spokesperson Matthew Miller said on Wednesday.https://t.co/GJxO4CeUqE

— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) October 3, 2024 سياسياً

جددت واشنطن الدعوة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإبرام اتفاق يفضي لتنفيذ هدنة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين وهو ما قابلته حركة حماس بالرفض.

وبحسب تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" الخميس، سأل أحد الصحافيين المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، عما إذا كانت حرب إسرائيل مع حزب الله، أجبرت على إلغاء مناقشة وقف إطلاق النار في غزة، أو ما إذا كانت هذه المحادثات لا تزال مستمرة.

وأجاب ميلر: "ليس الأمر أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله سيطر عليها. بل إن حماس رفضت مرة أخرى الانخراط في المحادثات"، موضحاً أن الحركة رفضت المشاركة في المحادثات خلال الأسبوعين الماضيين، أي قبل بدء الهجوم الإسرائيلي على لبنان... رغم محاولات الوسطاء التوصل إلى استطلاعات حول ما يمكن أن يكون مقبولاً لأي سبب كان، إلا أن حماس رفضت المشاركة بشكل قاطع.

مقالات مشابهة

  • سقوط صواريخ أطلقت من جنوب لبنان قرب موقع سعسع العسكري الإسرائيلي
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي: رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان واعتراض بعضها
  • إسرائيل-إطلاق 85 صاروخا من لبنان واعتراض مسيرة قرب حدود مصر
  • هل تخفف الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله من حدة الحرب في غزة؟
  • من هو النصف الآخر للسنوار الذي أعلنت إسرائيل مقتله؟
  • بيان زعيم أنصار الله "الحوثي" حول العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • من هو روحي مشتهى الذي أعلنت إسرائيل مقتله واثنين آخرين من قادة حماس ؟
  • يوسف القعيد: البشرية كلها مدانة بموقفها من العدو الإسرائيلي (فيديو)
  • ‏إذعة الجيش الإسرائيلي: إطلاق أكثر من 110 صواريخ من لبنان منذ صباح اليوم
  • صورٌ تنتشر... ما الذي جرى لجنود العدوّ الإسرائيليّ اليوم في بلدة العديسة؟