بين اسرائيل ولبنان... قرى أخليت من سكانها واعتراض صواريخ
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
كريات شمونة "أ.ف.ب": غروب هادىء عند سفوح مرتفعات الجولان يقطعه فجأة صوت اعتراض أربعة صواريخ أطلقت من جنوب لبنان، في مشهد بات مألوفا في الجانب الإسرائيلي على وقع الحرب المستمرة بين الدولة العبرية وحركة حماس.
بعد إطلاق الصواريخ، تم على الفور إغلاق كيبوتس دان الواقع بالقرب من منطقة الحادث، لكن هذا القرار لا يسري على سكان القرى المجاورة.
وقال يوآف حرموني متحدثا باسم الكيبوتس الذي أخلي من سكانه بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: "حزب الله يضايقنا".
واضاف حرموني الذي كان يعمل دليلا سياحيا وبات مسؤولا الآن عن أمن الكيبوتس "من أصل نحو 850 نسمة تم نقل نحو 600 شخص"، بمن فيهم زوجته وأطفاله الثلاثة، إلى فندق في مدينة حيفا الساحلية شمال إسرائيل.
وبذلك، لم يبق في الكيبوتس سوى ثلاثين شخصا من ذوي المهن الأساسية وعناصر الشرطة والاطفاء والمزارعين.
ومنذ الهجوم الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر وما تلاه من حملة قصف إسرائيلي مركّز على قطاع غزة، تكثف تبادل القصف عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وطلبت وزارة الدفاع الاسرائيلية في 16 اكتوبر إجلاء سكان 28 قرية وكيبوتس تقع على مسافة أقل من كيلومترين من الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل.
وقال حرموني "صرنا لاجئين في بلادنا"، فيما تقدر السلطات أن 224 ألف إسرائيلي تركوا منازلهم بسبب الحرب.
شنّت حماس قبل شهر هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل اسفر عن مقتل 1400 شخص، غالبيتهم من المدنيين قضوا بمعظمهم في اليوم الأول للهجوم، واحتجزت حماس أكثر من 240 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية.
في المقابل، بلغت حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ ذلك الحين "10569 شهيداً، معظمهم من المدنيين بينهم 4324 طفلا"، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
ويقصف حزب الله يومياً مواقع إسرائيلية حدودية. كما نفذت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان عمليات تسلل وإطلاق صواريخ عدّة من لبنان. وترد اسرائيل بقصف على طول الشريط الحدودي.
والاثنين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "تم تحديد نحو 30 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل"، مشيراً إلى أن قواته ترد بقصف مدفعي "على مصادر" إطلاق النيران.
وأسفر التصعيد عن مقتل 83 شخصاً في الجانب اللبناني، بينهم 11 مدنياً على الأقل، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس. وأعلن حزب الله مقتل اثنين من عناصره الاثنين، ليرتفع عدد القتلى في صفوف مقاتليه إلى 61.
وأحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدني.
وفي أول كلمة له منذ اندلاع الحرب في غزة، حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة من حرب إقليمية واسعة ما لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي.
وأوضح أن تطوّر جبهة لبنان مرتبط "بمسار وتطور الأحداث في غزة"، مضيفاً "كل الاحتمالات مفتوحة" على الجبهة اللبنانية.
رغم دوي المدفعية الخافت ومشهد الطائرات الذي يذكره على الدوام بالخطر الوشيك، قال يعكوف ليفي (26 عاما) إنه "ليس خائفا".
والدليل على ذلك انه أحضر عائلته إلى جبل أدير (عداثر بالعربية ضمن سلسلة جبل الجرمق)، وهو موقع خلاب على الحدود، من أجل "التقاط صورة والاسترخاء".
يعكوف الآن بدون وظيفة بعد اغلاق الفندق الذي كان يعمل فيه في مدينة صفد التاريخية القريبة. والسبب طبعا التطورات العسكرية.
وقال الموسيقي ناؤور شمعوني (38عاما) الذي حضر بدوره على دراجته النارية للاستمتاع بالطبيعة الجميلة أن"المنطقة متفجرة".
واضاف هذا الأب لخمسة أطفال "إذا تدهور الوضع، قد آخذ زوجتي وأطفالي إلى مكان أكثر أماناً، لكنني سأبقى هنا لحماية قريتي" صفسوفة.
صديقه يتسحاق لالوش (40 عاماً) لن يغادر المنطقة أيضا حتى لو اندلعت حرب شاملة لانه "لن يكون هناك مكان آمن في إسرائيل".
واضاف الاختصاصي الاجتماعي "إذا وصل حزب الله وحلفاؤه إلى هذا الحد، فسوف يصلون إلى تل أبيب. عندها علينا أن نقف بحزم ونقاتل".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
منصات التواصل.. صواريخ المقاومة تضرب بن غوريون وتحاصر إسرائيل
وأعلن جيش الاحتلال أمس الأربعاء عن إطلاق حزب الله 10 صواريخ على وسط إسرائيل، وقال إنه اعترض معظمها، بينما سقط صاروخ بالقرب من مطار بن غوريون، دون وقوع إصابات.
وانتشرت فيديوهات للحظة القصف بالقرب من مطار بن غوريون، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن توقف بعض الرحلات بالمطار، في حين تأخرت أخرى بسبب الهجمات الصاروخية، رغم أن هيئة المطارات الإسرائيلية قالت إن المطار مفتوح، ويعمل بشكل طبيعي للقادمين والمغادرين.
وأعلن الحزب استهدافه قاعدة "تسرفين" القريبة من المطار الواقع في جنوب تل أبيب بصواريخ وصفها بالنوعية، وأشار إلى أن القاعدة الإسرائيلية تحتوي على كليات تدريب عسكرية.
وعرض الإعلام الحربي ما قال إنه عملية إطلاق الصواريخ على القاعدة العسكرية، وهي صواريخ "فاتح 110".
ورد الجيش الإسرائيلي على الهجوم بشن غارات عنيفة ليل الأربعاء وفجر اليوم الخميس استهدفت مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكانت قريبة جدا من مطار بيروت الدولي، حسب وسائل إعلام لبنانية.
آراء متباينةوعلّق نشطاء على مواقع التواصل على هذه الضربات المتبادلة، حيث قالت يارا: "الآن يبدو أننا دخلنا لمرحلة قصف تل أبيب بما فيها مطار اللد "بن غوريون" الشريان الوحيد الذي بقي متعافيا للعدو كصلة للخارج"، مضيفة "سقف أهداف العدو هو قصف الضاحية الجنوبية لبيروت، ولم يحصل على أيّة نتيجة بل زادت ضربات حزب اللّه".
كما كتب نوح يقول: "العدو الصهيوني يواجه شبح الحصار الجوي بعد أن تقيد بالحصار البحري الخانق"، مشيرا إلى أن "كبرى الشركات الأميركية والأوروبية علقت رحلاتها من وإلى مطارات إسرائيل بسبب المخاوف من ضربات حزب الله".
أما وليد الجماعي، فكتب يقول: "يا وجع قلبي على لبنان وغزة إذا لم يتم قصف تل أبيب بقوة فالوضع صعب على محور المقاومة".
في المقابل، كتب هادي جعفر: "عملت حرب ونحنا ما عنا اقتصاد يحمل، ملاجئ، صافرات إنذار، أمن اجتماعي، ولا قوة ردع، فهمناها.. بس إنه تضرب صاروخ يعمل جورة ببن غوريون، تعطيهم ذريعة أن يمسحوا مطار بيروت، وأنت نفسك مانع الدولة من تشغيل أي مطار تاني للبنان. هي شو نسميها بقا؟".
بدوره، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن على الجيش أن يستعد لتوسيع الهجوم البري الجاري ضد حزب الله في لبنان، إلى جانب المحاولة الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاقات.
7/11/2024