الهدم العقابي سيف الاحتلال المسلط على رقاب فلسطييني القدس
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
القدس المحتلة- كان مخيم شعفاط شمالي القدس الذي يعيش في أحيائه الخمسة 130 ألف نسمة، على موعد مع سلسلة عقوبات جماعية بمجرد اقتحامه في تمام الساعة الخامسة فجر اليوم.
فقد حاصرت قوات الاحتلال البناية السكنية التي تعيش فيها عائلة الفتى المقدسي محمد الزلباني (13 عاما) المتهم بتنفيذ عملية طعن في فبراير/شباط الماضي على حاجز عسكري إسرائيلي محاذ للمخيم.
ووفقا لشهود عيان، فإن أكثر من 200 جندي اقتحموا المخيم رفقة فرق هندسية وقنّاصة وطائرتين مسيرتين بهدف تفجير منزل هذا الفتى، وباشروا بتوزيع منشورات على السكان، خاصة أولئك الذين يقطنون حول البناية.
وجاء في المنشور "سيتم سماع صوت انفجار في المنزل المجاور لمنزلك.. يتعلق الأمر بهدم منزل إرهابي… عليك الدخول إلى الغرف الداخلية داخل شقتك وعدم الخروج".
المحامي المقدسي مدحت ديبة، الذي يسكن قريبا من المنطقة قال إن هذه المنشورات وضعت أمام المنازل بينما كان أصحابها نياما، مشيرا إلى إجبار أصحاب هذه المنازل على مغادرتها تمهيداً لتفجير المنزل.
قوات إسرائيلية اقتحمت مخيم شعفاط وحاصرته من كل الجهات (مواقع التواصل) إخلاء فوري وترهيبيقع مكتب المحامي ديبة في البناية المجاورة لمنزل عائلة الزلباني، وقال للجزيرة نت إنه تلقى فجرا اتصالا طُلب منه خلاله التوجه فوراً لفتح مكتبه، وهدده الجنود بتفجير بابه في حال لم يصل خلال 10 دقائق.
"توجهتُ إلى المكتب وفتحته وباشر الجنود تفتيشه للتأكد من عدم وجود أحد بداخله، وهذا يعني أنهم كانوا ينوون إحداث أضرار كبيرة ليس في المنزل المستهدف فقط وإنما في المباني المحيطة به"، يضيف ديبة.
بعد نحو 4 ساعات ونصف من اقتحام المخيم تم تفجير منزل الفتى الزلباني، الذي اتُهم بتنفيذ عملية طعن داخل حافلة عمومية على حاجز مخيم شعفاط عند توقفها من أجل التفتيش.
الاحتلال يقرر هدم منزل عائلة الفتى المقدسي الأسير محمد زلباني في مخيم شعفاط شرق القدس بزعم تنفيذه عملية طعن على حاجز شعفاط بالقدس في فبراير الماضي pic.twitter.com/IF8e6fuzm0
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) July 16, 2023
وأقدم هذا الطفل على طعن شرطي من حرس الحدود عند صعوده لتفتيش الحافلة، الأمر الذي دفع زميل الأخير لإطلاق رصاصتين أصابت إحداها الزلباني والأخرى الشرطي مما أدى إلى مقتله واعتقال الطفل، وفق رواية الشرطة الإسرائيلية.
صدر لاحقا قرار بهدم منزل الفتى الواقع في حي "أبو ماهر" بشارع عناتا الجديد في المخيم، ورُفضت الاستئنافات المقدمة ضد هذا القرار، وبتفجيره اليوم تحت بند "الهدم العقابي" يضاف منزل هذا الطفل إلى 4 منازل أخرى هُدمت منذ بداية عام 2023 تحت البند ذاته، وفق رواية الشرطة الإسرائيلية في حينه.
فقد أُغلق منزل الشهيد المقدسي عدي التميمي في المخيم نفسه، وخيري علقم في بلدة الطور، وحسين قراقع في بلدة العيساوية، بالإضافة إلى تفجير منزل الأسير المقدسي إسلام فروخ في مدينة رام الله.
جيش الاحتلال يقتحم صباح اليوم مخيم شعفاط بأعداد كبيرة لهدم منزل الطفل المقدسي محمد الزلباني 13 عاما، والمعتقل في سجونها منذ فبراير/ شباط الماضي
شاهد المزيد: https://t.co/vDzKWNtZWk pic.twitter.com/qoBAxpgGlj
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) November 8, 2023
إغلاق المخيمعن العقوبات الجماعية التي يتعرض لها مخيم شعفاط بأحيائه الخمسة منذ تنفيذ الشاب عدي التميمي عملية إطلاق نار على حاجز المخيم في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022، قال المحامي مدحت ديبة إن أخطر هذه العقوبات إغلاق حاجز المخيم بشكل متكرر ومنع الدخول والخروج منه.
ويعاقَب السكان أيضا بالاعتداء عليهم بشكل عشوائي، بدءا من العمال مرورا بطلبة المدارس وليس انتهاء بالنساء وكبار السن.
وأكد ديبة أنه "بمجرد اقتحام المخيم صباح اليوم تم تفتيش العمال وضربهم وسحلهم، واعتدى الجنود على الطلبة والطالبات بتفتيشهم بشكل مهين وإلقاء حقائبهم على الأرض، وأُغلقت الطرقات والأزقة في المخيم الأمر الذي حال دون وصول المرضى وكبار السن إلى المراكز الطبية".
"تقطيع الطرق وإغلاق المسارات المؤدية إلى هذه المراكز الطبية يعتبر عقابا جماعيا أيضا خاصة، أن السيارات تمنع من نقل هؤلاء المرضى خارج المخيم بسبب إغلاق الحاجز العسكري"، وفق المحامي الفلسطيني.
وختم حديثه للجزيرة نت بالقول إن القوات المقتحمة أفرغت 3 بنايات محيطة بالبناية التي تقطنها عائلة الزلباني، وتضم كل واحدة منها 12 شقة سكنية يسكنها 70 فردا على الأقل.
وهذا يعني أن عدد الذين أجبروا على إخلاء منازلهم تمهيدا لتفجير شقة سكنية واحدة بلغ نحو 280 مواطنا عوقبوا بشكل جماعي دون ذنب ارتكبوه، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي الإنساني.
سلوك غير مسبوق
الناشط المقدسي حسن علقم، الذي يسكن في مخيم شعفاط أوضح للجزيرة نت أنه في الوقت الذي وصلت فيه القوات إلى محيط البناية السكنية التي يعيش فيها، كانت بناته الثلاث في طريقهن للخروج باتجاه المدرسة، وعندما شاهدن الجنود عدن أدراجهن.
وأضاف: "نزلت إلى مدخل البناية مجددا معهن وبمجرد وصولنا تأهبوا وصوبوا أسلحتهم نحونا وبدؤوا بالصراخ علينا.. ارتعبت الطفلات وعدنا مجددا إلى المنزل كما كافة طلبة المخيم".
بقي علقم وأسرته حبيسي منزلهم لساعات بعد إغلاق كل مداخل ومخارج المخيم وتطويق الكثير من البنايات السكنية واعتلاء أسطح بعضها، وقال إن الجيش نكّل بالعديد من المارة وفتشهم بشكل مهين في مشهد لم يمر على سكان المخيم منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
"الأعداد الكبيرة التي اقتحمت المخيم هدفها بث الرعب في قلوب السكان وردعهم، لدرجة أنهم مُنعوا من فتح نوافذ منازلهم وكل من فعل ذلك صُوّبت الأسلحة نحوه، ولأول مرة في المخيم نشاهد مدرعات نقل الجنود تشارك في الاقتحام ورصدنا 4 مدرعات "نمر" داخله وهو ما تم توثيقه بمقاطع فيديو وصور" وفق علقم.
قوات الاحتلال تفجر قبل قليل منزل الطفل المقدسي الأسير محمد الزلباني (13عاما)، في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، والتي تتهمه بتنفيذ عملية طعن أدت لمقتل ضابط من شرطة حرس الحدود
للمزيد: https://t.co/vDzKWNtZWk pic.twitter.com/wRj99iroj1
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) November 8, 2023
وأشار إلى أن سكان البناية التي يقع فيها المنزل المستهدف أجبروا على إخلائها خلال دقائق، وطلب منهم الجنود إبقاء أبواب شققهم السكنية مفتوحة بسبب الضغط الكبير الذي سينجم عن الانفجار.
سيناريو اقتحام هذا المخيم وإن كان استثنائيا اليوم، إلا أنه يتكرر بشكل شبه يومي، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية قبل يومين عن تمكن عناصرها من "توقيف 23 مشتبها به في نشر مواد تحريضية وداعمة لما تصفه "إرهاب" حماس، وضبط أسلحة ومعدات ووسائل قتالية في حملة واسعة بمخيم شعفاط" وفقا لما نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مخیم شعفاط عملیة طعن فی المخیم على حاجز
إقرأ أيضاً:
الاحتلال ينفذ اقتحامات بالضفة وسرايا القدس تتصدى في طولكرم
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها لمناطق مختلفة في الضفة الغربية، وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن مقاتليها تصدوا لقوات الاحتلال في موقعين بالضفة.
ودفع جيش الاحتلال بتعزيزات جابت شوارع بلدة طمون، واقتحمت منازل مطلوبين وحققت مع ذويهم وطالبتهم بالضغط عليهم لتسليم أنفسهم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة سعير شمال شرقي الخليل في الضفة الغربية، وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وسيرت دورياتها في شوارعها، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
وأعلنت سرايا القدس أن مقاتليها في كتيبة طولكرم تصدوا لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المدينة.
وأوضحت كتيبة طولكرم في بيان عبر تليغرام أنه "بعد عودة الاتصال بأحد تشكيلاتنا القتالية أكدوا لنا تمكنهم في تمام الساعة 2:10 فجر اليوم من التصدي لاقتحام قوات العدو لمدينة طولكرم".
وأضافت أنهم تمكنوا من "إمطار الآليات المقتحمة وجنود العدو بزخات كثيفة من الرصاص محققين إصابات مؤكدة"، وفق البيان.
وأعلنت سرايا القدس أن مقاتليها يخوضون معارك ضارية مع قوات الاحتلال المقتحمة في محاور عدة في طمون.
إعلانوأشارت إلى أنهم أطلقوا وابلا من الرصاص على قوة إسرائيلية خاصة حاولت التسلل إلى منزل أحد المقاتلين في البلدة.
اعتقالاتمن جانب آخر، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ الليلة الماضية 6 مواطنين على الأقل من الضفة، بينهم طفل.
ووفقا لنادي الأسير، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ بدء حرب الإبادة المستمرة على غزة أكثر من 12 ألفا و100 من الضفة، بما فيها القدس.
وبالتزامن مع حرب الإبادة في غزة وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن 824 شهيدا ونحو 6500 جريح، وفق بيانات الهيئات الفلسطينية.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.