تصعيد عسكري إسرائيلي في جنين.. ما دلالة تأكيد تل أبيب مشاركتها واشنطن معلومات عن العملية؟
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني نواف العامر، إن الاحتلال الإسرائيلي دائما ما يعول على مواقف الإدارات الأميركية المتعاقبة، في أن توفر غطاء سياسيا ودبلوماسيا لجرائمه المتتابعة ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها العملية العسكرية التي ينفذها في جنين ومخيمها بالضفة الغربية منذ فجر اليوم الاثنين.
ونوه -في حديثه لحلقة برنامج "ما وراء الخبر" (2023/7/3)- إلى ما ذكرته الإذاعة العبرية من أن مقدم الأخبار في شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية، استخدم مصطلحات طُلب منه اعتمادها من أن ما يحدث في جنين مجرد نشاط عسكري وليس اجتياحا أو اعتداء، وهو الأمر الذي يكشف الغطاء الأميركي لما تقوم به إسرائيل من انتهاكات واعتداءات على الفلسطينيين في جنين.
يأتي ذلك على خلفية، ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية من أن وزير دفاعها يوآف غالانت، اجتمع بالسفير الأميركي لدى إسرائيل توماس نايدز، وأطلعه على سير العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية بمخيم جنين، مضيفة أنه تم التخطيط لهذه العملية منذ عام ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذها قبل 10 أيام.
ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإنه تم إبلاغ الأميركيين بالعملية العسكرية -التي لا تزال مستمرة في جنين وأوقعت 10 شهداء فلسطينيين وعشرات الجرحى حتى مساء اليوم- على أعلى مستوى بدون تحديد للموعد، في حين عبّر نتنياهو في كلمة تلفزيونية تزامنت مع حلقة ما وراء الخبر عن امتنانه للدعم الأميركي المستمر لإسرائيل.
دعم قديموفي حديثه لما وراء الخبر، أشار العامر إلى أن تكاليف الدعم الأميركي للاحتلال منذ عام 1948 وحتى منتصف العام الماضي تجاوزت 130 مليار دولار، كما أن واشنطن كانت أكثر الدول الكبرى في استخدام حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن، حيث استخدمته 83 مرة، نصفها كان ضد القضية الفلسطينية.
ورأى أنه لا فرق في إبداء الدعم المطلق للاحتلال الإسرائيلي بين الجمهوريين والديمقراطيين، وأنه رغم الخلافات المعلنة بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن، فإن ذلك لا يحد من هذا الدعم، حيث إن ما يحكم تلك المواقف مؤسسات الدولة المختلفة.
وذهب إلى أن إسرائيل لم تواجه أي ضغط دولي حتى الآن، أمام عمليتها العسكرية الجارية في جنين، وأن الإدارة الأميركية تفضل أن تتم العملية سريعة بدون أن تتمدد لباقي مناطق الضفة، أو تتجاوزها جغرافيا إلى مساحات أبعد مثل قطاع غزة.
وفي السياق، قالت الرئاسة الفلسطينية إنها قررت وقف كل الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي والاستمرار في وقف التنسيق الأمني، كما قررت "تقنين العلاقة مع الإدارة الأميركية"، داعية المحكمة الجنائية الدولية للتعجيل في البت في القضايا المحالة إليها.
في حين رأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الحديث الأميركي عن دعم "العدوان الصهيوني" على مخيم جنين "يمثل عدوانا على شعبنا ومشاركة للاحتلال في حربه"، مشيرة إلى أن الموقف الأميركي الداعم للعدوان عن جنين "يعد تشجيعا للاحتلال على تصعيد انتهاكاته ضد كل ما هو فلسطيني".
علاقات قويةوقال الدكتور إدوارد جوزيف، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكينز الأميركية، إن الجانب الإسرائيلي بمحاولته التأكيد على إبلاغه واشنطن بالعملية وتفاصيلها، يود أن يضع الأمر في سياق العلاقات القوية بين البلدين، وأنه يحظى بدعم أميركي.
لكنه أكد في حديثه لما وراء الخبر على أن إدارة بايدن تفعل كل ما يمكنها فعله، من أجل أن تتم مثل هذه العمليات بأقل الخسائر الممكنة من الجانبين، فهي لا تريد تصعيدا ومواجهات، معتبرا أن المؤشرات على الأرض تدل على أن إسرائيل تحاول أن تتم عمليتها سريعا.
وأضاف أنه حتى الآن ليس هناك تأكيد بأن الولايات المتحدة وافقت على العملية، وأنه في حال أعطت تلك الموافقة، فهي مرتبطة بوصول تصور إليها عن العملية، يوضح طبيعتها وما سيستخدم فيها، مشددا على قناعته بأن الولايات المتحدة لن توافق إلا في حال شعرت من خلال هذه المعلومات التي وصلتها، أن العملية مبررة، كأن تستهدف منشآت تصنيع سلاح "للمنظمات الإرهابية".
وفي رده على تساؤل بشأن عدم وجود أي تحرك من قبل واشنطن لإنهاء العملية، استحضر جوزيف بيانا لحركة الجهاد الإسلامي، تحدثت فيه عن تحركها في حال لم تتوقف العملية الإسرائيلية، معتبرا عدم ردها السريع، يعكس اعترافا بأن العملية مبررة، لكن لا بد من إنهائها سريعا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ما وراء الخبر فی جنین
إقرأ أيضاً:
تصعيد إسرائيلي.. خطط عسكرية لضربات واسعة النطاق في اليمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت تقارير إعلامية حديثة بأن إسرائيل تدرس بشكل جاد توسيع نطاق عملياتها العسكرية في اليمن، استجابةً للتصعيد الأخير في الهجمات المنسوبة إلى الحوثيين.
وذكرت المصادر أن الخطط المطروحة تتضمن هجمات أكثر شمولية تهدف إلى استهداف مواقع متعددة في أنحاء مختلفة من البلاد.
ووفقًا للتقارير، تقوم الجهات العسكرية الإسرائيلية حاليًا بمراجعة وتحديث استراتيجياتها العملياتية، بما يشمل تعزيز قائمة الأهداف المقررة وتنسيق الجهود بين سلاح الجو ووحدات العمليات البرية والبحرية.
ويأتي هذا التوجه في أعقاب تصاعد الهجمات المنفذة من قبل الحوثيين، والتي تضمنت إطلاق صواريخ بعيدة المدى خلال الأيام الأخيرة.
وفي تصريحات نُسبت إلى أحد المسؤولين الإسرائيليين البارزين، تم التأكيد على أن التطورات الأخيرة دفعت باتجاه ضرورة التحرك الحاسم، حيث اعتُبرت الهجمات بمثابة تصعيد كبير يتطلب ردًا أكثر قوة وفاعلية لضمان الحد من هذه التهديدات المتزايدة.
وخلال جلسة أمام الكنيست، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إصدار تعليمات واضحة للجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات تهدف إلى القضاء على مواقع الحوثيين التي تُستخدم كمنصات لشن هجمات.
وأكد أن الهدف من هذه الخطوة هو منع أي تهديد مستقبلي يطال إسرائيل.
وأشار نتنياهو إلى أن الجيش الإسرائيلي سيستخدم جميع الوسائل المتاحة لضمان حماية أمن البلاد، مؤكدًا أن أي جهة تحاول استهداف إسرائيل ستواجه ردًا قويًا وحاسمًا.
كما شدد على أن العمليات العسكرية ستتواصل حتى تحقيق الأهداف المرجوة، مهما تطلب الأمر من وقت وجهد.
وفي سياق حديثه، وصف نتنياهو هذه العمليات بأنها جزء من استراتيجية أوسع لمواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في المنطقة. وأعرب عن ثقته في قدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ هذه المهام بدقة وكفاءة.