بعيدا عن القوات العسكرية الغربية المتواجدة في الشرق الأوسط قبل السابع من أكتوبر الماضي، أرسلت العديد من دول العالم الكبرى قوات عسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب بدء عملية طوفان الأقصى، والحرب الدموية التي تشنها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، والملفت للنظر أن تلك القوات كانت ضخمة وتتشكل من أفضل القوات والمعدات العسكرية حول العالم، حتى وصل الأمر إلى إرسال غواصات نووية إلى المنطقة.

 

وما بين استراتيجية فرض القوة عبر مصطلح "الردع الإقليمي"، وبين التواجد بهدف حماية ونقل الرعايا من مواطني تلك الدول، كانت تلك هي الذرائع التي أعلنتها تلك الدول لتبرير إرسال تلك القوات، بل وكانت هناك ذريعة أخرى وهي تقديم لدعم الطبي لسكان غزة، ولكن في النهاية، وبعد مرور شهرا على بدء تلك الحرب، أصبح في الشرق الأوسط حشود عسكرية جديدة لا يعلم أحدد حتى هذه اللحظة عن الهدف الحقيقي من ورائها، ولكن هنا نرصد تلك القوات الإضافية بالمنطقة.

 

 

منع وصول الأسلحة لحماس ودعم إسرائيل .. بريطانيا 

 

 

ومن الدول التي أعلنت إرسال قوات عسكرية للشرق الأوسط في أعقاب طوفان الأقصى، كانت الحكومة البريطانية، والتي أرسلت سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط؛ وذلك بهدف معلن وهو دعم إسرائيل وتعزيز الأمن الإقليمي ومنع أي تصعيد، وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك، في بيان: «إلى جانب حلفائنا، سيدعم نشر قواتنا العسكرية ذات المستوى العالي الجهود الرامية إلى ضمان الاستقرار الإقليمي ومنع المزيد من التصعيد».

وأضاف، أنه بدأت الدوريات البحرية وطائرات المراقبة العمل في المنطقة، لرصد التهديدات للاستقرار الإقليمي، مثل نقل الأسلحة إلى جماعات إرهابية، وأن التجهيزات تشمل طائرة من طراز «بي 8» وسفينتين تابعتين للبحرية الملكية، وثلاث مروحيات من طراز «ميرلين» وسريّة من مشاة البحرية الملكية، موضحا أن العسكريين سيكونون في وضع تأهب لتقديم «دعم عملي» لإسرائيل وضمان «الردع»، وكذلك ستدعم فرقنا العسكرية والدبلوماسية في أنحاء المنطقة الشركاء الدوليين لإعادة إرساء الأمن وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى إسرائيل. 

 

 

مهمة إغاثة طبية للمصابين .. فرنسا 

 

وتحت ذريعة مهمة إغاثة طبية للمصابين في الحرب، أرسلت فرنسا حاملة طائرات هليكوبتر ثانية قبالة سواحل غزة في إطار عملها مع السلطات الإسرائيلية والمصرية لإيجاد وسيلة لتقديم المساعدات الطبية للمتضررين من القصف الإسرائيلي في المنطقة المحاصرة، وذلك بعد أن أرسلت بالفعل حاملة الطائرات «تونير» إلى شرق البحر المتوسط ​​في مهمة لدعم مستشفيات غزة، كما قال الرئيس إيمانويل ماكرون.

 

وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، لراديو «فرانس إنفو»، إن حاملة طائرات الهليكوبتر «ديكسمو» اتجهت بالفعل إلى المنطقة، وتم تجهيزها لتحويلها إلى سفينة مستشفى، فيما قال مصدر عسكري فرنسي إن الحاملة «تونير»، التي تضم نحو 60 سريرا وجناحين للعمليات الجراحية، لا يمكن استخدامها إلا مؤقتا ودعما لمستشفى أكبر على الأرض.

 

 

بسبب التواجد العسكري الأمريكي بالمنطقة .. الصين

 

 

فيما أفادت التقارير أن الصين نشرت ست سفن حربية في الشرق الأوسط، مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس، حسبما ذكرته صحيفة «إكسبريس» البريطانية، وقد شاركت فرقة العمل 44 للمرافقة البحرية - من المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي - في عمليات روتينية في المنطقة، وقضت عدة أيام في عمان الأسبوع الماضي، وأرسلت السفن الحربية الصينية إلى مكان غير محدد بعد مشاركتها في تدريب مع البحرية العمانية.

وتضم فرقة العمل زيبو ومدمرة صواريخ موجهة وفرقاطة جينجتشو وسفينة الإمداد كيانداوهو - وكلها تمركزت في الشرق الأوسط بعد بدء الحرب الإسرائيلية على قاطع غزة، ومنذ وصولها إلى خليج عدن شمال الصومال قبل ستة أشهر، شاركت فرقة العمل التابعة لجيش التحرير الشعبي في مهام مرافقة للشحن، ومع ذلك، فقد سلمت مهمتها إلى فرقة العمل الخامسة والأربعين - من قيادة المسرح الشمالي لجيش التحرير الشعبي - في وقت سابق من هذا الشهر، ويأتي نشر الصين بعد أن أرسلت الولايات المتحدة ترسانة قوية إلى الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا الأسبوع.

 

حشود عسكرية لأجل 120 شخص فقط من رعاياها .. أستراليا

 

بينما أعلنت أستراليا عن إرسال قوات وطائرتي نقل عسكريتين إلى الشرق الأوسط في ظل تزايد القلق حيال وضع المواطنين الأستراليين في المنطقة، وقال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز إنه تم إرسال "عدد كبير" من القوات لكنه رفض الإفصاح عن رقم محدد، كما تم نشر طائرتين من طراز "سي-130جاي سوبر هركيولز" C-130J Super Hercules، ولم يوضح مارلز الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء مقر الجنود والطائرتين، وتضاف الطائرتان إلى طائرة "سي-17أيه غلوبماستر" للنقل الثقيل وطائرة من طراز "كاي سي-30" للإمداد بالوقود متواجدة في المنطقة أيضا.

 

وقال مارلز لشبكة البث العامة "أيه بي سي" "الهدف من ذلك هو تقديم الدعم للأستراليين في الشرق الأوسط في حال تدهورت الأمور"، وتلك لتصريحات تأتي رغم إجلاء أكثر من 800 أسترالي من إسرائيل منذ 13 أكتوبر، فيما أفاد مارلز بأن الحكومة الأسترالية تحاول مساعدة 79 مواطناً في غزة و51 في الضفة الغربية طلبوا المغادرة، ولطالما تواجدت أستراليا عسكريا في منطقة الشرق الأوسط إذ تساهم في قوة مشتركة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تركّز على تدريب قوات الأمن العراقية، وفي عهد الحكومة المحافظة السابقة، ذكرت أستراليا عام 2020 بأنها ستركّز في التزاماتها الدفاعية على منطقة آسيا والهادئ.

 

 

تحسبا للجبهة حزب الله وإجلاء المواطنين .. ألمانيا 

 

في ظل التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، أرسلت ألمانيا قوات إضافية إلى قبرص كإجراء احترازي تحسبًا لإجلاء مواطنيها من المنطقة وخصوصًا من لبنان "إذا تفاقم الوضع"، وكتبت وزارة الدفاع الألمانية عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، يوم 21 أكتوبر، أن نقل القوات يهدف إلى زيادة قدرات الجيش على الإدارة والسيطرة والتخطيط حال الحاجة لعمليات إجلاء، مشيرة إلى أن مغادرة المواطنين الألمان من لبنان على متن الخطوط الجوية المدنية لاتزال ممكنة، وذكرت أن هذا الإجراء هدفه الاستعداد "للتمكن من التصرف بسرعة حتى لو تفاقم الوضع".

وفي وقت سابق، قالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن أفرادًا من وحدة السباحين المقاتلين (كيه إس إم) التابعة للبحرية الألمانية موجودة بالفعل في قبرص، بينما توجهت القوات العسكرية الخاصة من قوات الكوماندوز (كيه إس كيه) جوًا إلى الأردن، وشددت وزارتا الخارجية والدفاع في ألمانيا في بيان مشترك، على أن نشر القوات الخاصة إجراء احترازي "للبقاء قادرين على التصرف إذا تفاقم الوضع"، كذلك نشر الجيش الألماني أكثر من 1000 جندي في دول في الشرق الأوسط، والآن يوجد في قبرص أيضاً قوات خاصة من الضفادع البشرية التابعة للبحرية الألمانية في وضع الانتظار.

 

 

الأضخم والأكثر خطورة وبهدف الردع الإقليمي .. أمريكا  

 

والقوات الأكثر عدد والأكبر حجما، والأكثر تسلحا، والأخطر في هدفها، كانت القوات التي أرسلتها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعد القائد الحقيي للحرب على قطاع غزة، في ظل تواجد خبراء عسكريين، ودعم غير محدود لتل أبيب، وأحدث القطع الحربية التي وصلت إلى المنطقة، كانت الغواصة النووية الأمريكية طراز "أوهايو" التي وصلت إلى الشرق الأوسط، في استعراض نادرٍ للقوة، وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أول أمس، عن وصول غواصة أمريكية من طراز "أوهايو" تعمل بالطاقة النووية، دون ان تذكر اسمها، إلى الشرق الأوسط في خضم التوترات في المنطقة التي سبّبتها الحرب غير المسبوقة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة.

 

وتنضم هذه الغواصة النووية إلى حاملتي الطائرات الأمريكيتين "جيرالد فورد" و"دوايت دي أيزنهاور" اللتين أرسلتا إلى الشرق الأوسط بعد أيام قليلة من بدء معركة طوفان الأقصى، وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر، إنّها "الآن في منطقة عمليات الأسطول الخامس" في الخليج والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي، وأضاف "ما تفعله هذه (الغواصة)... هو تقديم دعم لجهود الردع التي نقوم بها في المنطقة"، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.

 والغواصات من طراز أوهايو مزود بصواريخ بالستية ذات رؤوس نووية، وبعضها مجهّز بأكثر من 150 صاروخا من نوع "توماهوك كروز"، ويعد اعتراف الولايات المتحدة بموقع غواصة نووية يعد أمراً نادرًا للغاية لأنها تمثل جزءاً مما يسمى "الثالوث النووي" الأمريكي للأسلحة الذرية، الذي يتضمن أيضاً صواريخ بالستية أرضية وقنابل نووية على متن قاذفات استراتيجية، قد يكون هذا الإعلان رسالة واضحة موجهة إلى خصوم الولايات المتحدة الإقليميين وعلى رأسهم إيران وحلفائها في الشرق الأوسط بعد الهجمات التي تعرّضت لها القوات الأمريكية في العراق وسوريا التي تلت الحرب في قطاع غزة.

وكان البنتاغون قد وضع ما يقرب من 2000 فرد من الجيش والقوات الجوية ومجموعة من الوحدات في حالة استعداد بينما تستعد إسرائيل لهجومها على حماس، وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات - بما في ذلك يو إس إس جيرالد آر فورد ويو إس إس دوايت دي أيزنهاور - إلى شرق البحر الأبيض المتوسط إلى جانب الطائرات التي يمكنها تنفيذ غارات جوية.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى الشرق الأوسط الشرق الأوسط فی فی الشرق الأوسط فی المنطقة فرقة العمل من طراز

إقرأ أيضاً:

الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا يسلط الضوء على الاستراتيجيات التي يعتزم الجيش الأمريكي تطبيقها في السنوات القادمة لتطوير قدراته وتعزيز هيمنته، وأبرز الأسلحة التي ستكون تحت تصرف رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب سيمتثل في البداية لميزانية الدفاع لسنة 2025، والمقدرة بـ865 مليار دولار، واستراتيجية الدفاع الوطني التي اعتُمدت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

وترجح الصحيفة إجراء تعديلات جذرية في استراتيجيات الجيش الأمريكي خلال السنوات القادمة، استنادًا إلى دراسات وتجارب من أهمها تلك المتعلقة بالخبرة المكتسبة من الحرب الروسية الأوكرانية.



الردع الشامل للأعداء
أوضحت الصحيفة أن مسألة الردع الاستراتيجي تمثل أولوية بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية، وأضافت أن البنتاغون يرى أن الأسلحة النووية ستكتسب في المستقبل القريب تأثيرا ردعيا لا يمكن لأي عنصر آخر من عناصر القوة العسكرية أن يحل محله.

لذلك يعتزم البنتاغون -وفقا للصحيفة- تحديث قدراته النووية الاستراتيجية والبنية التحتية الإنتاجية والقاعدة العلمية والهندسية.

وقد تم إنشاء معظم أنظمة الردع النووي في الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن العشرين وما قبل ذلك. وبعد عدة عمليات تحديث، من المنتظر أن تنتهي صلاحية جميع الأنظمة العاملة حاليًا في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.

وحسب الصحيفة، تعتقد وزارة الدفاع الأمريكية أن إعادة تمويل المنصات النووية وأنظمة التسليم وأنظمة الدعم المرتبطة بها سوف تتطلب استثمارات كبيرة على مدى العشرين عاماً المقبلة.

ومن المقرر أن يحل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" محل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "مينتمان 3" والذي تم تطويره في سبعينيات القرن العشرين.

وحسب المطورين، سيحتفظ صاروخ "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" بخصائص التكيف السابقة، مع توفير قدرات وأمان وموثوقية أكبر. كما سيتم استبدال صاروخ "إيه جي إم 86" الذي دخل الخدمة سنة 1982.

ومن المنتظر أن يتم تطوير الغواصة النووية الاستراتيجية "كولومبيا" لتعويض الغواصات النووية الاستراتيجية من طراز "أوهايو" انطلاقا من تشرين الأول/ أكتوبر 2030. وقد انطلقت أشغال بناء السفينة الأولى من هذا المشروع في أيلول/ سبتمبر 2020.

وأضافت الصحيفة أنه من المقرر تخصيص أموال إضافية للصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات من طراز "يو جي إم-133 ترايدنت 2". ومن المقرر أن تظل هذه الصواريخ في الخدمة مع البحرية الأمريكية طوال فترة خدمة الغواصات من طراز "أوهايو"، أي إلى أوائل أربعينيات القرن الحادي والعشرين، وهو الموعد المحدد لنشر أولى الغواصات النووية من طراز كولومبيا.

كما دخلت القاذفات الاستراتيجية من طراز "نورثروب غرومان بي-21 رايدر" مرحلة الإنتاج الكامل في السنة المالية 2024. وتؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الطائرات، عند دخولها الخدمة، ستكون طائرات منخفضة التكلفة مجهزة بتقنيات متطورة. كما تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن القاذفة ستشكل عنصرا رئيسيا في ترسانة مشتركة من الأسلحة التقليدية والنووية.

ومن المنتظر أن تحل مقاتلات "إف 35" القادرة على حمل الأسلحة النووية والعادية محل المقاتلات القديمة من الجيل الرابع، بما في ذلك "إف 15 إي"، وستكون مخصصًة لتنفيذ مهمات الردع النووية لحلف الناتو.

وقد حصلت بعض مقاتلات "إف-35 إيه" التي تمتلكها الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين على شهادة القدرة التشغيلية النووية في بداية السنة المالية 2024.

التفوق الجوي
ذكرت الصحيفة أن المجمع الصناعي الدفاعي الأمريكي يستمر بالتركيز في المجال الجوي على تنفيذ مشروع "الجيل المقبل من الهيمنة الجوية"، والذي يقوم على نشر مجموعة كاملة من الأنظمة المتصلة، والتي يمكن أن تشمل المقاتلات والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية ومنصات الفضاء الإلكتروني.

في هذه المرحلة، يتمثل الاستثمار الرئيسي في الطائرة المقاتلة من طراز "لوكهيد مارتن إف-35 لايتنينغ الثانية"، والتي ستكون العمود الفقري للقوات الجوية.

في إطار برنامج "إف-35"، يتم تطوير وإنتاج وتوريد ثلاثة أنواع من مقاتلات الجيل الخامس الضاربة، وهي النسخة التقليدية للإقلاع والهبوط "إف-35 إيه" والمخصصة لسلاح الجو، ونسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي "إف-35 بي" لمشاة البحرية، و"إف-35 سي" الخاصة بالقوات البحرية.

وفقًا للبنتاغون، فإن خاصية التخفي التي تتميز بها طائرة "إف-35"، وأجهزة الاستشعار المتطورة والتكامل الوظيفي الذي يسمح بتبادل المعلومات بشكل سلس، كلها مميزات تجعل هذه الطائرة أذكى وأكثر فتكًا وقدرة على الصمود في ساحات المعارك.

كما يستمر تمويل نظام الطائرات المسيرة التابع للبحرية الأمريكية من طراز "بوينغ أم كيو-25 ستينغراي"، التي ستوفر لوزارة الدفاع ناقلة وقود مسيرة من شأنها مضاعفة القوة الضاربة لجناح حاملة الطائرات مع توفير المراقبة البحرية.



وأضافت الصحيفة أن ميزانية السنة المالية 2025 تتضمن أيضًا شراء طائرة نقل من طراز "بوينغ كيه سي-46 بيغاسوس"، والتي ستحل محل الناقلات القديمة. كما تتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويل جهود القوات الجوية الأمريكية لاستبدال أسطول طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوا من طراز "بوينغ إي 3 سينتري" بأخرى من طراز "بوينغ 737".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة خصصت مبالغ لتمويل مختلف أنظمة الحرب الإلكترونية. بالإضافة إلى التعديلات الحالية على طائرة الحرب إلكترونية من "بوينغ إي إيه-18 جي غرولير"، فإن جهاز التشويش من الجيل القادم سيضمن إمكانيات متقدمة في مجال الهجوم الإلكتروني الجوي ضد رادارات الدفاع الجوي المتقدمة.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 أيضًا تخصيص أموال لتعزيز قدرة نظام التحذير في طائرة "إف-15 إيغل"، ونظام الإجراءات الإلكترونية المضادة المتكامل في طائرة "إف/إيه-18 هورنت".

التفوق على الأرض
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لاتخاذ القرار النهائي بشأن الصورة المستقبلية والهيكل التنظيمي للقوات البرية الأمريكية في سنة 2040 خلال العامين المقبلين.

وتخطط المؤسسة العسكرية الأمريكية لمعرفة ماهية ساحات المعارك والبيئة التشغيلية في المستقبل المنظور، ومما لا شك فيه أن هذه الدراسات سوف تتأثر إلى حد كبير بالخبرة القتالية المكتسبة من النزاع المسلح في أوكرانيا، وفقا للصحيفة.

ويعد مشروع التقارب التابع للجيش الأمريكي، والذي انطلق في 2020 ويهدف إلى تحسين قدرات الجيش، منصة للقيام بهذه التجارب.

ينص المشروع على استبدال الدبابات التقليدية بدبابات روبوتية ونقل جزء كبير من الأعمال العسكرية الشاقة، وخاصة المهام عالية المخاطر، إلى الآلات والروبوتات بدلاً من الجنود. وقد خصصت ميزانية 2025 حوالي 13 مليار دولار لتحديث الأسلحة والمعدات العسكرية للجيش الأمريكي وسلاح مشاة البحرية، بما في ذلك المركبات المدرعة متعددة الأغراض ومركبات القتال البرمائية ومركبات المشاة القتالية.

الهيمنة في البحار والمحيطات
تتضمن طلبات الميزانية للسنة المالية 2025 تخصيص 48.1 مليار دولار للاستثمار في القوة البحرية الأمريكية، ببناء ست سفن جديدة، بينها غواصة نووية متعددة المهام من طراز "فيرجينيا"، ومدمرتين من فئة "آرلي بيرك" مزودة برادار متطور، وسفينة إنزال من فئة "سان أنطونيو"، وسفينة إنزال متوسطة الحجم.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويلًا إضافيًا لبناء حاملات طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية من فئة "جيرالد فورد" و"يو إس إس جون إف كينيدي"، المقرر تسليمها إلى البحرية في 2025، و"يو إس إس إنتربرايز" المقرر دخولها الخدمة في 2028، فضلا عن حاملة أخرى من فئة "يو إس إس دوريس ميلر".

ومن المقرر وضع حجر الأساس للناقلة "دوريس ميلر" في كانون الثاني/ يناير 2026، وإطلاقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2029، ودخولها الخدمة في 2032.

ما المتوقع من ترامب؟
وذكرت الصحيفة أن من المتوقع تخصيص حوالي 143.2 مليار دولار للبحث والتطوير والاختبار والتقييم، ويشمل ذلك الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس ومختلف أنواع التجارب.



ومن المنتظر تخصيص 17.2 مليار دولار للعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الاستثمارات في البحوث الأساسية بقيمة إجمالية تبلغ 2.5 مليار دولار.

وحسب البنتاغون، تتيح هذه الإجراءات للقوات المسلحة الأمريكية تحقيق مزايا مستدامة في إدارة العمليات العسكرية.

وختمت الصحيفة أنه من المستبعد أن يتخذ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أي قرارات في المستقبل القريب بمراجعة البرامج والتمويلات المعتمدة سابقا لتطوير قدرات الجيش الأمريكي.


مقالات مشابهة

  • سياسي أنصارالله: أمريكا الملطخة بالإرهاب الدموي ليست في الموقع الذي يؤهلها لتصنيف الدول والشعوب
  • خبير في السياسات الدولية: سياسة إسرائيل تمثل تهديدا للسلام في الشرق الأوسط
  • ابن سلمان وترامب يبحثان سبل التعاون لإحلال السلام بالشرق الأوسط
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: جميع دول المنطقة ستلحق بركب التطبيع مع إسرائيل
  • توماس فريدمان لترامب: لديك فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. الرئيس السيسي: نتطلع لتهدئة الأوضاع بالشرق الأوسط
  • الشرع: ترامب سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سنعمل على إنهاء الصراع في المنطقة
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سنسعى لتحقيق السلام وإنهاء الصراع في المنطقة