عربي21:
2024-11-26@21:58:56 GMT

شيطنة الضحية حِرفة إسرائيلية قديمة

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

منذ اللحظة الأولى التي استفاقت فيها الحكومة الإسرائيلية على زلزال السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حتى جيّشت أجهزتها لترسخ لدى الرأي الداخلي والدولي أن حماس حركة إرهابية لا تختلف عن تنظيم داعش. وبسرعة عجيبة تماهت معها مواقف حلفائها، بدءا من أمريكا وصولا إلى كندا ودول الاتحاد الأوروبي. وإذا كان ذلك منتظرا بحكم المصالح والعُقد المشتركة التي تربط هذه الأطراف وتجعلها في جبهة واحدة، إلا أن آخرين من أبناء هذه الأمة صدقوا التهمة وانخرطوا بدورهم في تبريرها وترويجها دون وعي بخطورة ذلك.



توجيه تهمة الإرهاب إلى حركات التحرير الوطني في جميع دول العالم قصة معروفة اعتمدتها جميع الدول الاستعمارية في محاولة منها تشويه حركات المقاومة وسحب الشرعية منها. لجأت إلى ذلك فرنسا على سبيل المثال، خاصة في محاولاتها خنق الثورة الجزائرية حتى أنها قتلت في يوم واحد 45 ألف جزائري. حصل ذلك بتاريخ 8 أيار/ مايو 1945، وعندما رفع المجاهدون السلاح في وجهها اتهمتهم بالإرهاب. الذين ينكرون على حركات التحرر اللجوء إلى المقاومة المسلحة، ويعتبرون ذلك عنفا غير شرعي لم يطلعوا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتبر المقاومة حقا من حقوق الشعوب "من الأساسي أن تتمتع حقوق الإنسان بحماية النظام القانوني إذا أريد للبشر ألا يضطروا إلى اللياذ بالتمرد على الطغيان والاضطهاد".

لم يطلعوا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتبر المقاومة حقا من حقوق الشعوب "من الأساسي أن تتمتع حقوق الإنسان بحماية النظام القانوني إذا أريد للبشر ألا يضطروا إلى اللياذ بالتمرد على الطغيان والاضطهاد"
قد يزعم البعض أن الإعلان لم ينص على شرعية السلاح، وهو ما يعني الاكتفاء فقط بالمقاومة السلمية. هؤلاء لا يميزون بين المعارضة السياسية في ظل دولة مستقرة، وبين حركة تحرير تواجه دولة مستعمرة غاشمة كما هو الشأن بالنسبة لإسرائيل التي تعتبر آخر نظام استعماري استيطاني في العالم. لهذا ربطت المقاومة الفلسطينية منذ انطلاقها بين البعد السياسي والعمل المسلح.

يجب الإقرار بأن منظمة التحرير فقدت الكثير من تأثيرها عندما ظنت بأن الإسرائيليين سيلتزمون باتفاقية أوسلو، وسيقبلون بحل الدولتين، فكانت النتيجة اغتيال عرفات، وموت عملية السلام، وسرقة الجزء الأكبر من الوطن الفلسطيني.

لا أحد يعلم ما الذي حدث يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر داخل المستوطنات التي تسلل إليها عناصر عز الدين القسام، خاصة فيما يتعلق بعدد القتلى المدنيين. التحقيق الموضوعي وحده يمكن أن يحدد المسؤوليات، إذ لا بد من معرفة من المسؤول عن قتل غير الحاملين للجنسية الإسرائيلية أو مزدوجي الجنسية ومن المسؤول عن قتل المستوطنين غير المسلحين وكذلك غيرهم من حاملي السلاح. وهذه تفاصيل ستؤخذ بعين الاعتبار أثناء التقييم، لكن بأي من الأحوال لا يجوز المقارنة بين المقموع الذي حُرم من وطنه ومن جميع حقوقه، ووُضع في سجن كبير اسمه غزة، وبين كيان اكتسب صفة الدولة ولقي كل الدعم لمزيد الهيمنة والتوسع. ففي هذه الحالة لا أحد يحق له أن يمنع هذا المضطهد من حقه في الدفاع عن نفسه وشرفه وأرضه.

إسرائيل هي اليوم إرهاب الدولة دون تحفّظ ولا حياء، يقتلون الجميع بحجة أن المسلحين يتخذون من المدنيين دروعا بشرية. وعندما يُسألون لو كانت حماس موجودة داخل تل أبيب وبين المدنيين الإسرائيليين هل تتعاملون معهم بنفس الطريقة؟ يرفضون الإجابة
لقد أدركت قيادة حماس منذ البداية أن وجود مدنيين في صفوف الأسرى سيشكل عبئا عليها، إضافة إلى الجوانب الأخلاقية والقانونية، لذلك أبدت استعدادها لتسليمهم إلى المؤسسات المختصة. لكن الذي حدث هو أن الطرف الإسرائيلي بدا راغبا في ذلك ولا يزال حريصا على التضحية بكل الأسرى بمختلف أصنافهم حتى يحمّل حماس مسؤولية قتلهم، فيؤلب عليها الرأي العام الدولي ويؤكد صحة اتهامه لها بكونها حركة إرهابية. فالقصف الجنوني لمدينة غزة جزء من أهدافه قتل هؤلاء الأسرى، وهو ما حصل في عديد الحالات، وهو ما أدركته عائلاتهم التي طالبت باستقالة نتنياهو وإحالته إلى التحقيق ومحاكمته. وبلغ ببعض أعضاء حكومة نتنياهو الجنون إلى حد التفكير في قصف غزة بالنووي للتخلص من الجميع بمن فيهم مواطنوهم العسكريون والمدنيون، وذلك العنوان الأكبر لإرهابهم.

إسرائيل هي اليوم إرهاب الدولة دون تحفّظ ولا حياء، يقتلون الجميع بحجة أن المسلحين يتخذون من المدنيين دروعا بشرية. وعندما يُسألون لو كانت حماس موجودة داخل تل أبيب وبين المدنيين الإسرائيليين هل تتعاملون معهم بنفس الطريقة؟ يرفضون الإجابة.

الحرب ليست اختيارا في الغالب، وإنما هي عند العقلاء حالة اضطرار عندما تغلق الآذان وترتفع درجات الاضطهاد والإهانة. عندها تصبح الكلمات مثل الرصاص تقتل صاحبها أو تخرج من عقالها، وبدل أن تساعد الضحية تفعل العكس تزيد من جراحه. المقاومة الفلسطينية المشروعة ومن ورائها الشعب الفلسطيني بكل أفراده وطوائفه في أشد الحاجة إلى الدعم بمختلف أشكاله، خاصة في هذه اللحظات التي بدأ الضمير العالمي يستيقظ. القضية أكبر من حماس وأوسع من غزة، لهذا نزلت الجماهير في كل مكان من مختلف الأجناس والديانات والألوان إلى الشوارع رافعة شعارا موحدا: "الحرية لفلسطين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية حماس الإرهاب المقاومة الفلسطينية إسرائيل فلسطين حماس الإرهاب المقاومة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

حماس: إعدام شاب وطفل في يعبد سيزيد إصرار شعبنا على مقاومة الاحتلال

رام الله - صفا أكد القيادي في حركة حماس عيد الرحمن شديد أن جريمة الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي بإعدام شاب وطفل في بلدة يعبد القسام قضاء جنين، سيزيد من إصرار شعبنا على خيار المقاومة والتصدي للاحتلال. ونعى شديد في تصريح وصل وكالة "صفا"، يوم الاثنين، شهيدي بلدة يعبد الطفل محمد ربيع جمال حمارشة (13 عامًا)، والشاب أحمد محمود زيد (20 عامًا)، اللذين تم إعدامهما عقب اقتحام بلدة يعبد غربي جنين، وإطلاق رصاص متفجر عليهما، ما أدى لارتقائهما على الفور. وشدد على أن جرائم الاحتلال والاقتحامات والتوغلات المستمرة وسياسة الاغتيالات والإعدامات، التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى كسر المقاومة وحاضنتها الشعبية وإيقاف مدها بالضفة هي محاولات ستبوء بالفشل، ولن تجلب له إلا مزيدًا عن الذعر الأمني والتخبط الميداني. وأكد أن جنين وبلدة يعبد وكل محافظات الضفة الأبية ستبقى متمترسة في خندق المواجهة، داعمة للمقاومة، ولادة للأبطال الذين يوجهون الضربات النوعية لهذا الاحتلال، ويصدون اقتحاماته المستمرة وعدوانه الهمجي الذي يستهدف الكل الفلسطيني. وقال: إن "الضفة كانت وستظل عصية على الانكسار، وستظل تتصدى لكل مخططات الضم والتهجير الذي يتوعد به نتنياهو وسموتريتش وحكومتهم الفاشية". وأضاف أن الضفة تواصل اليوم ملحمة البطولة والفداء التي ارتسمت منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" البطولية. ودعا شديد لتصعيد المواجهة مع المحتل المجرم في كافة الساحات. وطالب أبناء الضفة كافة للتوحد والالتحام لمقارعة الاحتلال، ومواصلة النفير وتصعيد المواجهة، وتكثيف العمل المقاوم بكافة أشكاله ضد قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين.

مقالات مشابهة

  • حماس : عملية الخليل رسالة واضحة بأن شعلة المقاومة بالضفة ستبقى حاضرة
  • سموم إسرائيل ضد المقاومة
  • حماس: عملية الخليل رسالة واضحة بأن شعلة المقاومة بالضفة ستبقى حاضرة
  • حماس: اقتحام الاحتلال لجامعة بيرزيت إمعانٌ في الجرائم بحق شعبنا
  • "حماس" عن عملية الخليل: رسالة واضحة بأن شعلة المقاومة بالضفة ستبقى حاضرة
  • مجلس الشورى يقر تقرير لجنة حقوق الإنسان والحريات حول الأشخاص ذوي الإعاقة
  • حماس: إعدام شاب وطفل في يعبد سيزيد إصرار شعبنا على مقاومة الاحتلال
  • السنيورة للجزيرة: اقتربنا من ساعة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بلبنان
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • المرصد السوداني لحقوق الإنسان يدعو أطراف النزاع إلى الالتزام واحترام القانون الدولي وحماية المدنيين