أخبار متعلقة

ذاكرة الكتب.. الفريق عبدالمنعم واصل يروى مراحل الصراع العربى الإسرائيلى منذ بدايته

ذاكرة الكتب.. صلاح سالم يكتب عن جلاء الإنجليز عن مصر وردود الأفعال فى بريطانيا وإسرائيل

ذاكرة الكتب .. «هيكل» يكشف أدق أسرار السياسة المصرية خلال ٤٠ عامًا من مذكراته

منذ فترة وأنا أريد أن أبحث في تاريخ هذا البلد القابع على أنفاس العالم أجمع.

. لا يريد أن يمنحه فرصة للتنفس إلا بإذنه.. شن حروب وفرض عقوبات وتدخل في شؤون دول، لأنه لا يريد لهذا العالم أن يتحرك إلا بإذنه.. لأنه سيد العالم.. الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تمض على نشأتها عدة قرون لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.. كيف استطاعت خلال هذه الفترة التي لا تقاس بإمبراطوريات وممالك تاريخها وحضارتها التي لا تتجاوز آلاف السنين، أن تتسيد العالم بهذه الطريقة في هذه الفترة البسيطة.. أسئلة كثيرة تلزمنا الإجابة عليها.. استطاع الكتاب الذي بين أيدينا اليوم وهو تاريخ الولايات المتحدة للدكتور عبدالعزيز سليمان نوار والدكتور «محمد محمد جمال الدين» أن يجاوب على الكثير من الأسئلة المتعلقة بتاريخ الولايات المتحدة.. هذا الكتاب نجح في الجمع بين التاريخ والدين والسياسة والقانون وبعض اللمحات الاقتصادية ذات الصلة بكل هذا.. فألقى الكثير من الضوء على هذه القارة، بدءا من القرن السادس عشر وحتى وقتنا الراهن، فبين رحلات استكشافها والحروب التي اندلعت لسيادة أراضيها ودورها العالمى منذ البدء.

في البداية يذكر الكتاب ظروف اكتشاف القارة الأمريكية فيقول: «من المسلم به أن كولومبوس لم يكن بالفعل أول رجل أوروبى وطأت قدماه أرض القارة الأمريكية، بل إن كثيرين غيره سبقوه إلى ذلك ووصلوا الشواطئ الأمريكية الشمالية في ظروف عارضة، ما جعل آثارهم هناك شبه معدومة وأخبار رحلاتهم أشبه بالأساطير، منها بالواقع التاريخى. فهناك دلائل كثيرة على أن الاسكندنافيين وهم من الشعوب العريقة في الملاحة، قد سبقوا كولومبوس بقرون عدة، فقد قذفت العواصف والأنواء البحار النروجى (ندود) Naddod في القرن التاسع إلى شواطئ أيسلندا ثم وصل بحارة آخرون إلى جزيرة جرينلاند، (أى الأرض الخضراء وكان ذلك سنة ٩٨٦. وبعد ذلك بسنوات قليلة، أي في نهاية القرن العاشر كان الاسكندنافيون قد وصلوا حتى شواطئ لابرادور وأسكتلندا الجديدة على الشاطئ الشرقى لأمريكا الشمالية، إلا أن هذا الاكتشاف لم يكن له أثر كبير لأسباب عديدة، أهمها أن المكتشفين أنفسهم لم يدركوا حقيقة الأرض التي وصلوا إليها، كما أنهم لم يحاولوا استعمارها أو السكن فيها. لذا فقد اندثرت أخبارها إلا القليل الذي نجده في بعض القصائد والأغانى الاسكندنافية القديمة أو بعض النصوص اللاتينية العائدة إلى القرون الوسطى. وعلى كل فإن هذه الإشارات غامضة ولا تساعد على معرفة الحقيقة بصورة واضحة.

ثم ينتقل الكتاب للحديث عن تكوين المستعمرات والصراع الفرنسى الإنجليزى الذي بدأ منذ أوائل القرن السادس عشر مع بداية الهجرات المتتالية من الأوروبيين إلى أمريكا الشمالية، وقد بدأت بمئات من المغامرين حتى أصبحت هجرات جماعية ضخمة، بدأت بالإنجليز، واستمرت بهم وبغيرهم على مدى ثلاثة قرون، حتى تحولت تلك القارة الموحشة إلى دولة ذات حضارة جديدة، ومن الجدير بالذكر أنه وقبل ذلك بوقت طويل كانت هناك رحلات استكشافية إلى تلك القارة إما لدوافع علمية أو لدوافع اقتصادية.

وعن استقلال الولايات المتحدة، يذكر المؤلفان أنه بعد ذلك النصر على الفرنسيين ومع تحقيق الهدف الأول للتاج الإنجليزى، حاولت الحكومة البريطانية تسوية العلاقات بين التاج والمستعمرات تسوية جوهرية، ولقد تبلور ذلك الاتجاه بشكل واضح في عهد جورج الثالث بداية من ١٧٦٠م، والذى حاول تقوية السلطة المركزية في بلاده، وبالتالى ربط سياسة الإمبراطورية كلها بالنظام في إنجلترا، ولقد تجاوز ذلك الملك صلاحياته في سياسة واضحة نحو المستعمرات مقويا مركزه على حساب حريتها؛ خاصة مع ما کشفته حرب السنوات السبع من ضعف الرابطة بين إنجلترا ومستعمراتها من حيث عدم اهتمام الأمريكيين كثيرا بتلك الحرب الدائرة على أراضيهم لا بموقف الإنجليز ولا بموقف الفرنسيين، حتى إنهم أحيانا استمروا في تجارتهم مع الفرنسيين هناك.

نظمت المقاطعة الشمالية الغربية باعتبارها قسما لا يجوز أن يزيد على خمس ولايات ولا يقل عن ثلاث، وقد شجعت الحكومة السكان على إقامة حكم ذاتى على مراحل منتظمة- حكم ذاتى محدود، وفقا لما نص عليه دستور جامعة الولايات وقانون الشمال الغربى- وقد نظم قانون الشمال الغربى تلك المسائل للمنطقة الواقعة شمال نهر أوهايو بحيث أنه ينمى تلك الخطوات البناءة في المنطقة لتشمل أقاليما تحول حينما تصل إلى ستين ألفا إلى ولايات، كل منطقة لا تقل عن ثلاث ولا تزيد عن خمس. وقد طبق ذلك النظام بداية في تلك المنطقة واستمر التوسع بهذا الأسلوب فيما بعد، حتى وصل إلى المحيط الهادئ، ليصل عدد الولايات في النهاية إلى خمسين ولاية، ولقد حدد القانون ثلاث مراحل منتظمة للحكم، وكان للكونجرس أولا أن يقيم إقليما، وأن يعين له حاكما وقضاة لسن القوانين، وكان الكونجرس له حق الفيتو أو نقض أحكام القضاة والمحاكم، وعقب انتهاء حرب الاستقلال، وبصورة خاصة منذ مطلع القرن التاسع عشر، كان تيار الهجرة إلى الغرب أي إلى ما وراء جبال الأبلاش والليقانى يقوى بصورة مستمرة، خاصة أن أراضى الغرب كلها اعتبرت بعد الاستقلال ملكا للاتحاد، وألغيت جميع الحقوق السابقة عليها، ثم إن قرار سنة ١٧٨٧ قد شجع الهجرة إلى هذه الأراضى بالسماح للمهاجرين إليها بأن يشكلوا حكومات ذاتية تدير شؤونهم، ثم ينتقل الكتاب للحديث عن الحرب الأهلية الأمريكية، حيث يذكر أن من أسباب هذه الحرب أن الشماليين قد تميزوا عن الجنوبيين بتطورهم السريع وبدخولهم الضخمة المرتفعة عن الجنوب، لكن سرعة التقدم تلك كانت تحمل في طياتها أخطارا كامنة كانت تهدد استمرار التوافق والانسجام الإقليمي؛ ولم يعد خافيا أن هناك انتماءين، واحدا للشمال والآخر للجنوب، دون أن يكون هناك انتماء واحد لقومية أمريكا الحديثة، وأخذت المصالح المتعارضة تزيد على مر السنين بين الشمال والجنوب، وكان أهل الجنوب يستنكرون الأرباح الضخمة التي يربحها رجال الأعمال من أهل الشمال من خلال عمليات البيع والشراء والتعاريف والضرائب، وفسروا تأخرهم بتوسع الشماليين ومحاولة بسط نفوذهم؛ غير أن الشماليين اعتبروا أن سبب تأخر الجنوبيين عنهم إنما سببه ذلك النظام الذي أقره الجنوب وهو نظام الرق؛ ولقد وضح تفاقم ذلك الخلاف حين مناقشة مشكلة الحماية الجمركية توزيع الأراضى والرق.

وفى النهاية.. اختتم الكتاب بالحديث عن أزمة الكساد الكبير، حيث تعتبر الأزمة الاقتصادية الكبرى- التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية- واحدة من أكبر الأخطار التي هددتها حتى شبه بعض رجال السياسة هذه الأزمة بأنها أشد خطرا من عدو يغزو البلاد.

ذاكرة الكتب ثقافة

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الإسكندرية يبحث سبل التعاون مع فيرجينيا تك الأمريكية

استقبل الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، اليوم، الدكتور سيريل كلارك، النائب التنفيذي للرئيس والمدير الأكاديمي لـجامعة فيرجينيا تك الأمريكية، والوفد المرافق له، لبحث سبل التعاون المشترك وتنفيذ مشروعات اكاديمية وبحثية مشتركة خاصة في المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة والابتكار، وإنشاء فرع دولى لجامعة فيرجينيا تك على ارض الجامعة ببرج العرب،

  وفي كلمته رحب الدكتور قنصوة بوفد جامعة فيرجينيا تك في رحاب جامعة الإسكندرية، مشيراً إلى خطة الجامعة وتوجهاتها نحو التدويل والتوسع الدولى وإنشاء شراكات مع الجامعات العالمية ذات التصنيف الدولي المتميز لرفع تنافسية وكفاءة خريجي جامعة الإسكندرية، مثمناً على تميز جامعة فيرجينيا تك والتعاون المشترك بين الجانبين على مدار السنوات الماضية في برامج الهندسة والعلوم التقنية.

وأكد أن جامعة الإسكندرية تشهد تنوعاً واسعا فى إنشاء البرامج والدرجات المشتركة والأفرع الدولية خارج مصر، وكذا إنشاء فروع للجامعات الدولية على أرض الجامعة ببرج العرب، وذلك فى إطار خطة الجامعة لتدويل التعليم وجعلها منصة جاذبة للخدمات التعليمية فى أفريقيا والمنطقة العربية والأسيوية، وتوفير فرص تعليمية للطلاب في التخصصات العلمية الحديثة والتقنيات المتطورة.

 كما أشار إلى قرب الانتهاء من منشآت التكنولوجي بارك ليكون نواة لتعزيز مفهوم الصناعة القائمة علي المعرفة وربط مخرجات البحوث العلمية بالصناعة وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة إقتصادية وتأسيس شركات قائمة علي مخرجات الأفكار والأبحاث العلمية التي تمتلكها جامعة الإسكندرية وتحقيق التنافسية في التنمية الاقتصادية، فضلاً عن دوره فى دعم الابتكار وريادة الأعمال بالجامعة، وتماشيا مع استراتيجية الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر المستقبلية.

 ومن جانبه، أعرب الدكتور سيريل كلارك عن سعادته بالتعاون مع جامعة الإسكندرية كواحدة من أعرق الجامعات المصرية، مثمناً على جهودها فى تنفيذ مشروعات ترتبط بالصناعة وايجاد حلول للقضايا المجتمعية وذلك من خلال توظيف الأبحاث العلمية لهذا الغرض، وعقد شراكات دولية والتوسع فى إنشاء فروع لها مما يجعلها منصة جاذبة للتعليم العالي على المستوى الدولى، كما أكد حرص جامعته على مد جسور التعاون المشترك في مجال البحث العلمي ونقل المعرفة وتبادل الخبرات، خاصة في الموضوعات التي تتعلق بقضايا المناخ وتقليل انبعاثات الكربون، وأكد على إمكانية تنفيذ زيارات متبادلة لتعزيز التعاون المشترك بشكل أكبر.

     وقدم وفد جامعة الإسكندرية عروضاً تقديمية وتعريفا بجامعة الإسكندرية ومعاهدها المختلفة وبرامجها التعليمية المختلفة، وخطتها الاستراتيجية نحو التدويل، وترتيب الجامعة في التصنيفات الدولية المختلفة، والدرجات العلمية المزدوجة وبروتوكولات التعاون التي وقعتها جامعة الإسكندرية مع الجامعات العالمية المختلفة، ومراكز التميز، وملامح إنشاء التكنولوجى بارك بجامعة الإسكندرية والمزمع افتتاحه قريبا بهدف توطين ونقل التكنولوجيا.

   حضر اللقاء الدكتور رشدى زهران رئيس مجلس أمناء جامعة العلمين الدولية ورئيس جامعة الإسكندرية الأسبق، والدكتور سعيد علام نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون خدمة المجتمع، والدكتور هشام سعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور على عبد المحسن القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور سامح شحاته المشرف على مكتب العلاقات الدولية بجامعة الإسكندرية، والدكتورة جيهان جويفل مساعد رئيس الجامعة لتدويل التعليم وفروع الجامعات الدولية، والدكتورة بشرى سالم، مساعد رئيس الجامعة لتصنيف الجامعات، والدكتور وليد عبد العظيم عميد كلية الهندسة، والدكتور عصام وهبه وكيل كلية الهندسة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور زياد الصياد الاستاذ بكلية الهندسة، ومن الجانب الأمريكي حضر اللقاء الدكتور جورو جوش نائب رئيس الجامعة للشئون الدولية، والدكتور خوان إسبينوزا مسؤول تسجيل الطلاب في الجامعة، والدكتور خالد حسونة الرئيس المعاون لمشاريع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والدكتور محمد صيام أستاذ مشارك بقسم علوم الحاسب.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة في تاريخ الكان.. أشهر وسائل الإعلام الرياضية في أمريكا اللاتينية تغطي أمم أفريقيا 2025 بالمغرب
  • نظرة على تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة وكندا بعد تصريحات ترامب المثيرة
  • عكاوي عاد من سويسرا.. حكاية إعلان ساعات مصري يعود إلى القرن العشرين
  • المسلماني: اقترحت اسم موليوود في نهايات القرن العشرين ومستعدون للحوار
  • شهادة حول عصر مضطرب من تاريخ تونس المعاصر.. كتاب جديد
  • معرض الكتاب 2025.. 31 إصداراً جديداً لروايات مصرية للجيب
  • الصراع الطويل على قناة بنما.. من السيطرة الأمريكية إلى التهديدات الصينية
  • رئيس جامعة الإسكندرية يبحث سبل التعاون مع فيرجينيا تك الأمريكية
  • النجباء: المجاميع التي استولت على الحكم في سوريا لها تاريخ سيء مع العراق
  • باستثناء مصر وإسرائيل.. أمريكا تجمّد المساعدات الأمريكية الخارجية