الثقافة والرياضة والشباب تصدر لائحة تنظيم المبادرات الشبابية
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
مسقط ـ «الوطن»:
أصدرت وزارة الثقافة والرياضة والشباب لائحة المبادرات الشبابية، وذلك بعد القرار الوزاري الذي أصدره صاحب السُّمو السَّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب رقم (437/2023) بإصدار (لائحة تنظيم المبادرات الشبابية) ونشرت في الجريدة الرسمية. وصرح هلال بن سيف السيابي مدير عام المديرية العامة للشباب أنَّه جاء إصدار اللائحة بعد أن أخذت حيزها القانوني لِتصبحَ المبادرات الشبابية التي تندرج تحت الوزارة تعمل بلائحة معتمدة فنيًّا وقانونيًّا.
وأضاف: تهدف اللائحة لتنظيم عمل المبادرات الشبابية وضبط عملها وتحديد الشروط والضوابط لاعتمادها قانونيًّا في وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وقد عملت الوزارة مع المبادرات الشبابية على بناء أربع قدرات رئيسية أولاها كان بناء الإمكانات التشريعية؛ من خلال بناء مظلَّة قانونية تنظيمية للمبادرات، وثانية هذه القدرات الجانب المهاري لتعزيز المهارات التخطيطية والتنفيذية للقائمين على المبادرات الشبابية، وبناء قدراتهم وإمكاناتهم الذَّاتية، أمَّا ثالثتها فكانت في الجانب الإحصائي من خلال حصر المبادرات الشبابية وتحليل بياناتها، ومعرفة عددها ونوعها وتوزعها على المحافظات ممَّا يُسهم في التدخل النوعي لتحسينها، في حين يتمثل رابع بناء القدرات في الجانب التمويلي حيث تواجه المبادرات ضعفًا في الحصول على تكلفة التنفيذ لهذا أطلقنا نظام دعم المبادرات، كذلك تستطيع المبادرات الآن الحصول على التمويل من القطاع الحكومي أو الخاص على السواء وفق تنظيم اللائحة.
وعن مبررات إعداد لائحة تنظيمية للمبادرات الشبابية، أشار مدير عام المديرية العامة للشباب إلى أنَّه تمثلت في أنَّ المبادرات كانت بِدُونِ مظلَّة قانونية ممَّا يعارض القوانين والأنظمة في السلطنة، وكذلك ضعف استدامة المبادرات الشبابية واقتصار عملها على الأنشطة ذات الأثر الوقتي، فسوف تساعد اللائحة على استدامة عمل المبادرات الشبابية وإطلاق أنشطة نوعية تستهدف قطاع الشباب.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الثقافة والریاضة والشباب المبادرات الشبابیة
إقرأ أيضاً:
الثقافة تصدر «قضايا الوجود والمعرفة والأخلاق» بهيئة الكتاب
أصدرت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «قضايا الوجود والمعرفة والأخلاق لدى فلاسفة الإسلام»، للدكتور الصاوي الصاوي أحمد.
وتعد قضية الوجود والمعرفة والأخلاق من أهم القضايا التي شغلت الإنسانية بكل مستوياتها وطبقاتها منذ الخليقة حتى عصرنا، فلا يوجد إنسان في أي عصر من العصور لم تشغله قضية وجوده وعلاقته بوجود الآخر، وكيف يعرف وجوده ووجود الله على حقيقته، والسلوك الخلقي الذي يجب أن يتحلى به الإنسان في كل أمور حياته، ونعني هنا بالوجود وجود الله والعالم بما هو موجود في الظاهر والباطن، وكيفية معرفة كل ما يتعلق بهذا الوجود وأسراره.
أما الأخلاق فتعنى بها السلوك الواجب الالتزام به في معرفة الوجود على الحقيقة وكيفية التعامل معه بما يجب، ولهذا كان شغل الفلاسفة على مر العصور هو البحث في حقيقة هذا الوجود «وجود الله والعالم»، وكيفية معرفة حقيقته، وما القيم الأخلاقية الواجب الالتزام بها لمعرفة سر هذا الوجود والتعامل معه.
ويعد نصير الدين الطوسي وابن سينا وفخر الدين الرازي والشهرستاني من هؤلاء الفلاسفة الذين شغلهم البحث في الوجود، فقد حاولوا البحث في كثير من معالم الوجود وطرق الوصول إلى معرفة حقيقته، كما اهتموا بمعظم العلوم التي تتعلق بالوجود من فلك ورياضيات ورصد وفلسفة ونفس ومنطق وأخلاق وغيرها، وخلفوا لنا تراثًا في كل هذه العلوم لم يتم حصره حتى الآن، ولم يكشف عن جميعه على الرغم من جهود الباحثين في محاولة إبراز أهمية تراث هؤلاء في الفكر الإسلامي والكشف عن بعض كنوزهم الدفينة .
والطوسي كعالم وفيلسوف نشأ في عصر ركود الفلسفة وانحطاطها على يد الغزالي وغيره، وفي عصر حرم فيه التفكير الفلسفي مثل عصرنا العربي الحالي، وقد شغله هذا الهجوم على الفلسفة والفلاسفة فاطلع على تراث الفلاسفة وأعدائها وأخذ في الدفاع عنها، وهذا دفعه إلى تحليل فكر الشيخ الرئيس ابن سينا الفلسفي، وشرحه كأشهر فلاسفة الإسلام للدفاع عنه أمام أعدائه ومنهم الرازي والشهرستاني وغيرهما، لهذا انعكف الطوسي فترة من الزمن في قلاع الإسماعيلية للبحث عن قضايا الوجود والمعرفة والأخلاق في مؤلفات ابن سينا وشرحها، واتهامات فخر الدين الرازي والشهرستاني له بالكفر وخرج من هذا بإنتاج أعظم مؤلفاته في الوجود والمعرفة والأخلاق، ومنها شرحه «للإشارات والتنبيهات» لابن سينا وتعليق الرازي عليها، وكذا شرح محصل أفكار المتقدمين للرازي، وألف كتابا آخر للرد على الشهرستاني «مصارع المصارع» وبهذا نمت ملكة النقد الفلسفي لدى الطوسي.
كما نجح في محاولته التوفيق بين الفلسفة وعلم الكلام، لهذا عده البعض مؤسس المنهج الفلسفي في البحث في علم الكلام، وقد اكتسب الطوسي هذا من خلال مناقشاته ومحاوراته بين المتكلمين والفلاسفة، وهو كمسلم لم يعارض علم الكلام ولا الفكر الإسلامي بل العكس يُعد من المدافعين عنه، ونظرًا لأن هذه القضية تشغل كل إنسان فقد قام بدور بارز في التوفيق بين رؤى الفلاسفة في قضية الوجود والمعرفة ممثلة في ابن سينا، وموقف علماء الكلام منها ممثلا في فخر الدين الرازي والشهرستاني.
لهذا كان الهدف من هذه الدراسة بيان موقف الطوسي من ابن سينا ممثلا عن الفلاسفة، وفخر الدين الرازي ممثلاً عن علماء الكلام في قضايا الوجود والمعرفة والأخلاق التي نحن في حاجة ماسة إليها في عصرنا الحاضر المعرفة حقيقة وجودنا وعلاقتنا بالله وبخلقه، ونظرًا لأن هذه القضايا دار حولها الجدال منذ عصور طويلة، فضلا عن أنها تعد من أهم القضايا الفلسفية.