عاجل-الجيش الإسرائيلي يدّعي أن لديه خرائط مفصلة للأنفاق ويُعد خططا ملائمة لجعلها مقبرة لحماس
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
"أصبحت الأنفاق التي حفرتها حركة حماس تحت قطاع غزة، والتي وُصفت بأنها 'مدينة كاملة تحت الأرض'، كابوسًا يُواجه الجيش الإسرائيلي خلال الاجتياح البري للقطاع. يضطر الجنود الإسرائيليون إلى مواجهة حربين متزامنتين، واحدة فوق سطح الأرض والأخرى تحت الأرض، وتتمثل في حرب الشوارع والمعارك داخل الأنفاق.
في الأيام الأخيرة، بثت حركة حماس مقاطع فيديو تُظهر هجمات مقاتليها على القوات البرية الإسرائيلية المتوغلة من تحت الأرض، وكذلك استهداف جنود إسرائيليين وإجبارهم على دخول الأنفاق العميقة.
وفي الإثنين الماضي، أعلنت إسرائيل عن بدء 'المرحلة الثانية' من عمليتها البرية في غزة، حيث تقوم بالتوغل برًا بشكل أعمق، واستكشاف وتحديد مواقع الأنفاق بعد عزل المنطقة باستخدام القوات البرية والدبابات، وفقًا للمتحدث العسكري الإسرائيلي ريتشارد هيخت."
ومع نفي حركة حماس، تؤكد تل أبيب أن الحركة الفلسطينية هى التى قد شيدت الأنفاق أسفل مجمع الشفاء الطبي، وقد استهدفة الحركة بوابتة بضربة دوية قبل 4 أيام، وعادت تقصف الطابق العلوي بالمجمع ونظام الألواح الشمسية بالمبني، وقد يضم مئات من الكوادر الطبية والجرحى والنازحين.
حماس أسفل غزة تمثل التهديد الأكبر على الجيش الإسرائيلي:
تقول وكالة "أسوشيتد برس" إن شبكة الأنفاق التي بنتها حماس أسفل غزة تشكل "التهديد الأكبر" على القوات الإسرائيلية المتوغلة بالقطاع المحاصر، حيث تضم أنفاقًا متعددة مخصصة للهجوم والتهريب والتخزين والعمليات.
عاجل-الجيش الإسرائيلي يدّعي أن لديه خرائط مفصلة للأنفاق ويُعد خططا ملائمة لجعلها مقبرة لحماسووُصِفَت هذه الأنفاق بأنها "متاهة واسعة" تمتد عبر أحياء مكتظة في مدينة غزة، بهدف إخفاء عناصر حماس وترسانتهم الصاروخية. وتشير الوكالة إلى أن القتال تحت الأرض يمكن أن يحرم الإسرائيليين من مزايا التكنولوجيا التي يتمتعون بها، في حين يمنح حماس الميزة في القتال فوق وتحت الأرض.
اقرأ أيضًا..عاجل| بسبب مجازر غزة.. الكنيست الإسرائيلي يقر قانونا جديدا
ويقول الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية نظير مجلي إن إسرائيل كانت مركزة اهتمامها خلال العقد الماضي في متابعة الأنفاق الناشئة من قطاع غزة وصولًا إلى داخل الحدود الإسرائيلية. وبعد بناء الجدار الواقي، ظنت إسرائيل أنها نجحت في التخلص من هذه الفكرة، حيث قامت بتدمير هذه الأنفاق وملأتها بمادة سائلة تسد أي منطقة فارغة. ونظرًا لثقة إسرائيل في الجدار الواقي، قامت بسحب الأسلحة من يد سكان غلاف غزة وخفضت عدد أبراج المراقبة.
اقرأ أيضًا..وساطة قطرية لإطلاق سراح محتجزين مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار
أنفاق غزة:في مقال بعنوان "أنفاق غزة - حرب أدمغة بدأتها إسرائيل قبل حماس"، يشير الكاتب إلى أن حركة حماس استغلت الفترة الماضية لبناء شبكة ضخمة من الأنفاق داخل قطاع غزة، ويُقدّر عددها بنحو 1300 نفق تمتد على عمق يصل إلى 70 مترًا تحت سطح الأرض.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه يملك خرائط مفصلة لهذه الأنفاق، ويعمل على وضع خطط لجعلها فخًا لحركة حماس، بينما تؤكد الحركة نفسها أن هذه الأنفاق شهدت تقدمًا تكنولوجيًا عاليًا سيصدم إسرائيل، ويجعلها في مواجهة مصيدة ضخمة لجنودها.
ويُشير الكاتب إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة، الذي أصبح هدفًا مركزيًا للجيش الإسرائيلي، بحجة أنه يحتوي على طابق أرضي يستخدم لقيادة حماس. ويقارن بين ذلك وبين مقر قيادة إسرائيل الذي يتواجد في قلب تل أبيب، بالقرب من المباني السكنية ومستشفى إيخيلوف، أحد أكبر المستشفيات في إسرائيل. ويذكر أن إسرائيل استخدمت مجمع الشفاء منذ احتلالها للقطاع عام 1967، حيث جعلته مقرًا للحاكم العسكري. وفي عام 1980، قامت إسرائيل ببناء الطابق الأرضي ليكون ملجأًا وخندقًا لقيادتها، وظلت تستخدمه حتى عام 1994.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلى حركة حماس حماس حركة اسرائيلي اسرائيل الانفاق قطاع غزة فلسطين الفلسطينيين الجیش الإسرائیلی هذه الأنفاق حرکة حماس تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
خيبة أمل إسرائيلية من سرعة انتشار شرطة حماس في غزة.. فشل أهداف الحرب
ما زالت مشاهد مقاتلي حماس المنتشرين في قطاع غزة تترك دهشتها لدى الإسرائيليين، وهم يرون تصدّع شعار "القضاء على حماس" الذي طالما أعلنته حكومة الاحتلال، مع أن الأمر لم يقتصر على المقاتلين فقط، بل يضاف إليهم مئات من رجال الشرطة الذين انتشروا في أنحاء القطاع، وبدأوا بمراقبة تدفق المساعدات، وتنظيم عودة النازحين، مما اعتبرته أوساط إسرائيلية عديدة تناقضا صارخا مع أهداف الحرب.
وقال مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" عيناف حلبي، إن "الشعارات التي رفعتها الحكومة بشأن تلقي قطاع غزة لضربة تاريخية في هذه الحرب، وما تعرضت حماس نفسها لأضرار بالغة تمثلت بالقضاء على العديد من قادتها، لكن فور الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، أرسلت حماس رجالا مسلحين ملثمين إلى الشوارع لإرسال رسالة إلى العالم مفادها: أننا لا نزال هنا، وسيتعين عليكم أن تأخذونا بعين الاعتبار".
وأضاف حلبي في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المئات من رجال شرطة حماس انتشروا في الطرقات مكشوفي الوجوه، يرتدون الزي الأزرق، مع أنهم هم ذاتهم الذين لاحقهم الجيش بشكل منهجي خلال شهور الحرب، مما يعني أن استمرار وجودهم، والدور الذي استعادوه بسرعة، يرمز، أكثر من أي شيء آخر، إلى حقيقة أن حماس لا تزال تسيطر على قطاع غزة، مع أن قوتها الشرطية، وقرار الجيش باستهدافها، بقيت قضية مثيرة للجدل طوال الحرب".
وأشار أن "الجيش الإسرائيلي يعتبر القوة الشرطية المسلحة تابعة لحماس من جميع النواحي، فيما يعتبرها العالم مكلفة بإعادة النظام للقطاع بدل الفوضى الناشئة خلال الحرب، لاسيما تأمين توزيع المساعدات الإنسانية، وردع اللصوص الذين يسرقونها، لكن الجيش لم يأخذ ذلك في الحسبان، في ضوء أن أحد أهداف الحرب الرئيسية، بجانب إعادة المختطفين، هو القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس".
وأوضح أنه "في الوقت نفسه، لم يتحرك الجيش لخلق بديل لشرطة حماس، وبالتالي فإنها تحركت لملء الفراغ القائم في غزة بطريقة مباشرة، مما دفع الحركة للمباهاة بأن الشرطة المحلية تمكنت من جلب السلامة والأمن إلى الأماكن التي يمكنها القيام بها لمنع محاولات النهب، وملاحقة اللصوص، وإعادة المسروقات، رغم أن الجيش هاجم عشرات من مراكز الشرطة، وقتل المئات من رجالها منذ بداية الحرب، وزعمت أنها قوّضت قدرتها على العمل، بهدف زرع الفوضى، وتعطيل الأمن في غزة، وخلق فراغ إداري وحكومي".
وأشار إلى أن "شرطة حماس واصلت مهامها خلال الحرب دون زيّها الرسمي، رغم تعرض مراكزها لقصف الجيش، وقُتل العديد من ضباطها، ونزح آخرون من المناطق التي عملوا فيها، واضطر آخرون لتوفير الضروريات الأساسية لأسرهم، مما جعلهم يواجهون صعوبة بفرض القانون والنظام، رغم محاولتهم ونجاحهم في بعض الأحيان، وقد حرصوا على عدم ارتدائهم الزي الشرطي بهدف تجنب استهدافهم، وفي الوقت نفسه عدم مناقشة قوة أخرى لتحل محلهم، مما ساهم بنشر الفوضى في غزة".
وأكد أن "الفلسطينيين في القطاع يعتمدون بالكلية على شرطة حماس، فلولاها لما استطاع ربّ أسرة في غزة يستطيع أن يعيد النظام إلى القطاع، ولذلك فقد شاهدوا مشاهد مذهلة مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ورفع التهديد بشن غارات جوية، حيث ظهرت الشرطة الفلسطينية بزيها الرسمي فجأة في شوارع القطاع، وأعلنت بصمت عودة حماس كسلطة حاكمة على غزة، حيث يوجد الآن ستة آلاف من أفراد الشرطة في جميع أنحاء القطاع".
وأوضح أن "الشرطة في غزة اليوم لديها أدوار عملية تتعلق بتأمين وتسهيل دخول قوافل المساعدات، وعودة السكان لشمال القطاع، ومنع أعمال النهب والسرقة، حيث عادت جميع مراكزها للعمل، وهي ملتزمة بالحفاظ على النظام، وحماية المواطنين أثناء إعادة بناء حياتهم، لأن وجودها جاء ضمن ملحق لوقف إطلاق النار، الذي يسمح للشرطة المدنية التابعة لحماس بالعمل بزيها الأزرق الرسمي في المناطق المكتظة بالسكان، وتم الاتفاق عليها مسبقًا، على أن تتولى المسؤولية الكاملة عن إدارة حركة النازحين، ونقلهم من جنوب القطاع لمدينة غزة وشمالها، ولا يحملوا أسلحة إلا عند الضرورة القصوى، بالتنسيق مع الفريق الأمني المصري القطري".
واستدرك بالقول أن "العديد من ضباط الشرطة تم توثيقهم مسلحين بأسلحة طويلة، وبعد أن انتشر عناصرها في وسط قطاع غزة، أظهروا تواجدا في الشمال والجنوب، وحظوا بترحيب من الفلسطينيين، ورغم الدعاية الإسرائيلية التي تروج بأن الشرطة جزء لا يتجزأ من حماس، لكن الفلسطينيين لا يرون ذلك، ويعتبرون أن قوات الشرطة لا تشبه المسلحين المقنعين، ويرون أن نشر الشرطة أمر إيجابي، وسيعمل على ردع اللصوص، ويعتبرون أنهم بحاجة لحماس في هذه المرحلة لتحقيق الأمن، دون السيطرة على غزة".
وأكد أنه "في غياب أي خيار آخر، أصبح سكان غزة يعتمدون مرة أخرى على حماس في حفظ أمنهم الشخصي، لكنهم يواجهون مشاكل أخرى أكبر، أهمها إزالة الأنقاض الهائلة، وإعادة بناء البنية الأساسية، ولن تكون الشرطة قادرة على توفير كل هذه الخدمات، ومع ذلك فإن نشر قواتها في القطاع تعتبر رمزا للحكم، رغم أنها لا تزال في مرحلة إعادة تأهيل طويلة، وليس من الواضح ما إذا كانت ستكون جزءًا من "اليوم التالي" في القطاع، بعد أن فقدت المئات من أفرادها، بينهم ضباط كبار ورؤساء أقسام، أكبرهم قائد الشرطة محمود صلاح، خلال غارة جوية اسرائيلية على منطقة المواصي أوائل يناير، وتعيين محمود أبو وطفة بدلاً منه".
وأضاف أنه "في حال بقيت حماس مسؤولة عن الشرطة، فإن هذا يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية فشلت في تحقيق أحد الأهداف الرئيسية للحرب، وهي القضاء على القدرات الحكومية والسلطوية لحماس في غزة".