إن من أهم أسرار تطور الأمم ونهضتها حسن تربية وتعليم النشأ، ومنهج التربية للنشأ يقوم على تصحيح العقائد وتقويم الأخلاق وترسيخ القيم الأخلاقية لديهم، فتكون التربية بتكوين الضمير الحى لدى الطفل ذلك الضمير يكون رقيبًا عليه قبل المجتمع، وذلك الضمير يربى على الخوف من الله عز وجل، فيربى الطفل من صغره على الإيمان والتقوى، وعلى المربى أن يستثمر الفطرة النقية لدى الطفل فإنها لم تتلوث بعد، وببساطة شديدة يربى الطفل على تطهير عقائده من الشرك، وأخلاقه من الفساد وأعماله من المخالفات، والمنهج إلى ذلك معروف فيربى على حقظ القرآن الكريم وتفسيره البسيط بما يتناسب مع إدراكه العقلى كما يربى على حفظ ودراسة الأحاديث التى توجهه إلى التربية السليمة، كل ذلك مع تبيسط السيرة النبوية الشريفة فتكتمل عنده القدوة الحسنة، ولنتذكر قول اله تعالى:(لَقَد كَنَ لَكُم فِى رَسُول الله أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَان يَرجُو الله واليَوم الاخر وذَكَرَ الله كَثِيرًا) (الأحزاب ـ 21).


فيكون ذلك الدليل الصحيح الذى ينبغى الاسترشاد به فى التربية والإصلاح، فيؤدى ذلك إلى النهوض بالأمة الإسلامية، لتتبوأ المكانة الائقة بين الأمم، إن الطفل الصغير لقوى التأثر بمن حوله، فإذا أحاطت به الآفات والمنكرات تشرب منها وإذا أُحِيط بالصلاح أخذ منه، ولذلك ينبغى أن يحافظ علىالطفب من الافات المهلكة كالغيبة والغضب والحسد والحقد والبخل والرياء والكِبر والعُجب والغرور.
كما ينبغى أن تنمى لدى الطفل الفضائل كالتوبة من المعاصى والصبر على البلاء والشكر على نعم الله تعالى والرجاء فى رحمة الله والخوف من عذابه والزهد فى الدنيا وتوحيد الله والتوكل عليه وإخلاص النية لله فى الأقوال والأعمال والمراقبة وحاسبة النفس والتفكر فى الله وفى آلائه.
إن تربية الطفل على تهذيب النفس والارتقاء بها أولى من تربيته تربية مدللة تحصل له كل مايشتهيه ويتمناه، وإن ذلك لسوف يكون له أسوأ الأثر على حاضره ومستقبله ورُوي عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال:(اخشوشنوا في الطعام، واخشوشنوا في اللباس، وتمعددوا) أي: تزيوا بزي معد في تقشفهم.
لا بأس من الترفق بالطفل وتلبية بعض ما يريد وليس كل مايريد وليُذَكَر دائمًا بمن هو أقل منه حالا وأصعب معيشة ليعلم نعمة الله عليه فيحمده ويقوم بحقه والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.

د. أحمد طلعت حامد سعد
كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية
AHMEDTHALAT468@GMAIL.COM

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

لجنة الرقابة الشرعية بالبورصة تدرس إطلاق مؤشر جديد يجمع بين الشريعة والاستدامة

ناقشت لجنة الرقابة الشرعية بالبورصة المصرية المقترح المقدم من أحمد الشيخ، رئيس البورصة المصرية بتدشين مؤشر جديد يجمع بين كلا من معايير الشريعة ومعايير الاستدامة وذلك في اجتماعها يوم الأحد.

توفير أدوات مالية جديدة

ويأتي هذا المقترح ضمن استراتيجية مجلس إدارة البورصة المصرية للتطوير التي تتضمن توفير أسواق وأدوات مالية جديدة تلبي جميع احتياجات المتعاملين لزيادة عمق السوق وتعظيم العائد للمتعاملين، مع الأخذ في الاعتبار التوقيت المناسب في ضوء المستجدات والتطورات واحتياجات السوق وتوافر حقيقي لقوى العرض والطلب. 

وتلقى أعضاء اللجنة المقترح بترحاب، إذ اتفقوا على أن جوهر معايير الاستدامة مُتضمنة في مقاصد الشريعة الخمسة من حفظ الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال.

معايير الأداء المستدام للشركات

وأضافت اللجنة أن معايير الأداء المستدام للشركات تتفق بشكل كبير مع معايير الاستثمار في الفكر الإسلامي، وأن الإطار العام لمسألة المسئولية المجتمعية للشركات (ESG) يتوافق بشكل كبير مع مقاصد الشريعة.

المراجعة لمؤشر الشريعة EGX33

وكانت لجنة الرقابة الشرعية قد اجتمعت بشأن المراجعة الدورية للشركات المدرجة في مؤشر الشريعة EGX33، والمزمع بدء سريانها اعتباراً من 1 فبراير 2025، حيث ناقشت مدى استيفاء الشركات في مجمعة الأسهم لمعايير الانضمام للمؤشر، وقررت اللجنة استكمال المناقشة واعتماد نتائج المراجعة الدورية للمؤشر خلال أيام.

مقالات مشابهة

  • عضو اتحاد كتاب مصر: القراءة أساس بناء شخصية الطفل (فيديو)
  • سيف بن زايد يبحث مع الأمين العام لـ«الإنتربول» الارتقاء بالتعاون الدولي لمواجهة التحديات الأمنية العالمية
  • إعلامية: الإسراء والمعراج تُذكرنا بضرورة حماية المقدسات الإسلامية
  • استشارية نفسية: التظاهر بالأخلاق يتسبب في صراع داخلي مع النفس
  • القائم بأعمال وزارة الصحة: الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين ‏وتلبية ‏احتياجات جميع المشافي
  • انطلاق جلسات المؤتمر العالمي الثالث عن تاريخ الملك عبدالعزيز رحمه الله بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
  • زيارة تهنئة من حركة التوحيد الإسلامي والجماعة الإسلامية: انتصار كبير للبنان وفلسطين
  • سعيد بن سلطان: الرعاية السامية لمجمع عُمان الثقافي تعزز جهود الارتقاء بالإسهامات الثقافية العُمانية
  • البحوث الإسلامية: الإسراء والمعراج كلها دروس عقدية وأخلاقية وسلوكية
  • لجنة الرقابة الشرعية بالبورصة تدرس إطلاق مؤشر جديد يجمع بين الشريعة والاستدامة