YNP / خاص -
مع تصاعد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وجدت الولايات المتحدة الأمريكية، ذريعة مناسبة للدفع بالمزيد من قواتها إلى المنطقة العربية، حيث أعلنت الادارة الأمريكية أنها وجهت حاملتي طائرات بكامل القطع البحرية من مدمرات ومنصات طوربيدات ومنظومات دفاعية وغيرها، وذلك تحت مبرر ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل، ومنع توسع نطاق الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.


وشكل وصول حاملتي الطائرات الأمريكيتين والقطع البحرية التابعة لهما، وكذا قوات حلف الناتو إلى شرق البحر المتوسط، دافعا لإسرائيل لكي تتمادي في مجازرها التي ترتكبها بشكل يومي في قطاع غزة، موقعة أكثر من ٣٠ ألفا من المدنيين بين قتيل وجريح.
ومع إعلان القيادة المركزية الوسطى الأمريكية، عن وصول حاملة الطائرات إيزنهاور، إلى منطقة الشرق الأوسط مطلع الأسبوع الجاري، أكدت وسائل إعلام عبور حاملة الطائرات الأمريكية قناة السويس، باتجاه البحر الأحمر، الأمر الذي يشير إلى مخاوف وشنطن الحقيقية من توسع نطاق الحرب في المنطقة، خاصة بعد أن تلقت القواعد الأمريكية ضربات من قبل القوى الإقليمية المتضامنة مع الفلسطينيين في غزة، في ما يعرف بمحور المقاومة في كل من العراق واليمن ولبنان.
ويضع التحرك العسكري الأمريكي في المنطقة تساؤلات حول نوايا أمريكا لخوض حرب مباشرة ضد أي دولة وهو ما لن تعدم واشنطن إيجاد ذريعة له، وأيضا ما الذي سيكون عليه موقف الأنظمة العربية التي تخاذلت عن نصرة غزة، في حال كان الهدف من التحشيدات العسكرية الغربية أبعد من غزة وحركة حماس.
ومع العمليات التي أعلنت قوات صنعاء عن تنفيذها ضد أهداف إسرائيلية، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، باستخدام الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة، وحديثها عن وصول تلك الصواريخ والمسيرات إلى أهدافها، فإن اليمن أصبح جبهة جديدة بالنسبة لإسرائيل وأمريكا، كما أن وصول صواريخ ومسيرات قوات صنعاء إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، يمثل بالنسبة لواشنطن تهديدا حقيقيا لتواجدها العسكري في المنطقة، عبر قوات الأسطول الخامس، الذي يتمركز في منطقة الخليج العربي، كما يعتبر المساحات المائية من قناة السويس مرورا بالبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي نطاقا لتحركاته البحرية.
وكانت منصة أيكاد، المتخصصة بتتبع ومراقبة الملاحة الدولية قد رصدت مطلع الأسبوع الجاري مرور حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور قناة السويس السبت الماضي، حيث قالت المنصة عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إن صور الأقمار الاصناعية "الملتقطة عبر القمر الصناعي "سنتنيل 2" أظهرت مرور حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" عبر قناة السويس.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية الوسطى، السبت الماضي عبر بيان لها "وصول أسطول حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور" إلى الشرق الأوسط ومنطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، في إطار تعزيز التمركز الإقليمي".
وأضافت في بيانها أن "المجموعة الهجومية 2" تتكون من حاملة الطائرات ، وطرّاد الصواريخ الموجهة "USS Philippines Sea"، ومدمّرات الصواريخ الموجّهة "USS Mason"، وقطع عسكرية أخرى، مشيرة إلى أن هذا الأسطول سينضم إلى مجموعة حاملة الطائرات "جيرالد فورد"، الموجودة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​في إطار ما وصفته بأنه جزء من جهود الردع الأمريكية لإيران وحزب الله، لتوسيع الصراع في غزة".
وجاء تحريك حاملة الطائرات الأمريكية نحو البحر الأحمر، وعبورها قناة السويس مطلع الأسبوع، بعد التطورات الأخيرة في المنطقة وتعرض القواعد العسكرية الأمريكية لهجمات متفرقة من قبل المقاومة في كل من العراق وسوريا، وكذا هجمات صنعاء ضد الكيان الإسرائيلي، والتي جاءت جميعها، كرد على ما ترتكبه إسرائيل من مجازر وحشية في حق الفلسطينيين وبصورة يومية.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي بدأت أمريكا بتحركاتها العسكرية والدفع بمزيد من قواتها وقطعها البحرية إلى منطقة شرق المتوسط، الأمر الذي يتعبره محللون دليلا يؤكد وقوف أمريكا وراء المخطط الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية، عبر ضرب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والقضاء عليها، بأي ثمن، وهو الهدف المعلن حاليا من قبل إسرائيل والذي تدعمه أمريكا بشكل كامل.
وتظهر التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة في المنطقة العربية، ومواقفها الداعمة لإسرائيل في حربها على غزة، وتبريرها المجازر الوحشية البشعة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بشكل يومي، الدور الحقيقي لأمريكا في الحرب على قطاع غزة، والوجه الحقيقي لأمريكا، كما تنسف هذه التحركات كل دعاوى الإنسانية وحقوق الإنسان ودعوات السلام التي تتشدق بها الإدارات الأمريكية المتعاقبة.


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

كلمات دلالية: حاملة الطائرات الأمریکیة قناة السویس فی المنطقة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

اشتباك الأحد.. توقيع على نهاية عصر حاملات الطائرات الأمريكية

 

 

على مدى عام وأكثر، لم تخل الصحافة الأمريكية ومراكز الدراسات من طرح الأسئلة حول مستقبل حاملات الطائرات الأمريكية، تنوعت تلك الأسئلة على نحو: هل انتهى عصر حاملات الطائرات؟ هل يمكن إصابة حاملات الطائرات؟ هل يمكن أن تغرق حاملات الطائرات؟ ما البديل لحاملات الطائرات؟ ورغم تنوع الأسئلة فإنها تشترك في خلفية واحدة، الفشل الأمريكي في مواجهة القوات المسلحة اليمنية في معارك البحار.
الفشل الأمريكي لا يزال متواصلاً، حيث استبدلت واشنطن خلال عام أربع حاملات طائرات، بدءًا بـ”آيزنهاور” مرورًا بـ”روزفيلت”، و”لنكولن”، وانتهاء اليوم بالحاملة “ترومان”، وكلها لم تتمكن من فرض الهدف الأمريكي المتمثل بتأمين الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، أو وقف الإسناد اليمني لغزة، ولا حماية الكيان من الضربات الصاروخية والمسيرة اليمنية.
ابتدأ العصر اليمني البحري باستهداف “آيزنهاور” أكثر من أربع مرات، فجاءت خليفتها “روزفيلت” لكنها لم تجرؤ حتى على الاقتراب من شعاع النار اليمني، واحتفظت لنفسها بموقع بعيد أعالي البحر الأحمر باتجاه خليج عمان، ولم تكن لنكولن بأحسن حال منها، حيث واصلت نهج “روزفيلت”، وعندما فكرت بالاقتراب من المياه اليمنية في خليج عدن، باشرتها القوات المسلحة بضربة استباقية، بالصواريخ والطائرات المسيرة، فقررت مباشرة الانسحاب بسلام إلى مينائها في السواحل الأمريكية، لتترك المنطقة المركزية الأمريكية بدون أي حاملة طائرات للمرة الثانية خلال عام. ويقول الخبراء العسكريون إن خلو الأسطول الأمريكي الخامس من حاملات الطائرات هو متغير كبير في تاريخ الحروب، لأن ذلك يفقد الأسطول الخامس القدرة على المناورة والحركة وبالتالي التأثير، ويجعل من التأثير اليمني في حاملات الطائرات تحولاً كبيرًا في المعركة البحرية.
مع وصول الحاملة “هاري ترومان” إلى البحر الأحمر، قادمة من شرق المتوسط عبر قناة السويس، وضعت تحت عين القوات المسلحة اليمنية، وفي الليلة التي فكرت فيها بالمشاركة في العدوان على اليمن، كانت القوات الصاروخية وسلاح الجو المسير، على أتم الجهوزية للقيام باللازم للترحيب بـ”ترومان” كما يجب، فأرسلت عددًا من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أصابت الحاملة بالذعر، لترسل أوامر بإعادة الطائرات الحربية وإلغاء المخطط العدواني لتلك الليلة، وما أن عادت الطائرات للاشتباك مع القوات اليمنية، حتى سقطت واحدة منها على الأقل في مياه البحر الأحمر، نتيجة نيران صديقة حسب مزاعم بيانات عسكرية أمريكية.
إن اشتباك ليلة الأحد توقيع على نهاية عصر حاملات الطائرات الأمريكية، وانكشاف واحدة من أهم الثغرات في تلك السفينة العملاقة. إنها ببساطة لحظة إقلاع أو هبوط الطائرات، وهي لحظة قاتلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لأنها تعيق عمل الدفاعات الجوية، وتفرض الكثير من الحذر في التعامل مع الأهداف وخصوصًا مع خطة الإغراق بالنيران، وتجعل القرار خطيرًا في تفعيل الدفاعات وإطلاق الصواريخ الاعتراضية، مهما مثلت من مخاطر على حركة الطيران الحربي، أو المحافظة على سلامة الطيران والتضحية بسلامة حاملة الطائرات نفسها، وهو قرار لا يمكن لأحد أن يتخذه دون الوقوع في المحذور.
هذا بخصوص السفينة نفسها، لكن ماذا عن الطيارين؟ كيف سيكون حالهم وهم يرون نسبة إصابة طائراتهم تبدو مرتفعة، والنهاية غير السعيدة أمام أعينهم، بالتأكيد سيعيدون السؤال أكثر من مرة لقادتهم وضباطهم عن ضمان العودة بسلام، لا يوجد جندي أمريكي في أي معركة دون ضمانات السلامة، هكذا يتم تدريب الجنود وتربيتهم، لكن بعد الآن فإن ملاحي الطيران الحربي الأمريكي في حاملات الطائرات سيصابون بالذعر ودرجات عالية من التوتر، وسيطالبون بالإجابة عن سؤال مهم: هل ستشتبك حاملة الطائرات في أثناء الإقلاع والهبوط؟ لكنهم لن يحصلوا على أي إجابة، لأن الضربات ستأتيهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون.

مقالات مشابهة

  • براون يقود سلتيكس إلى الفوز على بايسرز في دوري السلة الأمريكي
  • اشتباك الأحد.. توقيع على نهاية عصر حاملات الطائرات الأمريكية
  • مسيرات جماهيرية في البيضاء تأكيدا على الموقف الثابت في نصرة غزة
  • ألكسندر يقود ثاندر لفوزه التاسع توالياً في دوري السلة الأمريكي
  • اليمن يقود تحولًا استراتيجيًّا بحصار بحري يُخضِعُ “إسرائيل” ويضعها أمام خيار الاستسلام
  • السيد القائد يكشف تفاصيل حول استهداف الحاملة ترومان
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل خطيرة بشأن عملية عسكرية كبيرة ومهمة جداً
  • تراجع (ترومان) الى الخلف
  • صور تظهر استمرار “هاري ترومان” في الابتعاد نحو الشمال
  • شاهد | ليلة النيران الصديقة: سقوط العمود الفقري لجناح حاملات الطائرات الأمريكية