ليس غريبا أن تعلن سلطنة عُمان إلغاء كافة الاحتفالات الرسمية بمناسبة العيد الوطني الذي يصادف يوم الثامن عشر من نوفمبر من كل عام تضامنا وحزنا على ما يتعرض له الأشقاء في العروبة والإنسانية في فلسطين وبشكل خاص في قطاع غزة.. وعبر تاريخ القضية الفلسطينية كانت عُمان سندا متينا وداعما لحق الشعب الفلسطيني في نيل استقلاله وإعلان دولته المستقلة، ورغم أن هذا المطلب هو درة تاج ما يناضل من أجله الفلسطينيون إلا أنه أحد أبسط الحقوق التي تؤكدها القوانين والأنظمة الدولية.


وكانت سلطنة عمان في مقدمة الدول التي أدانت الحرب الهمجية والبربرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بذريعة الحضارة كما يقول رئيس وزراء دولة الاحتلال، وهذه الذريعة أصبحت مفضوحة في كل العالم؛ فقد سبق أن طرحت خلال الغزو الأمريكي للعراق في عام ٢٠٠٣ ووصل العراق إلى ما وصل إليه من الانهيار والتشظي والتحول إلى مسرح للجماعات المتطرفة، التي حولها الغزو بعدوانه وطغيانه وظلمه إلى ما وصلت إليه من تطرف وتشدد وهو الأمر الذي يعاد إنتاجه الآن ليس في غزة وحدها، ولكن في مختلف دول العالم عند الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بالقهر والظلم نتيجة لما يحل بإخوتهم في الدين، وفي الإنسانية في قطاع غزة. على أن أحرار العالم يؤمنون إيمانا مطلقا أنه مهما ناضل الفلسطينيون من أجل قضيتهم وعملوا لتحرير أرضهم من المحتل فإن ذلك النضال حق تعترف به الشرائع والقوانين، ويعترف به الغرب في كل مكان إلا في فلسطين، وهذا عائد لأسباب تاريخية كثيرة تعود للعقل الغربي ونظرته للإسرائيليين لا إلى أساليب النضال الفلسطيني.
وموقف سلطنة عمان واضح وجلي من هذه الحرب الهمجية التي تحاول فيها إسرائيل بكل ما تحمله من عنصرية وحقد إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتستطيع بعد ذلك التفرد ببقية حركات المقاومة الفلسطينية.. وإذا كان الصوت الشعبي في عُمان عاليا مثله مثل الصوت الإعلامي الذي يعمل جاهدا على فضح المخططات الإسرائيلية، وكشفها أمام شعوب العالم فإن الصوت السياسي والدبلوماسي العماني أكثر علوا، ويعمل في كل الاتجاهات من أجل وقف هذا العدوان الغاشم الذي تغتال فيه آلة الاحتلال العسكرية الأطفال والنساء حتى زاد عدد الأطفال الذين اغتالهم الاحتلال في غزة خلال شهر واحد فقط ٤ آلاف طفل.. وتعمل استراتيجية إسرائيل خلال ذلك في مسارين: الأول هدفه الإبادة حتى لا يبقى في غزة من يعيش من أجل القضية الفلسطينية، أما الهدف الثاني فلكسر المقاومة، لكن إسرائيل لا يبدو أنها رغم العقود الطويلة الماضية قد عرفت بشكل حقيقي صلابة الشعب الفلسطيني وقوته، وأن جميع أفراده يولدون من أجل تحرير فلسطين وكل شيءٍ غير ذلك هو في الهامش أما المتن الحقيقي فهو التحرير والاستقلال.
وفي هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به القضية الفلسطينية وأمام كل هذه الدماء التي سالت وتسيل على أرض فلسطين فإن سلطنة عمان حكومة وشعبا تقف وقفة صامدة نصرة لفلسطين وتقديسا للدماء التي تسيل في فلسطين باعتبارها دماء طاهرة تسيل من أجل قضية عادلة لا يمكن التفريط فيها، وهذا موقف ثابت في عُمان لا يمكن أن يتزعزع، وهو مستمد من إيمان العمانيين بالقضايا العادلة ومن تاريخهم العريق، وكل حراك كان وسيكون من عُمان هدفه الوصول إلى إعلان دولة فلسطين المستقلة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سلطنة ع من أجل

إقرأ أيضاً:

بعد “جوجل”.. مايكروسوفت عززت دعمها للجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة

 

 

الجديد برس|

 

نشرت صحيفة غارديان البريطانية تحقيقا أكد أن شركة مايكروسوفت الأميركية عززت علاقاتها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي لتقديم الدعم التكنولوجي خلال الحرب على غزة.

 

وأوضحت الصحيفة أن منتجات مايكروسوفت كانت تستخدمها وحدات في القوات الجوية والبرية والبحرية في جيش الاحتلال ، كما كانت وزارة الحرب الإسرائيلية تكلف مايكروسوفت بالعمل في مشاريع حساسة وسرية للغاية.

 

وأجرت الصحيفة التحقيق بالتعاون مع مجلة “972+” الإسرائيلية-الفلسطينية ومنصة “لوكال كول” العبرية، واستند إلى وثائق حصل عليها موقع “دروب سايت نيوز”، إضافة إلى مقابلات مع مصادر من الأوساط الدفاعية والاستخباراتية الإسرائيلية.

 

وأظهر التحقيق أن اعتماد الجيش الإسرائيلي على تكنولوجيا السحابة والذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت تزايد خلال المرحلة الأكثر كثافة من قصف غزة، كما تم إبرام صفقات بقيمة لا تقل عن 10 ملايين دولار لتوفير آلاف الساعات من الدعم الفني.

 

وجاء ذلك متزامنا مع توجه قوات الاحتلال نحو شركات التقنية الأميركية الكبرى لمواجهة الزيادة في الطلب على قدرات التخزين والسحابة بعد بداية الحرب على غزة، وشمل ذلك التعاون مع شركات أمازون وغوغل لتخزين وتحليل كميات أكبر من البيانات والمعلومات الاستخباراتية لفترات أطول.

 

وأوضحت الصحيفة أن منتجات وخدمات مايكروسوفت، خاصة منصة “أزور” السحابية، استُخدمت من قِبل وحدات بالقوات الجوية والأرضية والبحرية الإسرائيلية، وكذلك مديرية الاستخبارات، وتمت الاستفادة منها لدعم الأنشطة القتالية والاستخباراتية.

 

وباعتبارها “شريكا موثوقا” لجيش الاحتلال، كانت مايكروسوفت تكلف بشكل متكرر بالعمل على مشاريع حساسة وسرية للغاية، ووفرت الشركة للجيش الإسرائيلي وصولا واسع النطاق إلى نموذج “جي بي تي-4” من “أوبن إيه آي”، بفضل شراكة مع مطور أدوات الذكاء الاصطناعي الذي غيّر سياساته مؤخرا للسماح بالتعاون مع العملاء العسكريين والاستخباراتيين.

 

وأوضحت غارديان أن الاستهلاك الشهري المتوسط للجيش الإسرائيلي من مرافق التخزين السحابية التابعة لمايكروسوفت ارتفعت خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب بنسبة 60% مما كان عليه في الأشهر الأربعة التي سبقت الحرب.

 

كما قفز استهلاك الجيش للمنتجات القائمة على الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت بشكل مشابه في الفترة نفسها، وبحلول نهاية مارس/آذار 2024، كان الاستهلاك الشهري للجيش من مجموعة أدوات التعلم الآلي التابعة لمايكروسوفت “آزور” أعلى بمقدار 64 مرة مما كان عليه في سبتمبر/أيلول 2023.

 

مقالات مشابهة

  • فهمي بهجت: موقف القاهرة الثابت تجاه فلسطين يكشف المخططات التي تستهدف الدولة
  • بعد “جوجل”.. مايكروسوفت عززت دعمها للجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة
  • ماغرو زار المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان: من دون الأبحاث يستحيل أن نتوقع التطورات التي تحصل في العالم
  • عُمان تؤكد أن المفاوضات في اليمن هي السبيل لتحقيق السلام
  • فلسطين: تحركات على المستويات كافة لإجبار الاحتلال ومستوطنيه على وقف جرائمه
  • رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف عدوان الاحتلال على جنين
  • المجلس الوطني الفلسطيني يحذر من مخطط الاحتلال للتطهير العرقي في الضفة
  • اليونان تؤكد دعمها الثابت لوحدة اليمن واستقراره
  • حماس تؤكد أن غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • وقف إطلاق النار في غزة: انتصار الصمود الفلسطيني