في غزة.. بهذه الصورة تعقد الأنفاق الاجتياح البري
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
باتت الأنفاق التي حفرتها حركة حماس أسفل قطاع غزة، والتي توصف بـ"مدينة كاملة تحت الأرض"، كابوسا أمام الاجتياح البري الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي بالقطاع، مما يضطر الجنود الإسرائيليون لخوض حرب مزدوجة، فوق وتحت الأرض، وهي تتمثل بحرب شوارع ومعارك بالأنفاق.
وعلى مدار الأيام الماضية، تبث حركة حماس مقاطع فيديو لمهاجمة مقاتليها القوات البرية المتوغلة من تحت الأرض، أو استهداف جنود إسرائيليين وإنزالهم إلى عمق الأنفاق، ووفق تقديرات صحفية، هناك نحو 242 رهينة في تلك الأنفاق.
وأطلقت إسرائيل، الاثنين الماضي، ما أسمته بـ"المرحلة الثانية" من عمليتها البرية بغزة، عبر التوغل برا بشكل أعمق، واستكشاف وتحديد الأنفاق بعد عزل المنطقة بالقوات والدبابات، وفق المتحدث العسكري الإسرائيلي ريتشارد هيخت.
ووسط نفي حركة حماس، تزعم تل أبيب أن الحركة الفلسطينية شيدت الأنفاق، أسفل مجمع الشفاء الطبي، الذي استهدفت بوابته بضربة جوية قبل 4 أيام، كما عاودت قصف طابقه العلوي ونظام الألواح الشمسية بالمبنى، الذي يضم مئات الجرحى والنازحين والكوادر الطبية.
التهديد الأكبر على القوات الإسرائيلية
تقول وكالة "أسوشيتد برس" إن شبكة الأنفاق التي بنتها حماس أسفل غزة تمثل "التهديد الأكبر" على القوات الإسرائيلية المتوغلة بالقطاع المحاصر، إذ تشمل أنفاق متعددة للهجوم والتهريب والتخزين والعمليات.
ووصفت تلك الأنفاق بـ"متاهة واسعة" تمتد عبر أحياء مكتظة بمدينة غزة، تهدف لإخفاء عناصر حماس وترسانتهم الصاروخية، مشيرة إلى أن القتال تحت الأرض من شأنه أن يجرد الإسرائيليين من المزايا التكنولوجية، بينما يعطي ميزة لحماس فوق الأرض وتحتها.
ويقول الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية نظير مجلي، إن إسرائيل انشغلت خلال السنوات العشر الماضية، في متابعة الأنفاق من قطاع غزة إلى داخل الحدود الإسرائيلية، وعندما بنت الجدار الواقي اطمأنت إلى أنها تمكنت من تدمير هذه الفكرة، فقد هدمت هذه الأنفاق وملأتها بمادة سائلة تنفخ حال إطلاقها وتسد كل منطقة فراغ فيها، ومن شدة الاطمئنان، سحبت الأسلحة من أيدي سكان غلاف غزة وخفضت عدد أبراج المراقبة.
ويضيف في مقال له بعنوان "أنفاق غزة - حرب أدمغة بدأتها إسرائيل قبل حماس"، أن حركة حماس كانت تستغل هذه الفترة لبناء شبكة أنفاق ضخمة داخل القطاع، عددها 1300 نفق، تقع في عمق يصل إلى 70 مترا تحت الأرض، وفق تقديراته. وأردف: الجيش الإسرائيلي يدّعي أن لديه خرائط مفصلة للأنفاق، ويُعد خططا ملائمة لجعلها مقبرة لحماس، بينما تؤكد الحركة أن الأنفاق شهدت تطوراً تكنولوجيا عاليا سيصدم إسرائيل، ويجعلها مصيدة ضخمة لجنودها".
ويضيف "بالنسبة لمجمع الشفاء الطبي بغزة، والذي أصبح هدفا مركزيا للجيش الإسرائيلي، بحجة أنه يضم طابقا أرضيا لقيادة حماس، فإسرائيل نفسها تقيم مقر قيادتها في قلب تل أبيب، قرب عمارات سكنية ومستشفى إيخيلوف، أحد أكبر مستشفيات إسرائيل"، مشيراً الى أن إسرائيل استغلت مجمع الشفاء، منذ أن احتلت القطاع عام 1967 إذ استخدمت مرافقه مقرا لعمل الحاكم العسكري.
وتابع "في عام 1980، بنت إسرائيل الطابق الأرضي ليكون مثل خندق وملجأ لقيادتها وظلت تستخدمه حتى عام 1994".
حرب معقدة ومرعبة
وتقول شبكة "سي إن إن" الأميركية إن "حرب الأنفاق" من أكثر الحروب صعوبة على مستوى التاريخ، حيث يمكن للطرف الذي أنشأ الأنفاق أن يختار المكان الذي ستبدأ فيه المعركة، وغالبا ما يحدد كيف ستنتهي، نظرا لخياراته الواسعة في نصب الكمائن.
وتضيف أن "إسرائيل تواجه تحديا كبيرا لم تواجهه أي قوة عسكرية عانت من مشكلة الأنفاق وهو احتجاز حماس أكثر من 200 رهينة"، مؤكداً أن "الرهينة الإسرائيلية يوشيفيد ليفشيتز التي أفرجت عنها حماس وصفت الأنفاق بشبكة العنكبوت".
ولفتت "نظرا للمساحة الضيقة لقطاع غزة وخلوه من التضاريس العسكرية كانت هذه الأنفاق هي المخبأ الأمثل لحماس ونقطة قوة للفصائل الفلسطينية".
أما مركز صوفان الأميركي، فيرجح أن تكون العملية الإسرائيلية لتطهير الأنفاق "بطيئة ومنهجية" بسبب وجود الرهائن، حيث يعتمد الإسرائيليون على الروبوتات وغيرها من المعلومات الاستخبارية لرسم خريطة للأنفاق والفخاخ المحتملة.
ويرى المركز أن "الجنود الإسرائيليين سيواجهون أجواء خانقة ومرعبة أثناء القتال بالأنفاق"، مشيراً الى أن "الجيش الإسرائيلي سيفقد العديد من المزايا التكنولوجية التي يتمتع بها داخل الأنفاق مما يمنح مسلحي حماس التفوق".
وتابع أن "الحرب قد تجبر إسرائيل على الدخول في معارك نارية تتسبب في قتل رهائن عن طريق الخطأ"، مشدداً "يمكن أن يؤدي التدخل إلى انفجار الأفخاخ المتفجرة داخل الأنفاق، مما يؤدي إلى دفن الجنود والرهائن أحياء".
جبهات حرب متعددة و"شبكة عنكبوت"
ووفق بعض الخبراء، فإن الأنفاق ستزيد تعقيدات سيناريو الحرب خلال الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع، إذ يقول الخبير العسكري جون سبنسر، إن الأنفاق تسمح لمقاتلي حماس بالتنقل بين مختلف مواقع القتال بأمان وحرية بعيدا عن عيون الجيش الإسرائيلي، وفتح جبهات جرب متعددة.
ويقول الخبير العسكري البريطاني مايكل كلارك، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن هذه الأنفاق تحدث توازنا في الحرب، لأنها تحيّد مزايا إسرائيل التسليحية والتكنولوجية. ويضيف: "الجيش الإسرائيلي ونظرا لذلك سيواجه مشاكل داخل المناطق المدنية فهو قتال سيكون متعددا، فهناك جهات تطلق النار من فوق أبراج سكنية وأخرى تطلق النار من تحت الأرض".
ولفت الى أن "القوات البرية الإسرائيلية لن تكون في نزهة في غزة لأن شبكة الأنفاق التي وُصفت بـ"العنكبوتية" مترامية الأطراف وتمتد مئات الكيلومترات"، مؤكدأً أن "هناك من يقدرها بأنها أكبر بعشرة أمثال من أنفاق الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام".
وتابع "إسرائيل حاولت تدمير الأنفاق في مناسبات عديدة، لكنها لم تنجح، والفلسطينيون يرونها وسيلة ضرورية لكسر الحصار المفروض على غزة"، لافتاً الى أن "روايات إسرائيل بوجود أنفاق تحت المستشفيات هي لتبرير استهداف القطاع الطبي والنازحين لتهجيرهم من شمال غزة إلى جنوبها، ويتعين على إسرائيل إعادة صياغة هدفها المتمثل في "تدمير حماس" أو التفكير في طرق لتحقيقه لا تؤدي إلى إبادة سكان غزة.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حرکة حماس تحت الأرض الى أن
إقرأ أيضاً:
احتفالات في رام الله بعد إالإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية في إطار اتفاق التبادل
تجمع الفلسطينيون في رام الله، يوم السبت، للاحتفال بوصول الأسرى الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم في إطار الدفعة السادسة في إطار اتفاق التبادل. كما شهدت مدن وبلدات فلسطينية أخرى احتفالات مماثلة بمناسبة عودة الأسرى المحررين إلى بيوتهم.
وقد أفرجت إسرائيل عن 369 أسيرًا، بينما أطلقت حماس سراح ثلاثة رهائن كانوا محتجزين منذ الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتشمل قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم 36 معتقلًا كانوا يقضون عقوبات بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 333 أسيرًا من غزة اعتُقلوا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
أثناء الاحتفالات، تم تصوير أحد الأسرى المحررين وهو يحتضن والدته، معبرًا عن فرحته بعد الخروج من السجن. وقال أحد الأسرى المحررين: "كنا جميعًا ميتين، وبإرادة الله عدنا إلى الحياة، لا شيء يعادل الحرية."
وأضاف: "أرجو من الله أن يجلب السعادة لأسرنا وأُسر باقي الأسرى الذين لا يزالون في السجون."
فيما عبر حسن عويس، أسير محرر، عن مشاعره قائلاً: "الشعور بين العائلة والأم لا يوصف، الحمد لله، لا سجن بعد اليوم، رغم أن الفرحة غير مكتملة. إن شاء الله، سوف يجمعنا الله قريبًا."
وذكر أسير ثالث أنه وأشقاءه أمضوا 23 عامًا في السجن، مؤكدًا صعوبة تلك الفترة وما عانوْه
وكانت حركة حماس قد أكدت في وقت سابق أنها تنتظر تنفيذ تل أبيب للبروتوكول الإنساني، بناءً على الضمانات التي قدمها الوسطاء، مشددة على أن الإفراج عن مزيد من المحتجزين الإسرائيليين مرهون بالتزام إسرائيل بكامل بنود الاتفاق.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تصعيد أمني ونزوح جماعي وخطط لإقامة معسكرات إسرائيلية دائمة.. ماذا يجري بالضفة الغربية؟ مهندس "خطة الجنرالات": إسرائيل فشلت بتحقيق أهدافها في غزة الحكومة الإيطالية تنفي استخدامها لتكنولوجيا إسرائيلية للتجسس على الصحفيين والنشطاء قطاع غزةحركة حماسإسرائيلالضفة الغربيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق سراح