بعيدا عن القوات العسكرية الغربية المتواجدة في الشرق الأوسط قبل السابع من أكتوبر الماضي، أرسلت العديد من دول العالم الكبرى قوات عسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط، وذلك في أعقاب بدء عملية طوفان الأقصى، والحرب الدموية التي تشنها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، والملفت للنظر أن تلك القوات كانت ضخمة وتتشكل من أفضل القوات والمعدات العسكرية حول العالم، حتى وصل الأمر إلى إرسال غواصات نووية إلى المنطقة.

 

وما بين استراتيجية فرض القوة عبر مصطلح "الردع الإقليمي"، وبين التواجد بهدف حماية ونقل الرعايا من مواطني تلك الدول، كانت تلك هي الذرائع التي أعلنتها تلك الدول لتبرير إرسال تلك القوات، بل وكانت هناك ذريعة أخرى وهي تقديم لدعم الطبي لسكان غزة، ولكن في النهاية، وبعد مرور شهرا على بدء تلك الحرب، أصبح في الشرق الأوسط حشود عسكرية جديدة لا يعلم أحدد حتى هذه اللحظة عن الهدف الحقيقي من ورائها، ولكن هنا نرصد تلك القوات الإضافية بالمنطقة.

 

 

منع وصول الأسلحة لحماس ودعم إسرائيل .. بريطانيا 

 

 

ومن الدول التي أعلنت إرسال قوات عسكرية للشرق الأوسط في أعقاب طوفان الأقصى، كانت الحكومة البريطانية، والتي أرسلت سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط؛ وذلك بهدف معلن وهو دعم إسرائيل وتعزيز الأمن الإقليمي ومنع أي تصعيد، وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك، في بيان: «إلى جانب حلفائنا، سيدعم نشر قواتنا العسكرية ذات المستوى العالي الجهود الرامية إلى ضمان الاستقرار الإقليمي ومنع المزيد من التصعيد».

وأضاف، أنه بدأت الدوريات البحرية وطائرات المراقبة العمل في المنطقة، لرصد التهديدات للاستقرار الإقليمي، مثل نقل الأسلحة إلى جماعات إرهابية، وأن التجهيزات تشمل طائرة من طراز «بي 8» وسفينتين تابعتين للبحرية الملكية، وثلاث مروحيات من طراز «ميرلين» وسريّة من مشاة البحرية الملكية، موضحا أن العسكريين سيكونون في وضع تأهب لتقديم «دعم عملي» لإسرائيل وضمان «الردع»، وكذلك ستدعم فرقنا العسكرية والدبلوماسية في أنحاء المنطقة الشركاء الدوليين لإعادة إرساء الأمن وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى إسرائيل. 

 

 

مهمة إغاثة طبية للمصابين .. فرنسا 

 

وتحت ذريعة مهمة إغاثة طبية للمصابين في الحرب، أرسلت فرنسا حاملة طائرات هليكوبتر ثانية قبالة سواحل غزة في إطار عملها مع السلطات الإسرائيلية والمصرية لإيجاد وسيلة لتقديم المساعدات الطبية للمتضررين من القصف الإسرائيلي في المنطقة المحاصرة، وذلك بعد أن أرسلت بالفعل حاملة الطائرات «تونير» إلى شرق البحر المتوسط ​​في مهمة لدعم مستشفيات غزة، كما قال الرئيس إيمانويل ماكرون.

 

وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، لراديو «فرانس إنفو»، إن حاملة طائرات الهليكوبتر «ديكسمو» اتجهت بالفعل إلى المنطقة، وتم تجهيزها لتحويلها إلى سفينة مستشفى، فيما قال مصدر عسكري فرنسي إن الحاملة «تونير»، التي تضم نحو 60 سريرا وجناحين للعمليات الجراحية، لا يمكن استخدامها إلا مؤقتا ودعما لمستشفى أكبر على الأرض.

 

 

بسبب التواجد العسكري الأمريكي بالمنطقة .. الصين

 

 

فيما أفادت التقارير أن الصين نشرت ست سفن حربية في الشرق الأوسط، مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس، حسبما ذكرته صحيفة «إكسبريس» البريطانية، وقد شاركت فرقة العمل 44 للمرافقة البحرية - من المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي - في عمليات روتينية في المنطقة، وقضت عدة أيام في عمان الأسبوع الماضي، وأرسلت السفن الحربية الصينية إلى مكان غير محدد بعد مشاركتها في تدريب مع البحرية العمانية.

وتضم فرقة العمل زيبو ومدمرة صواريخ موجهة وفرقاطة جينجتشو وسفينة الإمداد كيانداوهو - وكلها تمركزت في الشرق الأوسط بعد بدء الحرب الإسرائيلية على قاطع غزة، ومنذ وصولها إلى خليج عدن شمال الصومال قبل ستة أشهر، شاركت فرقة العمل التابعة لجيش التحرير الشعبي في مهام مرافقة للشحن، ومع ذلك، فقد سلمت مهمتها إلى فرقة العمل الخامسة والأربعين - من قيادة المسرح الشمالي لجيش التحرير الشعبي - في وقت سابق من هذا الشهر، ويأتي نشر الصين بعد أن أرسلت الولايات المتحدة ترسانة قوية إلى الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا الأسبوع.

 

حشود عسكرية لأجل 120 شخص فقط من رعاياها .. أستراليا

 

بينما أعلنت أستراليا عن إرسال قوات وطائرتي نقل عسكريتين إلى الشرق الأوسط في ظل تزايد القلق حيال وضع المواطنين الأستراليين في المنطقة، وقال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز إنه تم إرسال "عدد كبير" من القوات لكنه رفض الإفصاح عن رقم محدد، كما تم نشر طائرتين من طراز "سي-130جاي سوبر هركيولز" C-130J Super Hercules، ولم يوضح مارلز الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الوزراء مقر الجنود والطائرتين، وتضاف الطائرتان إلى طائرة "سي-17أيه غلوبماستر" للنقل الثقيل وطائرة من طراز "كاي سي-30" للإمداد بالوقود متواجدة في المنطقة أيضا.

 

وقال مارلز لشبكة البث العامة "أيه بي سي" "الهدف من ذلك هو تقديم الدعم للأستراليين في الشرق الأوسط في حال تدهورت الأمور"، وتلك لتصريحات تأتي رغم إجلاء أكثر من 800 أسترالي من إسرائيل منذ 13 أكتوبر، فيما أفاد مارلز بأن الحكومة الأسترالية تحاول مساعدة 79 مواطناً في غزة و51 في الضفة الغربية طلبوا المغادرة، ولطالما تواجدت أستراليا عسكريا في منطقة الشرق الأوسط إذ تساهم في قوة مشتركة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تركّز على تدريب قوات الأمن العراقية، وفي عهد الحكومة المحافظة السابقة، ذكرت أستراليا عام 2020 بأنها ستركّز في التزاماتها الدفاعية على منطقة آسيا والهادئ.

 

 

تحسبا للجبهة حزب الله وإجلاء المواطنين .. ألمانيا 

 

في ظل التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، أرسلت ألمانيا قوات إضافية إلى قبرص كإجراء احترازي تحسبًا لإجلاء مواطنيها من المنطقة وخصوصًا من لبنان "إذا تفاقم الوضع"، وكتبت وزارة الدفاع الألمانية عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، يوم 21 أكتوبر، أن نقل القوات يهدف إلى زيادة قدرات الجيش على الإدارة والسيطرة والتخطيط حال الحاجة لعمليات إجلاء، مشيرة إلى أن مغادرة المواطنين الألمان من لبنان على متن الخطوط الجوية المدنية لاتزال ممكنة، وذكرت أن هذا الإجراء هدفه الاستعداد "للتمكن من التصرف بسرعة حتى لو تفاقم الوضع".

وفي وقت سابق، قالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن أفرادًا من وحدة السباحين المقاتلين (كيه إس إم) التابعة للبحرية الألمانية موجودة بالفعل في قبرص، بينما توجهت القوات العسكرية الخاصة من قوات الكوماندوز (كيه إس كيه) جوًا إلى الأردن، وشددت وزارتا الخارجية والدفاع في ألمانيا في بيان مشترك، على أن نشر القوات الخاصة إجراء احترازي "للبقاء قادرين على التصرف إذا تفاقم الوضع"، كذلك نشر الجيش الألماني أكثر من 1000 جندي في دول في الشرق الأوسط، والآن يوجد في قبرص أيضاً قوات خاصة من الضفادع البشرية التابعة للبحرية الألمانية في وضع الانتظار.

 

 

الأضخم والأكثر خطورة وبهدف الردع الإقليمي .. أمريكا  

 

والقوات الأكثر عدد والأكبر حجما، والأكثر تسلحا، والأخطر في هدفها، كانت القوات التي أرسلتها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعد القائد الحقيي للحرب على قطاع غزة، في ظل تواجد خبراء عسكريين، ودعم غير محدود لتل أبيب، وأحدث القطع الحربية التي وصلت إلى المنطقة، كانت الغواصة النووية الأمريكية طراز "أوهايو" التي وصلت إلى الشرق الأوسط، في استعراض نادرٍ للقوة، وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أول أمس، عن وصول غواصة أمريكية من طراز "أوهايو" تعمل بالطاقة النووية، دون ان تذكر اسمها، إلى الشرق الأوسط في خضم التوترات في المنطقة التي سبّبتها الحرب غير المسبوقة بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة.

 

وتنضم هذه الغواصة النووية إلى حاملتي الطائرات الأمريكيتين "جيرالد فورد" و"دوايت دي أيزنهاور" اللتين أرسلتا إلى الشرق الأوسط بعد أيام قليلة من بدء معركة طوفان الأقصى، وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر، إنّها "الآن في منطقة عمليات الأسطول الخامس" في الخليج والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي، وأضاف "ما تفعله هذه (الغواصة)... هو تقديم دعم لجهود الردع التي نقوم بها في المنطقة"، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.

 والغواصات من طراز أوهايو مزود بصواريخ بالستية ذات رؤوس نووية، وبعضها مجهّز بأكثر من 150 صاروخا من نوع "توماهوك كروز"، ويعد اعتراف الولايات المتحدة بموقع غواصة نووية يعد أمراً نادرًا للغاية لأنها تمثل جزءاً مما يسمى "الثالوث النووي" الأمريكي للأسلحة الذرية، الذي يتضمن أيضاً صواريخ بالستية أرضية وقنابل نووية على متن قاذفات استراتيجية، قد يكون هذا الإعلان رسالة واضحة موجهة إلى خصوم الولايات المتحدة الإقليميين وعلى رأسهم إيران وحلفائها في الشرق الأوسط بعد الهجمات التي تعرّضت لها القوات الأمريكية في العراق وسوريا التي تلت الحرب في قطاع غزة.

وكان البنتاغون قد وضع ما يقرب من 2000 فرد من الجيش والقوات الجوية ومجموعة من الوحدات في حالة استعداد بينما تستعد إسرائيل لهجومها على حماس، وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات - بما في ذلك يو إس إس جيرالد آر فورد ويو إس إس دوايت دي أيزنهاور - إلى شرق البحر الأبيض المتوسط إلى جانب الطائرات التي يمكنها تنفيذ غارات جوية.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة إلى الشرق الأوسط الشرق الأوسط فی فی الشرق الأوسط فی المنطقة فرقة العمل من طراز

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: لن يكون هناك استقرار بالشرق الأوسط بدون حل دائم للقضية الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن هناك زخم كبير بالقمة العربية التى عقدت بتنظيم من جمهورية مصر العربية لفلسطين، وخطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وكان هناك إجماع كامل على المقررات والقرارات التى تم إقرارها داخل القمة وعلى رأسها تبني مجموعة الدول العربية وخطة إعادة الإعمار والتعافي المبكر اللى اشتغلت عليها جمهورية مصر العربية بالتعاون مع دولة فلسطين.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة أذاعته قناة «إكسترا نيوز»، قائلًا: «كانت هناك زيارة قمة القمة لرئيس وزراء دولة فلسطين وتناقشنا وعرضنا عليه الخطة كلها كملامح بصورة نهائية، والكلمة اللى القاها الرئيس السيسي خلال القمة كلمة تاريخية بكل المقاييس والتى تؤكد على ثوابت الموقف المصري، والدعم الكامل الذى تقوم به مصر لفلسطين».

وتابع: «كان هناك إشادة كاملة بالموقف المصري والعربي فى تبني الخطة الواضحة لعملية إعادة الإعمار بدون تهجير لأهالينا فى قطاع غزة، كما أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة شهدت دراسات كبيرة للوصول لصياغتها النهائية».

وأكمل: «لن يكون هناك استقرار فى منطقة الشرق الأوسط بدون الحل الدائم والعادل للقضية الفلسطينية والمبني على إنشاء دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وقال: «سيكون هناك مؤتمر لعملية إعادة الإعمار الشهر القادم وسيبدأ العرض التنفيذي والخطة التنفيذية والتمويل لتنفيذ خطة إعادة الإعمار».
 

مقالات مشابهة

  • العراق في قلب التغيّرات الإقليمية.. باحث استراتيجي يكشف عن ملامح المرحلة المقبلة- عاجل
  • رئيس الوزراء: لن يكون هناك استقرار بالشرق الأوسط بدون حل دائم للقضية الفلسطينية
  • نتنياهو: حربنا ليست في قطاع غزة فقط وسنغير خريطة الشرق الأوسط
  • نتنياهو: نتلقى دعماً عسكرياً متزايداً من أمريكا وسنغيّر خريطة الشرق الأوسط
  • نتنياهو: غيرنا وجه الشرق الأوسط وسنعيد باقي المختطفين إلى إسرائيل
  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • قي قمة القاهرة..مصر تعرض خطتها البديلة لريفيرا الشرق الأوسط التي وضعها ترامب لغزة
  • واشنطن: مبعوث ترامب يعود للشرق الأوسط خلال أيام
  • إيران: يمكن شراء الأمن من خارج منطقة الشرق الأوسط
  • إيران: الأمن في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يتم داخلياً