بيروت ـ “راي اليوم”:

 

أفادت مصادر اعلامية، فجر الثلاثاء، بأنّ دولاً عربية وإقليمية تُحاول ثني المقاومة في غزة عن دخول المعركة. وأشارت المصادر لقناة “الميادين” إلى أنّ “المحاولات تأتي تحت عناوين مختلفة منها إبعاد شبح الحرب عن غزّة وإمكانية خسارة بعض الامتيازات الاقتصادية”. ولفتت المصادر إلى أنّ “الليلة ستكون حاسمة لناحية انفجار الأوضاع بشكلٍ كبير في حال ارتكب الاحتلال مجزرة في مخيم جنين”.

وأفادت المصادر أمس الإثنين، بأنّ الاحتلال الإسرائيلي أجبر الأهالي في مخيم جنين على إخلاء منازلهم تمهيداً لقصفها، فيما أكّدت فصائل المقاومة أنها مصممة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وفتحت بلدية جنين مركزاً لاستقبال الأهالي والعائلات نتيجة العدوان المتواصل، ودعتهم إلى التوجه إليه، حيث تحضر الطواقم من أجل توفير الاحتياجات. وفي وقتٍ لاحق، أكّدت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي جاهزيتها العالية لصدّ العدوان الذي أطلقه الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها.

واليوم، أكّدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أنّ استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو “ما سيحدد طبيعة رد المقاومة”، وأنّ “أبطال جنين عازمون على إذلال العدو وكسر عنجهيته”.

وأضافت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في بيان أنّها “في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين”، مشددةً على أنّ “المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهل جنين أو الاستفراد بهم”. ودعت الغرفة كل فصائل المقاومة في جنين ومخيمها إلى التكاتف وخوض المواجهة بشكل موحد، كما دعت أبناء الشعب الفلسطيني في كل المدن والقرى والمخيمات، وخصوصاً حول جنين، إلى تفعيل المواجهة مع الاحتلال ومساندة جنين وتلقين العدو دروساً قاسية رداً على عدوانه”. بدوره، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامـي، داوود شهاب، إنّ قيادة المقاومة تتابع ما يجري في جنين، وخيارات المقاومة مفتوحة، ومشروعة للرد. لفت شهاب إلى وجود تكاتف من كل القوى المقاومة لمواجهة العدو، بما يملكون من إمكانات، مشدداً على أن العدوان سيفشل، ومطالباً بالانخراط في إسناد جنين ميدانياً. ووجّه التحية إلى “الصامدين في جنين، وإلى المقاتلين الذين يتمترسون في مواقعهم، والذين تبقى أقدامهم ثابتة في ميادين المواجهة رغم القصف الجوي”. وشدّد المسؤول في حركة الجهاد على أنّ “خيارات الرد ستكون واسعة وشاملة ما لم يتوقف هذا العدوان”. من ناحيته، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، صالح العاروري أنّ المقاومين موحَّدون في مواجهة الاحتلال، مؤكداً أنّ “فصائل المقاومة تقاتل كتفاً إلى كتفٍ في الميدان، ونحن موحَّدون، وهذا ما يُقلق العدو”. وكان الاحتلال بدأ، فجر أمس الإثنين، عدواناً واسع النطاق على مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة الغربية، يهدف إلى “إحباط البُنى التحتية المُسلّحة، واعتقال عناصرها في جنين”. وأصدرت كتيبة جنين بياناً مقتضباً، أعلنت فيه معركة “بأس جنين” للرد على العدوان وعلى توغّل قوات الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها. وارتفع عدد الشهداء حتى الآن إلى 9، جراء عدوان الاحتلال على جنين ونحو 100 جريحاً بينهم 20 بحالة خطيرة وشهيد في البيرة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، وهو ما يرفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الحالي إلى 190 شهيداً.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: جنین ومخیمها فی جنین

إقرأ أيضاً:

المقاومة تلعب بذكاء والعدو يكرس فشله أكثر.. الهُدنة إلى أين؟

يمانيون/ تقارير

في تطورٍ مفاجئ، أعادت المقاومةُ الفلسطينيةُ فرضَ نفسِها طرفاً فاعلاً في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، عبر طرح مبادرةٍ تُلقي بظلالها على حسابات الكيان الصهيوني، وتُعقِّد موقفه التفاوضي. جاءت هذه الخطوة بعد تصاعد الضغوط الدولية الفاشلة لإجبار حركة حماس على التنازل عن شرطها الأساسي بوقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة، فيما رأت أوساط في العدو الإسرائيلي أن الحركة الفلسطينية نجحت في الاستحواذ على زمام المبادرة عبر طرحها إطلاق سراح خمسة أسرى يحملون الجنسيتين “الإسرائيلية” والأمريكية، ما دفع الكرة إلى ملعب الصهاينة وأربك استراتيجيتها التفاوضية.
منذ اللحظة الأولى، حاول العدو الإسرائيلي تحميل الفلسطينيين وزر فشله العسكري والأخلاقي، فشنَّ حربًا استمرت عامًا وخمسة أشهر استشهد خلالها أكثر من 40 ألف فلسطيني، ثلثاهم أطفال ونساء، وفق تقارير أممية. لكن حماس، برغم الدمار، لم تنكسر، بل حوَّلت الملف الإنساني إلى سلاح تفاوضي. فبينما كان قادة الكيان يتباهون بـ”سحق الإرهاب”، يعترف المحللون والنخبة الصهاينة بشيء آخر مغاير من بينهم إيلان بيتون، القائد العسكري الصهيوني السابق، بالهزيمة والذي يقول في حديثه لإحدى القنوات العبرية:
“ارتكبنا خطأً قاتلًا عندما أوقفنا المرحلة الأولى من الاتفاق دون ضمانات. الآن، الأميركيون يتفاوضون مع حماس فوق رؤوسنا، وحكومتنا تتخبط كعجلة مكسورة!”
ويضيف: لم ندخل في المرحلة الثانية من موقع قوة، بل دخلنا في حالة من التأرجح. وعدم طرحنا لموقف خاص بنا أدخل الأميركيين إلى هذا الفراغ، وقد جاء مبعوث ترامب آدام بولر وطرح مواقفه واتصل بحماس، وقد ضرب بذلك قوة موقف ترامب إلى درجة اضطر ترامب للقول إننا لن نهجر أحدا من غزة!

لم تكن هذه الاعترافات صادرة عن ضميرٍ يقظ، بل عن إدراكٍ مرير بأن المبادرة الفلسطينية مزَّقت ورقة التوت عن عورة الكيان العسكري. فحتى الجنرالات الصهاينة بدأوا يتحدثون بلغة الهزيمة، مثلما سُرب عن قائد المنطقة الوسطى في جيش العدو الاسرائيلي قوله:
“غزة صارت مقبرة لشبابنا. كل بيت ندكّه يتحول إلى فخٍّ يفجر أبطالنا!”
أما على طاولة المفاوضات، فقد نجحت حماس في تحويل شروط واشنطن إلى سلاحٍ ضدها. فبعدما طالبت الإدارة الأمريكية بالإفراج عن أسرى يحملون جنسيتها، وافقت الحركة ببرودٍ على العرض، لكن بشمّاعة جديدة: الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين ووقف الحرب إلى الأبد. هنا اشتعلت الأزمة في “تل أبيب”، حيث صرخ اليئور ليفي، المحلل الصهيوني، منفعِلاً في مقابلته مع قناة عبرية:
“هذه مناورة ماكرة! حماس تُظهر مرونة وهمية لتوريطنا أمام حلفائنا. العالم كله يسأل: لماذا ترفض إسرائيل السلام إن كانت حماس موافقة؟!”
لكن الأسئلة الأكثر إحراجًا تأتي من الداخل الصهيوني نفسِه، حيث خرج أهالي الأسرى الصهاينة يهتفون في شوارع “تل أبيب” آخرها مساء السبت الاحد : “كل يوم تأخير هو جريمة، حكومة نتنياهو تقتل أبناءنا بأيديهم!”. هذه الضغوطات تأتي بعد 15 شهرًا من العدوان على غزة، لم يتحرر سوى عدد من الأسرى الصهاينة، بينما قُتل 43 آخرون بقصف جيش العدو نفسه على غزة، وفق اعترافات مخابرات العدو.
على الصعيد الدولي، ما زال “الضمير العالمي” يتغذى على شعاراتٍ جوفاء. ففي الوقت الذي تدين فيه الأمم المتحدة “الانتهاكات الإسرائيلية”، يمنع الفيتو الأمريكي أي قرارٍ بوقف إطلاق النار. حتى الاتهامات الجديدة بجرائم حرب ضد قادة العدو لم تتحول إلى خطوات عملية، ما دفع تاليا ساسون، المسؤولة الصهيونية السابقة، إلى السخرية:
“أمامكم خياران: إما أن تعترفوا أن “القوة” فشلت في غزة، أو تواصلوا الكذب على أنفسكم حتى تسقط الأرقام عليكم!”
تعم حالة الإحباط الأوساط الصهيونية بمن فيهم المسؤولون السابقون؛ أحدهم ايلان سيغف – مسؤول سابق في الشاباك الصهيوني يقول: “نحن نلعب بالكرة مع أنفسنا ونركض من جهة إلى جهة أخرى لنركل الكرة، ونحن يجب أن نفرض عقوبات على حماس، لكن بعد عودة المختطفين أعتقد أنه قد جاء الوقت بعد عام وخمسة أشهر لنقول الكل مقابل الكل بما في ذلك وقف إطلاق النار لعشر سنوات.”
في الوقت ذاته، تصاعدت احتجاجات المستوطنين داخل كيان العدو الإسرائيلي للمطالبة بإبرام الاتفاق بشكلٍ عاجل، وقد حذّر أهالي الأسرى من أن “استمرار المماطلة يُهدد حياة أبنائهم”، وفق تصريحاتٍ متلفزة. هذه الضغوط الداخلية، إلى جانب الانقسامات المهيأة للتفاقم داخل الائتلاف الحكومي، تُفاقم أزمة مجرم الحرب نتنياهو، الذي يوازن بين مطالب الأسرى ورفضه تقديم تنازلاتٍ خشية إضعاف صورته كـ”زعيم أمني” وهو الذي يقف اليوم في قفص الاتهام القضائي بتهمة الفساد والخيانة والفشل.
يبدو كيان العدو الإسرائيلي اليوم رهن عجزه عن كسر الحلقة المفرغة بين خيارين: قبول صفقةٍ تُوقف الحرب مع الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، أو الاستمرار في حربٍ استنزافية تهدد بانهياره داخليًّا وخارجيًّا. وفي الوقت الذي تُعيد فيه حماس ترتيب أوراقها بذكاء، يبدو أن الكرة اليوم في ملعب “تل أبيب”، لكن الساعة تدقُّ لصالح من يملك إرادة التضحية.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • صيام دون إفطار.. الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم مع منع دخول المساعدات منذ بداية رمضان
  • العدوان الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها يدخل يومه الـ55
  • غرفة صناعات الطباعة: نسعى لزيادة عضوية الغرفة وتعزيز مساهمة القطاع في الاقتصاد المصري
  • نزوح 90% من أهالي مخيم جنين..ماذا يجري في المخيم؟
  • المقاومة تلعب بذكاء والعدو يكرس فشله أكثر.. الهُدنة إلى أين؟
  • العدو الإسرائيلي يواصل إحراق المنازل في جنين
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على طولكرم ومخيمها لليوم الـ 48 على التوالي
  • بينها عربية.. الولايات المتحدة تخطط لحظر دخول مواطني 43 دولة
  • وفد حماس يتوجه للقاهرة لبحث تطورات مفاوضات وقف الحرب: الاحتلال الصهيوني يتنصل عن اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة تدعو الوسطاء للضغط عليه