بعد تحقيقه الانتصار رقم 100.. جورديولا يكتب تاريخًا جديدًا مع مانشستر سيتي
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
مازال الإسباني جوسيب جورديولا المدير الفني الحالي لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي يواصل كتابة تاريخًا حافلًا بالانجازات والارقام القياسية، خلال مسيرته التدريبيه مع السماوي في مختلف البطولات المحلية والأوروبية.
جوارديولا
استطاع جورديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزين، تحقيق الانتصار رقم 100 في تاريخ مشاركاته بالمسابقات بواقع 52 فوزا، وذلك منذ بداية رحلته وتوليه المهام الفنية في عام 2016.
وبات مدرب مانشستر سيتي، متربعا على عرش صدارة المدربين الذين حققوا انتصارات متتالية بدون هزائم، فيما يأتي في المركز الثانى التشيلي مانويل بيليغريني برصيد 13 انتصارا ، ويقع جو ميرسر وربرتو مانشيني فى المركز الثالث برصيد 11 انتصارا متتالية.جوارديولا ويورجن كلوب
وتمكن جوارديولا من حصد لقب الدوري الإنجليزي خمس مرات، بالإضافة إلى لقب كأس إنجلترا مرتين، ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة بالإضافة إلى أربعة ألقاب في كأس الرابطة الإنجليزية للمحترفين، ولقبين في الدرع الخيرية.
ويعد أهم إنجازاته هو تحقيق الثلاثية التاريخية مع مانشستر سيتي في 2022-2023.
جوارديولاأرقام مانشستر سيتي
وذكرت تقارير صحفية، بحسب ما تناوله الموقع الرسمي لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، تحقيق السماوي الفوز رقم 100 جمعهم من خوض 183 مباراة خلال مشاركاته بمختلف المسابقات الأوروبية.
ويعتبر مانشستر سيتي وصيفًا فى الترتيب قائمة أسرع الفرق الإنجليزية تحقيقًا لذلك الانجاز، فيما يعتلي صدارة الترتيب نظيره ليفربول برصيد 170 مباراة أوروبية.
وحقق أبناء جورديولا 18 انتصارا متتاليا فى مختلف المسابقات الأوروبية، لاستمرار مسلسل اللا هزيمة لأى نادي إنجليزي.
وحقق مانشستر سيتي الفوز بثلاثية نظيفة على أمام يونج بويز السويسري، في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب "الاتحاد"، بالجولة الرابعة من دور المجموعات ضمن منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا.
وتصدر فريق مانشستر سيتي تحت القيادة الفنية للإسباني جورديولا صدارة ترتيب المجموعة الثامنة برصيد 12 نقطة بدوري أبطال أوروبا، ليتأهل للدور ثمن النهائي، بعد تحقيق العلامة الكاملة بمواجهاته الأربعة السابقة منذ انطلاق البطولة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جوارديولا مانشستر سيتي جوارديولا مع مانشستر سيتي مانشستر سیتی تحقیق ا سیتی ا
إقرأ أيضاً:
شاهد فوق العادة.. الانتصار للبودكاست
اللافت فـي نتيجة جائزة السلطان قابوس للفنون فرع البرامج الإذاعية التي أُعلنتْ يوم الأربعاء الماضي، انتصار أعضاء لجنة التحكيم الثلاثة، لفنّ البودكاست الذي انتشر فـي أثيرنا الإعلامي فـي السنوات الأخيرة، ويبدو الأمر صادِمًا بعض الشيء (بالمعنى الإيجابي للصدمة طبعًا) إذا ما علمنا أن الثلاثة مذيعون مخضرمون، وذوو تجربة طويلة فـي العمل الإذاعي أمام الميكروفون وخلفه (علي الجابري مدير عام إذاعة سلطنة عُمان الأسبق، وحنان الكندية مديرة البرامج السابقة فـيها، أما عبدالرحمن البسيوني فهو رئيس شبكة صوت العرب المصرية حاليًّا)، وأقول إن الأمر صادِم لأن المرء سيتوقع للوهلة الأولى بمجرد رؤية هؤلاء الثلاثة فـي لجنة التحكيم أن يفوز برنامج إذاعي من البرامج التقليدية التي لَطالَما قدمها هؤلاء المحكِّمون فـي إذاعاتهم أو أشرفوا عليها بحكم المنصب. فلماذا فاز إذن بودكاست «شاهد فوق العادة»؟.
تُنسَبُ إلى بعض الإذاعيين المخضرمين مقولة ذات مغزى مفادها أن أفضل مقدمي البرامج الإذاعية هم رواةُ قصص. إنهم يُدركون أن وراء كل بث فرصة لإثارة الخيال والتواصل مع التجربة الإنسانية. القصة هي التي تَشُدُّ المستمع إليك ، وتجعله متشوِّقًا دائما لمعرفة إجابة سؤال: «ماذا بعد؟ إلى أين تذهب الأمور؟» وأظن أن هذا هو بالذات سبب فوز بودكاست زميلنا الإذاعيّ الموهوب أحمد الكلباني بالجائزة، رغم أن أطول حلقة فـي برنامجه لا تتجاوز اثنتين وعشرين دقيقة، فـي حين كان ينافسه على الجائزة – عدا البرامج الإذاعية التقليدية - برامجُ بودكاست عديدة بعضها تجاوزت مدة حلقة واحدة فـيه خمس ساعات! وهذا يقودني لسؤال ثانٍ أصعب من الأول: لماذا تفوقت الدقائق على الساعات؟!
لمحاولة الإجابة عن السؤال سأقول إن أحمد الكلباني لم يكتفِ فـي «شاهد فوق العادة» بالاتكاء على صوته الإذاعي القويّ والمعبّر، الذي يُعدّ اليوم من أهم الأصوات الإذاعية فـي عُمان، بل جمع أيضًا فـي البودكاست الذي أَعَدَّه بنفسه كُلَّ مواهبه ومهاراته الأخرى التي اكتسبها عبر تجربته الحياتية. أُذكِّر هنا أن الكلباني شاعر موهوب، وقاص ذو لغة رفـيعة، وممثل مسرحيّ يجيد تقمص الشخصيات التي يؤديها، ومذيع متمكّن حقق خلال عشر سنوات فقط من عمله الإذاعي عدة جوائز عربية ومحلية، وهو أيضًا صاحب أداء مميز فـي قراءة الكتب الصوتية فـي منصة عين، فإذا ما أضفنا إلى هذا كله أن له رسالة إعلامية عميقة تجمع بين الثقافة والوعي وملامسة قضايا المجتمع، عرفنا لماذا يبدو اشتغاله الإذاعيّ مختلفا. فـي حواره مع الزميل هلال البادي فـي البرنامج الإذاعي «المشهد الثقافـي» بُعَيْد إعلان فوزه، عبّر أحمد عن إيمانه بأن الإعلامي «بإمكانه أن يعيد ابتكار المجتمع» من خلال ما يقدمه، وأن يؤثر عميقًا فـي أفكار الناس وسلوكياتهم، وفـي بنى الأجيال المتعاقبة، بل إنه يرسم أحيانًا الطريق للمستقبل.
جاء «شاهد فوق العادة» إذن انعكاسًا لطموحات الكلباني الإعلامية، وشغفه بالبحث عن التفاصيل الدقيقة، ومحاولة فهم المعاني العميقة وراء الظواهر والتجارب الإنسانية. مُقدِّمًا للمستمع وجبة دسمة عبر نصّ أدبي جميل، يتخلله حوارات درامية باللهجة العامية، ومعلومات شيقة، ومؤثرات صوتية أبدع فـي إخراجها المخرج المتمكّن أسعد الرئيسي. يُطِلّ «الشاهد» على وطنه – كما يحلو له أن يقول - ليختبر تجاربه، ويفكر فـيما يراه وما يشعر به، ويطرح تساؤلات تفتح آفاقًا جديدة للتفكير.
فـي حلقة «الخيال العُماني» يتحدث أحمد عن فائض الخيال الجامح فـي الذاكرة العُمانية، مُذكِّرًا أن الكثير من أساطيرنا رائع وفاتن، وأننا نسمع من جداتنا يوميًّا قصصًا وحكايات عن كائنات أسطورية أشد تشويقًا من هاري بوتر الذي يسافر فـي الزمن ويبهر العالم بسحره. وفـي حلقة «الحَرّ» يخبرنا أن حكاية المناخ شديد الحرارة فـي عُمان قديمة، مستشهِدًا بكلام عجيب كتبه المؤرخ عبدالرزاق السمرقندي، الذي زار عُمان قبل 600 عام، مفاده أن الحرارة الشديدة فـي قريات «تحرق الياقوت فـي المنجم، والنخاع فـي العظام، وتذيب السيوف فـي أغمادها، وتحول الأحجار الكريمة التي تزين مقابض الخناجر إلى فحم»، إلى درجة أنه – أي السمرقندي - اضطر إلى الهرب منها إلى صُور. أما فـي حلقة «الشاشة» فـينبهنا إلى هيمنة الشاشات علينا وتحكّمها فـي نمط حياتنا، ابتداء من شاشة التلفزيون وليس انتهاء بشاشة الهاتف النقال، مناقِشًا ضرورة ألا نكون مجرد مستقبِلين لما يُعرَض على هذه الشاشات، وإنما علينا أن نعمل على أن يكون لنا محتوانا الخاص بنا الذي يُشبهنا ونطمئنّ إليه.
تبدو خلال الحلقات الخمس المعروضة فـي منصة عين سعة اطلاع أحمد الكلباني، فلا تكاد تخلو واحدة من استشهادٍ بهذا الكتاب أو ذلك المقال، أو تلك العبارة البليغة. غير أن ما شَدَّني أكثر هو توظيفه لتجارب أدباء وكُتّاب وفنانين عُمانيين لإثراء موضوع الحلقة، بعضهم ظهر بصوته مثل الباحث خميس العدوي فـي حلقة «ني صلت»، ومخرج الأفلام الوثائقية علي البيماني فـي حلقة «الشاشة»، وبعضهم اكتفى أحمد بالاستشهاد بنصه الإبداعي، كما هي الحال فـي توظيفه قصيدة للشاعر عوض اللويهي فـي حلقة «الغاف»، ولقطة سردية من رواية «لا يُذكَرون فـي مجاز» للروائية هدى حمد فـي حلقة «الخيال العُماني».
وإذا كنتُ قد بدأتُ هذا المقال بالقول إن فوز برنامج بودكاست فـي مسابقة برامج إذاعية هو انتصار لهذا الفن، فإنني أختمه بالتأكيد أن هذا لا يعني بأية حال من الأحوال حطًّا من شأن البرامج الإذاعية التقليدية (وأنا أحدُ مقدميها) التي أتصوّر أنه لن تستطيع أية فكرة أو موضة أو تقليعة جديدة زحزحتها عن مكانتها لدى المستمعين، كما لا يعني فوز بودكاست «شاهد فوق العادة» تحديدًا، والذي يعتمد على النصّ المكتوب فـي المقام الأول، تقليلًا من شأن أنواع أخرى من البودكاست تعتمد على الحوار بين المذيع والضيف، بل إن هذا النوع الثاني هو المنتشِر بكثافة فـي عُمان فـي الآونة الأخيرة، ويُبلِي بلاء حسنًا فـي تقديم محتوى إعلامي هادف، ولعل هذا الانتشار هو ما أتاح للجنة التحكيم الوقوف على العمل الذي قدمه الكلباني. وقد استشهد أحمد فـي إحدى حلقاته بعبارة آينشتاين البليغة: «أثمن ما فـي العالم هو الحدس أو الفكرةٌ اللامعة»، ومن هنا أستطيع القول إن «شاهد فوق العادة» قبض على هذه الفكرة اللامعة مستندًا إلى حدس مُعِدِّه ومقدمه، الذي آمن أن الاشتغال غير التقليدي هو ما يصنع الفرق فـي عالم المنافسة.