عربي21:
2025-03-17@23:35:25 GMT

نهاية حقبة كليتشدار أوغلو في حزب الشعب الجمهوري

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

خسر رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، فجر الأحد الماضي، المنافسة الديمقراطية التي خاضها في المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري للاحتفاظ بمنصبه، وحصل على 536 صوتا فقط، في مقابل حصول منافسه، أوزغور أوزل، على 812 صوتا في الجولة الثانية من التصويت.

حقبة كليتشدار أوغلو التي بدأت في حزب الشعب الجمهوري عام 2010 بعد فضيحة جنسية أدت إلى استقالة رئيس الحزب آنذاك، دنيز بايكال، واستمرت حوالي 13 عاما، انتهت بهزيمة مدوية.

ويمكن القول بأن حياة كليتشدار أوغلو السياسية أيضا انتهت، علما بأنه يبلغ من العمر 75 عاما وليس عضوا في البرلمان الحالي.

الرجل كان يحلم بالفوز في الانتخابات الرئاسية وإنهاء حياته السياسية في القمة كرئيس للجمهورية، إلا أن رياح الديمقراطية لم تهب كما تشتهي سفن كليتشدار أوغلو. وكان أوزل أعلن قبل فترة وجيزة أنه لن ينافس كليتشدار أوغلو على رئاسة حزب الشعب الجمهوري، كما صرح هذا الأخير قبل 13 عاما بعد استقالة بايكال أنه لن يترشح لرئاسة الحزب، ثم تراجع فترشح.

انتخاب أوزل رئيسا لحزب الشعب الجمهوري جاء تحت شعار التغيير بعد هزيمة كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولكن الرئيس الجديد كان أحد أعضاء فريق كليتشدار أوغلو لسنين طويلة، ولم يسجل أي معارضة لسياساته وقراراته، ما يعني أنه كان شريكا في فشله. وكلا المتنافسين أرسلا في المؤتمر العام رسالة طمأنة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من خلال إرسال تحياتهما إلى عثمان كافالا، المتهم بالوقوف وراء أحداث غزي باركي، وصلاح الدين دميرتاش، المتهم بالتورط في أعمال إرهابية انفصالية
انتخاب أوزل رئيسا لحزب الشعب الجمهوري جاء تحت شعار التغيير بعد هزيمة كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولكن الرئيس الجديد كان أحد أعضاء فريق كليتشدار أوغلو لسنين طويلة، ولم يسجل أي معارضة لسياساته وقراراته، ما يعني أنه كان شريكا في فشله. وكلا المتنافسين أرسلا في المؤتمر العام رسالة طمأنة إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من خلال إرسال تحياتهما إلى عثمان كافالا، المتهم بالوقوف وراء أحداث غزي باركي، وصلاح الدين دميرتاش، المتهم بالتورط في أعمال إرهابية انفصالية. وبالتالي، يطرح الرأي العام التركي الآن هذا السؤال: "ما الذي سيتغير في حزب الشعب الجمهوري؟".

الرئيس الجديد أمامه تحديات كبيرة، أولها الحفاظ على وحدة حزب الشعب الجمهوري الذي تمتلئ صفحات تاريخه بانقسامات وصراعات داخلية. ولذلك، قد يواجه في الأيام القادمة معارضة من الخاسرين بخسارة كليتشدار أوغلو لرئاسة الحزب. ومهما صرح أوزل بعد فوزه بأنه سيكون رئيسا لجميع المنتمين إلى حزب الشعب الجمهوري دون تمييز، فإن الأيام القادمة ستكشف مدى صحة هذا القول وكيفية تعامل الرئيس الجديد مع أنصار سلفه.

حزب الشعب الجمهوري سيخوض بعد أقل من خمسة أشهر الانتخابات المحلية، وهو أول اختبار للقيادة الجديدة. وكان مرشحو حزب الشعب الجمهوري فازوا في الانتخابات المحلية السابقة في العاصمة أنقرة وإسطنبول وإزمير وغيرها بفضل تحالفه مع أحزاب أخرى، كحزب الشعوب الديمقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني، والحزب الجيد الذي ترأسه ميرال أكشنار. ومن المتوقع أن يستمر في الحقبة الجديدة تحالف حزب الشعب الجمهوري مع الموالين لحزب العمال الكردستاني، كما أن أكشنار التي أعلنت أن حزبها سيخوض الانتخابات المحلية في جميع المدن بمرشحيه دون التحالف مع أي حزب آخر، قد تتراجع عن هذا القرار، بعد أن تمت الإطاحة بكليتشدار أوغلو الذي كانت تعارض ترشيحه للانتخابات الرئاسية كمرشح لتحالف الطاولة السداسية.

التحدي الأكبر أمام أوزل هو رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، لأن أوزل فاز برئاسة حزب الشعب الجمهوري بدعم إمام أوغلو، وأن الأخير يرى نفسه الأحق بتولي ذاك المنصب، كما أن هناك رأيا سائدا في الأوساط السياسية والإعلامية التركية يقول إن أوزل ما هو إلا وكيل لإمام أوغلو ليسلم رئاسة حزب الشعب الجمهوري إليه في مستقبل قريب.

التحدي الأكبر أمام أوزل هو رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، لأن أوزل فاز برئاسة حزب الشعب الجمهوري بدعم إمام أوغلو، وأن الأخير يرى نفسه الأحق بتولي ذاك المنصب، كما أن هناك رأيا سائدا في الأوساط السياسية والإعلامية التركية يقول إن أوزل ما هو إلا وكيل لإمام أوغلو ليسلم رئاسة حزب الشعب الجمهوري إليه في مستقبل قريب
هناك أسئلة عديدة تنتظر أجوبة، منها، على سبيل المثال: هل سيتنازل أوزل عن رئاسة حزب الشعب الجمهوري لصالح إمام أوغلو أم سيسعى للاحتفاظ بمنصبه بعد الانتصار الذي حققه أمام كليتشدار أوغلو؟ وهل سيتقبل إمام أوغلو رئاسة أوزل أم سيطلب منه التنحي؟ وهل سيخوض الاثنان منافسة جديدة على رئاسة حزب الشعب الجمهوري؟ ومن المؤكد أن أجوبة هذه الأسئلة ستلعب دورا كبيرا في مصير حزب الشعب الجمهوري ورسم مستقبل السياسة التركية.

إمام أوغلو لم يتجرأ على منافسة كليتشدار أوغلو مباشرة، واختار إسقاطه عن طريق دعم أوزل، وهو الآن إما سيترشح لرئاسة بلدية إسطنبول لفترة جديدة أو سيسعى لتولي رئاسة حزب الشعب الجمهوري. إلا أن كلا الخيارين يحمل في طياته مخاطر، فإن ترشح لرئاسة البلدية ولم يفز في الانتخابات فسيفقد بريقه إلى حد كبير، وسيكون احتمال توليه رئاسة حزب الشعب الجمهوري ضئيلا للغاية. كما أن أوزل يمكن أن يعزز مكانته في في رئاسة الحزب خلال هذه الفترة ليصعب إسقاطه، وإن استعجل إمام أوغلو فطلب من أوزل تسليم منصبه إليه فقد يتم رفض هذا الطلب.

وقال أوزل ردا على سؤال حول طبيعة علاقته مع إمام أوغلو ومستقبل هذه العلاقة، إنهما مثل الأخوين، إلا أن هذا الجواب يذكِّر بوصف كليتشدار أوغلو علاقته مع إمام أوغلو بـ"علاقة الأب مع ابنه"، ولا يعني أن حزب الشعب الجمهوري لن يشهد صراعا بين الرجلين.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو إمام أوغلو تركيا الشعب الجمهوري كليتشدار أوغلو إمام أوغلو مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کلیتشدار أوغلو فی الانتخابات الرئیس الجدید إمام أوغلو کما أن

إقرأ أيضاً:

بين الصحافة والسياسة

aloomar@gmail.com

بين الصحافة والسياسة جدارٌ من ورق. هناك صحافيون يمارسون المهنة بقناعات سياسية محددة بل انطلاقاً من انتماءات حزبية . لكن حتى الصحافي المنشغل مهنيا بمتابعة الشؤون السياسية يجد نفسه متورطا في السياسة. حتى ولو لم يلج المعترك السياسي إذ يجد نفسه قسرا مصنفاً سياسياً من قبل قراء غالباً أو ربما ساسة أحياناً. هذا التصنيف لا يعتمد بالضرورة على رؤاه الفكرية أو مواقفه المهنية. فغالبية التصنيفات تحملها أهواء تتراوح مصادرها بين التمجيد والتبخيس. لذلك قد تجد صحافيين انزلقوا إلى المعترك السياسي رد فعل لتصنيف ٍ ، بغض النظر عن كونه عادلاً أو ظالماً. في بعض هذه الحالات نخسر صحافياً ولا نربح سياسياً. في المقابل ثمة نشطاء سياسيون اقتحموا بلاط الصحافة في سياق شهواتهم للسلطة .ألا يصفون الصحافة بالسلطة الرابعة ؟حتى ولو كان في بلد لا توجد فيه غير سلطة واحدة؟! في مثل هذه الحالات لا نكسب صحافياً ولا نخسر سياسياً.
*****
تلك الحالات لاتتفي وجود صحافيين يغريهم بريق السلطة فيكسرون أقلامهم من أجل المناصب. رغم وجود صحافيين يكرسون أنفسهم من أجل خدمة الساسة إلا ان التكسب ليس غاية كل أولئك . فالتكسب المهني حرفة من ليس له أخلاقيات المهنة أو دافعه غايات سياسية وطنية . فبالاضافة إلى الصحافين المنشغلين بما يعرّف مهنيا بالصحافة السياسية ،يجرف التكسب بعضاً من صالات الصحافة الفنية -مثلا،- أو ميادين الرياضية . هذه الهجرة تعرّي كم هو ذلك الجدار الفاصل بين السياسة والصحافة سهل الاختراق. بل هو عند البعض جدار ٌوهمي. مثل هؤلاء المتكسبين أجهضوا حقوق رجال بذلوا بالتزامهم المهني عرقاً لا يقل غزارةً عن حبرهم وتحملوا كلفة تزيد من نبالة مواقفهم. من هؤلاء من أثبت للصحافة هيبة (السلطة الرابعة). منهم من رفع قلمه في وجه إغراءات المناصب .منهم من مارس السلطة بعقلية الصحافي فما احتملوا السلطة إو ضاق بهم محترفو المناصب.
*****
لعل محمد حسنين هيكل لا يجسد فقط أبرز الصحافيين العرب .بل هو كذلك أفضل من يمثل من استمسك بتعظيم القلم على المنصب . كماهو خير شاهد على عدم احتمال الصحافي البقاء في السلطة وضيق أهل السلطة بالصحافي .أبعد من ذلك ربما هيكل نفسه أحسن من كتب عن (العلاقة بين الصحافة والسياسة) في كتاب ممتع بهذا العنوان استعرض فيه سيرته المهنية. هيكل مزج بين الصحافة و السياسة في واحدة من أكثر تجليات تلك العلاقة وضوحاً و تأثيراً .لكأن صحيفة الاهرام كانت على أيامه إحدى مؤسسات رئاسة الدولة النافذة. لكنه في الوقت نفسه حافظ مهنياً على الجدار الفاصل بين الصحافة والسياسة على قدر ما حافظ على النأي بالاهرام من مأسسسةالدولة. رغم اعترافه في كتابه بأنها العلاقة الأكثر تعقيدا.هيكل عقّد تلك العلاقة على نحوٍ شكّل عقدة لكل من السادات ومبارك مثلما هو أيقونة في الصحافة المصرية استحال إعادة نسجها ممن حاولوا من مجايليه أو ممن مظاهيريه.
*****
لعل طارق عزيز يتميز بتألقه في السياسة أكثر من رصيده في الصحافة . رغم أنها هي منصة انطلاقته الأولى .فمن رئاسة تحرير (الثورة)الناطقة باسم حزب البعث صعد طارق عزيز وزيرا للاعلام ثم وزيرا للخارجية فغدا الناطق باسم العراق كله في جميع المنحنيات التاريخية إبان رئاسة صدام حسين خاصة سني حرب إيران وحرب الكويت .هو مجسد مواقف سيده المنافح وصوت سيده الفصيح لكنه وضع على لقاءاته الدبلوماسية والصحافية لمسات من ذاتيته الأنيقة المتعجرفة حتى لكأنه نسخة من شخصية رئيسه.
*****
مثل هيكل نال ونستون تشرشل شهرة على أعتاب الحياة مراسلا حربيا إذ تم تكليفه من قبل ( ديلي غرافيك )لتغطية صراع كوبا من أجل الاستقلال قبيل سفره إلى الجزيرة الكاريبية.كذلك حصل على تكليف من(مورننيغ بوست )بينما كان في مهمة في السودان ضمن جيش كيتشنر هازم الثورة المهدية.عقب عودته،كتب مؤلفه (حرب النهر) ليكتسب اهمية كأحد المراجع لتلك الحرب الاستعمارية. ثم اتجه تشرشل إلى جبهات التنافس السياسي فقاد بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية رئيسا للوزراء . هو لم يتألق فقط رجل دولة بل ظل يمارس الكتابة الصحافية مما جعله الكاتب الأعلى أجرا.
*****
في سياق الاستعادة لا يمكن تخطي يفغيني بريماكوف فهو رجل لا شبيه له في شرق اوربا.هو نسخة (سوفياتية) انسانية إذ ولد في اوكرانيا ثم تفتحت طفولته في جورجيا قبل الانتقال إلى روسيا يلتحق بجامعات ومعاهد موسكو. هوصحافي محترف في منصات واجهزة اعلامية متعددة.من ادارة القسم العربي في هيئة الاذاعة انطلق بريماكوف مراسلا ثم محررا قبل رئاسة القسم .من الصحافة المسموعة انتقل إلى المكتوبة في جريدة(برافدا) فتدرج كذلك فيها حتى اصبح مراسلا لها في الشرق الاوسط متخذاً من القاهرة مقرا دائما. في هذه المهمة امسى بريماكوف صحافيا معروفا على نطاق عالمي كما محاور اً. مألوفا لدى عدد غير قليل من الرؤوساء والسياسيين والقراء العرب.على صعيد الدولة شغل العديد من المناصب بينها رئاسة المخابرات الخارجية،رئاسة وفود بعثات روسية خارجيةقبل شغله منصب وزير الخارجية في ١٩٩٦ ثم رئاسة الحكومةبعد عامين.
*****
تيارات الهجرة من الصحافة إلى السياسة حملت العديد من الوجوه كماهي
في الاتجاه المعاكس .لكن كثيراً من الطحالب و العناكب غرقت بين الضفتين فذهبت كزبد البحر. لأن من طبع هؤلاء غزل خيوط في لزاجة بيوت العنكبوت بالكذب و التزلف والرياء على أي الضفتين وجدوا. غالبيتهم حاولوا العبور بوهم سهولة اختراق جدار الورق الفاصل بين الصحافة والسياسة.فامسوا فصيلا من المنبتين. الأنظمة الشمولية تهيء مواسم لتكاثر مثل هذه المخلوقات.

نقلا عن العربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • الشعب الجمهوري: كلمة الرئيس بأكاديمية الشرطة تعزز الروابط بين مؤسسات الدولة للحفاظ على الأمن القومي
  • الشعب الجمهوري: رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة تؤكد أهمية اليقظة لتأثير السوشيال ميديا على الوعي
  • أمانة المرأة في الشعب الجمهوري بسوهاج تكرّم الأمهات المثاليات وحافظات القرآن الكريم
  • ألفت إمام: كواليس نص الشعب اسمه محمد كلها بهجة وتعاون
  • عمدة بلدية أنقرة السابق: على إمام أوغلو الالتحاق بالجيش
  • برلمانية الشعب الجمهوري بالشيوخ: الثروة العقارية في مصر تمثل 20% من الدخل المحلي
  • بين الصحافة والسياسة
  • تكريم ذوي شهيد العلم في حقبة داعش بمدينة عراقية
  • الشعب الجمهوري: افتتاح المتحف المصري الكبير حدث عالمي واستعدادات مصر استثنائية
  • حزب الشعب الجمهوري يفتتح معرضًا للأثاث الدمياطي بأرض المعارض