الارتقاء بالأخلاق والسلوك فى ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية «7»
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
إن من أهم أسرار تطور الأمم ونهضتها حسن تربية وتعليم النشأ، ومنهج التربية للنشأ يقوم على تصحيح العقائد وتقويم الأخلاق وترسيخ القيم الأخلاقية لديهم، فتكون التربية بتكوين الضمير الحى لدى الطفل ذلك الضمير يكون رقيبًا عليه قبل المجتمع، وذلك الضمير يربى على الخوف من الله عز وجل، فيربى الطفل من صغره على الإيمان والتقوى، وعلى المربى أن يستثمر الفطرة النقية لدى الطفل فإنها لم تتلوث بعد، وببساطة شديدة يربى الطفل على تطهير عقائده من الشرك، وأخلاقه من الفساد وأعماله من المخالفات، والمنهج إلى ذلك معروف فيربى على حقظ القرآن الكريم وتفسيره البسيط بما يتناسب مع إدراكه العقلى كما يربى على حفظ ودراسة الأحاديث التى توجهه إلى التربية السليمة، كل ذلك مع تبيسط السيرة النبوية الشريفة فتكتمل عنده القدوة الحسنة، ولنتذكر قول اله تعالى:(لَقَد كَنَ لَكُم فِى رَسُول الله أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَان يَرجُو الله واليَوم الاخر وذَكَرَ الله كَثِيرًا) (الأحزاب ـ 21).
فيكون ذلك الدليل الصحيح الذى ينبغى الاسترشاد به فى التربية والإصلاح، فيؤدى ذلك إلى النهوض بالأمة الإسلامية، لتتبوأ المكانة الائقة بين الأمم، إن الطفل الصغير لقوى التأثر بمن حوله، فإذا أحاطت به الآفات والمنكرات تشرب منها وإذا أُحِيط بالصلاح أخذ منه، ولذلك ينبغى أن يحافظ علىالطفب من الافات المهلكة كالغيبة والغضب والحسد والحقد والبخل والرياء والكِبر والعُجب والغرور.
كما ينبغى أن تنمى لدى الطفل الفضائل كالتوبة من المعاصى والصبر على البلاء والشكر على نعم الله تعالى والرجاء فى رحمة الله والخوف من عذابه والزهد فى الدنيا وتوحيد الله والتوكل عليه وإخلاص النية لله فى الأقوال والأعمال والمراقبة وحاسبة النفس والتفكر فى الله وفى آلائه.
إن تربية الطفل على تهذيب النفس والارتقاء بها أولى من تربيته تربية مدللة تحصل له كل مايشتهيه ويتمناه، وإن ذلك لسوف يكون له أسوأ الأثر على حاضره ومستقبله ورُوي عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال:(اخشوشنوا في الطعام، واخشوشنوا في اللباس، وتمعددوا) أي: تزيوا بزي معد في تقشفهم.
لا بأس من الترفق بالطفل وتلبية بعض ما يريد وليس كل مايريد وليُذَكَر دائمًا بمن هو أقل منه حالا وأصعب معيشة ليعلم نعمة الله عليه فيحمده ويقوم بحقه والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.
د. أحمد طلعت حامد سعد
كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية
AHMEDTHALAT468@GMAIL.COM
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسى يوجه بمواصلة الارتقاء بمنظومة التعليم.. فيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجَّه الرئيس السيسي، بمواصلة العمل على الارتقاء بالمنظومة التعليمية، ورفع مستوى عناصر العملية التعليمية من طلاب ومعلمين، والاستمرار في جهود التحول الرقمي وتعزيز المكون التكنولوجي بالعملية التعليمية، بما يساهم في بناء مستقبل أفضل للوطن، وإعداد أجيال مؤهلة تأهيلاً متميزاً في كافة المجالات
واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس اطلع خلال الاجتماع على الإجراءات المُتخذة من جانب الحكومة للتغلب على التحديات التي تواجه العملية التعليمية، وذلك في إطار الأهداف التي وضعتها الدولة لتحسين ورفع كفاءة العملية التعليمية، حيث تم استعراض برامج الحكومة لزيادة أعداد الفصول بشكل ملموس وخفض الكثافة الطلابية في المنظومة التعليمية، وكذا الإجراءات الخاصة بمعالجة مشكلة العجز في أعداد المعلمين.
وأضاف السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي، أن الاجتماع تناول كذلك سُبل تعزيز المكون الإلكتروني في العملية التعليمية، والإجراءات المتبعة في توزيع أجهزة "التابلت" خلال العام الدراسي الجاري، على الفئات المستهدفة، بما يضمن تزويد الطلاب بأحدث الأجهزة التكنولوجية لإحداث نقلة نوعية في العملية التعليمية.
كما تم استعراض جهود إعادة تصميم المحتوى العلمي والمعرفي لصفوف المرحلة الثانوية وتوزيعها بشكل متوازن، لضمان النمو المعرفي المستدام للطلاب، بما يراعي عدم وجود تكرار في المحتوى، والمراجعة العلمية الدقيقة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الاجتماع تناول أيضاً إمكانيات التوسع في المدارس المصرية اليابانية، والتي تعد من النماذج التعليمية الناجحة في مصر لاعتمادها على مناهج مصممة وفقًا لأحدث النظم العالمية.
وقد وجه الرئيس بمواصلة العمل على الارتقاء بالمنظومة التعليمية، ورفع مستوى عناصر العملية التعليمية من طلاب ومعلمين، والاستمرار في جهود التحول الرقمي وتعزيز المكون التكنولوجي بالعملية التعليمية، بما يساهم في بناء مستقبل أفضل للوطن، وإعداد أجيال مؤهلة تأهيلاً متميزاً في كافة المجالات.