العمانية: استعرض "المؤتمر العُماني للصيرفة الإسلامية" اليوم في دورته الثانية التي جاءت بعنوان (الصيرفة الإسلامية والتمويل: التنافسية وصناعة فرص الاستثمار) الأساليب المبتكرة والاتجاهات الناشئة في المنتجات المالية الإسلامية، والأطر القانونية والتنظيمية لهذا القطاع، وطرق توسيع نطاق المنتجات الإسلامية في سلطنة عُمان.

رعى افتتاح المؤتمر الذي نظمته جريدة "الرؤية" بالتعاون مع البنك المركزي العُماني معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية. وأوضح سعادة طاهر بن سالم العمري الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العُماني أن إجمالي أصول المصارف والنوافذ الإسلامية وصل إلى 7 مليارات ريال عُماني، بزيادةٍ قدرها 13 بالمائة على أساسٍ سنوي، وذلك حتى سبتمبر 2023م، كما قدّمت المؤسسات المصرفية الإسلامية تمويلًا بقيمة 5,8 مليار ريال عُماني، وبلغ إجمالي الودائع لديها 5,3 مليار ريال عُماني، وهذا يتوافق مع حصة سوقية تبلغ 17,6 بالمائة من حيث إجمالي الأصول وأكثر من 19 بالمائة من حصة السوق من حيث التمويل الإسلامي والودائع الإسلامية، لافتًا إلى أنه تم تحقيق هذا التقدّم الكبير في فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ نسبيًّا تتجاوز 10 سنواتٍ بقليل. وقال سعادته: إن قطاع الصيرفة الإسلامية أصبح منذ إطلاقه أحد المحرّكات الأساسية لنمو القطاع المصرفي في سلطنة عُمان، حيث شهد قطاع الخدمات المصرفية التقليدية في سلطنة عُمان خلال الفترة من 2013م إلى ديسمبر 2022م نموًّا سنويًّا مركّبًا قدره 4,3 بالمائة، بالمقارنة بلغ النمو السنوي المركّب لقطاع الخدمات المصرفية الإسلامية خلال هذه السنوات العشر 25,8 بالمائة. وأوضح سعادته أنه في مقابل متطلبات كفاية رأس المال البالغة 11 بالمائة، بلغت نسبة كفاية رأس المال للقطاع 15,5 بالمائة، ويتميز الجزء الأكبر من رأس المال التنظيمي المذكور بالجودة العالية إلى حدٍ ما، حيث يصنّف من المستوى الأول، مضيفًا أن هذا النمو في الأصول يدعم انخفاض نسبة التمويل المتعثّر إلى 2,1 بالمائة، وهي أقل بكثير من نسبة القروض المتعثرة البالغة 4,4 بالمائة للقطاع المصرفي بأكمله.

الخدمات المصرفية

وأشار سعادته إلى أن المؤسسات المصرفية الإسلامية واصلت توسيع عملياتها في جميع محافظات سلطنة عُمان بحوالي 100 فرع تقريبًا، إلى جانب الخدمات المصرفية في مكاتب الخدمات ووحدات الفروع المتنقلة، إضافة إلى منصات الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف النقال، كما قام البنك المركزي العُماني بمنح الموافقة المبدئية لفتح نافذة صيرفة إسلامية يتم من خلالها إطلاق صندوق أسهم إسلامي. وقال سعادته: وفقًا لتقرير الاستقرار الصادر عن مجلس الخدمات المالية الإسلامية لعام 2023م، تحتل الحصة السوقية لقطاع الخدمات المصرفية الإسلامية في سلطنة عُمان حاليًّا المرتبة الخامسة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، والمرتبة الـ 14 على المستوى العالمي من بين أكثر من 70 دولة تمتلك مؤسسات مصرفية إسلامية. وأوضح سعادته أن قرار تأسيس قطاع الصيرفة والتمويل الإسلامي أثبت دوره الاستراتيجي في تحقيق العديد من أهداف رؤية عُمان 2040، حيث أسهم في تعزيز الادخار والاستثمار المحلي وبناء قاعدة استثمارية متنوعة.

وأضاف سعادته أن قطاع الصيرفة الإسلامية أسهم في تمكين الشركات والمؤسسات التجارية من تنويع مصادر تمويلها وزيادة رؤوس أموالها، مما يعني تعزيز قطاع ريادة الأعمال والقدرة التنافسية وإيجاد فرص العمل في المنظومة الاقتصادية، لافتًا إلى أن أسواق الأسهم الخارجية شهدت المزيد من الاستثمارات في العديد من مؤسسات التمويل الإسلامي، مثل المصارف الإسلامية وشركات التكافل والصناديق الإسلامية والأسهم المتوافقة مع الشريعة الإسلامية ومنصات التمويل الجماعي.

وأشار سعادته إلى أن هذا القطاع أسهم في توسيع نطاق المنتجات المتاحة للزبائن والشركات والدخول إلى أسواق أكثر جودةً وتنوعًا وتطوّرًا مما أدّى إلى تحسين مستوى الكفاءة وجودة الخدمة وتعزيز الابتكار والرقمنة، إضافة إلى دعم عملية تشكيل أجندة تطوير القطاع المالي العُماني وتعزيز الاكتفاء الذاتي لاقتصاد سلطنة عُمان، حيث أصبحت المصارف والنوافذ الإسلامية شريكًا رئيسًا ومؤثرًا في تمويل العديد من مشروعات البنية الأساسية في سلطنة عُمان إلى جانب المموّلين المشاركين في مشروعات التمويل الجماعي أو المشترك.

معايير التمويل الإسلامي

وقال سعادته: إن هذا القطاع أتاح للبنك المركزي العُماني وغيره من الهيئات التنظيمية للقطاع المالي أداء دورٍ أكثر فاعلية وتأسيس شراكات مع الهيئات المختصة بوضع معايير التمويل الإسلامي العالمي، مثل مجلس الخدمات المالية الإسلامية، وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، والسوق المالية الإسلامية الدولية، واللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، ووكالات التصنيف وغيرها، كما أتاح هذا القطاع للبنك المركزي العُماني توّلي دور قيادي في إيصال تجربة سلطنة عُمان الناجحة للعالم، وذلك في مجالات تطوير السياسات والمعايير واللوائح الخاصة بقطاع التمويل الإسلامي. وأوضح سعادته أن مؤسسات الصيرفة الإسلامية بحاجة إلى تحقيق الاستفادة القصوى من الباقة المتنوعة من العقود الشرعية في التطبيقات المالية، مضيفًا أن تطبيق مبدأ تقاسم المخاطر في المعاملات المالية يعزز الحوافز المقدّمة لكلٍ من المؤسسات المالية وأصحاب المشروعات التجارية أو المستثمرين لدراسة ورصد المعاملات لمعرفة الجدوى التجارية منها والمخاطر المترتبة عليها.

وأشار سعادته إلى أن دمج التقنيات المتطورة مثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي يُعزز من تأثير التمويل الإسلامي للمُضي قّدمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ حيث تتيح هذه التقنيات فهمًا أعمق للمتطلبات الفريدة لقطاعات السوق المختلفة مما يمهد الطريق لوضع حلولٍ مالية مصممّة بحسب الحاجة واختيار العقود المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، واكتساب مؤسسات التمويل الإسلامي فهمًا أكثر شمولًا للمخاطر المصاحبة يؤدي إلى اتخاذ قرارات تتّسم بالمرونة.

من جانبه أوضح حاتم بن حمد الطائي الأمين العام للمؤتمر أن المؤتمر يعد منصة مهمة للتباحث والتشاور أمام المهتمين حول المتغيرات الحالية والمستجدات التي تَطرأُ على قِطَاع الصيرفةِ الإسلاميَّة، باعتبارهِ قِطَاعًا مُتطورًا يفرضُ على الجميعِ تعزيز تنافسيَّتِهِ، ورفع مُستوى إسهاماته فِي مسيرةِ التنمية الشاملةِ بالبلاد، مضيفًا أن القطاع المصرفيّ العُمانيّ عمومًا، والصيرفة الإسلامية مِنْ أهمِّ قطاعات الأمان الاقتصادي؛ لدورهِ الأساسي في حفظ التوازن المالي والاستقرار الاقتصادي. وتضمن المؤتمر مناقشة محورين، هما "نحو قطاع مصرفي إسلامي يُلبي أولويات المستقبل"، و"التحديات والحلول لتوسيع نطاق المنتجات الإسلامية"، تم خلالهما تقديم عدد من أوراق العمل أبرزها: "الصكوك والصناديق الإسلامية.. وفرص الاستثمار المستدام" و"التكنولوجيا المالية والابتكار الرقمي في التمويل الإسلامي"، و"الابتكار وصناعة الفرص عبر منتجات مالية إسلامية مستدامة"، و"التحديات والحلول المُحتملة لتوسيع نطاق المنتجات الإسلامية في سلطنة عمان".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المصرفیة الإسلامیة المالیة الإسلامیة الصیرفة الإسلامیة التمویل الإسلامی الخدمات المصرفیة الصیرفة الإسلامی المرکزی الع مانی هذا القطاع ع مانی إلى أن

إقرأ أيضاً:

حجم الصادرات والواردات عبر المطارات العمانية يتجاوز ملياري ريال خلال 2024

شهدت أنشطة الشحن الجوي عبر المطارات العمانية نموًا ملموسًا خلال عام 2024، لتسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق، وتجاوز حجم الصادرات والواردات عبر المنافذ الجوية ملياري ريال عماني خلال العام الماضي، مقارنة مع 1.7 مليار ريال عماني في عام 2023، كما حققت حركة إعادة التصدير عبر الشحن الجوي زيادة ملموسة من 319 مليون ريال عماني في عام 2023 إلى 495 مليون ريال عماني في عام 2024، ويتصدر مطار مسقط الدولي قيادة النمو في هذا النشاط، ويليه مكتب البريد المركزي ثم مطار صلالة، كما يحقق مطار الدقم مساهمة متزايدة في أنشطة الشحن الجوي، التي تقوم بدور حيوي في تسهيل صادرات وواردات السلع الغذائية والمنتجات الدوائية وتعزيز نمو أنشطة التجارة الإلكترونية.

ويمثل نشاط الشحن الجوي دعمًا لنمو القطاع اللوجستي، الذي يُعد من ركائز التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان، وفي إطار دعم القطاعات المستهدفة للتنويع الاقتصادي، نص المرسوم السلطاني رقم 2022/10 على إنشاء مناطق حرة في مطار مسقط الدولي ومطاري صحار وصلالة، ضمن التوسع في إقامة المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة كمحركات للنمو والتنويع الاقتصادي.

ويبلغ إجمالي مساحة المنطقة الحرة في مطار مسقط الدولي 1.7 كيلومتر مربع، وتتضمن المرحلة الأولى للمشروع البنية الأساسية اللازمة للمنطقة على مساحة 370 ألف متر مربع، مع تهيئة الأرض وأعمال الطرق والإنارة، إضافة إلى المرافق والخدمات العامة داخل المنطقة الحرة، وتستهدف المنطقة توطين أنشطة اقتصادية لتعظيم القيمة المضافة للسلع المستوردة وإعادة التصدير والتوزيع، وأنشطة التخزين الجاف والمبرّد، وإنشاء مرافق لوجستية لأنشطة التجارة الإلكترونية والشحن السريع، إضافة إلى إنشاء مصانع للصناعات الخفيفة، كما انضم للتشغيل في القطاع اللوجستي خلال السنوات الأخيرة أحد أهم المشروعات النوعية، وهو الميناء البري في مدينة خزائن الاقتصادية، التي تحقق جاذبية متزايدة للاستثمارات في الأنشطة اللوجستية والصناعات الغذائية وغيرها من المجالات، كما يشهد القطاع اللوجستي بدء الأعمال في أحد أكبر المشروعات التنموية في سلطنة عمان، وهو مشروع السكة الحديدية الذي يتم تنفيذه بشراكة استراتيجية بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وتتمتع المنظومة اللوجستية بتطور كبير من خلال شبكة الطرق والموانئ والمطارات، وتستهدف سلطنة عمان زيادة التكامل بين مختلف المنافذ البرية والبحرية والميناء البري والمناطق الحرة والاقتصادية الخاصة، لزيادة حجم الصادرات والواردات وتعزيز سلاسل الإمداد لمختلف السلع والبضائع من سلطنة عمان وإليها.

ويواكب نمو قطاع الشحن الجوي في سلطنة عمان نمو هذه الأنشطة دوليًا وإقليميًا خلال العام الماضي، حيث أشار تقرير الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إلى ارتفاع مستويات الطلب على الشحن الجوي خلال عام 2024، بمعدل زيادة بنسبة 11.3 بالمائة مقارنة مع عام 2023، وتجاوز حجم الطلب لعام 2024 المستويات القياسية المسجلة في عام 2021.

وعلى النطاق الجغرافي في مختلف مناطق العالم، حققت شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط نموًا سنويًا بنسبة 13 بالمائة في الطلب على الشحن الجوي خلال عام 2024، كما زادت سعة الشحن في المنطقة بنسبة 5.5 بالمائة على أساس سنوي، ويأتي نمو أنشطة الشحن الجوي عالميًا مدعومًا بنشاط حركة التجارة العالمية في السلع، التي ارتفع نموها بنسبة 3.6 بالمائة على أساس سنوي في عام 2024، مع أداء قوي لقطاع التجارة الإلكترونية، أشار التقرير إلى أن قطاع الشحن الجوي سيكون عليه خلال العام الجاري مواجهة تحدٍّ مهم، هو التكيف مع التحولات الجيوسياسية وسياسة فرض التعريفات الجمركية التي تفاقمت خلال العام الجاري.

مقالات مشابهة

  • رفع السرية المصرفية: التعديل غير كاف لمواجهة التحديات المالية
  • حجم الصادرات والواردات عبر المطارات العمانية يتجاوز ملياري ريال خلال 2024
  • حساب المواطن: 3 مليارات ريال لمستفيدي دفعة شهر أبريل
  • بنك التنمية يوقّع اتفاقيات مع شركاء محليين استعدادا لاستضافة مؤتمر "ADFIAP"
  • بنك ظفار يساهم في دعم رؤية عُمان بمجال التمويل الأخضر
  • بنك نزوى يوقع مذكرة تفاهم لتعزيز إدارة الأوقاف وأطر المالية الإسلامية
  • المالية: طرح سندات خزانة بقيمة 3 مليارات جنيه
  • تريليون ريال أصول مدارة
  • مؤتمر بالدوحة يوصي بتطوير التمويل والصيرفة الإسلامية
  • الرقابة المالية تقترب من إنهاء تنظيم التمويل التشاركي بالصناديق العقارية و الأسهم