حذّرت الباحثة الفرنسية البلجيكية فلورنس بيرجود-بلاكلر، من أنّ الهجمات على المدارس والعلمانية في فرنسا لها أسس فكرية واضحة من جانب جماعة الإخوان الإرهابية، داعية للبحث في خطبهم وتحليل تصريحاتهم المتشددة، إذ أنّها تكشف بوضوح أنّهم يفعلون ما يقولون ويُجاهرون بما يقومون به.

وأشارت عالمة الأنثروبولوجيا في المركز الفرنسي الوطني للبحوث العلمية، إلى أنّه لا يُمكن أن نفهم الهجمة الإسلاموية الفعلية والمجازية التي تتعرّض لها مدارس فرنسا وعلمانيتها، إذا لم نأخذ في الاعتبار الأسس الفكرية والأيديولوجية لتنظيم الإخوان.

وفي تصريحات لها حول حادثة مقتل مدرس فرنسي جديد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على أيد إرهابي شيشاني ينحدر من عائلة جميع أفرادها مُتّهمون بالتطرّف والعنف، أكدت بيرجود-بلاكلر أنّه في سديم الإسلاميين المُتشدّدين، أصبحت الوحدات العائلية المُتعصّبة بمثابة صداع وقلق كبيرين لأجهزة مكافحة الإرهاب في فرنسا.

الرأي العام في #فرنسا يضغط لحظر جماعة الإخوان الإرهابية https://t.co/6L7K5eIWi4

— 24.ae (@20fourMedia) November 7, 2023

ونبّهت إلى حقيقة أنّ أفراد العائلات المُتطرّفة مُتحدّون بروابط الدم المقدسة فيما بينهم، ويتخذون من الكذب ومحاولات التخفّي وستار الدين وسائل لهم في دعواتهم وأعمالهم الإرهابية. كما ويظهر هؤلاء الأعضاء مُجتمعين، الذين غالباً ما يتحدّون حظرهم، في صورة هذه العائلات التي غادرت في عام 2012، للقيام بما يُسمّونه عمليات جهادية في العراق وسوريا، وخاصة في ظلّ راية تنظيم داعش الإرهابي، الذي فتح ذراعيه للنساء والأطفال منذ عام 2013.

وأكدت الباحثة الفرنسية أنّ هذه المنظمة الإرهابية بالتحديد، هي التي تعهّد محمد موغوشكوف بالولاء لها قبل تنفيذ هجومه الهمجي في مدرسة غامبيتا الثانوية في منطقة أراس شمال فرنسا. لكن وخلف الظل الطويل لهذا الإرهابي المولود في عام 2003، والذي كانت أجهزة الأمن تضعه تحت نصب أعينها منذ الصيف الماضي وتُصنّفه على أنّه خطر مُحتمل كبير، فقد اكتشف الفرنسيون، مذهولين، ملامح عائلة إرهابية تنحدر من إنغوشيا الروسية وتُجسّد أسوأ أنواع التطرّف والتشدّد الديني.

وكان قد تم ترحيل والد موغوشكوف من فرنسا في العام 2018 بتهمة التطرف، كما سُجن شقيقه الأكبر لمشاركته في هجوم مخطط له كان يستهدف قصر الإليزيه. وسبق أن خضعت عائلة المهاجم بأكملها لإجراءات ترحيل تمّ إلغاؤها لاحقاً.

ونبّهت بيرجود-بلاكلر إلى أنّه من غير المرجح أن هذه الهجمات العديدة التي بدأ تنفيذها في إطار العائلة الواحدة في فرنسا منذ عام 1989 تحديداً، بتحريض إخواني، قد استمرّت بانتظام لا تشوبه شائبة على مدى 3 أجيال من المسلمين المولودين في أوروبا، وسوف تتواصل بالتأكيد إذا لم يتم التفكير فيها بعناية وتكثيف الجهود الأمنية والاستخباراتية لمنع وقوعها.

“The Bergeaud-Blackler controversy shows that Islamophobia
has became a weapon against academic freedom used by both sides.”
Read: Islamophobia in Academia : The Bergeaud-Blackler Controversy In France.⤵️https://t.co/VJmcsOzXrp pic.twitter.com/SJvsbN7GRI

— Euro-Islam (@Islam_inEurope) May 26, 2023

يُشار إلى أنّ بداية تأسيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا سنة 1983، وهو الأكبر والأكثر تأثيراً في أوروبا، جاءت وفقاً لفكر ومبادئ وإشراف جماعة الإخوان، تعود إلى مُجرّد تجمّع عائلي لأربع جمعيات دينية كانت ذات تنظيم سري وبدأت العمل العلني في 1989، وتطوّر الاتحاد لاحقاً ليضم ما يزيد عن 250 جمعية تتبع للإخوان وتعمل بشكل أساس في نطاق العائلة والأقارب، وانبثق عنها العديد من المُدانين في أعمال إرهابية.

وحذّرت العالمة في مركز البحوث الفرنسي، من أنّ جماعة الإخوان في أوروبا قد أعطت لنفسها مهمة بناء مجتمع إسلامي بأسلحة المجتمعات الغربية، التي يعتقدون أنها قادرة على توفير التوجيه والحماية والمعنى الذي يفتقرون إليه. وجددت تحذيرها من أنّ الإخوان يفكرون ويعملون بصبر واسع، ولديهم مشروع طويل الأمد يسعون لتنفيذه كاملاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تنظيم الإخوان فرنسا جماعة الإخوان فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

لـ 17 فبراير.. تأجيل محاكمة متهم في «خلية العجوزة الإرهابية»

أجلت الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة العليا، المنعقدة في محكمة بدر، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربيني، اليوم الأحد، محاكمة أحد المتهمين بالانضمام إلى جماعة إرهابية في القضية المعروفة إعلاميًا بـ «خلية العجوزة الإرهابية»، لجلسة 17 فبراير المقبل.

خلية العجوزة الإرهابية

وجاء في أمر إحالة المتهمين في خلية داعش العجوزة، أنهم خلال الفترة من 2013 حتى يناير 2017، تولى المتهم الأول قيادة جماعة إرهابية، الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام الحالي، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر.

وأكد أمر الإحالة أن المتهمين من الثاني حتى الأخير، انضموا إلى جماعة إرهابية مع علمهم بأغراضها، والمتهمون من الأول حتى السابع، وأيضًا الثاني عشر مولوا جماعة إرهابية بأموال ومعلومات، بهدف استخدامها في جرائم إرهابية.

اقرأ أيضاًتأجيل محاكمة 21 متهمًا في قضية «مجموعات العمل النوعي» لـ 15 فبراير

10 قضايا مخدرات.. ضربات مستمرة ضد تجار «الكيف» في دمياط وأسوان

مقالات مشابهة

  • سجلات الدم.. جرائم جماعة الإخوان الإرهابية تكشف الوجه الحقيقي للتنظيم
  • أستاذ تاريخ حديث: كل الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان
  • أنواع الشائعات التي يروج لها جماعة الإخوان الإرهابية.. «وهمية وعنيفة»
  • فرنسا تُكرّم عالمة أنثروبولوجيا تصدّت لأيديولوجيا الإخوان
  • تبون عن ادعاء وجود مساعادات فرنسية إلى الجزائر.. لا نحتاج إلا لله (شاهد)
  • مصدر أمني ينفي مزاعم جماعة الإخوان الإرهابية عن واقعة تشاجر بـ6 أكتوبر
  • الجماعة التي اختطفت الثورة.. الإخوان سجل حافل من الإجرام
  • حزب الريادة: المصريون يتصدون بحزم لشائعات جماعة الإخوان الإرهابية
  • لـ 17 فبراير.. تأجيل محاكمة متهم في «خلية العجوزة الإرهابية»
  • حكاية الشهيد وائل طاحون.. اغتالته جماعة الإخوان الإرهابية بـ45 رصاصة