دمشق-سانا

بهدف الحفاظ على حرفة الزجاج المعشق ونقلها الى الأجيال ومنع اندثارها، لا يزال الحرفي فايز تلمساني يتمسك بممارسة حرفته التي تعلمها منذ أكثر من 55 عاماً، ويطورها لتواكب متطلبات العصر .

وفي تصريح لـ سانا بين تلمساني أنه تعلم هذه المهنة بمركز الفنون التطبيقية بدمشق، وخلال التحاقه بالمركز للتعلم في قسم البرونز لفت نظره وجذبته الأشكال والألوان البراقة للزجاج المعشق، فقرر تعلمها وإتقانها لتكون مصدر رزقه مستقبلاً.

وقال تلمساني: إنه قام بتعليم عائلته بالكامل هذه الحرفة التي تعتمد على رغبة الشخص في إتقانها، إضافة إلى تعليمه الكثير من الراغبين الذين عملوا معه وقاموا بنقلها لغيرهم، مشيراً إلى أنه يشارك في المعارض بأعمال ومنتجات مصنوعة من الزجاج المعشق بهدف تسويقها، وإطلاع الزوار عليها وتبادل الأفكار مع المشاركين.

وعن المواد التي يستخدمها في حرفته، أوضح تلمساني أننا نقوم بالحفر على الخشب أو الجبصين، ثم إضافة الزجاج المعشق إليه ونعتمد بشكل أساسي على مادة الجبصين والزجاج الملون، ولكن اليوم نستخدم مادة بديلة عن الزجاج، وهي بليكسي غلاس لكونها متوافرة بأسعار مقبولة ولا تتغير ألوانها بالتعرض للشمس.

الشابة فداء حمود خريجة أدب إنكليزي ومتدربة على مهنة الزجاج المعشق لفتت إلى أن الفضول دفعها لتعلم هذه الحرفة خلال ثلاثة أشهر، وبدأت بممارستها، حيث أنتجت العديد من الأشكال كالنوافذ واللوحات وجدران الفصل بين الغرف ،بينما تحدث الحرفي أحمد الأشقر من عين ترما بريف دمشق أنه يعمل بحرفة الزجاج المعشق منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ويعتمد على تسويق منتجاته من خلال السياح مشيراً الى تراجع عمله بسبب ارتفاع تكاليف المواد الأولية الأساسية للعمل وإيجاد بدائل جديدة تستخدم لتزيين المنازل.

وتعد حرفة الزجاج المعشق من أقدم الحرف في دمشق، ويزيد عمرها على أكثر من3000 عام ولا تزال تحافظ على انتشارها، وتلقى الإقبال على تعلمها بعد أن كانت في السابق مقتصرة على الجوامع والكنائس، لكنها اليوم توسعت وباتت تستخدم في المنشآت السياحية والبيوت، حيث دخلت هذه الحرفة في ديكورات البناء لما تمنحه من جمالية ولفت الأنظار.

سكينة محمد وأمجد الصباغ

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

رمضانُ الحادي عشر في اليمن… أسواقٌ تفيضُ بالخيرات وبيوتٌ تعاني مرارة الجوع!

يمن مونيتور/ من إفتخار عبده

يحلُ رمضان الحادي عشر على اليمنيين هذا العام في ظل ظروف معيشية قاسية، زادها ضنكًا الانهيار الحاصل في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية والتدهور الاقتصادي غير المسبوق.

وما بين أسواقٍ تفيض بالخيرات وبضاعةٍ مكدسة في المحال التجارية، وبين بيوتٍ يشكو أصحابها من مرارة الفقر والحرامان.. تتجلى الصورة القاتمة للوضع المعيشي المرير الذي يكابده اليمنيون هذا العام بالتحديد.

*تراجع كبير في القدرة الشرائية*

ويشهد الإقبال على شراء المواد الغذائية تراجعًا ملحوظًا في القدرة الشرائية للمواطنين، فبينما ظل عدد الزبائن ثابتًا نسبيًا، فقد انخفضت قيمة مشترياتهم بشكل كبير؛ إذ لم يعد بإمكان أرباب الأسر شراء الأصناف المتنوعة التي اعتاد عليها، واقتصرت مشترياتهم فقط على الضروريات الأساسية وبكميات محدودة.

مواطنون يشكون من عدم مقدرتهم على شراء أساسيات المطبخ الرمضاني، وتجارٌ يشعرون بالإحباط نتيجة قلة الإقبال عليهم، هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، ونتيجة كثرة الديون من قبل الزبائن.

بهذا الشأن يقول المواطن أبو محمد” اسم مستعار” لم استعد لرمضان بشراء حاجيات المطبخ هذا العام على الإطلاق، يوم أمس فقط بعد العصر قمت بشراء القليل من الحليب الدقيق من أجل تحضير الشفوت فيه أما الزبادي فقد قررنا مقاطعته بعد ارتفاع سعره بهذا الشكل، وكيلو من السكر ولتر واحد من الزيت من أجل تحضير الخبز والشاي”.

وأضاف أبو محمد لـ” يمن مونيتور” ذهبتْ ويبدو أنها لن تعود، تلك الأيام التي كنا نملئ فيها بيوتنا من كل أصناف المواد الغذائية قبل رمضان بأكثر من أسبوع، أما في سنوات الحرب فقد أصبح قدوم رمضان يشكل عائقا كبيرا لنا يجعلنا ننسى رواحانية هذا الشهر الفضيل ونبقى في قلق كيف لنا أن نوفر مصاريف هذا الشهر”.

وأردف” هذا العام جاءنا رمضان ونحن غير مستعدين له على الإطلاق، حالاتنا النفسية سيئة للغاية، وحالتنا المادية أسوأ من مجرد وصفها، نحن سعدنا بقدوم هذا الشهر الفضيل فقط تعظيمًا لشعائر الله وأما غير ذلك فنحن في حالة من النكد المعيشي”.

وتابع”عندما أرى الأسواق وهي مكتظة بكل أصناف الطعام وحاجيات المطبخ الرمضاني اسأل نفسي من يا ترى سيشتري كل هذا؟ من الذي يقدر اليوم على شراء كل هذه الأصناف حتى وإن كان بكميات قليلة؟، اليوم نحن فقط نعيش على القليل من الشفوت والقليل من الخبز، والسعيد منا من زاد صنفا آخرًا على هذين الصنفين”.

وواصل” لست وحدي من يعيش هذه الظروف القاسية، فهناك من لم يجد قوت يومه وفي الوقت نفسه يصومون ويجاهدون في صيامهم من أجل نيل رضا الله”.

واختتم” أرسل رسالتي لكل مسؤول في الدولة، لكل من تسبب في هذا الغلاء المعيشي.. نحن في شهر صيام ولن ننساكم من دعواتنا واعلموا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب”.

*غلاء معيشي يفقد الناس لذة رمضان*

في السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي، مروان الشرعبي” جاء رمضان هذا العام على اليمنيين وهم في ظروف اقتصادية هي الأسوأ في حياتهم وهي الأسوأ منذ أكثر من عقد من الزمن؛ نتيجة تزايد معاناة شعبٍ اليوم يفتقد لذة رمضان وروحانيته بسبب ظروفه المعيشية وخلو بيته من أسياسيات رمضان”.

وأضاف الشرعبي لـ” يمن مونيتور” من جهة أخرى الأسواق تتكدّس فيها البضائع من قبل التجار الذين يأملون في المزيد من الربح فيتفاجأون بقلة الإقبال عليهم بسبب ارتفاع أسعارها الذي حال بينهم وبينها”.

وأردف” غلاء الأسعار هذا العام جعل من الصعب على غالبية الأسر شراء التمر الذي يعد من أولويات شهر رمضان، وهذه الحياة الصعبة اليوم تكاد تخنق الجميع لا سيما في الأماكن التي تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية دون أن تجد من يضبط التجار وتلاعبهم في البيع والشراء، فاليوم أصبح المواطن محاربًا حتى من الحكومة واللصوص الذين يأكلون حقوقه دون أن تجد من يردعها”.

وتابع” من الطبيعي أن لا يُقبل الناس على شراء البضائع من الأسواق كما كانوا في السابق فالوضع الاقتصادي اليوم أصبح مزريا حتى الذين كانوا ميسوري الحال أصبحوا في حالة من الفقر وما أصعب الفقر بعد يسر الحال”.

وواصل” جاء رمضان الحادي عشر على اليمنيين في ظل انقطاع الرواتب، وغياب فرص العمل، وانعدام الاستقرار المعيشي والأمن الغذائي، وفي ظل حالة من الفقد والحرمان المرير”.

*ديون متراكمة*

بدوره يقول محمد الإسلامي صاحب محل بهارات في مديرية صالة محافظة تعز”في شهر رمضان، زاد الإقبال على شراء المواد الغذائية، لكن العديد من الزبائن لم يتمكنوا من دفع ثمن مشترياتهم بالكامل، الأمر الذي اضطرنا إلى تلبية احتياجاتهم بالدين، على أمل السداد قريبًا بحسب وعود بعضهم”.

وأضاف” البيع بالدين يلحق بنا أضرارًا كبيرة، خاصة مع استمرار تدهور قيمة العملة المحلية؛ فأسعار البضائع ترتفع باستمرار، وعندما يأتي الزبون لسداد الدين بعد فترة، يكون سعر البضاعة قد زاد بشكل كبير، مما يقلل من نسبة الربح لدينا أو يوصلنا إلى الخسارة”.

وتابع” أغلب الإقبال هذا العام على الأساسيات التي لا غنى عنها على الإطلاق كالدقيق والزيت والأرز ذي النوعية العادية، بالإضافة إلى السكر والملح والعدس، وأما الأمور الأخرى رغم توفرها في المحل إلا أن الالتفات إليها يكون شبه نادر كالعصائر السائلة والمجففة والشوفان وغيره”.

 

 

مقالات مشابهة

  • مشاجرة وقنابل دخانية وإصابات داخل البرلمان الصربي … فيديو
  • الغريب عبد الله قاضي… حين يموت الكبار في صمت الصغار
  • حمدوك… أعرض عن هذا ولاتكن من الخاسرين
  • عمنا صلاح جاهين.. عصير البهجة| فنانو كاريكاتير العالم يحتفون بـ فيلسوف الفقراء ويؤكدون لـ "البوابة نيوز": أيقونة مصرية وملهمًا للأجيال
  • أسواق درعا في رمضان… ارتفاع في الأسعار وتفاوت في الحركة التجارية
  • قصور الثقافة تواصل فعاليات معرض الفنان التشكيلي سعد زغلول
  • على قائمة اليونسكو.. «التلي» ذوق المرأة الإماراتية الراقي
  • حضرموت…مظاهرات غاضبة في المكلا جراء تردي خدمة الكهرباء
  • رمضانُ الحادي عشر في اليمن… أسواقٌ تفيضُ بالخيرات وبيوتٌ تعاني مرارة الجوع!
  • محافظ أسيوط يتفقد معرض لوحات فنية للفنان التشكيلي سعد زغلول بقصر الثقافة