والد ضحية «الميكروباص الطائش» في شبرا الخيمة: «كابوس لن أنساه» (فيديو وصور)
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
لم يصدّق موت صغيرته، قال لأخته يجب أن نبحث عنها، قد تكون مختبئة لدى بيت جدتها كما كانت تفعل دائمًا وتعمل لنا مفاجأة.. وحين ردت عليه بصوتها الشجى بأن ابنته «راحت عند اللي خلقها» وسائق الميكروباص دهسها وتطلب منه أن يتمالك أعصابه ليمرر خبر وفاتها لأمها التي تصارع الموت بالمستشفى، يجهش بالبكاء: «اللى شوفته كان كابوس لا أنساه طول حياتى، السواق موت بنتى وأصاب مراتى بشكل كارثى».
أخبار متعلقة
فتاة تسلم نفسها وترشد عن المتهمين فى «مقتل تاجر مواشى»
والدة ضحية «التوك توك»: «قتلوه بملابس العيد» (فيديو)
مريض نفسي يثير الرعب في الهرم.. أنهى حياته رابع أيام العيد من شرفة منزله
أنا كمان هاجى معاكم
موت «جورى»، 8 سنوات، جعل والدها يخشى الذهاب إلى منزله يبيت مرات لدى والدته وأخرى في بيت أخته، لا يستطيع أن يكون بمكان كانت حياتهما فيه وأضحت «فلذة كبدة» مجرد ذكرى.. يغرق في تفاصيل أحزانه.. يبدو متألمًا.. يحكى أن ابنته اتصلت عليه قبل منتصف الليل ثالث أيام العيد، تطلب منه «عايزة أشم هوا يا بابا».. كانت نزهتها الأخيرة مع والديها وشقيقيها «مروان»، و«مكة»، كأنه الوداع.. ارتدت فستانها الأبيض بدت ملامحها مثل ملاك برئ «زادت حلاوة اليوم ده»، الأب يصفها ويقول إنها «عروس الجنة»، جميعهم توجهوا لمحل عصائر واستديو تصوير بجوار منزلهم في شبرا الخيمة بالقليوبية، كان آخر ضحكات الطفلة وحضن لأفراد أسرتها.
شربت «جورى» عصيرها بهدوء مستعيدة حكايات قديمة مع والديها وشقيقيها، بلهجتها التي تحبها أسرتها طلبت منهم «عايزين نروح ناخد صور تذاكر مع بعض»، وأشارت إلى استديو قريب قبل أن تضم أمها إلى أحضانها «بحبك قوى»، وتدعو لأبيها «ربنا يخليك لينا يا حبيبى»، وقالت لشقيقها «عايزة أكون دكتورة أسنان مشهورة لما أكبر، إنتوا كمان هتبقوا دكاترة!».
قادت «جورى» الأسرة إلى الاستديو، جميعهم ابتسم مازحوا بعضهم قالوا إن ضحكاتهم هتخلى الصورة تطلع حلوة، في الشارع توقف «مروان»، 6 سنوات، يطلب من أبيه شراء «حاجة حلوة» من السوبر ماركت، تشبست شقيقته الصغرى «مكة»، 4 سنوات، بأبيها وقالت «أنا كمان هاجاى معاكم»، لتتوقف الأم وابنتها الكبرى بجوار سيارة تاكسى مركونة على جنب، وفى لمح البصر شاهد رب الأسرة سيارة ميكروباص «طائشة» يقودها شاب دون الـ17 عامًا بسرعة جنونية ويسير عكس الاتجاه ويبدو عليه فاقدًا للوعى، حذر زوجته: «خدى بالك.. حاسبى»، تراجعت خُطوتين وهى تحتضن طفلتها ذا الـ8 أعوام، لتدهستهما السيارة الأجرة التي لا تحمل لوحات معدنية «دخل فيهم زنقهم بين التاكسي والحيطة والرصيف».
ضحية «الميكروباص الطائش» في شبرا الخيمة
سواق الميكروباص هرب من المكان
استقبل الرجل الأربيعنى، منظر خروج أمعاء بطن وكبد «جورى» بصراخ ولطم على الخد، طلب الإسعاف وحين تأخرت حملها بسيارة لأقرب مستشفى لكنها ماتت، وزوجته دخلت بالعناية المركزة لتجرى جراحة تركيب شرائح ومسامير بقدميها وإحداهما ظهرت منها العظام، فكانت إصابتها من عند منتصف الجسد السفلى «ربنا سترها معاها»، يرددها رب الأسرة، ولم يعد قادرًا على سماع سؤالها خلال زيارتها: «البنتُ فين وعاملة إيه؟!».
لا يستطيع أن يزف لزوجته كارثة وفاة ابنتهما ودفنها، كما فعل مع جدتها وعرف كيف يجعلها تتبلع الصدمة، حين قال لها: «تعالى عايزك نخرج مع بعض»، ويقول: «لكنها لما جت لى على أساس إننا خارجين، كان طريقنا هو الوصول إلى جنازة جورى، وحينها انهارت»، يحتار في أمر «أم العيال» التي لا تفيق من غيوبتها سوى بسؤالها عن ابنتهما «بأحاول أمهد لها، بقول لها: (دى لسة في المستشفى، حالتها صعبة، ادعى لها تقوم بالسلامة!، على أساس إنها تستوعب خطورة حالتها وبالنهاية أعرفها إنها ماتت».
حزين ينظر إلى صورة ابنته، يطالع برأتها يستذكر أحلامها، يشيح بيده ويسيل الدمع من عينيه: «كان نفسها تبقى دكتورة، مش هتطلع ولا حاجة، مطلعتش حاجة خالص، كنت فرحان بيها وبقول عليها ذكية وجايبة الدرجات النهائية في تانية ابتدائى»، حمل فستانها الذي ارتدته يوم وفاتها، تذكر «كابوسه» هكذا يسمى لحظات دهسها وأمها، يروى والألم يعتصره «سواق الميكروباص هرب من المكان، وساب العربية، ومن شدة سرعته حطم التاكسى المركون على جنب، ولما اتقبض عليه أخلى سبيله وأطالب بإعادة التحقيقات».
والد ضحية «الميكروباص الطائش» في شبرا الخيمة
والد ضحية «الميكروباص الطائش» في شبرا الخيمة
منزل الأسرة يتحول لسرادق عزاء
تحول منزل عائلة الضحية إلى سرادق عزاء، الجميع يرتدى الأسود، لا طعام ولا شراب أصبح له مذاق، الأب يتمنى أن يلحق بصغيرته التي يرثيها: «عيدك في الجنة يا ضنايا، ملحقتش تفرحى»، يصبر نفسه «عايزة حقها وراضى بقضاء الله، عيالى لما طلبوا منى أجيب لهم حاجات تسببوا في إنقاذنا، السواق كان هيموتنا كلنا، وبنتى فديتنا بروحها الطاهرة»، يحتار «هينفع أجيب صور بنتى معانا من الاستديو، دى كانت بتودعنا».
عمة الطفلة «جورى»، لا تكف عن حكى أن الصغيرة أعدت مفاجأة لابنتها الكبرى وجمعت أطفال العائلة كلهم بأول أيام العيد وأحضروا «تورتة» احتفالًا بعيد ميلادها، تصفها بأنها كانت «فاكهة البيت كله، والكبير والصغير بيعشقها».
قبل وقت قصير من وقوع الحادث، كان رجل بالمنطقة يشير إلى أن سائق الميكروباص قد يدهس أحد لسيره برعونة وقد جرى.
والد ضحية «الميكروباص الطائش» في شبرا الخيمة
حادث حوادث الطرق في مصر حوادث اليوم حادث شبرا الخيمة حادث الشارع الجديد الطفلة جوري الميكروباص الطائش ضحية الميكروباص الطائش أخبار الحوادث أخبار الحوادث اليوم أخبار الحوادث في مصر اليوم الميكروباص الطائش يدهس طفلة ووالدتها دهس طفلة دهس طفلة شبرا الشارع الجديد بشبرا الخيمة
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: حادث
إقرأ أيضاً:
الإعدام شنقا لربة منزل ونجلها لقتلهما فتاة بالقليوبية
قضت محكمة جنايات شبرا الخيمه، الدائرة الثانية مستأنف، بتأييد حكم الإعدام شنقا لربة ونجلها بعد رد فضيلة مفتي الجمهورية بإبداء الرأى الشرعي في إعدامهم علي ما أقترفوه، وذلك بعد قبول الحكم المستانف الذي صدر عليهم، لاتهامهم بقتل فتاة بكتم أنفاسها بقطعة قماشية، بدائرة مركز قليوب بمحافظة القليوبية.
صدر الحكم برئاسة المستشار أشرف فتحي حلمي ويصا، وعضوية المستشارين تامر عادل عمارة حجازي، ومدحت مجدي محمد عبد اللطيف، وأحمد مصطفي أبو طالب، وأمانة سر محمد شهاب.
وقد إحالت النيابة العامة المتهمين: "نوره م أ ف" 39عام - ربة منزل - مقيمة: شارع 7أرض عبد الكريم نصر دائرة ثان شبرا الخيمة، و "كامل ع ك ط" 19 عام - حداد - مقيم دائرة ثان شبرا القليوبية، في القضية رقم 7905 لسنة 2023 جنايات مركز قليوب والمقيدة برقم 663 لسنة 2023 كلي جنوب بنها، لأنه في 2 أكتوبر 2022 بدائرة مركز قليوب بمحافظة القليوبية، المتهمان وأخرى ذات الأربع عشرة سنة ميلادية قتلوا عمداً المجني عليها نورا عبد النور حلمي مرزوق مع سبق الإصرار والترصد، إذ نفاذاً لذلك الغرض عقدوا العزم وبيتوا النية على إنفاذ مشروعهم الإجرامي المتفق عليه إذ قبعا المتهمان الأولى والثاني بمسكنهما منتظرين حضورها صحبة المتهمة الأخرى.
وما أن أتتهم على إثر مارب منهم الممارسة المتهم الثاني الرذيلة برضاء منها معه حتى دلفت برفقته أحد غرف المسكن وكشفت عن عورتها فجسم فوقها وقيد حراكها، وما أن صرخ لطلب مساعدة المتهمتين الأولى والأخرى حتى هرعا إليه واستكملت الأخيرة تقيد حراكها من قدمها وكممت الأولى فاهها بقطعة من القماش ممزوجة بالمياه قاصدين جميعاً من فعلتهم إزهاق روحها حتى فارقت الحياة على النحو المبين بتقرير الصفة التشريحية الخاص بها المرفق بالأوراق.