جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@21:48:17 GMT

سالمًا مُنعَّمًا

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

سالمًا مُنعَّمًا

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

يَمرُّ مساء السابع من أكتوبر فيترك غصة بالقلب والوجدان، ويعبر محيط الذاكرة التي لا تكفي، ويكاد النص أن يكون مفقودا تحت ركام المنزل الذي هده القصف العنيف في ليلة البارحة، ولم أستطع إيجاد ما تبقى من رغيف أكلناه على العشاء أنا وأمي.

أمي التي رحلت بهدوء الى الجنة، وكنت أتحدث معها يا أمي هل أناولك الماء أو العصير أو ماذا تحبين أن تشربي، إلّا أنها أشارت الى جهاز التنفس اليدوي، فناولتها بعد أن وضعت الكبسولة فيه.

. أمي هاكِ تنفسي الآن جيدا أمي ما بال شفتيك مرتخيتين أمي ماذا يحدث؟! أمي أمي..

قصة من غزة بطلها الدكتور عبدالله، عندما رحلت أمه الى بارئها بعد قطع العلاج عن المصابين بمرض السرطان وتوقفه بتاتًا، فكيف يتم اعطاؤهم العلاج ولا يوجد سبيل لذلك.. قصف.. لا كهرباء.. لا ماء.. كانت امي صابرة وتحملت شهر بدون علاج كيماوي.. ولكن إرادة الله نافذة، ولصبر الجسد البشري ومقاومته حدود.. كحدودنا مع الدول العربية الشقيقة كمنع وصول ناقلات الأغذية والماء، كنهاية الطريق المملوء بالألغام، كلغم سينفجر فيك لا محالة، كعبوة ناسفة ستنسفك في الوقت المحدد.. صبرت أمي واحتسبتها شهيدة وكانت توصي جارتنا (خلي بالك من عبود)، فقد أحست بدنو الأجل رغم كل ما نمر به. حملنا جسدها إلى المستشفى وصلينا عليها هناك، ونحن في المقبرة مر صاروخ بقربنا توقفت للحظة ما بالك أيها الصاروخ لا تشق أرض المقبرة أيضا وتقتلع كل هذه الجثث لتعود الى الحياة، أم أنك تبحث عن ضحايا جدد. أما عني، فأنا متاح لذلك فقد ذهبت أغلى ما أملك ولم يتبق عندي شيء كي أناضل من أجله؛ فالماء والهواء أصبحا لا يشكلان لي حياة، إنما حياتي الآن أدفنهاـ شهادتي التي تعبت لنيلها باتت في عيادة مقصوفة لم يصبح لها معنى، ولكنني مفارق مفارق.. اليوم أدفن روحي مع ما تبقى من بصيص أمل، وأدفن أيامي الجميلة والضحكات والحكايا والسنين والأيام والعمر الجميل الذي لن يتكرر.. ها أنا يا أمي أدفنك، سترحلين وسابقى حزينًا مُسجًا بين ركام المنزل المليء بالحب. ها أنتِ فارقت حياتي كنسمة جميلة وكبسمة عابرة وكسماء صافية وكريحانة يظلها ظل دافئ وكقبلة ثكلى.

إن ما نراه ونشاهده يُدمي القلب والعقل والروح والفكر والمشاعر إن هذه الأحداث التي تمر ليست بأحداث عابرة وآلاف الشهداء الذين ظلوا يحاربون لآخر رمق وضحكات الأطفال الأبرياء وصدى أصواتهم التي تمر من أذني ولوحة رسمها ذلك الشهيد الصغير الذي كان يحلم أن يعيش بسلام وطفلة صغيرة باتت وحيدة وكل ذكرياتها كانت مع بيت وأسرة صغيرة تلاشت كلها..

ها أنا أُهيل التراب على أغلى ما أملك.. ها أنا أهيل التراب على روحي، فقط رحلت للجنة وبقيت على هذه الأرض التي آلمتنا كثيرا وأوجعتنا وحطمتنا ولم يتبق لنا سوى هذا القلب المثقل بالآلام والأحزان والأسى.

هللت التراب.. مشيت بثقل كبير وكأن أقدامي لا تحملني.. المسير المعتق.. سالما منعما.. لاجلك يا مدينة.. هل أراك.. الوداع الأخير.. لكن عبود بات شخصا مختلفا لم يعد الدكتور عبود كما عهدته يا أمي كبرت في ليلة رحيلك ألف عام عندما ستعودين وعندما سيحل النصر وعندما سنصلي في الأقصى ربما أعود ذلك الذي تعرفينه وربما أفضل من ذلك لكن الآن. هناك نقاط.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإرياني وتركي يكرمان عدد من الفنانين والمبدعين في محافظة لحج

شمسان بوست / لحج:

قام وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني، ومحافظ محافظة لحج اللواء أحمد عبدالله تركي، بتكريم عدد من الفنانين والإعلاميين في محافظة لحج في سياق اهتمام الوزارة بالمبدعين وتلمس أحوالهم.

وخلال التكريم الذي تم في المركز الثقافي بمحافظة لحج، نقل الإرياني للفنانين والمبدعين تحيات فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وإخوانه أعضاء مجلس القيادة، ودولة رئيس الوزراء، وتقديرهم لرواد الثقافة والأدب والإعلام..مؤكداً أن الحكومة ومن خلال وزارة الاعلام والثقافة ستولي الفنانين والمثقفين الاهتمام اللازم، نظراً لدورهم في تثقيف الجيل وحماية النشء من الأفكار المتطرفة والمنحرفة.

وخلال تكريم الفنان محمد عوض شاكر (حنبلة) اشاد الوزير الإرياني بدوره الثقافي والأدبي في رفد المكتبة الغنائية اليمنية حيث مارس الغناء في سن مبكر، واشتهر كأحد نجوم الندوة اللحجية في الحفلات العامة في الستينيات من القرن الماضي، وله تسجيلات في إذاعة عدن، ومن أغانيه: أغنية (يا ضارب الرمل / الدهر كله عمارة) من شعر صالح أحمد فقيه، ولحن الأمير عبده عبدالكريم العبدلي، وأغنية (كم مسى ذا القلب يعقد مؤتمر)، وأغنية (حالتي ترحم يا ذنوبه) من شعر علي عوض مغلس، ولحن الفنان حسن محمد عطاء الله.

وكرم الوزير والمحافظ، الفنان أحمد محسن عبد الله (الشلن)، وهو ابن عم المطرب الكبير محمد سعد عبد الله، والتحق بفرق عدة في لحج، وزامل عبد الله محمد حنش، ومحمد سعد الصنعاني، وفيصل علوي، وفريد حمدون، وآخرين.

ونوه الوزير بإسهامات الفنان (الشلن) الذي عمل في مكتب وزارة الثقافة بمحافظة لحج، عازفاً للعود والكمان ومغنيا، ومشارك نشط في الحفلات الشعبية وسهرات التلفزيون، وله تسجيلات كثيرة منها: أغنية (أبو السنة الذهب) شعر عبدالله محمود الشريف، وله لحن (يا غايب عن عيني) غناه فيصل علوي من شعر عبد الله سالم باجهل، ولحن (حبيبي علام) من شعر عبد الله محمود الشريف، ومن شعر عبد الله سعد غالب، ولحن هادي سعد شميلة، وغنى أغنية (أحبك أحبك)، وأغنية (رحبوا بالعروس) لحن هادي سعد شميلة، وشعر محمد رشاد عَبْدْ الشيخ.

كما كرم الوزير والمحافظ، الفنان عَبْدْ سالم سيلان، سليل أسرة (آل سيلان) التي كل رجالها يمارسون الغناء، ويتميزون برخامة في الصوت ورهافة في الروح والأدب، ويعد عَبْدْ سالم سيلان، أكبرهم عمراً وأشجاهم نغما..مشيدا بادائه المتميز لتراث الدان اللحجي..معتمداً على صوته الفخيم، وبأغانيه الوطنية الشهيرة، منها رائعته: (أشتي أعيش أنا في اليمن).

ايضا كرم الوزير الإرياني والمحافظ تركي، الإعلامي علي سالم باثعلب، معد برامج ومدير البرامج سابقاً في إذاعة عدن الرسمية، ومستشار رئيس الإذاعة لشؤون البرامج حالياً، ومذيع سابق ومعد برامج في إذاعة لحج المحلية، وهو من الرعيل الإعلامي الأول..مشيداً بجهوده الاعلامية الكبيرة التي ساهمت في صناعة الوعي الوطني خلال مسيرة حياته العملية.

إلى ذلك كرم الوزير الإرياني والمحافظ تركي، الفنانة المسرحية القديرة لول سعيد نصيب، التي قدمت في اوائل السبعينات اول عمل عن الام من تأليف الفنان المسرحي الراحل محمد احمد كرد، وانضمت عام 1973 إلى فرقة العروبة من خلال المشاركة في تقديم اول عمل مسرحي وهو (تعليم المرأة واجب) تأليف الشاعر والمسرحي الفنان الراحل احمد صالح عيسى، واخراج المؤلف المسرحي والشاعر الراحل حمود نعمان صالح  أبو كدرة.

ونوه الوزير بإسهامات لول حيث قدمت نحو 24 عملا مسرحياً خلال مشوارها وحياتها الفنية المسرحية، كما شاركت في برنامج التثقيف الصحي بتقديم اعمال اجتماعية توعوية متعلقة باضرار الزواج المبكر وبصحة الام والطفل والصحة البيئية، وشاركت في العديد من الاحتفالات والمهرجانات والسهرات الفنية التلفزيونية والإذاعية منذ بداية مشوارها مع الفرق والندوات الفنية وفرقة مكتب الثقافة بمحافظة لحج داخلياً وخارجياً، ومنها مشاركتها في الكويت وفرنسا والعراق.

مقالات مشابهة

  • الإرياني وتركي يكرمان عدد من الفنانين والمبدعين في محافظة لحج
  • باحث: المؤسسات الدولية لا تؤدي دورها في تأمين الشعوب المستضعفة
  • عبدالله بن سالم القاسمي يفتتح «الشارقة للاستثمار»
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • الموساد نفذها خوفًا من اكتشاف حزب الله الأمر: عن أجهزة "البيجر" التي كانت ورقة خفية في يد إسرائيل
  • ما حقيقة تورط شركة "غولد أبولو" التايوانية بتفجير أجهزة "بيجر" التي يستخدمها حزب الله؟
  • اللواء نصر سالم يكشف لـ «الأسبوع» كيف فجرت إسرائيل أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله؟
  • ماذا نعرف عن جهاز "البيجر" الذي اخترقته إسرائيل وأصاب العشرات من عناصر حزب الله؟
  • وكأن المحن التي تعصف بهم ليست كافية: انتشار القوارض والحشرات يهدد صحة الفلسطينيين في غزة
  • الدياشة ,,, وحوش السياسة