د.أحمد البصيلي يكتب: المسجد الأقصى الأخ الشقيق لبيت الله الحرام
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
يخشى العدو الصهيوني الآثم من غزة لأنه يقرأ التاريخ جيداً، التاريخ الذي يقول أن غزة هي بوابة تحرير القدس الشريف
يدل على ذلك فتح بيت المقدس في العام الخامس عشر من الهجرة في عهد الفاروق عمر بن الخطاب، لكن نغفل عما قبل العام الخامس عشر فقد بدأ تحرير بيت المقدس منذ عهد أبي بكر حينما أمر عمرو بن العاص الجيش وكلفه بفتح الشام وإفريقيا وذهب عمرو بن العاص بجيشه فاتحاً غزة ثم عسقلان ومن بعدهما تهاوت كل الحصون وفتحت جميع المدن ولم يتبقى سوى القدس الذي فتحه جيش المسلمين بقيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وعندما نتصفح التاريخ نجد أن عمر بن الخطاب لم يذهب بذاته لفتح أي بلدة. افتتحت مصر في العام العشرين من الهجرة وخلافة مصر امتدت حتى العام الثالث والعشرين من الهجرة ولم يأت الفاروق مفتتحاً لها
وكذا فتحت الشام، والعراق، واليمن ولم يذهب إليها عمر، إلا أنه ذهب إلى فلسطين وتسلم مفتاح الأقصى بنفسه، لأن المسجد الأقصى الأخ الشقيق للكعبة بيت الله الحرام ولمقام سيد الأنبياء محمد ﷺ بالمدينة.
يهتم العدو الغاصب بتصفية وتهجير أهل غزة لأنه يعلم أن غزة بوابة التحرير والتطهير لبلادنا من هذه الجراثيم الصهيونية
وأسوق لكم بشرى ، الفرس والروم أعظم إمبراطوريتان كانتا على سطح هذا الكوكب وظلت تقتتلان لمدة سبعمائة سنة في أكثر من ألف معركة وما استطاعت إحداهما أن تقضي على الأخرى، إلا أن سيدنا خالد بن الوليد قضى عليهما في أربعة أعوام قضى على الفرس في خمسة عشر معركة وعلى الروم في تسع معارك
وفي العام الثاني عشر من الهجرة في عهد أبي بكر في حرب مهيب تسمى بموقعة الفراض على أرض العراق في جيش قوامه مائة وخمسون ألفا تغلب عليه سيدنا خالد بن الوليد بجيش قوامه خمسة عشر ألف
ونحن لم يقمنا الله على جبهة القتال مع العدو لطفاً وعلماً منه بضعفنا وإنما أقامنا في بيوتنا ومسؤوليتنا في ذلك الدعاء وقراءة حزب النصر لسيدنا أبي الحسن الشاذلي بنية نصر القضية الفلسطينية ودحر هذا العدو
ودعاء " اللهم إن في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي عفوك ما يمحو الذلل. اللهم يا وليِّ في نعمتي، يا مؤنسي في وحشتي، يا ملاذي عند كربتي اجعل نقمة الصهاينة برداً وسلاماً على أهل أهل فلسطين كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم "
رحم الله كعب الأحرار حينما قال لولا صحبتي لبيت المقدس ما سكنت إلا مصر. فقالوا له: ولماذا مصر؟، قال: لأنه بيت معصوم من الفتن ومن أراده بسوء قصمه الله وأكبه على وجهه، وهو بلد مبارك لأهله فيه.
ومن أزهر مصر والعالم نوصي بمعرفة حقيقة فلسطين التي حينما نتكلم عنها نتكلم عن غزة العزة التي ولد بها الإمام الشافعي عام مائة وخمسون من الهجرة، وعن عسقلان التي هي موطن وأصل نسب شيخ الإسلام شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني الذي شرح صحيح البخاري وقد كان دينا في رقبة الأمة إلى أن أتى ابن حجر وسدد هذا الدين عنها بوضعه كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري
حينما نتكلم عن فلسطين نتكلم عن وادي النمل قرب عسقلان، وعن عهد داود وسليمان اللذان حينما أجدبت السماء وأقفرت الأرض مروا على وادي النمل فوجد سليمان نملة تناجي ربها وقد أعطاه الله منطق الدواب والطير والهوام فسمعها تقول " اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة وهذه أيدينا مرفوعة إليك فارحمنا ولا تعذبنا بذنوب بني آدم "
وتوجه إلى قومه قائلاً: " لقد كفيتم ووقيتم ورفع الله عنكم البلاء بدعاء نملة
حينما نتكلم عن فلسطين نتكلم عن غزة هاشم. زارها عبد الله والد سيدنا محمد ﷺ، ودفن بها هاشم جد سيدنا محمد ﷺ، وولد بها الإمام الشافعي
حينما نتكلم عن فلسطين نتكلم عن حضارتنا وعقيدتنا وشريعتنا وأخلاقنا، فإن آل عجزنا عن حفظها من غارات الأعداء لا نألو ونغفل عن كنهها وقدرها في التاريخ والحضارة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قطاع غزة إسرائيل المسجد الأقصى حرب غزة فلسطين حماس من الهجرة
إقرأ أيضاً:
القدس في 2024 .. استيطان وتهويد وتعاظم الخطر على الأقصى
الثورة /
بين التهويد والاستيطان والقتل والاعتقالات اليومية، تنوعت اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة خلال عام 2024، محاولة فرض أمر واقع جديد في المدينة.
وشملت هذه الاعتداءات تكثيف عمليات الاستيطان في الأحياء الفلسطينية، وتهجير العائلات من منازلها في القدس الشرقية، إضافة إلى تصاعد عمليات القتل المستهدفة للشبان الفلسطينيين، والتي ترافقها حملات اعتقال يومية تستهدف الفلسطينيين. هذه الاعتداءات تمثل جزءًا من سياسة منهجية تهدف إلى تهويد المدينة، وتغيير معالمها التاريخية والجغرافية لتصبح عاصمة موحدة لإسرائيل على حساب الفلسطينيين.
في تقريرها السنوي للعام 2024، سلطت محافظة القدس الضوء على الجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المباركة، وكشفت عن سلسلة من الانتهاكات التي طالت مختلف جوانب الحياة في القدس، مستهدفةً الأرض والإنسان والمقدسات.
الشهيدات والشهداء
شهدت محافظة القدس ارتقاء 35 شهيدًا في العام 2024، بينهم 7 من خارج المدينة و14 طفلًا، أصغرهم الطفلة رقية أبو داهوك (3 سنوات). من أبرز الأسماء التي ارتقت خلال العام: محمد أبو عيد وزوجته ضحى أبو عيد، الطفل سليمان كنعان (17 عامًا)، والعديد من الأطفال والشباب الآخرين الذين ارتقوا برصاص الاحتلال. كما استمر الاحتلال في احتجاز جثامين 45 شهيدًا حتى نهاية العام.
الاستهداف المتواصل للرموز المقدسية
استمرت سلطات الاحتلال في استهداف الشخصيات الوطنية المقدسية. أبرزها كان استهداف محافظ القدس عدنان غيث، الذي يواجه الحبس المنزلي منذ عام 2022، وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، الذي تعرض للاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى عدة مرات.
اعتداءات المستوطنين
خلال العام 2024، سجل التقرير 159 اعتداءً نفذها مستوطنون، شملت اعتداءات جسدية، مما يشير إلى تزايد وتيرة العنف. في المقابل، تواصل سلطات الاحتلال دعم المستوطنين وحمايتهم من المساءلة القانونية، ما يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.
الاعتقالات والملاحقات
واصلت سلطات الاحتلال حملاتها القمعية في القدس، ونفذت 1287 حالة اعتقال، من بينهم 112 طفلًا و65 سيدة. هذه الاعتقالات جاءت ضمن سياسة الاستهداف الجماعي للمقدسيين، حيث رصد التقرير 411 حكمًا بالسجن الفعلي و280 حكمًا بالاعتقال الإداري.
الجرائم بحق المسجد الأقصى
لا يزال المسجد الأقصى يعاني من الهجمات المستمرة من قبل سلطات الاحتلال والمستعمرين. في عام 2024، اقتحم 60,792 مستوطنا المسجد، وأدى العديد منهم طقوسًا تلمودية وتدنيسًا للمقدس.
وشهد المسجد تحولًا خطيرًا مع محاولات الاحتلال فرض واقع سياسي جديد، تمثل في اقتحام وزراء وأعضاء كنيست الاحتلال للمسجد، بالإضافة إلى التصريحات المتطرفة لبن غفير عن بناء كنيس داخل المسجد الأقصى.
الحفريات
واصل الاحتلال تنفيذ أعمال الحفر أسفل المسجد الأقصى المبارك، مما أدى إلى سقوط العديد من الأشجار والأحجار داخل الحرم الشريف. الحفريات التي تستهدف أساسات المسجد تمثل جزءًا من سياسة تهويد المدينة والضغط على المسجد الأقصى.
الجرائم بحق المسيحيين
تستمر الاعتداءات على المقدسات المسيحية في القدس، حيث استهدف المستوطنون أماكن العبادة المسيحية ورجال الدين، وفي فبراير اعتدوا على الراهب الألماني نيقوديموس شنابل. كذلك، حرمت سلطات الاحتلال الفلسطينيين المسيحيين من الوصول إلى القدس في الأعياد الدينية.
التدمير والهدم
تستمر سلطات الاحتلال في سياسة هدم المنازل في القدس المحتلة، ورصد التقرير 380 عملية هدم وتجريف في عام 2024. عمليات الهدم التي تشهد تزايدًا ملحوظًا على مدار السنوات الأخيرة تشكل جزءًا من سياسة التهجير القسري والتهويد.
الإخطارات بالهدم
واصل الاحتلال سياسة التهديد والهدم، حيث تم تسليم أكثر من 130 إخطارًا بالهدم في مختلف أنحاء القدس، خاصة في المناطق التي يسعى الاحتلال للسيطرة عليها، ما يؤكد سياسة التهجير والتهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال.
*