في الوقت الذي يتسبب فيه التوزيع غير المتكافئ للأعمال المنزلية في توتر العلاقات الزوجية، والتأثير على الصحة العقلية للمرأة، يتساءل البعض حول مدى أخلاقية مشاركة الأطفال في تنظيف البيت، هل هو استغلال أم تربية، خاصة مع ما يراه البعض في مهام تنظيف المنزل -رغم أهميتها الصحية– أنها "إهانة" للذكور بالذات، ليبقى السؤال، ما الأصح تربويا؟ وهل يصلح أن يشارك الأطفال في تنظيف البيت حقا خاصة في الأعمار الصغيرة؟

عادة ما يتم التعامل مع الأعمال المنزلية، كواحدة من أفكار شغل الأطفال الصغار وإلهائهم، خاصة في الإجازات (غيتي) استغلال أم تربية؟

عادة ما يتم التعامل مع الأعمال المنزلية، كواحدة من أفكار شَغل الأطفال الصغار وإلهائهم، خاصة في الإجازات وعلى رأسها الإجازة الصيفية ولكن هل يعد هذا استغلال لطفولتهم، أم تربية سليمة؟ كان هذا السؤال بالذات هو ما يشغل مارتي روسمان، الأستاذ الفخري المشارك في الدراسات التربوية الأسرية، حين أجرى دراسة معمقة شملت 84 شابا وشابة، ليكتشف مجموعة من النتائج اللافتة، التي نشرتها جامعة مينيسوتا.

خلص مارتي إلى أنه يمكن إحداث فرق كبير في مستقبل الأطفال من خلال بعض المهام المنزلية البسيطة مثل إخراج القمامة، أو غسيل الصحون، أو ترتيب الأسرة أو جمع الألعاب وترتيبها، حيث توضح الدراسة أن إشراك الأطفال في المهام المنزلية في سن مبكرة، له تأثير إيجابي في أوقات لاحقة من حياتهم، لأنه يعلمهم الشعور بالمسؤولية، والكفاءة، وإمكانية الاعتماد على أنفسهم، ومن ثم تقدير الذات الذي يبقى معهم طوال حياتهم، عكس قيام الأم بالمهام عنهم والذي يحمل لهم رسائل سلبية أهمها أنهم غير قادرين على تنظيف فوضاهم، وأن هناك من سيقوم بالأمور نيابة عنهم دائما.

ثمة طرق مبتكرة لإقناع الصغار ومفاوضتهم كي يشاركوا في الأعمال المنزلية بسعادة وانشراح (غيتي) ما العمر المناسب لمشاركة الطفل في أعمال النظافة؟

وفق روسمان، فإن أفضل مؤشر على نجاح الشباب في منتصف العشرينيات من العمر هو مشاركتهم في الأعمال المنزلية بعمر 3 و4 سنوات، وتظل أهمية المشاركة ونتائجها الإيجابية قائمة في السنوات التالية، حتى سن 15-16 عاما، حيث تبدو محاولة إشراك الطفل في الأعمال المنزلية بداية من هذا العمر أقل نجاحا، وقد تأتي بنتائج عكسية، ومن ثم تبدو عند تلك النقطة الأهمية القصوى للبدء في إشراك الأطفال في الأعمال المنزلية بعمر 3 إلى 4 سنوات من العمر، ولكن وفق مجموعة من الضوابط أهمها:

ألا تكون المهام مرهقة للغاية. شرح المهام بطريقة تناسب أسلوب التعلم المفضل لدى الطفل، البعض يناسبه الشرح المصور والبعض بالحديث والبعض بالتمثيل الفعلي للمهمة المطلوبة. وضع دورهم على الخريطة الأسبوعية وتحديد المهم بشكل ثابت وليس عشوائيا. 10 طرق لتشجيع الطفل على القيام بالأعمال المنزلية

المسألة ليست سهلة على الإطلاق، من الصعب إقناع طفل صغير يرغب في اللعب طوال الوقت، أن عليه ترتيب غرفته، أو المشاركة في مهمة منزلية، عند تلك اللحظة يبدو قيام الأم بالأمر بنفسها أسهل، ولكن الأمر يستحق العناء حقا، بسبب آثاره، ليس فقط على مستقبلهم الأكاديمي والشخصي، ولكن أيضا لتنمية وعيهم، ولكن كيف يمكن إنجاز الأمر؟

ثمة طرق مبتكرة لإقناع الصغار ومفاوضتهم كي يشاركوا في الأعمال المنزلية من تنظيف وترتيب، بسعادة وانشراح، عن طيب خاطر، إليك أفضل 10 طرق للقيام بالأمر:

دعيهم يشاركوا بأي شكل: قد تبدو مشاركة طفل يبلغ من العمر 3 أو 4 سنوات أمرا مريبا، لكن المهم حقا أن يبدأ، حتى لو كانت المشاركة هي فرز جوارب، أو ضغط على أزرار الغسالة، أو محاولة فاشلة لطي الملابس، المهم أن يبدؤوا ويشعروا بالحماس والتشجيع.

لا تستخدمي التنظيف كعقاب: يستخدم البعض التنظيف كشكل من أشكال العقاب، لذا لا ينصح بتوجيه الطلب بطريقة غاضبة، أو بأسلوب يبدو معه فعل التنظيف كأمر روتيني ممل، أو عقاب ومحاولة للمضايقة.

تحدثي مع الطفل عن الفوائد الصحية للنظافة: الحديث عن الطريقة التي تنتقل بها الجراثيم، وما يمكن أن يتسبب به وجود الحشرات في المنزل من مشاكل صحية، أو مثلا أثر الغبار على الصحة، سوف يجعل طفلك أكثر وعيا بالمشاكل التي تترتب على بقاء الملابس متسخة أو ترك الأطباق غير نظيفة في الحوض مثلا، وهكذا.

يمكن إحداث فرق كبير في مستقبل الأطفال من خلال بعض المهام المنزلية البسيطة (غيتي)

امنحي طفلك الاختيارات: يبدو فعلُ الاختيار بين متعدد سحريا لبعض الأطفال، فشعور الطفل أنه من قرر طواعية تنظيف الطاولة وليس جمع الألعاب، أو سقي النباتات بدلا من ترتيب سريره، يمنحه شعورا بأنه يملك زمام الأمر، وأن عليه إتمامه بأفضل طريقة، بما أنه من اختاره.

اجعلي المهام صغيرة وواقعية: لا تطالبي صغيرك بأمور عديدة دفعة واحدة، أو مهام ضخمة مثل "اجعل غرفتك نظيفة بالكامل"، ولكن بدلا من ذلك يُنصح بتوجيه مهما صغيرة وواقعية، ومحددة مثل "اجمع الألعاب" أو "رتب سريرك" وهكذا.

تحويل فعل النظافة إلى شأن عائلي: لعل أفضل ما يمكن القيام به في هذا الشأن، منح جميع أفراد الأسرة 10 دقائق، يقوم خلاله الجميع بالفعل ذاته، كالمسح الجاف للأسطح مثلا، أو ترتيب الأسرة وهكذا.

استخدام "مؤقت" مع عمل سباق للأطفال في عمليات التنظيف: أثبتت تلك الفكرة فعاليتها في كثير من الأحيان، خاصة مع الأطفال الذين يتمتعون بسمة التنافسية.

ربط عمليات التنظيف باللعب: عبر تعليم الطفل أن الفوضى التي تسبب فيها عبر اللعب، هي ذاتها الفوضى التي سوف يقومون بتنظيفها وترتيبها بقدر استطاعتهم، خاصة إن كانوا يلعبون برفقة صديق، سوف يكون من الماتع أن ينتهي اللعب، بترتيب الأصدقاء للألعاب معا.

من أبرز طرق تعليم الطفل قيمة المال، هو نظام المكافآت والحوافز (غيتي)

تنفيذ قاعدة الجدات: تلك القاعدة التي تقول إنه لا حلوى إلا بعد الانتهاء من العشاء، وعلى المنوال ذاته، ربط الأحداث السعيدة بخطوات تنظيف مسبقة، فمثلا "نحن ذاهبون إلى السينما في الساعة الثالثة، سوف ننظف الغرف قبل النزول، بداية من الساعة 12" وهكذا.

اعتمدي المكافآت والخصومات: لعل من أبرز طرق تعليم الطفل قيمة المال، هو نظام المكافآت والحوافز، والخصومات أيضا، فمثلا، انتظام الطفل في القيام بالأعمال كبقاء غرفته نظيفة، ووضع ملابسه المتسخة في سلة النظافة، يعني حصوله في نهاية الأسبوع على مبلغ ثابت، أما قيامه بأعمال إضافية والاجتهاد بها، فيعني حصوله على مكافآت إضافية، بينما يتم معاقبته حين يقصر في أداء مهامه، أو حين يرتكب أخطاء مثل ترك مغلفات الطعام الفارغة على الأرض، أو عدم حمل أطباقه إلى المطبخ عقب الانتهاء من تناول الطعام، بالخصم من مكافأته الأسبوعية وهكذا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأطفال فی

إقرأ أيضاً:

رئيس المجلس القومي للطفولة تلتقي محافظ أسيوط لدعم قضايا الطفل

التقت الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، اللواء الدكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط وذلك لمناقشة سبل دعم قضايا الطفل بالمحافظة، فضلا عن المناقشات التحضيرية لإنشاء فرع للمجلس القومي للطفولة والأمومة داخل المحافظة تنفيذا لمواد قانون إعادة تشكيل المجلس والذي تضمن انشاء فروع له في جميع المحافظات.

واستهلت الدكتورة سحر السنباطي اللقاء بتوجيه الشكر إلى اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، لمجهوداته ودعمه المستمر لأنشطة المجلس بما يعود بالايجاب على حماية الأطفال بالمحافظة.

واستعرضت السنباطي أنشطة المجلس القومي للطفولة والأمومة ومبادراته المختلفة التي ينفذها دعما لحقوق الطفل وبما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة، والمبادرات الرئاسية التي تهدف إلى بناء الإنسان وتحسين الخصائص السكانية.

حملة بأمان لحماية الأطفال

وأشارت إلى أن المجلس القومي للطفولة يولي أهمية كبيرة بمحور التوعية وتغيير الثقافات من خلال هذه التدخلات كحملة «بأمان» لحماية الأطفال من مخاطر سوء استخدام الإنترنت وتوفير بيئة رقمية آمنة، والتي تندرج تحت مبادرة صاحبوهم تكسبوهم والتي تهدف إلى دعم الأهالي وتوفير حزمة من الاستشارات التي تساعدهم في تنشئة الأطفال تنشئة صحية وسليمة.

وناقشت الدكتورة سحر السنباطي مع اللواء الدكتور هشام أبو النصر التحضير لإنشاء فرع للمجلس القومي للطفولة والأمومة بمحافظة أسيوط، موضحة أن قانون إعادة تنظيم المجلس الصادر برقم 182 لسنة 2023، تضمن تحديد مهام المجلس واختصاصاته وما يستلزم ذلك من إنشاء فروع بجميع المحافظات لتتولي تنفيذ مهامه وأنشطته على المستوى المحلي، وذلك في إطار تعزيز اللامركزية في مجال حماية الطفولة والأمومة وتحسين مستوى الخدمات وتقريبها من المواطنين وسرعة الاستجابة لاحتياجات الأطفال ومتطلباتهم، مؤكدة استعداد المجلس لتقديم الدعم الفني واللوجيستي لتنفيذ برامج تدريبية تستهدف الكوادر المحلية لتعزيز الوعي بقضايا الطفولة.

وأشارت السنباطي إلى أن الإدارة العامة لنجدة الطفل بالمجلس تلقت خلال هذا العام عدد 712 بلاغاً من محافظة أسيوط عن حالة طفل معرض للخطر، وقد تولت لجان ووحدات حماية الطفل في المحافظة التدخل لإزالة الخطر والضرر عن الأطفال وتقديم كافة سبل الدعم لهم، مشيدة بدور محافظ أسيوط لانفاذ حقوق الطفل.

برلمان الطفل المصري

وأوضحت أن تناول دور منتدى وبرلمان الطفل المصري والذي يهدف إلى دعم حق ومشاركة الطفل وتعزيز قيم الإنتماء والتسامح وإتاحة فرص التعبير عن الرأي والمساهمة في صنع القرارات المتعلقة بالطفل وفقاً لما ورد بالدستور المصري وقانون الطفل والإتفاقيات الدولية ذات الصلة.

ومن جانبه، أعرب اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكدًا أن دعم وإنفاذ حقوق الطفل يحتلان مكانة متقدمة على أجندة أولويات عمل المحافظة، مشيرا إلى أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في تشكيل شخصية الإنسان، مشددًا على ضرورة الاهتمام بفئة الأطفال داخل دور الرعاية وتوفير بيئة تنشئة سليمة لهم ليصبحوا مواطنين صالحين، معربًا عن امله لتعزيز التعاون لتنفيذ المبادرات التي يطلقها المجلس القومي للطفولة والأمومة.

مقالات مشابهة

  • "التنمية الاجتماعية" تعزز الوعي بقضايا الأحداث في "ملتقى الطفل والأسرة"
  • لماذا يعاني بعض الأطفال من صعوبة التعلم؟.. الأسباب والعلامات وطرق للتعامل
  • متحور كورونا الجديد XEC.. هذه أعراضه خاصة عند الأطفال
  • حافظ على صحة ابنك: 10 خطوات هامة لوقاية الأطفال من الأمراض التنفسية والبرد المنتشر
  • دليل الأم الذكية في التعامل مع غضب الأطفال
  • رئيس المجلس القومي للطفولة تلتقي محافظ أسيوط لدعم قضايا الطفل
  • 4 اختراعات وابتكارات ليس لها أي فائدة.. أبرزها القلم الطائر وقفص الطفل
  • 5 خطوات لوقاية الأطفال من دور البرد المنتشر.. حافظ على صحة ابنك
  • ما القضايا التي ستلاحق ترامب في المحاكم رغم عودته إلى البيت الأبيض؟
  • «الثقافة» تستعد لـ«معرض الكتاب».. واحتفاء خاص بالكاتبة فاطمة المعدول