ترجمات .. المستشرق الإسبانى خوان جويتيسولو يستشرف الربيع العربى فى «الأربعينية»
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
أخبار متعلقة
ترجمات.. ذكريات باريسية فى «كافيهات وحكايات من مقاهى باريس» للكاتب الفرنسى ديديه بلوند
ترجمات.. جون بيركنز يكشف أسرار اغتيال الأمم فى كتابه «اعترافات قاتل اقتصادى»
ترجمات .. كتاب «الروس فى مصر» ورحلة فلاديمير بيلياكوف إلى ضفاف النيل المقدسة
خوان جويتيسولو من دعاة السلام ويرفض الحرب، انشغل بما يصيب العالم العربى، مع اندلاع الربيع العربى الدامى، صدر له سنة 2011، كتاب بعنوان «الربيع العربى: الإسلام والغرب والديمقراطية»، ويعد فى طليعة الدراسات التى تناولت ما سمى الربيع العربى.
لجويتيسولو عدة مؤلفات: «الإشارات»، «مطالبات الكونت السيد خوليان»، «لمحة بعد المعركة»، «إصلاحات الطائر المنعزل»، «دار السكة إلى مكة» «فلسطين بعد التهجير»، «القاهرة: صورة لمدينة»، «عاهرات وراهبات: الطقس الشعبى للقديسين»، «الإسلام الأسود»، «رمضان»، «مسلمون سوفياتيون»، «تركيا العميقة»، «الضفة الأخرى»، «المقابر الإسلامية»، «عبد الكريم وملحمة الريف». «المقبرة» و«أسابيع الحديقة»..وغيرها، لكن أشهر كتبه فى العالم العربى هو كتابه المُترجم للعربية إسبانيا فى مواجهة التاريخ.
رواية الأربعينية صدرت فى عام (1991): تقع الرواية فى 150 صفحة مقسمة على أربعين جزءًا، وقد ترجمت للعربية سنة 2014 عن المركز القومى للترجمة بترجمة الدكتورة عبير محمد عبد الحافظ أستاذ اللغة والأدب الإسبانى بقسم اللغة الإسبانية جامعة القاهرة.
مؤلف الرواية.. الكاتب والأديب والمستشرق الإسبانى خوان جويتيسولو (5 يناير 1931 - 4 يونيو 2017م) ممن تربعوا على عرش الرواية الإسبانية، وُلد ببرشلونة، إسبانيا، ونشأ فى كنف عائلة بورجوازية، حيث عاش فى جو مفعم بالثقافة، فقد كان له أخوان يعملان فى مجال الأدب هما: الشاعر خوسيه أجوستين جويتيسولو، والكاتب لويس جويتيسولو.واشتهر بمناضلته للجنرال فرانكو، كما اشتهر أنه كاتب يهتم بالثقافة العربية ولغتها، وله العديد من المؤلفات التى تعد بمثابة مرجع هام فى كافة دول العالم. يسعى خوان جويتيسولو فى أعماله المتأثرة بالوجود العربى بشكل عام، وفى رواية «الأربعينية» بشكل خاص لإقامة مقاربات أيديولوجية وموزاييك بنائى قوامه مشاهد مؤسسة على الباع الثقافى والتراث الإسبانى والعربى الإسلامى، فينبذ بهذا الشكل الهيمنة الثقافية الغربية، واعتبار هويتها وتكوينها يتفوقان على جميع الشعوب والثقافات غير الأوروبية، لتقر بحسب إدواردر سعيد «بالتفوق الغربى على التخلف الشرقى». يتخذ جويتيسولو من شعيرة الأربعينية، أو ما يطلق عليه فى مصر حداد الأربعين يوماً التى تعقب رحيل المتوفى، رحلة روحية صوفية، ينطلق منها ليرصدها فى قالب يغلب عليه هوس المعرفة وتقصى أسرار العالم الآخر فى حياة ما بعد الموت والبعث، ليبدأ سفره صاعدًا إلى السموات السبع فى رحلة تشبه الإسراء والمعراج، يستلهم فيها ومضات وإشارات من أمهات الكتب التراثية الإسلامية، مثل رسالة الغفران لأبى العلاء المعرى، والمراتب السبعة لإمام العارفين والشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى، مرورًا بشيوخ الصوفية وشعرائها، فتطالعنا باقة من أسماء مثل جلال الدين الرومى، والسهروردى، وغيرهما من رموز التراث العربى الإسلامى إلى جوار المبدعين والمفكرين الغربيين والإسبان، مثل دانتى، وميجيل دى ثربانتس، وكيبيدو وسورخوانا إينيس دى لا كروث وغيرهم. وإن كانت بوصلة الحكى تتجه دومًا خلال الذهاب الأربعينى إلى مدينة القاهرة، حيث المساجد والمقابر والأضرحة، واستشراف الأجواء السحرية الغامضة التى تعقب الأربعينية. فضلا عما للقاهرة من باع على المستوى العربى الذى تعتبره جغرافياً وسياسياً فى مركزه. وتدلل الرواية على الرؤية التأملية والبصيرة النافذة التى تمكن الكاتب الإسبانى من خلالها من سبر أغوار المجتمعات العربية بشكل عام ومصر والقاهرة بشكل خاص، حتى إنه من خلال آلية قراءة ذكية متأنية يصبح بالإمكان التنبؤ باقتراب حدث جلل فى هذه المجتمعات، وهو ما تمثل بعد ذلك فى ثورات الربيع العربى، حيث تضافرت رؤية جويتيسولو مع العديد من الكتابات الروائية المصرية، التى تنبأت ودفعت بشكل أو بآخر من خلالها الاستلهام والتصريح الروائى باقتراب موجة الاحتجاجات والتغيير فى العالم العربى، حتى إنه يذكر ميدان التحرير، وتناقضات القاهرة البشرية والجغرافية واقتراب نقطة الانفجار، فيستشهد بوصف ابن بطوطة عن المدينة (ذات الأقاليم العريضة، والبلاد الأريضة المتناهية)، ثم يصفها فى واقعها الحالى بأنها مدينة «من دون رحمة» وكانت الثورة.
تحتوى الرواية على أربعين فصلاً، كما يشكل عنوان الرواية، هو الأربعينية، أن هذا الرقم له دلالة كونية، فهو يدل على الانتظار والاستعداد للجزاء أو العقاب؛ وله حضور قوى فى سياقات متعددة، فقد ظهر هذا العدد فى بداية الرواية للدلالة على الانتقال من حياة الكثافة إلى حياة الخفة واللطافة، يقول السارد: «فى اللحظة التى بدأت أستعد فيها لإملاء الكتاب على نحو مادى قضيت نحبى. ثم انفصلت عن ذاتى حينما انتقلت من الزمن الوجيز إلى اللامتناهى. فدخلت توا إلى حالتى الخفة واللطافة، رأيت نفسى من خارج. أصم أعمى دون روح أو شعور، محاطا برعاية أهلى، وإزاء الألم الصامت لزوجتى مكثت برهة أخرى فى الحجرة وأنا أحرص على ألا أعكر بميوعتى حركات الحداد، منتظرا الشخص المكلف بغسلى بغية التأكد من أن الشعائر ستنفذ حسب آخر رغباتى، ورغم أن مفهوم الزمن فى البرزخ الفاصل بين العالمين يتوقف ويمحى، فأنا أتذكر أننى رتبت النص ذهنيا كما رتبت صفحاته المتراكبة خلال التسكع العام للأرواح فى فترة الأربعينية».
فى رواية «الأربعينية» يستنطق الإسبانى خوان جويتيسولو جثة ميت يفترض به أن يزور أهله وصحبه فى اليوم المخصص لأربعينيته، فيتخذه شاهدا على حياة عاشها وانتقل أثناءها بين الشرق والغرب، وتعرف إلى المدن وأهلها، واكتشف أسرار الكتابة وأولع بها، فقرر كتابة سيرته الذاتية التى تتقاطع مع سير كثيرين حيث حل وارتحل. من هنا بدأ الرواية: «تفترض كتابة نص ما وجود شبكة مرهفة من العلاقات فيما بين العقيدات الصغيرة التى تؤلفه. كل الروافد تصب هناك: فالأحداث الخارجية، ومجريات المعيش، والميولات والأسفار، والصدف حينما تمتزج بالقراءات والصور والاستيهامات تشكل حشدا اتفاقيا، حسب نسق توليفى، من التقاطعات والتوافقات وتطابقات الذاكرة والبصائر المباغتة والتيارات المتناوبة ولقد ارتسمت كتابة هذا الكتاب فى أفقى عشية عام الحرب».
كتبت رواية الأربعينية عام الحرب على العراق (1991).. يقول الراوى المفترض أنه عنت له فكرة كتابة نصه عشية العام الذى سبق الحرب، وإنه كان قد أحكم مسبقا هذا الموضوع عند التفكير فى لحظة الانتقال إلى الآخرة، ودفعه إليه الرحيل المباغت لصديقة، ورغبته فى معاودة التواصل لعلاقتهما الرهيفة من خلال الحكى.
الإسبانى خوان جويتيسولو خوان جويتيسولو ترجماتالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
العربى الناصرى: انطلاق المنتدي الحضري العالمي يؤكد دعم مصر لتحقيق التنمية المستدامة
ثمن الدكتور محمد أبو العلا رئيس الحزب العربي الناصري، انطلاق أعمال الدورة الثانية عشر للمنتدى الحضري العالمي«WUF12»، المؤتمر الرئيسي للأمم المتحدة المعني بالتنمية الحضرية المستدامة، والذي يُقام في مصر بمشاركة 30 ألف شخص من 180 دولة.
وكأول دولة تستضيفه في أفريقيا منذ 20 عامًا تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، وذلك بمشاركة وفود أممية ودولية رفيعة المستوى ، يوجه أنظار العالم صوب مصر وتجربتها التنموية الحديثة والبحث معالجة قضية التحضر العالمي وإيجاد حلول لأزمة الإسكان العالمية.
وقال أبو العلا، إن تنظيم المنتدى الحضري العالمي في مصر، شهادة على التجربة المصرية في مجال البناء والتعمير، مشيرا إلي أن مصر حققت إنجازات بإنجاز 22 مدينة ذكية بمواصفات عالمية في العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرهما.
وأوضحت أن انعقاد المنتدى الحضري العالمي في القاهرة يعكس حرص الدولة المصرية على دعم جهود التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الطموحة للأمم المتحدة، ويمثل فرصة استثنائية للمساهمة في التغيير الإيجابي الذي يخدم سكان المدن والريف على حد سواء.
وأشار الدكتور محمد أبو العلا رئيس الحزب العربي الناصري، إلي أن تنظيم هذه الفعالية، من حيث الحجم والأهمية، وهي ثاني أكبر حدث تنظمه الأمم المتحدة بعد مؤتمر المناخ، الذي نظمت مصر نسخته الـ 27 في مدينة "شرم الشيخ" يؤكد جدارتها العالمية في استضافة مثل هذه المؤتمرات العالمية، ومؤكدا أن اختيار القاهرة لاستضافة عدد ضخم جدا من المشاركين، حيث يوجد 37 ألف مُسجِل للحضور، و72 وزيرا، و96 محافظا وعمدة مدينة، بالإضافة إلى مختلف ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص، ويؤكد حجم ما أنجزته الدولة المصرية وما تحقق في مجال التنمية والعمران والتطوير في القاهرة ذاتها.