جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@15:56:54 GMT

رئيس أمريكي ينتزع أقنعة بلده!

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

رئيس أمريكي ينتزع أقنعة بلده!

 

د. مجدي العفيفي

(1)

يا لروعة الإنسانية التي «يطفح» بها سكان البيت الأبيض- الأسود- الأمريكي، وعلى رأسهم الكاوبوي «بايدن» الذي يفيض عذوبة! ويشف رقة! ويتنفس رحمة! على أبناء الشعب الفلسطيني الذين يُبيدهم كل لحظة بكل رحمة وأياديهم تقطر إنسانية!!

من أية مادة خلقت هذه الكائنات الأمريكية؟ هل هذه أخلاق دولة يقال إنها عظمى؟

تتكاثر علامات الإستفهام والاستنكار دائما كلما نظرنا إلى مواقف أمريكا، لا سيما من الكيان الصهيوني، إلّا أن هذا المشهد الذي سرده د.

طلال أبوغزالة في أخر حديث فضائي له قبل أيام له وضعية خاصة، ودلالة مبينة.

يروي د. طلال أن الرئيسي الأمريكي الأسبق جيمي كارتر- وصديقي الوحيد من رؤساء أمريكا- تعرف عليه من أول شهر في فترة رئاسته لأمريكا (1977–1981) ولا تزل العلاقة بينهما مستمرة، وذات يوم دعاه إلى تناول العشاء في باريس، أثناء زيارة له فسأله:

- أنا اعرفك كإنسان متدين بشكل حقيقي وإنسان عنده ضمير، كيف اتخذت قرارات ضد الدين، وضد القانون، وضد الضمير؟

قال له كارتر:

- دعني أشرح وأتمنى أن تنقل إلى كل من تلقاه من القادة العرب، أمريكا ليست مثلك، أمريكا ليست بني آدم، ما عندها ضمير، ما عندها قلب، لا تحس، أمريكا دولة، هذه الدولة تتخذ قرارات من قبل جهات بحث متخصصة تصنع القرار، وتقول يا رئيس وقًّع، وأنا بصفتي رئيسا، أنا خادم وموظف عند الشعب الأمريكي، وهو رب عملي، إذا جاءك قرار من الجهات المختصة يقول إن هذا القرار هو في مصلحة الشعب الأمريكي، فإن واجبي أن أوقع، بغض النظر عن شعوري، شعوري بالبيت كإنسان، فلا تنغشوا بكلمة صديقنا ولا تنخدعوا بتعبير الدول الصديقة، هذا غش فلا صداقة لها مع دولة أحد، ولا أحد، «كلام فاضي».

كل الكلمات لا تستطيع أن ترتقي إلى وصف الجريمة الأمريكية في فلسطين،

أحاول البحث في القواميس السياسية واللغوية والإعلامية عن كلمة، أو تعبير، أو جملة، فإن البحث يرتد الىّ حسيرًا.

جرائم فوق حدود العقل والأخلاق والمنطق والإنسانية والبشرية..

كل كلمة ينبح به البيت الأسود الأمريكي، مقصودة..

إنهم شرائط كاسيت تردد جرفيا ما تقوله حكومة العالم الخفية والماسونية والصهيونية، بلا حياء أو خجل..

المفارقة أن ما أعلنه أبو غزالة على الملأ، حدثني مثله سياسي مصري عريق من الجيل السياسي الموثوق منه وفيه: «لا تظلم هذا الـ«بايدن» وقطيعه، إنهم ينفذون ما يلقى عليهم خاضعين منصاعين مستسلمين، ومن لا ينفذ يلقون به في عرض الطريق المجهول».

وها هم ليل نهار يثرثرون بالتعبيرات المحفوظة المثيرة للسخرية مثل: إسرائيل تدافع عن نفسها.. حماس إرهابية.. نؤيد إسرائيل بلا حدود، يجب حماية المدنيين.. وغير ذلك مما يجعل الإنسان الحقيقي يتقزز منه.

(3)

في هذا السياق، ألا ترون معي أن تعبير «المجتمع الدولي» صار تعبيرا كاذباً، لا مصداقية له على أرض الواقع، هل أمريكا هي العالم ؟ مستحيل

هل المقاطعات الأوروبية مثل بريطانيا والمانيا وفرنسا وإيطاليا.. هي العالم؟ مستحيل!

إنهم يتوهمون ذلك، حتى مجلس الأمن، ليس مجلسا دوليا، ولا يمثل العالم، ولن يمثله أبدا طالما بقي بهيئته المهانة، العالم أكبر وأوسع وأعظم من هذه الدول التي امتصت دماء وشعوب العالم ردحا من الزمن الغبي، تحت أقبح كلمة في التاريخ وهي كلمة (الاستعمار) التي روجها المستشرقون المغرضون زمنا طويلا.

هذه الدول جذورها في الهواء، لا أصول ولا فصول، ولا تاريخ، صاروا بقايا دول وشعوب، واذكر بكتاب صدر عام 1994 لأستاذ جامعي ورجل أعمال أمريكيين، يكشف أن أمريكا هي التي كانت مرشحة للانهيار وليس الاتحاد السوفيتي 1991، لأنها مجرد مؤسسات وشركات تجارية، ويشير مؤلفا الكتب أن أمريكا في طريقها إلى الانعزال وراء المحيط الأطلنطي، إن عاجلا أو آجلا، السقوط حتمية تاريخية ووجودية، واقرأوا كيف تسقط الحضارات والدول، كسنة من سنن الوجود.

كل الذين أطلقوا على أنفسهم مسمى «الإمبراطوريات» وهمًا وزورًا وصلفًا وغطرسة، اندحروا وأصابتهم الشيخوخة الحضارية، وتجمدت دوراتهم السياسية، ودارت عليهم الدوائر، كبغاة غلاظ مسعورين، لاستلاب الثروات الطبيعية والإنسانية الكامنة في قلب إنسان الشرق ووجدانه، الذي لا يعرفون كيف يدركون أسراره الشرقية.. وهيهات!

(4)

«أين الإمبراطوريات الغربية التي تعاقبت على البشرية؟ أين إمبراطورية القرن الثامن عشر (الفرنسية) وأين إمبراطورية القرن التاسع عشر (البريطانية التي غابت عنها الشمس وغابت هي أيضا)، ومضى القرن العشرون وقد اختفت منه الإمبراطورية السوفييتية ما بين غمضة عين وانتباهتها ! وبقيت الأمريكية والتي يقول الباحثون والمحللون الأمريكيون أنفسهم أنها هي التي كانت مرشحة للانهيار.. وهي الآن مهيأة للانهيار.. و.. و.. البقية تأتي..».

تحولات العصر الحديث قد تداولتها أربعة معسكرات فكرية: الشيوعية، أو المادية الجدلية في (روسيا) والوجودية (في فرنسا) والتحليلية (في بريطانيا) والبراجماتية (في أمريكا). كل هذه المعسكرات تنتهي بانتهاء الحياة الدنيا، وقد أثبتت الأيام والتجارب والمغامرات والمقامرات أنها مؤقتة، وقد أوهمت الناس، بأنها (الفردوس) فاذا هي (جحيم) تلك المعسكرات تحطمت، وتناثرت، والبقية تترنح، وتتململ، وتتملص من مصيرها المنتظر، وتتقلص في ذاتها، لأنها تحمل أسباب ذهابها في إهابها، وفنائها في استماتة بقائها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قوة الردع الأمريكي.. مجرد فزاعة كشف حقيقتها اليمن

 

 

من يتابع تحليلات المختصين والمحللين العسكريين في العالم وتصريحات بعض القادة في الجيش الأمريكي وحتى تصريحات المجرم ترامب عن حقائق المواجهة الجارية بين قوات البحرية الأمريكية والقوات المسلحة اليمنية منذ بدايتها قبل أكثر من أسبوعين وما سبقتها من مواجهات اليمن لتحالف الازدهار وما حصدته حاملتا الطائرات الأمريكية إبرهام لينكولن وايزنهاور والعديد من البارجات الحربية الغربية -آنذاك- يصل إلى قناعة مؤكدة أن النظام الأمريكي أدخل نفسه في مأزق خطير تتزايد خطورته عليه يوما بعد يوم وأن الهدف الذي جاء مؤخرا لتحقيقه وهو نفس الهدف الذي جاء لتحقيقه سابقا بتحالف غربي كبير والمتمثل بإيقاف عمليات اليمن المساندة لغزة وعمليات الردع لتواجده العسكري في البحر الأحمر لن يتحقق ولو حشد كل إمكانياته العسكرية إلى البحر الأحمر، ولذلك فاعلان وزارة الدفاع الأمريكي عن إرسال حاملة الطائرات كارل فينسون للانضمام إلى حاملة الطائرات ترومان وما رافق ذلك من إرسال عشرات الطائرات الحربية وعدد من القاذفات الأكثر تطورا إلى قواعده العسكرية في جزيرة دييغو والبحرين وقطر والسعودية لن يغير من نتيجة الفشل ويحوله إلى نجاح أبدا، ولن يستطيع إيقافا العمليات اليمنية المساندة لغزة ولن يستطيع رفع الحصار البحري عن سفن إسرائيل أو القاصدة إليها والسبب بسيط جدا هو فشل أمريكا بعملياتها العدوانية على اليمن وعدم قدرتها في ضرب قدرات اليمن الصاروخية والطيران المسيَّر لا اليوم ولا بعد الف يوم لثلاثة أسباب يعلم حقيقتها العدو الأمريكي
الأول: التفوق العسكري اليمني في تكتيكه الحربي واستغلاله العامل الجغرافي في حماية مقدراته وإنتاجها وفي تنفيذ عملياته وانتهاجه استراتيجية النفس الطويل والهادئ في عمليات الردع والإسناد وهو ما أكدته صحيفة وول ستريت جورنال عن فشل قاذفات B-2 وSpirit في تدمير مجمع صواريخ في اليمن تحت الأرض بواسطة قنابل بونكر باستر وهي من أقوى القنابل المخصصة لذلك.
الثاني: اعتماد اليمن على نفسه في تصنيع وتطوير قدراته الصاروخية والطيران المسيَّر والبحرية والتحديث المستمر للإنتاج الحربي في هذه الوحدات طبقا لنتائج المواجهات، ما انعكس على تفوقها على كافة أسلحة الأمريكي المضادة لها والسببان السابقان هما محور تحليلات الكثير من المختصين في العالم وهو ما صرح به الكثير من القادة الأمريكيين الذين شاركوا في المواجهات، وكذلك ما أكده محللون آخرون فالخبير الصيني تانغ تشيتشاو يقول أن اليمن اعتمد على استراتيجية الضعيف ضد القوي واستخدم تكتيكات غير متكافئة لمواجهة التفوق العسكري الأمريكي والإسرائيلي، ومن أبرز أدواته الطائرات المسيرة الانتحارية والصواريخ منخفضة التكلفة، والتي تُكبد القوات الأمريكية والإسرائيلية خسائر مالية كبيرة عند اعتراضها، بينما يستفيد “الحوثيون” –حسب تعبيره- من تضاريس شمال اليمن لتنفيذ حرب عصابات تُضعف فعالية الضربات الجوية، مضيفا أن هذا النموذج “غير المتكافئ” للصراع يُعزز قوة الحوثيين، بينما يُصعّب على خصومهم ممارسة نفوذهم بالكامل وقال تانغ : من الواضح أن أفعال كل من الحوثيين والتحالف الأمريكي الإسرائيلي أصبحت عوامل رئيسية في إعادة تشكيل الديناميكيات الإقليمية والعالمية.
السبب الثالث: ويتمثل في نجاح الاستخبارات العسكرية في اليمن في تحييد أجهزة المخابرات المعادية تحييد كامل وجعل اليمن دائرة مغلقة عليهم لا يستطيعوا تجاوزها، فمخازن الأسلحة الاستراتيجية ومراكز إنتاجها وتطويرها مخفية تماما ولا يمكن كشفها أو رصد مواقعها بأي وسيلة استخباراتية اطلاقا، إضافة إلى أن القوات المسلحة اعتمدت أسلوب التضليل للعدو الأمريكي والتمويه وهو الأمر الذي جعل العدو الأمريكي عاجزا عن تدمير أي هدف عسكري يمني مرتبط بالقدرات العسكرية، وانعكس هذا العجز في تخبط واضح في قصفه لبنى مدنية بحتة واستهدافه للمدنيين وممتلكاتهم وأبراج الاتصالات التابعة لشركات الهواتف النقالة خلال الفترة السابقة الذي نتج عنه سقوط ٢٥٧ مدنياً ما بين شهيد وجريح إلى اليوم وتحوله مؤخرا إلى استهداف سيارات مواطنين، وادعائه كذباً أنه استهدف فيها قيادات حوثية في محاولة يائسة لتغطية فشل عملياته على اليمن وسعيا إلى محاولة إيهام العالم بأنه يحقق نجاحاً لا وجود له على أرض الواضع اطلاقا.
لقد درس العدو الأمريكي كل الخيارات الممكنة أمامه لتحقيق أي هدف، ووجد عدم جدواها جميعا، وما تصريحاته الأخيرة عن تكثيف تواجده العسكري في المنطقة إلا محاولة لاستعادة هيبة ردعه، التي مسحها اليمنيون عن الوجود وكسروا فزاعتها الزائفة أمام العالم ومحاولته إقناع الدول الغربية بالمشاركة في إجرامه ضمن أجندات أخرى مطروحة عليها.

مقالات مشابهة

  • أمريكا وما أدراك ما أمريكا !
  • قوة الردع الأمريكي.. مجرد فزاعة كشف حقيقتها اليمن
  • من هي ابتهال أبو السعد التي فضحت عملاق التكنولوجيا في العالم؟
  • الكابوس الأمريكي
  • أمريكا.. وفشل سياسة العصا الغليظة
  • «الخارجية الفلسطينية»: العالم خذل أطفال فلسطين في ظل صمته عن معاناتهم التي لا تنتهي
  • صلاح الدين عووضة يكتب.. معليش الإعيسر !!
  • موظفة تقاطع كلمة رئيس مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي وتصرخ: عار عليك
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • وزير أمريكي يحذر دول العالم من الرد على رسوم ترامب.. وخبراء يعلّقون