عبَّر الدكتور لطفي رؤوف، سفير إندونيسيا بالقاهرة، عن خالص شكره وتقديره للأزهر الشريف وشيخه الجليل؛ لرعايته الطلاب الوافدين من شتى دول العالم، واهتمامه بطلاب إندونيسيا وتخصيص منح دراسية لهم من المرحلة الثانوية حتى إتمام مرحلة الدراسات العليا، وكذا تعاونه مع  الحكومة الإندونيسية؛ لتطوير المجال التعليمي والاجتماعي والدعوي وتنمية الموارد البشرية.

تخريج أكثر من ألف إندونيسي يحملون رسالة الأزهر للعالم

واشار إلى أن الأزهر الشريف في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الشعوب الإسلامية، خاصة تلك التي يمر بها إخواننا في فلسطين؛ لا يتوقف عن الاهتمام المتزايد نحو تربية الطلاب الوافدين، ويؤدي مع الحكومة المصرية دورًا مهمًّا ورئيسًا، ويكون في طليعة النضال من أجل تحقيق حقوق الاستقلال والدعم وتوزيع المساعدات الإنسانية على إخواننا المتضررين في أرض فلسطين المحتلة.

وأضاف سفير إندونيسيا قائلًا: إن خطوات الأزهر الشريف وموقفه الصارم في إقرار الحق ونبذ العنف من أجل السلام والقضاء على الاستعمار والاحتلال الغاشم في العالم يتوافق مع دستور جمهورية إندونيسيا الذي سنواصل دعمه وتحقيقه، وأتمنى أن تكون تلك القيم النبيلة والقدوة الحسنة من شيخ الأزهر الشريف وقادة الأزهر الأوفياء ومشايخه الأجلاء مصدر إلهام، ويقتدي بها الطلاب الوافدون في الأزهر الشريف.

وأوضح أن هذا الحفل يشارك فيه ما يبلغ 1101 من الطلاب الإندونيسيين من جميع مراحل التعليم العالي من مختلف الكليات النظرية والعملية، مؤكدًا أن الإنجازات التي حققها الخريجون من إندونيسيا تحسنت خلال السنوات الثلاث الماضية؛ ففي عام 2021م نجحت طالبتان في الحصول على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. وفي عام 2022، حصل أحد عشر طالبًا على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. وفي هذا العام حاز خمسة وثلاثون شخصًا على ممتاز مع مرتبة الشرف، وآمل أن يزداد العدد في العام المقبل، وتزداد الإنجازات التي نفتخر بها، ويصير مصدر إلهام وقدوة وتشجيع للطلاب الآخرين لإكمال دراساتهم في الموعد المصرح لهم.

رئيس جامعة الأزهر: نحيي صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الهجوم الإسرائيلي رئيس جامعة الأزهر: الاحتلال كيان غاصب لا يراعي حرمة للإنسانية ويمارس إبادة جماعية

وأوصى الخريجين قائلًا: هذا التخرج ليس هو نهاية لعملية الدراسة لكنه بداية النضال من أجل بناء الحضارة أينما كنتم؛ لذلك أينما وطأتم وجه الأرض، فأنتم مسئولون عن نشر تعاليم الإسلام وفقا للمنهج الأزهري.

وأضاف: لا تتوقف أبدًا عن التعلم والتحصيل، واستمر في توسيع معرفتك وخبرتك ومهاراتك لبناء مستقبل أكثر إشراقًا؛ فالمعارف والمهارات هي الزاد الرئيس في الحياة؛ لأن المستقبل سيعرضك في تنافس شديد والمنافسة ستكون أكثر صرامة، والذين لديهم المعارف والمهارات هم القادرون على المنافسة؛ لذلك بالنسبة لأولئك الذين حصلوا على الليسانس (LC).

وتابع السفير، قائلا: واصلوا دراستكم إلى مرحلة الماجستير أو حتى إلى مرحلة الدكتوراه، وكسفير للأزهر، عليك أن تحافظ على السمعة والصورة الطيبة للأزهر الشريف الذي يعرف بأنه محور الحضارة الإسلامية. وبحفاظكم على سمت الأزهر الطيب، تسهمون في خلق عالم متسامح ومسالم وعادل، وتذكر أنه لكي تحافظ على سمعة الأزهر الطيبة، ليس عليك أن تنتظر أن تصبح ثريًّا أو تتمتع بمكانة رفيعة، ولكن ببساطة أظهر السلوك الأزهري، وهو السلوك الذي يعكس القيم النبيلة ومنهج التوسّط كما تعلمت أنت في الأزهر .

 

يذكر أن حفل تكريم الخريجين والمتفوقين من طلاب إندونيسيا يقام برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والسفير لطفي رؤوف، سفير إندونيسيا في مصر، وحضور الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد الشربيني، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين والدعوة الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور بامبانج سوريادي، المستشار التربوي والثقافي لسفارة إندونيسيا، ولفيف من العلماء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر طلاب الوافدين سفير إندونيسيا بالقاهرة المساعدات الانسانية رئیس جامعة الأزهر الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر: التيسير سمة أصيلة في التشريع الإسلامي وآيات الصيام خير دليل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.

وأوضح فضيلته أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.

وأشار فضيلته إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.

وبيَّن فضيلته أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.

وبيَّن فضيلته أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.

وضرب فضيلته مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.

وختم فضيلته حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.

مقالات مشابهة

  • عياد رزق: كلمة الرئيس بالقمة العربية رسالة للعالم
  • نائبا رئيس جامعة الأزهر يدشنان مبادرة طموح بلا حدود دعمًا للمبادرات الرئاسية
  • ما حكم التبتل؟.. نائب رئيس جامعة الأزهر يجيب
  • ما حكم التبتل؟.. نائب رئيس جامعة الأزهر يجيب (فيديو)
  • رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ومراعاة أحوال الناس
  • رئيس جامعة الأزهر: التيسير سمة أصيلة في التشريع الإسلامي وآيات الصيام خير دليل
  • رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الصيام ينقي الجسم من السموم
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الصيام ينقي الجسم من السموم | فيديو
  • رئيس جامعة عدن يقرر إقالة الدكتور الزامكي بعد فضيحة سرقة رسالة ماجستير