رأي الوطن : هدنة «إنسانية» تمكن المجرم من تمزيق ضحيته
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
في الوقت الَّذي يُطالِب ويُناشِد فيه العالَم أجمع بإعلان وقف العدوان الصهيونيِّ الهمجيِّ على قِطاع غزَّة المُعتدَى عَلَيْه، تخرج الدبلوماسيَّة الغربيَّة، وعلى رأسها الأميركيَّة، باقتراحٍ غريب يتمثل في إعلان (هدنة إنسانيَّة تكتيكيَّة)، الأمْرُ الذي يولِّد الانطباع مباشرة بأنَّ هدنة واشنطن (الإنسانيَّة التكتيكيَّة) ما هي إلَّا محاولة جديدة واستدارة على الغضَب العالَميِّ الجاري ضدَّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وسياساتها الدَّاعمة، بل وقيادتها لحرب الإبادة في قِطاع غزة؛ من أجْلِ امتصاص هذا الغضب، ولمُساعدةِ كيان الاحتلال الصهيونيِّ على كسْبِ المزيد من الوقت وإعطائه المساحة المطلوبة للقيام بعمليَّته البَرِّيَّة وفق معلومات استخباراتيَّة سيحصل عَلَيْها الكيان أثناء تلك الهدنة المشبوهة، ومن الوارد أنَّ زيارة وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات الأميركيَّة «سي آي إيه» إلى كيان الاحتلال الصهيونيِّ لا تخرج عن هذه المعطيات والتكهنات.
من المؤسف أنَّ الدَّوْر الأميركي في هذه المحرقة هو دَوْرٌ أعمى، ويؤكِّد أنَّ واشنطن ومِن ورائها الحلفاء الغربيون يحاولون عَبْرَ هذه الهدنة درء الضغوط الدوليَّة والداخليَّة المتزايدة؛ لوقفِ هذا العدوان الهمجيِّ السَّافر. ورغم رفض الصهاينة للمقترح الأميركيِّ ـ كما يُشاع إعلاميًّا ـ إلَّا أنَّ واشنطن عَبْرَ العديد من الدبلوماسيِّين الغربيِّين ستُقدِّم ضمانات للصهاينة تُمكِّنهم من استئناف العدوان مُجددًا على القِطاع لِتكُونَ هذه الهدنة غير الإنسانيَّة وسيلة جديدة لدعم الكيان الصهيونيِّ المُجرِم، ومجرَّد خديعة غربيَّة جديدة لشراء الوقت لصالحه، ومحاولة كاذبة لامتصاص غضب الشعوب المتنامي في كافَّة بقاع المعمورة، والَّذي يُشكِّل ضغطًا أخلاقيًّا على الأقلِّ لحلفاء الصهاينة، وبالتأكيد هي فرصة لاستكشاف الوضع داخل قِطاع غزَّة مخابراتيًّا ربَّما تمهيدًا لإطلاق عدوان أشدّ شراسة في القريب العاجل.
حقيقةً لَغريبٌ أمْرُ واشنطن تبحث عن هدنة تُسمِّيها «إنسانيَّة تكتيكيَّة»، وتعطي في الوقت ذاته العدوَّ الصهيونيَّ قنابل متطوِّرة جدَّا وموجَّهة قيمتها (320) مليون دولار لإبادة المزيد من الأطفال والنساء، إنَّها معادلة عصيَّة على الفهْمِ، ولا يوجد لها تفسير سوى أنَّ الولايات المُتَّحدة تشتري الوقت لدعمِ حليفها كيان الاحتلال الصهيونيِّ باحثةً عن وسائل ومداخل تسمح له بالنزول عن الشجرة بعد ما رفع سقوف عدوانه.
ولعلَّ ما شاهدَه قِطاع غزَّة من جرائم حرب لَمْ تحدُث في التَّاريخ الإنسانيِّ الحديث، يجِبُ أنْ يفرضَ على الدوَل الغربيَّة الَّتي أعلنت دعمها المُطلَق وموقفها المنحاز للعدوِّ الصهيونيِّ متعلِّلةً بـ(حقِّ الدِّفاع عن النَّفْس)، والَّتي يدَّعي رئيس الوزراء الصهيونيِّ بنيامين نتنياهو أنَّه يشنُّ حربه المُدمِّرة باسمها، أنْ تتبرَّأَ من جرائمه وتعملَ على وقفها عاجلًا بالنظر إلى اعتبارات كثيرة مِنْها الحفاظ على مصالحها، واليقين التَّام بأنَّ ما بعد السَّابع من أكتوبر ليس كما قَبله، وأنَّ العمل يجِبُ أنْ يتَّجهَ نَحْوَ ترتيب الأوضاع بما يُحقِّق السَّلام المنشود، ويُعِيدُ الحقوق المسلوبة للشَّعب الفلسطينيِّ ويُحقِّق الاستقرار والأمن ويحفظُ مصالح الجميع. والانتباه إلى أنَّ الركض وراء نتنياهو ستكُونُ فاتورته باهظة الثمن؛ لكونه يحاول أنْ يجرَّ الجميع إلى أتون حربٍ طاحنة لا تبقي ولا تذر حتَّى لا يصلَ إلى مصيره المحتوم والَّذي ينتظره.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بعد بيانات الوظائف المثيرة للقلق.. متى يبدأ الفدرالي الأميركي في خفض معدلات الفائدة؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
يتوجه الفدرالي الأميركي إلى اجتماعه المتعلق بالسياسة النقدية المقرر عقده في الفترة من 18 إلى 19 آذار مع سوق عمل قوي بشكل عام، ولكنه يُظهر بعض العلامات المبكرة المحتملة للضعف، وهو تطور يمكن أن يضع البنك المركزي الأميركي في موقف صعب إذا ظل التضخم مرتفعاً، وأضافت التعرفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب ضغوطاً على الأسعار.
أفادت وزارة العمل الأميركية يوم الجمعة أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة ارتفع في فبراير شباط، حيث أضاف أصحاب العمل 151 ألف وظيفة. وهذا يتجاوز بكثير معدل النمو الشهري الذي يتراوح بين 80 ألفاً و100 ألف وظيفة، والذي قال محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الخميس إنه يعتبره مستوى صحيًا لخلق الوظائف.
قوة سوق العمل وتأثيرها على معدلات الفائدة
قال والر ومسؤولون آخرون في الاحتياطي الفدرالي إن سوق العمل القوي يسمح للبنك المركزي في الوقت الحالي بالحفاظ على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في نطاق 4.25%-4.50% بينما ينتظر المزيد من التقدم بشأن التضخم، الذي لا يزال أعلى من الهدف البالغ 2%.
لكن تقرير الوظائف الأخير أظهر أيضاً أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.1% وأن عدد الأشخاص الذين يقبلون بالعمل بدوام جزئي لأنهم لم يتمكنوا من العثور على وظيفة بدوام كامل ارتفع أيضاً بشكل حاد، مما دفع مقياساً أوسع للبطالة يُعرف باسم U-6 إلى 8%، وهو أعلى مستوى لهذا المقياس للعمالة الناقصة منذ أكتوبر تشرين الأول 2021.
أظهر التقرير أيضاً أن الحكومة الفدرالية فقدت وظائف في الشهر الماضي، على الرغم من أن المحللين قالوا إن التأثير الكامل لخفض القوى العاملة الذي يقوده الملياردير إيلون ماسك و"وزارة كفاءة الحكومة" التابعة له قد لا يظهر حتى مارس آذار أو أبريل نيسان.
كتبت جوليا كورونادو، رئيسة شركة ماكروبوليسي بيرسبكتيفز، في مذكرة: "أظهر تقرير التوظيف لشهر فبراير شباط بعض التراجع في الظروف حتى قبل أن يبدأ تأثير التخفيضات الكبيرة في التوظيف الفيدرالي والمتعاقدين". "ما زلنا نتوقع أن يؤدي انخفاض الهجرة، وفقدان الوظائف الفدرالية، وسياسة التعرفات الجمركية إلى تباطؤ كبير في التوظيف في الأشهر المقبلة، لذلك من المرجح أن يواجه الاحتياطي الفدرالي تهديدات لكلا جانبي تفويضه المزدوج."
متى يخفض الفدرالي معدلات الفائدة الأميركية؟
دفع متداولو العقود الآجلة لمعدلات الفائدة قصيرة الأجل بعد التقرير رهاناتهم على بداية تخفيضات معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي إلى يونيو حزيران، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى مايو أيار قبل التقرير، لكنهم ما زالوا يتوقعون إجمالي ثلاثة تخفيضات في عام 2025.
سيقوم صناع السياسات في الاحتياطي الفدرالي، الذين شعروا في ديسمبر كانون الأول أنه من المحتمل أن يكون هناك تخفيضان لمعدلات الفائدة هذا العام، بتحديث توقعاتهم لمسار معدلات الفائدة في اجتماع السياسة القادم.
لقد أدت سياسات التعرفات الجمركية المتقلبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تقلبات شديدة في أوساط المستثمرين، ودفعت بعض الشركات إلى تجميد استثماراتها. وقد صرح العديد من صناع السياسات في الاحتياطي الفدرالي أنهم يريدون مزيداً من الوضوح بشأن التعرفات الجمركية والسياسات الأخرى قبل أن يقوموا بتحريك معدلات الفائدة مرة أخرى.
سيقدم رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول قراءته الأخيرة للتوقعات الاقتصادية والسياسة النقدية في وقت لاحق من يوم الجمعة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام