جريدة الوطن:
2025-03-05@02:17:39 GMT

خوارزميات غزة .. الممكن وغير الممكن

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

خوارزميات غزة .. الممكن وغير الممكن

بالمفهوم الَّذي يفيد أنَّ الخوارزميَّات هي سلسلة خطوات منطقيَّة ومتسلسلة لإجراء حسابي ما، يكُونُ المنهج المعتمَد من المقاومة الفلسطينيَّة خوارزميًّا في التصدِّي للنَّزعة العنصريَّة التدميريَّة الَّتي دأب عَلَيْها الإسرائيليون.
لقَدْ تعدَّدت إنجازات المقاومة في المواجهة وتنوَّعت أساليبها في الردِّ الحاسم الَّذي فاقَ التصوُّرات في إرباكه تقديرات مؤسَّسات ومراكز بحث كانت تُقيِّم قناعاتها، أنَّ هذه المقاومة شاخت وباتَتْ تميل إلى التسويات والمهادنة وارتضاء الوصول إلى تفاهمات بغطاءات إقليميَّة ودوليَّة مُعيَّنة لا تُشكِّل أيَّ خطرٍ جدِّيٍ على «إسرائيل» الأمْرُ الَّذي يُزيح عن كاهلها الخوف من مفاجآت يُمكِن أن تُعِيدَ خلط الأوراق، خصوصًا مع قناعاتها أنَّ الردَّ بالكثافة النَّاريَّة وإنزال المزيد من الخسائر في صفوف المَدنيِّين الفلسطينيِّين هو الرادع وإحداث الترويع اللازم، لذلك اعتمدت القوّة الإسرائيلية على القتل والتدمير والتجويع والعزْلِ والتهجير ونسْفِ منازل عوائل المقاومين مع تكوين تراكميَّة دالَّة على ذلك بزعم أنَّ العبَث بالمقدرات الفلسطينيَّة مع المزيد من الإمعان والتشفِّي لا بُدَّ أن يعطيَ أرباحًا وازنةً لَهُمْ تستطيع التحييد إن لَمْ يكُنِ الاستسلام الكُلِّي للمشروع الاستيطاني الصهيوني.


لقَدْ أقام الإسرائيليون رؤيتهم العنصريَّة هذه، وامتنعوا عن الإصغاء إلى كُلِّ ما يعارض هذا التوجُّه بما في ذلك أكثر من 300 قرار وتوصية دوليَّة تُقرُّ بحقوق الشَّعب الفلسطيني.
لقَدْ أغفل الإسرائيليون حقيقة أنَّ المقاومة ليست عاقرًا، بل خصبة ولَّادة، وذات ذاكرة مُبدعة لِتحطيمَ غرور القوة لدى الإسرائيليِّين.
في الواقع سَقطَ الرَّدع الإسرائيلي جملةً وتفصيلًا، ولك فحسب أن تدرسَ، كيف تلقَّى العمل الاستخباري الإسرائيلي الصَّدمة، وكيف لَمْ تَعُد الماكينة الإعلاميَّة الَّتي تُروِّج للإسرائيليِّين صانعةَ رأيٍ عامٍّ، وكيف أنَّ المقاومة في غزَّة قادرة على المطاولة بمفاجآت في وصول صواريخها إلى العُمق الإسرائيلي بعد مُضيِّ شهر على الحرب، وكيف تراجع كُلِّيًّا مشروع تهجير سكَّان غزَّة إلى خارجها، وكيف باتَتِ القناعة عالَميًّا تتشكَّل بالمزيد من الوقائع عن النَّازيَّة الصهيونيَّة بعد أن كانت تتسلَّى تمثيليًّا بِدَوْر الضحيَّة.
إنَّ الإنجازات الَّتي تحقَّقت للمقاومة الفلسطينيَّة في السَّابع من تشرين الأوَّل 2023 صنعت قاعدة أمل قويِّ في إنصاف حقِّ الشَّعب الفلسطيني بتقرير مصيره بعد أن صوَّتَت على قرار في الأُمم المُتَّحدة (140) دَولة بالدَّعوة إلى وقف الحرب وامتناع (45) دَولة عن التصويت ورفض (14) دَولة للقرار، على رأس هذا العدد القليل، الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة.
إنَّ القراءة الدَّقيقة والمتأنِّية للمداولات الَّتي جرت تحت سقف المنظَّمة الدوليَّة خلال الأيَّام القليلة الماضية تكشف بالدليل القاطع كيف تبَلْوَر موقفٌ عالَمي وازن يمنع البقاء عِنْد حدود التمنِّي الَّذي قَدْ يجرُّ منطقة الشَّرق الأوسط إلى حرب عالَميَّة طاحنة مدمِّرة بنتائج مُرعِبة.
إنَّ الانتظار الإسرائيلي من خلال اللعب بالكثافة النَّاريَّة مضيعة واضحة للإسرائيليِّين أوَّلًا وإلَّا كيف لا يكون يأسًا إسرائيليًّا خالصًا حين يقول إلياهو وزير التراث الإسرائيلي، إنَّ الخلاص من غزَّة يقتضي ضربها بقنبلة نوويَّة مع عِلْمِه المُسبق أنَّ ذلك يعني انتحار «إسرائيل» ليس إلَّا.
المعادلات الجديدة، الَّتي تشكَّلت بفضل المقاومة الفلسطينيَّة، رسمت حدود الممكن وغير الممكن للسَّلام العادل في المنطقة وتلك أولى النتائج.
المُمكن اندحار الاحتلال والذَّهاب إلى سلام عادل يتمُّ فيه الاعتراف الكامل بحقِّ الفلسطينيِّين في إقامة دَولتهم الَّتي عاصمتها القدس الشرقيَّة، كما أعتقد جازمًا أنَّ أولى الخطوات إفراغ أقفاص الأسرى الفلسطينيِّين من ساكنيها مقابل إفراج المقاومة الفلسطينيَّة عن أسرى الإسرائيليِّين، أمَّا غير المُمكن فهو تشبُّث حكومة نتنياهو بأجندة الذَّاكرة العنصريَّة المغلقة الَّتي تسبَّبت للإسرائيليين بورمٍ غير حميدٍ.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

من هو «الناخب المقيم» ومن «الناخب المقيم وغير المقيد»؟

تواصل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات توضيح كل التعريفات الخاصة بانتخابات المجالس البلدية “المجموعة الثانية”، واليوم تعرّفنا “من هو “الناخب المقيم”، ومن “الناخب المقيم وغير المقيد”؟

الناخب المقيم: هو الناخب المقيد والمسجل في سجلات مصلحة الأحوال المدنية داخل نطاق البلدية.

الناخب المقيم وغير المقيد: هو الناخب المقيم في البلدية وغير مسجل في مصلحة الأحوال المدنية بالبلدية المقيم بها.

مقالات مشابهة

  • السيسي: أتطلع للعمل مع القادة العرب وترامب لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: القمة العربية بالقاهرة تاريخية وغير مسبوقة
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: القمة العربية الطارئة تاريخية وغير مسبوقة
  • قيادي في حماس: سلاح المقاومة خط أحمر وغير مطروح للنقاش
  • لازاريني: من غير الممكن استخدام المساعدات كسلاح في الحرب
  • الجيش الإسرائيلي يقر بفشله في حماية مستوطنة كفار عزة
  • من هو «الناخب المقيم» ومن «الناخب المقيم وغير المقيد»؟
  • أمين عام الأمم المتحدة يرحب بمبادرة برلين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • البرلمان العربي يدين قرار كيان الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ويرفض سياسة التجويع ضد الشعب الفلسطيني
  • خوارزميات فيسبوك.. ماذا وجدت شركة حقوقية اختبرت نشر إعلان توظيف في 6 دول مختلفة؟