أسقف قوص ونقادة في حوار خاص لـ"البوابة نيوز": نرفض الممارسات الإسرائيلية الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني.. ويجب على المجتمع الدولي محاسبة الكيان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
وجه الأنبا بيمن، أسقف قوص ونقادة وسكرتير لجنة العلاقات العامة التابعة للمجمع المقدس، التحية للقيادة السياسية المصرية على دورها في الحفاظ على قضية فلسطين في ذهن العالم ومواصلتها للعمل بشكل دبلوماسي وراقٍ، وحماية الأمن القومي في الوقت المناسب، إن الثبات على الموقف المصري من البداية وحتى الآن، وعدم تغييره، هو أمر يستحق الاحترام.
كما أبدى الأنبا بيمن استياءه الشديد تجاه ما يحدث من انتهاكات إنسانية لأهل وشعب غزة، مشيرا إلى أن الاستعمار يهدف إلي فرض السيطرة والقوة على الشعوب ونهب ثرواتها.
وأضاف أنه يجب على المجتمع الدولي والجماعات الحقوقية العمل على محاسبة المسئولين عن تلك الأعمال وتقديمهم للعدالة.
وأوضح أن النسيج الوطني في مصر يتألف من مجتمع متنوع يضم المسلمين والمسيحيين، ويعملون في العديد من المبادرات لتنمية المجتمع وتحسين الظروف العامة.
وعن أزمة أهل غزة والدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني تحدث الأنبا بيمن لـ"البوابة نيوز"، وإلى نص الحوار..
كيف تري الانتهاكات الإنسانية التي تحدث لأهل فلسطين وخاصة الأطفال والنساء ؟- أنا أشعر بالاستياء والغضب تجاه هذه الأحداث الجارية، فأنا قلبي يتوجع من هذا الدمار وأعتبر ما يحدث عملًا غير مقبول في العصر الحديث، كما أتذكر أن هناك دولا تقود حملة ما، ولكنها تتجاهل الأعمال الوحشية التي تحدث، ربما لأجل أهداف سياسية واقتصادية خاصة بها، لكن علينا أن نفهم أن الاستعمار يهدف إلى فرض السيطرة والقيود على شعوب أخرى ونهب ثرواتها والتحكم بها، وعندما يتحدث الناس عن الحرية والديمقراطية، فإننا نتوقع أن نرى تصرفات تتفق مع تلك القيم. ومن الصعب قبول أن هذه القيم يتم استغلالها بطرق خاطئة تؤدي إلى مأساة الأطفال والأبرياء وتدمير البنى التحتية والأماكن الدينية والمدارس وقتل الأفراد أو الجماعات، يجب أن نفصل بين الأفراد والجماعات المتطرفة وبين الأنظمة والمبادئ العامة للحرية والديمقراطية. إذا كانت هناك انتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية، فيجب على المجتمع الدولي والجماعات الحقوقية العمل على محاسبة المسئولين عن تلك الأعمال وتقديمهم للعدالة.
ومن المهم أن نعمل جميعًا على تعزيز القيم الإنسانية العالمية وضمان حقوق الإنسان للجميع، بغض النظر عن الخلفية العرقية أو الدينية أو الثقافية. علينا أن نسعى جميعًا لبناء عالم يسود فيه السلام والتسامح والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع.
كيف تصف الدور المصري الداعم دائماً للقضية الفلسطينية؟- تحية للقيادة السياسية المصرية على دورها في الحفاظ على قضية فلسطين في ذهن العالم ومواصلتها للعمل بشكل دبلوماسي وراقٍ، وحماية الأمن القومي في الوقت المناسب. إن الثبات على الموقف المصري من البداية وحتى الآن، وعدم تغييره، هو أمر يستحق الاحترام. الشعب المصري قد أظهر وحدة وتضامنًا، وقام بتنظيم مظاهرات تجمعت فيها جميع الفئات الوطنية، وهذه الروح الوطنية والثقة في مصر، فمصر دولة جادة وقوية عند الأزمات، والجيل المصري يثبت ذلك.
كيف تري موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي الشجاع والحاسم من مسألة تهجير أهل غزة؟إن هذا الشعب الفلسطيني والأشخاص الذين يعيشون في أراضيهم لا يمكنهم تركها والانتقال إلى بلدان أخرى بسبب التهجير. يعتبر البقاء على الأرض قرارًا صعبًا بسبب التحديات والمخاطر التي تواجهها هذه الأماكن، ومن ضمنها التهديدات الإرهابية التي تستهدف الأمن والاستقرار. والرئيس عبدالفتاح السيسي قدم مساعدات ومعونات للشعب الفلسطيني من خلال حملات نقل المساعدات واستقبالها عبر معبر رفح ومطار العريش، وقد رفض خروج حاملي الجنسيات المختلفة حتى يتم تأمين تلك المعونات للمحتاجين. هذا يعكس تصميم الرئيس على تقديم الدعم اللازم والمحافظة على الأمن والأمان. فهو زعيم بطبعه الرئيس، وقد أظهر قوة العزيمة والثبات في مواقفه منذ عام 2013 وحتى الآن. يعتبر الرئيس ثابتًا في مشاعره وعواطفه وقد أظهر إنسانيته وحرصه على الأمن والاستقرار، يجب أن نتذكر أن تطور الشعوب وتغيير تفكيرهم يستغرق وقتًا طويلاً وهو عمل تدريجي ومستمر.
هل هناك اقتراح برفع الصلوات في الكنائس المصرية لوقف الحرب ؟الصلاة والدعوات من الوسائل التي نلجأ إليها لنطلب السلام والحفظ والشفاء، لكل فرد يعيش في فلسطين.
من خلال الصلاة نطلب من الله أن يحمي بلادنا ويمنح السلام للناس، ويعزي الذين يعانون ويرحم الأموات. إن الحروب والصراعات التي تحدث في مختلف أنحاء العالم هي مصدر قلق وحزن للكثيرين، ومن خلال الصلاة، نتمنى أن يحل الله السلام والاستقرار في تلك المناطق المتأثرة بالحروب والصراعات، وأن يمنح الشفاء العاجل للمصابين.
الكنيسة المصرية ناشدت أبناءها بالمشاركة والمساندة الإنسانية لتقديم المساعدات لأهل غزة ماذا عن هذه الخطوة المهمة ؟النسيج الوطني في مصر يتألف من مجتمع متنوع يضم المسلمين والمسيحيين، ويعملون في العديد من المبادرات لتنمية المجتمع وتحسين الظروف العامة، والشراكة بين الجمعيات القبطية والإسلامية تعزز التعايش السلمي والتعاون المشترك لصالح الجميع.
ومن المهم أن نذكر أن الكنيسة القبطية تلعب دورًا مهمًا في دعم المبادرات الاجتماعية والتنموية في مصر واحدة من هذه المبادرات هي التبرع بالدم، حيث تشجع المسيحيين والمسلمين على التبرع بالدم لمساعدة المحتاجين وإنقاذ الأرواح. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المشاريع الخيرية والمبادرات التي يعمل عليها المسلمون والمسيحيون معًا لتعزيز التعليم، وتوفير الرعاية الصحية، وتحسين الظروف المعيشية للجميع. في النهاية، يجب علينا التركيز على التعايش السلمي والتعاون لبناء مجتمع مصري قوي ومزدهر.
هل هناك تنسيق بين الكنيسة المصرية و باقي الكنائس في دول العالم و خاصة التابعة للكرسي المرقسي؟التعليمات تصل للجميع والقرار يوافق عليه الجميع فلديهم علم بنفس المعلومات.
وماذا عن التنسيق بين الكنيسة القبطية و الطوائف المسيحية الاخري فيما يخص تقديم المساعدات ؟يعمل القساوسة والأساقفة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على تعزيز العلاقات العامة والتواصل مع الهيئة الإنجيلية القبطية والكنيسة الكاثوليكية، وذلك بهدف تحقيق التعاون والتفاهم المشترك في قضايا الاهتمام المشترك، بما في ذلك إعادة بناء وتعمير الكنائس.
قد تتم المساهمة في جهود إعادة بناء وتعمير الكنائس من خلال التعاون بين الكنيستين والجيش، حيث يمكن أن يقدم الجيش الدعم والمساعدة فيما يتعلق بالأمور الهندسية ورسومات البناء وعمليات الاستلام والتسليم ،هذا التعاون الجهود المشتركة لإعادة بناء وتجديد المنشآت الدينية والتأكيد على أهمية الحفاظ على التراث وتعزيز الوحدة والتعايش السلمي في المجتمع.
ماذا عن دور لجنة العلاقات العامة التابعة للمجمع المقدس في تعزيز الروابط بين الكنيسة و مؤسسات الدول المختلفة ؟لجنة إدارة الأزمات تهتم بمنع الأزمات والحد من تأثيرها، وهي تعمل على اتخاذ التدابير الوقائية والاستعداد للتعامل مع أي أحداث طارئة تؤثر على المجتمع. وتهدف إلى توفير الاستقرار والسلامة للأفراد والكنائس والمجتمع بشكل عام.أما لجنة العلاقات العامة والمشاركة الوطنية، فتعمل على التواصل والتفاعل مع الفعاليات الوطنية المختلفة مثل الانتخابات الرئاسية ومجالس المشورة ومجلس النواب. وتسعى لتعزيز التواصل والمشاركة الفاعلة في هذه الأحداث الوطنية.
ونجد أيضًا لجنة المشاركة المجتمعية، التي تعنى بالتواصل والتعاون مع المجتمع في المناسبات السعيدة والأحزان، والمساهمة في تقديم التبرعات والزيارات والتبادلات الاجتماعية. تهدف هذه اللجنة إلى تعزيز التلاحم والتآخي وتقديم الدعم لأفراد المجتمع. وفيما يتعلق باللجنة فهي تتكون من 12 أب مطران وأسقف ، وأنا أعمل دور السكرتير الخاص بهذه اللجنة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاستقرار والسلام الاستعمار التعاون المشترك التعايش السلمي الجماعات المتطرفة الرئيس عبدالفتاح السيسي الشعب الفلسطيني الكيان الإسرائيلى المجتمع الدولي الأنبا بيمن العلاقات العامة على المجتمع بین الکنیسة من خلال فی مصر
إقرأ أيضاً:
في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.. متى يتحول التضامن إلى تدخل حقيقي؟
أن تدعو الجمعية العامة منذ عام 1977، للاحتفال في يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فهذا يعني اعترافا من غالبية دول العالم التي صوتت لصالح القرار بعدالة القضية الفلسطينية، وتبني وتصديق رواية الشعب الفلسطيني، صاحب الحق، ودعم نضاله السياسي والوطني في مواجهة الرواية الصهيونية المزورة القائمة على صناعة الأكاذيب وترويج سرديته الباطلة.
تحل الذكرى 47 لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني لهذا العام كشاهد على الظلم والقهر والعدوان النازي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في هذه الأيام وعبر سنوات مضت، وفي ظل نظام دولي ظالم يكيل بعدة معايير ويدعم ويشارك بالعدوان، ويمنح الضوء الأخضر لآلة الدمار الصهيونية للقتل والتنكيل وإزهاق أرواح آلاف الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم أجمع الذي بات كجثة هامدة.
يأتي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في هذه الظروف الاستثنائية الذي يتعرض فيها قطاع غزة وفلسطين كلها لأبشع صور العدوان الوحشي النازي أمام أنظار العالم كله، وصمت وعجز الأنظمة والشعوب العربية التي تركت الشعب الفلسطيني لوحده وخلف ظهرها
يتزامن يوم التضامن لهذا العام مع العدوان الصهيوني النازي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وقطاع غزة، ومجازر الإبادة الجماعية بحقه، وقتل آلاف الأطفال والنساء بالسلاح الأمريكي، واستخدام سلاح التجويع والتعطيش والحصار وقصف المستشفيات والمدارس وقصف النازحين والأماكن التي ينزحون إليها قسرا، رغم مزاعم الاحتلال بأنها مناطق آمنة، بعد طلب قوات الاحتلال من سكان الأحياء الإخلاء قبل مهاجمتها، معتبرا إياها مناطق قتال خطيرة، هذا فضلا عن تفاقم أزمة المخابز بسبب شح الوقود ومنع الاحتلال تشغيل مخابز أخرى، وقد أظهرت مشاهد مصورة تكدس المواطنين أمام المخبز الوحيد غرب مدينة غزة لساعات طويلة على أمل الحصول على خبز لإطعام أطفالهم.
منذ بداية العدوان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تستهدف قوات الاحتلال البشر والحجر في قطاع غزة من خلال تدمير كل شيء، حتى المستشفيات والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف لم تسلم من همجية الاحتلال، فتم إحراقها وإخراجها من الخدمة، حيث استشهد أكثر من ألف طبيب وممرض واعتقال أكثر من 310 منهم، بالإضافة إلى منع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية ومئات الجراحين إلى قطاع غزة.
يأتي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في هذه الظروف الاستثنائية الذي يتعرض فيها قطاع غزة وفلسطين كلها لأبشع صور العدوان الوحشي النازي أمام أنظار العالم كله، وصمت وعجز الأنظمة والشعوب العربية التي تركت الشعب الفلسطيني لوحده وخلف ظهرها، في أبشع صورة من الخمول والتقاعس وصمت بات يفوق بشاعة وقسوة وظلم الاحتلال ذاته.
إذا أردنا أن نتحدث عن يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني يجب أن يتحول التضامن إلى تدخل حقيقي وجاد من الأنظمة العربية والشعوب والمجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤولياتهم التاريخية والإنسانية، والعمل على وقف العربدة الصهيونية وممارساتها الوحشية واللا أخلاقية واللا إنسانية، وتمردها على كافة القرارات التي أصدرتها الشرعية الدولية
كثير من الأنظمة العربية باتت تتعامل مع القضية الفلسطينية وكأنها شأن سياسي بعيد لا دخل لها ولا يخصها، رغم أن الاحتلال الصهيوني هو امتداد لمأساة عربية.
لقد تراجعت مظاهر التضامن الحقيقية، التي كانت تعبّر عن موقف أخوي وأخلاقي وإنساني تجاه المجازر التي يرتكبها الاحتلال، في ظل هذا الصمت المريب، غابت قيمة التضامن لتصبح مجرد شعارات خاوية.
وهنا يتساءل الواحد منّا أين العالم؟ وأين العرب والمسلمون؟ هل باتوا حقا عاجزين عن وقف قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ؟ وهل باتوا عاجزين عن إدخال الغذاء والماء والدواء والكهرباء؟ ألم يسمع ويشاهد العرب والعالم مشاهد ووحشية الإجرام الصهيوني؟
فإذا أردنا أن نتحدث عن يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني يجب أن يتحول التضامن إلى تدخل حقيقي وجاد من الأنظمة العربية والشعوب والمجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤولياتهم التاريخية والإنسانية، والعمل على وقف العربدة الصهيونية وممارساتها الوحشية واللا أخلاقية واللا إنسانية، وتمردها على كافة القرارات التي أصدرتها الشرعية الدولية، ومنعها عن المضي في سياسة تهويد الأراضي وانتهاك المقدسات وفرض الأمر الواقع، ومنعها من ارتكاب المجازر وجرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة من الأطفال والنساء، ومحاسبة قادة الاحتلال المجرمين، ووزرائه وضباطه الفاشيين، الذين أوغلوا في دماء الشعب الفلسطيني، ومارسوا بحقه أبشع عمليات القتل والإرهاب والتجويع التي عرفها التاريخ الحديث.