عالمة فرنسية تبحث في ظاهرة العائلات المُتطرّفة لدى تنظيم الإخوان الإرهابي
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
حذّرت الباحثة الفرنسية البلجيكية فلورنس بيرجود-بلاكلر، من أنّ الهجمات على المدارس والعلمانية في فرنسا لها أسس فكرية واضحة من جانب جماعة الإخوان الإرهابية، داعية للبحث في خطبهم وتحليل تصريحاتهم المتشددة، إذ أنّها تكشف بوضوح أنّهم يفعلون ما يقولون ويُجاهرون بما يقومون به.
وأشارت عالمة الأنثروبولوجيا في المركز الفرنسي الوطني للبحوث العلمية، إلى أنّه لا يُمكن أن نفهم الهجمة الإسلاموية الفعلية والمجازية التي تتعرّض لها مدارس فرنسا وعلمانيتها، إذا لم نأخذ في الاعتبار الأسس الفكرية والأيديولوجية لتنظيم الإخوان.
وفي تصريحات لها حول حادثة مقتل مدرس فرنسي جديد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على أيد إرهابي شيشاني ينحدر من عائلة جميع أفرادها مُتّهمون بالتطرّف والعنف، أكدت بيرجود-بلاكلر أنّه في سديم الإسلاميين المُتشدّدين، أصبحت الوحدات العائلية المُتعصّبة بمثابة صداع وقلق كبيرين لأجهزة مكافحة الإرهاب في فرنسا.
الرأي العام في #فرنسا يضغط لحظر جماعة الإخوان الإرهابية https://t.co/6L7K5eIWi4
— 24.ae (@20fourMedia) November 7, 2023ونبّهت إلى حقيقة أنّ أفراد العائلات المُتطرّفة مُتحدّون بروابط الدم المقدسة فيما بينهم، ويتخذون من الكذب ومحاولات التخفّي وستار الدين وسائل لهم في دعواتهم وأعمالهم الإرهابية. كما ويظهر هؤلاء الأعضاء مُجتمعين، الذين غالباً ما يتحدّون حظرهم، في صورة هذه العائلات التي غادرت في عام 2012، للقيام بما يُسمّونه عمليات جهادية في العراق وسوريا، وخاصة في ظلّ راية تنظيم داعش الإرهابي، الذي فتح ذراعيه للنساء والأطفال منذ عام 2013.
وأكدت الباحثة الفرنسية أنّ هذه المنظمة الإرهابية بالتحديد، هي التي تعهّد محمد موغوشكوف بالولاء لها قبل تنفيذ هجومه الهمجي في مدرسة غامبيتا الثانوية في منطقة أراس شمال فرنسا. لكن وخلف الظل الطويل لهذا الإرهابي المولود في عام 2003، والذي كانت أجهزة الأمن تضعه تحت نصب أعينها منذ الصيف الماضي وتُصنّفه على أنّه خطر مُحتمل كبير، فقد اكتشف الفرنسيون، مذهولين، ملامح عائلة إرهابية تنحدر من إنغوشيا الروسية وتُجسّد أسوأ أنواع التطرّف والتشدّد الديني.
وكان قد تم ترحيل والد موغوشكوف من فرنسا في العام 2018 بتهمة التطرف، كما سُجن شقيقه الأكبر لمشاركته في هجوم مخطط له كان يستهدف قصر الإليزيه. وسبق أن خضعت عائلة المهاجم بأكملها لإجراءات ترحيل تمّ إلغاؤها لاحقاً.
ونبّهت بيرجود-بلاكلر إلى أنّه من غير المرجح أن هذه الهجمات العديدة التي بدأ تنفيذها في إطار العائلة الواحدة في فرنسا منذ عام 1989 تحديداً، بتحريض إخواني، قد استمرّت بانتظام لا تشوبه شائبة على مدى 3 أجيال من المسلمين المولودين في أوروبا، وسوف تتواصل بالتأكيد إذا لم يتم التفكير فيها بعناية وتكثيف الجهود الأمنية والاستخباراتية لمنع وقوعها.
“The Bergeaud-Blackler controversy shows that Islamophobia
has became a weapon against academic freedom used by both sides.”
Read: Islamophobia in Academia : The Bergeaud-Blackler Controversy In France.⤵️https://t.co/VJmcsOzXrp pic.twitter.com/SJvsbN7GRI
يُشار إلى أنّ بداية تأسيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا سنة 1983، وهو الأكبر والأكثر تأثيراً في أوروبا، جاءت وفقاً لفكر ومبادئ وإشراف جماعة الإخوان، تعود إلى مُجرّد تجمّع عائلي لأربع جمعيات دينية كانت ذات تنظيم سري وبدأت العمل العلني في 1989، وتطوّر الاتحاد لاحقاً ليضم ما يزيد عن 250 جمعية تتبع للإخوان وتعمل بشكل أساس في نطاق العائلة والأقارب، وانبثق عنها العديد من المُدانين في أعمال إرهابية.
وحذّرت العالمة في مركز البحوث الفرنسي، من أنّ جماعة الإخوان في أوروبا قد أعطت لنفسها مهمة بناء مجتمع إسلامي بأسلحة المجتمعات الغربية، التي يعتقدون أنها قادرة على توفير التوجيه والحماية والمعنى الذي يفتقرون إليه. وجددت تحذيرها من أنّ الإخوان يفكرون ويعملون بصبر واسع، ولديهم مشروع طويل الأمد يسعون لتنفيذه كاملاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تنظيم الإخوان فرنسا جماعة الإخوان فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
تطور جديد في العملية سيرلي التي نفذتها فرنسا لتصفية مدنيين في مصر
أعلنت المحكمة الأوروبية عن خطوات جديدة لتقدم قضية ضد "عملية سيرلي" إلى المراحل الأولى من الإجراءات، عقب نشر المحكمة إخطاراً على موقعها الرسمي بشأن خطوات قضية قدمت لها للتحقيق في "جرائم مزعومة ضد المدنيين" ارتكبتها فرنسا بالتعاون مع السلطات المصرية.
كما أبلغت المحكمة فرنسا بالقضية وطرحت عليها مجموعة من الأسئلة منها ما هو حول التزام الجمهورية الفرنسية بالتحقيق في القتلى المدنيين بسبب "عملية سيرلي"، إضافة إلى مدى كفاية وفعالية الإجراءات للتحقيق والفصل الكامل في الشكوى.
المحامية الدولية ديكستال توضح ما معني وما اهمية قبول قضية العملية سيرلي المقدمة ضد الحكومة الفرنسية و النظام المصري في المحكمة الأوروبية بعد أن رفضتها فرنسا !
اليوم بإذن الله الاثنين العاشرة مساء بتوقيت القاهرة علي صفحة حزب امل مصر @amlmasr2011 موعدنا علي تويتر مع الفريق… pic.twitter.com/fMgRpSJOoJ — Mohamed Ismail (@Mohamed71935373) November 11, 2024
وطالب مقدمو القضية بتحديد المسؤولين الفرنسيين والمصريين عن هذه العملية، ومحاكماتهم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية استمرت لسنوات، وتحديداً في الفترة من 2015 إلى 2019.
ما هي "عملية سيرلي"؟
بدأت "عملية سيرلي" في شباط/فبراير 2016 كنتيجة لاتفاق سري بين الحكومة الفرنسية للتعاون في مكافحة الإرهاب. وكشف موقع "ديسكلوز" في عام 2021 عن تفاصيل العملية، حيث كانت تركز على المراقبة الجوية على الحدود المصرية.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام، كشف الموقع عن استخدام العملية بشكل رئيسي من قبل السلطات المصرية لاستهداف المدنيين في عمليات تهريب وتنفيذ إعدامات خارج نطاق القانون، بدلاً من محاربة الإرهاب.
وقد أظهرت بيانات تحديد المواقع تورط مشغلي العملية في استهداف المدنيين، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص.
رغم التحذيرات المتكررة من قبل المشغلين الفرنسيين لرؤسائهم بين عامي 2016 و2019 بشأن الاستخدام غير القانوني للعملية، استمر اهتمام فرنسا بتطبيقها لمكافحة الإرهاب.
وأعلنت وزارة القوات المسلحة الفرنسية في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2021 عن تحقيق داخلي حول المعلومات التي تم كشفها، إلا أن نتائجه ظلت سرية، وخلصت إلى عدم تحميل الوزارة أي مسؤولية.
اعتقال صحفية
وفي أيلول/سبتمبر 2023 تم احتجاز الصحفية المستقلة أريان لافريو من قبل عملاء المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي، وذلك بعد نشرها تقارير حول عملية سيرلي عبر موقع "ديسكلوز" في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.
????"C'est une technique de manipulation des services de renseignement pour vous faire passer à table."@AriaLavrilleux sort de 39h de garde vue par la DGSI pour avoir enquêté sur les exportations d'armements de la France vers les dictatures. @Disclose_ngo
Elle témoigne pour RSF ↓ pic.twitter.com/WJlL3wZxEC — RSF (@RSF_inter) September 21, 2023
وقد تم استجوابها لمدة 48 ساعة، رغم أنها لم تُتهم بشكل رسمي. ومع ذلك، قدمت وزارة القوات المسلحة الفرنسية شكوى قانونية ضدها بتهمة "انتهاك أسرار الدفاع الوطني".
وقوبلت هذه الخطوة بانتقاد واسع من قبل جماعات حقوقية، التي اعتبرتها هجومًا خطيرًا على حرية الإعلام وتعرضًا لسرية مصادر الصحفيين، حيث وصفها "مراسلون بلا حدود" بأنها خطوة تقوض حرية الصحافة بشكل جاد.