نشرت منصّة "بلينكس" الإماراتيّة تقريراً تحت عنوان: "شرارة الحدود اللبنانية كادت تشعل فتيل تبغ الجنوب"، وجاء فيه:    ينتظر العديد من أهالي جنوب لبنان موسم حصاد التبغ، الذي يأتي ليتوّج عملهم الشاق لأشهر كثيرة في هذه الزراعة، وعادة ينصب تفكيرهم في بيع المحصول، ولكن هذا الموسم خوفهم في مكان آخر، فشرارة حرب واحدة يمكن أن تحرق كل المحصول الذي بلغ مرحلة التجفيف.



وأكثر المناطق التي تُزرع فيها محاصيل التبغ تعتبر من المناطق الساخنة التي تتعرض لقصف إسرائيلي، ما أدّى لنزوح جزء من سكانها، ومن بينهم بعض مُزارعي التبغ.

تلقفت إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية (الرّيجي)، هذه الأخطار التي تهدد موسم التبغ الذي وصل لمرحلة ممكن أن يشتعل خلالها بسرعة، وطالبت المزارعين بتسليم المحاصيل، نحو قبل 20 يوما من الوقت المحدد، وذلك تفاديا لأيّ خسائر محتملة. فما هو واقع تلك الزراعة الآن في لبنان؟ وماذا تكشف آخر الأرقام عنها؟

من يشتري تبغ لبنان؟

في لبنان، هناك إدارة رسميّة تُسمى "إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية" (الرّيجي)، وهي المسؤولة عن شراء وبيع التبغ ومحاصيل الدخان في البلاد.

لدى الإدارة المذكورة بيانات خاصة بمُزارعي التبغ في كل لبنان، وتُسلّم إليها المحاصيل وفق أوقاتٍ وشروطٍ مُحددة أبرزها النوعيّة والجودة.

خطة إنقاذ التبغ

مسؤول شراء التبغ الورقي في "الريجي"، عبد المولى، أوضح لبلينكس أن الإدارة طلبت من المزارعين كافة في الجنوب، وفور بدء الأحداث الأمنيّة، تسليم المحاصيل، قبل الموعد المحدد لذلك بنحو 20 يوماً، مشيراً إلى اعتماد مراكز في مختلف مناطق الجنوب لتسلّم التبغ.

قال المولى إنَّ "الريجي" اعتمدت خطة طوارئ لجمع التبغ، لسببين: الأول: ضمان المحصول، والثاني: تأمين سيولة مالية للمزارعين وتجنيبهم الخسارة، مضيفا: "هذا الأمر يعتبر مجازفة، لأن بعض التبغ لا يكون جافا وبالتالي يمكن أن يتعرّض للتلف".

اعتمدت إدارة الريجي 4 ترتيبات أساسية في عملية استلام التبغ، وهي تقديم مواعيد الاستلام، وعدم التشدّد في حضور المزارع الفعلي خلال عملية التسليم، وعدم التشدد بالكشف على المحصول، والإسراع في دفع ثمن المحاصيل للمزارعين.

محاصيل "مُحاصرة"

وحتى الساعة لم تسجل أي حالة لتلف المحاصيل جراء التوترات في جنوب لبنان، لكن بعض المُزارعين في منطقتي مروحين والضهيرة، لم يتمكنوا من الوصول إلى محاصيلهم بسبب القصف، باعتبار أن منازلهم تقع في نقاط توتر مرتفع.

حصاد قياسي هذا العام

وبلغ محصول التبغ في الجنوب هذا العام 2 مليون و100 ألف كيلوغرام، مشيراً إلى أنّه أفضل من العام الماضي، إذ بلغ إجمالي الحصاد مليون و200 ألف كيلوغرام.

ويبلغ عدد مزارعي التبغ في الجنوب حوالي 13 ألف مزارع، ولكن 8 آلاف مزارع يمارسون نشاطهم فعلياً.

كذلك، هناك مناطق أساسية في الجنوب لزراعة التبغ، مثل الضهيرة، مروحين، رامية، ومناطق أخرى تشهد أيضا على زراعة التبغ مثل رميش، القليلة، حولا، ياطر.

6.5 دولارات للكيلوغرام الواحد

قال الباحث في شركة "الدولية للمعلومات" المعنية بالإحصاءات، محمد شمس الدين، لبلينكس، إنّ وزارة المال تُحدّد سنوياً ثمن شراء التبغ، موضحا أنّ السعر يختلف حسب النوع.

بدوره، قال نائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان، حسن فقيه، لبلينكس، إنّ "الريجي" دفعت ثمن الكيلوغرام الواحد من التبغ للمزارع بين 5.5 و6.5 دولارات. وكانت "الريجي" درست تكلفة زراعة التبغ، وتبين لديها أن الكيلوغرام الواحد يُكلف المزارع بين 2.5 و4 دولارات، وفق قول المولى.

اتفق فقيه ومولى على أنّ الدولة تدعم سعر "التبغ" منذ سنوات طويلة كون زراعته تُعدّ نشاطاً عائلياً، ولأن تلك النبتة تساهم في تجذر المزارع بأرضه وبالأرياف، وتُعد مصدر رزق له.

أما شمس الدين فيقول إنّ الدولة، ولأنها تتقاضى ضرائب على التبغ المستورد، تعمد إلى شراء التبغ المحليّ بأسعار تشجيعية، موضحاً أنَّ محاصيل التبغ الوطنية لا ترفد خزينة الدولة بأيّ أموال.

ماذا عن مدة الزراعة؟

عادل سويدان، 71 عاما، أحد مُزارعي التبغ في بلدة ياطر منذ أكثر من 40 عاماً، روى لبلينكس أن "محصول العام الحالي كان أقل من محصول العام السابق في بعض المناطق الجنوبية بسبب عوامل الطقس التي تلعب دورا كبيرا ومهما"، مشيرا إلى أنّ الوقت الذي تستغرقه زراعة التبغ يصل إلى 170 يوم عمل فعليّ.

وأوضح سويدان أنّ زراعة تلك النبتة اختلفت عن السابق، وقال "قبل أكثر من 30 عاما، كانت زراعة التبغ تحتاج إلى وقت يتراوح بين 12 و14 شهرا، أما اليوم فالأمور اختلفت نظرا لوجود أسمدة وغيرها من الأمور التي تدخل في عمليات الزراعة".

وعن الأسعار المعتمدة حاليا لكيلو التبغ، قال سويدان "بالنسبة لعائلة يعمل أفرادها في الزراعة، فإنّ الرقم المدفوع الذي يتراوح بين 5.5 و6.5 دولارات مقبول ويؤمن مستوى دخل فوق الحد الأدنى. أما بالنسبة للتجار، فإن هذا السعر قد لا يعجبهم باعتبار أن هناك من يسعى لمراكمة الأرباح، وهذا أمر سائد ومعروف". (بلينكس - blinx)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: زراعة التبغ فی الجنوب التبغ فی التی ت

إقرأ أيضاً:

"أبوطالب" يطالب بالنزول الي الجمعيات وحل المشاكل التي تواجه الفلاحين بالمنوفية

قام المهندس ناصر محمد أبو طالب وكيل وزارة الزراعة بمحافظة المنوفية والمهندس محمد مبارك مدير عام الإدارة العامة للتعاون الزراعي بالمنوفية بعقد إجتماع مع مديرى الادارات التعاونية.

وأكد ابو طالب على الالتزام بخطة التطهير وحل المشاكل بصورة عاجلة، وسرعة الانتهاء من الحصر وصرف الاسمدة للحائزين طبقا للحصر ومنظومة كارت الفلاح والمقررات السمادية.

واشار الي ضرورة توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي، والاهتمام بتطهير المصارف والترع لوصول المياه إلى نهايتها وتوفير المياه.

وشدد علي معاملة المزارعين بروح القانون والنزول الي الجمعيات الزراعية وحل المشاكل التي تواجه الفلاحين، ورفع كفاءة الجمعيات وصيانتها وصيانة المخازن.

4457 فدان مساحة زراعة محصول القطن بالمنوفية

 

وفي وقت سابق أعلنت مديرية الزراعة بمحافظة المنوفية، عن نجاح موسم زراعة القطن لهذا العام، حيث بلغت المساحة المزروعة بمحصول القطن 4457 فدانًا، ويأتي ذلك ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الزراعة لتطوير المحاصيل الاستراتيجية التي تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.

وأوضح مدير المديرية، ناصر محمد أبوطالب، أن إجمالي كميات القطن التي تم توريدها من صنف «جيزة 97» وصلت إلى 15489 كيسًا، حتى يوم 16 يناير 2025.

وأشار إلى أن عمليات التوريد تمت من خلال مراكز التجميع في «إبنهس» و«الرمالي» بمركز قويسنا، بالإضافة إلى حلقة التجميع في «جنزور» بمركز بركة السبع، مما يبرز التنظيم الفعال لهذه العمليات لضمان تسهيل تسليم المحصول من المزارعين.

وتم توزيع الكميات الموردة على خمس رسائل رئيسية، حيث جاءت الكميات كالتالي: الرسالة الأولى تضمنت 1989 كيسًا، والرسالة الثانية 2883 كيسًا، والرسالة الثالثة 3735 كيسًا، والرسالة الرابعة 2066 كيسًا، وأخيرًا الرسالة الخامسة 1470 كيسًا.

وقال «أبوطالب» إن المحاصيل الاستراتيجية مثل القطن تلعب دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة تواصل تقديم الدعم اللازم للمزارعين لتحسين الإنتاجية من خلال توفير الإرشادات الزراعية.

مقالات مشابهة

  • زراعة الشرقية تُنظم دورة تدريبية عن تربية دودة الحرير التوتية
  • خيرية حسوة توفر كافَّة سبل الدعم لـ20 مستفيد لبدء مشروع زراعة البُن
  • ما هي العوائق الذاتية التي تمنع تقدم الشخص؟
  • "أبوطالب" يطالب بالنزول الي الجمعيات وحل المشاكل التي تواجه الفلاحين بالمنوفية
  • 1.5 مليار ليرة في 15 يومًا: ماذا يحدث على الحدود التركية؟
  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • الأمين العام للأمم المتحدة يطالب بانسحاب العدو الصهيوني من لبنان بالمهلة المحددة
  • بري يطالب بإلتزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة
  • الرئيس اللبناني: متمسكون بانسحاب القوات الإسرائيلية واستمرار الخروقات يناقض اتفاق وقف النار
  • أستاذ زراعة: الدولة صارت في طريق منظم لتحديث وتنظيم العمليات الزراعية