نهيان بن مبارك يرعى فعاليات "النداء العالمي من أجل المناخ"
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
تحت رعاية رئيس دولة الإمارات العربية المتَّحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شَهِدَت العاصمة الإماراتيَّة أبوظبي انعقاد فعاليات توقيع "النداء العالمي لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ"، وذلك بحضور وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 الدكتور سلطان الجابر، ووكيل الأزهر ممثلًا عن فضيلة شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور محمد الضويني.
وحضر أيضاً أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، ممثلًا عن قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية الكاردينال بيترو بارولين، والأمين العام لمنظَّمة الأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، الذي شارك بكلمة مسجلة عبرتقنية الفيديو، والأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام، إلى جانب عددٍ من قادة ورموز الأديان والأكاديميين والسكَّان الأصليين وخبراء البيئة حول العالم.
وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة، قال وزير التسامح والتعايش الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إنَّ "التزام قادة الأديان الواضح بحماية كوكب الأرض يلهمني ويملأني بالأمل والثقة"، مشيراً إلى أن COP28 سيجمع العالم من أجل تحقيق هدف مشترك وهو الحَدُّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من مستوياتها ما قبل الثورة الصناعية، والإسهام في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، مؤكداً أن جميعنا نتشارك الواجب المقدس بحماية كوكب الأرض وقاطنيه لذلك تشكل القمة اليوم مثالًا على العمل الدوؤب الذي نحن مدعوون للقيام به، ووجَّه خطابه إلى الحضور من القادة الدينيين، قائلًا: "أنتم قادة العالم الديني ونأمُلُ أن تكون لمبادراتكم وحواراتكم اليوم دورًا بارزًا لمواجهة تحديات المناخ وحماية كوكبنا".
ولفت إلى أنَّ استضافة دولة الإمارات لـ COP28، تتَّسقُ مع رؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة ممثلة في رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الراعي الكريم لهذه القمة، تسعى دولة الإمارات بكل جِدٍّ ومثابرة لتكون النموذج العالمي نحو مستقبل مستدام، مشيدًا بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، ورئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لإرسال نداء من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم، من أجل مناصرة الأمل والسلام والعناية بالأرض وسكانها.
ودعا النداء، الذي وقَّعَ عليه 28 من القادة والرموز الذين يمثِّلُون 18 ديانة وطائفة ومذهبًا دينيًّا حول العالم، المسئولينَ وقادةَ الحكومات إلى الاستجابة العاجلة من خلال التتبع السريع لتحولات الطاقة لضمان العدالة والإنصاف والامتثال للقيم الأخلاقية، وحث رجال الأعمال وصنَّاع السياسات على تبني تحولٍ سريع وعادل إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتشجيع الاستثمار فيها.
وأكَّد قادة ورموز الأديان في ندائهم التاريخي من أجل المناخ دعمهم لـ"جناح الأديان" في COP28 ، الذي ينظِّمُه مجلس حكماء المسلمين ورئاسة COP28 وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والكنيسة الكاثوليكية ووزارة التسامح والتعايش، وذلك للمرة الأولى في تاريخ مؤتمر الأطراف، والتشجيع على مواصلة الاجتماع في مؤتمرات الأطراف المستقبليَّة لإرسال رسالة أمل ودعوة إلى العمل، ودعم تطوير الخطاب البيئي القائم على الإيمان.
وناشد قادة الأديان ورموزها القادةَ صنَّاعَ القرار المجتمعين في مؤتمر الأطراف COP28 بضرورةِ العمل على اغتنام هذه اللحظة الحاسمة والتحرك بشكلٍ عاجلٍ، وتكوين نسيجٍ محكمٍ من العمل المشترك والمسؤولية العميقة، وبث الشعور بالأمل في نفوس الأجيال القادمة، وتعزيز الجهود المشتركة للشروع في هذه المسيرة نحو مستقبلٍ يتَّسم بالصمود والوئام والازدهار لكافة صور الحياة على كوكب الأرض.
كما شَهِدَ الشيخ نهيان مراسم التوقيع على "النداء العالمي لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ"، التي أُقِيمَت في الجلسة المسائيَّة لفعاليات اليوم الأول من القمة؛ حيث قام أبرز القادة والرموز الدينيين المشاركين بزراعة "شجرة الغاف" التي تمثِّل رمزًا لمكافحة التصحُّر وتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء، وهي أيضًا مرتبطة بالموروث الشعبي والبيئي والحضاري لدولة الإمارات، ثم قام قادة الأديان ورموزها بالتَّوقيع على النداء، وتسليمه إلى الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدِّمة بدولة الإمارات الدكتور سلطان الجابر، ليسلّمه بدوره إلى قادة العالم، الذين سيجتمعون في مؤتمر الأطراف COP28، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتَّحدة في الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 12 ديسمبر 2023.
عَقِبَ ذلك ألقى الدكتور سلطان أحمد الجابر، كلمةً أكَّد فيها أنه وفقًا لرؤية القيادة وتوجيهاتها في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحرص رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، على تطبيق مبدأ احتواء الجميع وتوحيد الجهود والتعاون من أجل تحقيق التقدُّم المنشود في العمل المناخي العالمي، مشيرًا إلى أن البيان الذي وقَّعَ عليه رموز وقادة الأديان وجمع الأديان المتباينة يمثل إعلانًا للوحدة والتماسك والمسؤولية، والإيمان المطلق بأهمية دور الأديان ورموزها في حماية عالمنا الضعيف والهش.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة نهيان بن مبارك دولة الإمارات العربیة مؤتمر الأطراف COP28 من أجل المناخ قادة الأدیان آل نهیان
إقرأ أيضاً:
«كوب 30» في ضيافة البرازيل .. في محاولة لإعادة محادثات المناخ 2025 إلى المسار الصحيح
سيتوجه المهتمون بشأن المناخ في نوفمبر 2025 إلى مدينة «بيليم» في البرازيل، وهي مدينة استوائية، وتعد بوابة غابات الأمازون المطيرة، ليخوضوا جولة جديدة من محادثات المناخ في «كوب 30» أو ما يعرف بمؤتمر الأطراف التابع للأمم المتحدة، ورغم غرابة الموقع الذي تم اختياره لاستضافة المؤتمر لعام 2025، فهو موقع متأثر بتغييرات المناخ في سبيل تجمع الأطراف فيه ليكونوا قريبين ومعايشين لآثر التغيير قدر الإمكان، فغابات الأمازون التي تعتبر رئة العالم مهددة جراء تغير المناخ، وهو ما قد يسهم في تحفيز الأطراف، إلا أنه من غير المتوقع أن تكون الأطراف بمعنويات عالية، خاصة بعد خيبة الأمل من نتائج «كوب 29» الذي تم في مدينة باكو بأذربيجان، حيث جاءت النتائج ضعيفة وغير ملبية للطموح فيما يتعلق بتمويل المناخ، وهو تمويل يهدف إلى مساندة الدول ذات الدخل المنخفض والمتأثرة من تغير المناخ بسبب الثورة الصناعية للدول المتقدمة والغنية، ما جعل تلك الدول الفقيرة تعيش بخيبة أمل إلى جانب ترك بعضها تعيش ثورة مفتوحة.
وتواجه البرازيل، الدولة المستضيفة لـ«كوب 30» تحديا كبيرا في استضافة مؤتمر الأطراف الثلاثين، حيث تتمثل المهمة الأساسية في تهدئة الأجواء المتوترة بعد الجدل الذي طغى على أجواء مؤتمر باكو «كوب 29».
إن المهمة ليست بالسهلة أبدا، خاصة مع التوتر المستمر بين الدول الغنية ونظيراتها الأقل دخلا.
لكن البرازيل تمتلك سجلا حافلا في هذا المجال، كما تشير «جوانا ديبليدج» من جامعة كامبريدج، ففي عام 1992، احتضنت البرازيل قمة الأرض في ريو، التي أرست الأساس لسلسلة مؤتمرات الأطراف «كوب» تحت إشراف الأمم المتحدة. وتؤكد «جوانا ديبليدج» أن للبرازيل تاريخا طويلا من الخبرة الدبلوماسية والمصداقية الكبيرة على الساحة الدولية، بشهادة مواقفها العديدة السابقة.
إن التعاون الوثيق في القمة المقبلة «كوب 30» سيكون ضروريا لتجنب تفاقم أزمة المناخ التي تتواصل رغم الجهود والحلول، وأمام الدول حتى فبراير المقبل لتقديم خطط مناخية محدثة توضح استراتيجياتها وخططتها وبرامجها في سبيل خفض الانبعاثات حتى عام 2035، والهدف من كل ذلك هو تقليل الفجوة بين تعهدات اتفاق باريس، التي تسعى للحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 إلى 2 درجة مئوية، والسيناريو الحالي الذي يشير إلى ارتفاع يتراوح بين 2.6 و3.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.
ومن جانبه يقول «ألدين ماير» من مؤسسة «إي ثري جي» البحثية إن التوقعات بشأن خطط الدول ليست مشجعة لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، ومن المتوقع أن يكشف تقرير الأمم المتحدة المرتقب قبل القمة عن مدى ابتعاد العالم عن هذا الهدف، وهو أمر واضح بشكل جلي، ويرى «ألدين ماير» أن التحدي الذي تواجهه البرازيل يكمن في تحفيز الدول لتعزيز طموحاتها المناخية.
ويضيف «ألدين ماير»: «كلنا يعلم يقينا بأننا لن يمكننا تحقيق الهدف... نحن أمام أمرين، إما أن نستسلم، أو نختار المضي قدما بإصرار».
إن أحد المسارات التي يمكن من خلالها تحقيق تقدم ملموس وواضح يكمن في بناء شراكات دولية وثيقة لمعالجة قضايا عديدة، منها على سبيل المثال الحد من إزالة الغابات، وكذلك التوسع في استخدام المركبات الكهربائية، إلى جانب خفض انبعاثات الميثان، بالإضافة إلى ذلك، يمكننا جميعا التركيز على مبادرات محلية بقيادة منفردة من الحكومات والمدن لتسريع خفض الانبعاثات.
يرى «ألدين ماير» أن زيادة الجهود المحلية قد تشجع الدول على رفع سقف التزاماتها المناخية، ولكنه يشدد على أن التمويل سيبقى عنصرا حاسما لتحفيز الدول النامية على بذل المزيد من الجهود.
في «كوب 29» في باكو، وافقت الدول الأعضاء على حزمةٍ تمويلية بقيمة 1.3 تريليون دولار سنويا، مع وعود بوضع خريطة طريق واضحة في مؤتمر الأطراف الثلاثين «كوب 30» لتحقيق هذا الهدف من خلال مصادر تمويل عامة وأخرى خاصة، وتشمل المقترحات إصلاح البنوك التنموية، وفرض ضرائب على الطيران والشحن، وفرض رسوم على الوقود الأحفوري.
إن أمر تحقيق التقدم الملموس في هذا المجال من الممكن أن يكون واقعا متاحا، وحينها ستكون البرازيل قد حققت نجاحا في توحيد صفوف الأعضاء.
وأخيرا، يبقى الأمل معلقا على مؤتمر الأطراف الثلاثين «كوب 30» في سبيل إحداث تغيير حقيقي، لكن كما يقول «ألدين ماير»: «إن القرار الحقيقي لا يمكن أن يُتَّخذ في قاعات المؤتمرات، بل يتم اتخاذه في عواصم الدول، حيث تتجلى الإرادة السياسية الحقيقية، وحيث تصطدم القرارات بمصالح صناعة الوقود الأحفوري، ويجب علينا أن نزيد من طموحاتنا السياسية إذا أردنا تحقيق أي تقدم واقعي».
خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»